الخيارات الرئيسية الاستراتيجية الأمريكية للتعامل مع الثورية العالمية ومنها الكورية الشمالية
الحسابات معقدة جدا فوق أي تصور ........... لأن الموضوع لا يتعلق بالصراع على المستوى الكوري بقدر تعلقه بتداخلات وتعقيدات الصراع العالمي الكبير
وأمريكا في الحالة الكورية لا تمتلك إلا التراجع أو لو غامرت بالتصعيد فستكون فيها نهاية أمريكا الحتمية ... لأن المشكلة الحقيقية للأمريكان ليست كوريا الشمالية فحسب فكل ما تكرارها لكل أعداء أمركيا والمتربصين بها بداية من الجماعات الإسلامية المتناثرة حول العالم والتي تحمل ثارات لا تنتهي ضد أمريكا وحتى الوصول لروسيا والصين وغيرهما.
وإذا لم ترد أمريكا على الضربات الكورية فهذا انهاء فعلي مباشر للشكل الأمبراطوري الامريكي فضلا عن الخسائر الجنونية الشاملة وعودة أمريكا عدة عقود للوراء.
ومجرد محاولة الرد على الضربات الافتراضية لكوريا الشمالية سيوجه معظم الأساطيل الأمريكية لمواجهة كوريا الشمالية وبالتالي أمريكا نفسها ستقضي على مصدر قوتها الأساسي الرئيسي من الأساطيل العائمة الكبرى أما بالدخول في مواجهة لا عقلانية مطلقا مع كوريا الشمالية أو بالسكوت وتقبل ضربات غير ممكن تحملها خوفا من الأعداء المتربصين حول العالم كله.
الخلاصة أن مشكلة أمريكا مع كوريا الشمالية ليست في التعامل مع كوريا الشمالية ولكن المشكلة الكارثية التي معظم أو كل احتمالاتها تؤدي لتفككك أمريكا هي مشكلة التعامل الأمريكي مع شتى القوى العالمية المتربصة بها حال حاولت أمريكا الاستفراد بكوريا الشمالية.
الموضوع معقد جدا لدرجة أن أبسط الحسابات فيه معقدة ... لكن لا أظن أمام أمريكا أي خيار عقلاني إلا التراجع أمام القيادة الثورية العالمية وأمام الحالة الثورية الكورية الشمالية المتمردة على أمريكا ونظامها العالمي المزعوم.
وإذا لم تتراجع أمريكا فستكتب على نفسها خيارات أقلها مطلقا قد يكون هو الحرب النووية نفسها.
خالص تحياتي.