قاذفة اللهب سلاح حربي يُطلق سيلاً من الوقود الحارق، تمامًا كما يندفع الماء من خرطوم الحريق. يندفع اللهب من فوهة مدفع اللهب الذي يوصله أنبوب مرن بصهريجين للوقود في مؤخرة المشغِّل. ويوجد صهريج آخر بين صهريجي الوقود لتزويد الآلة بالهواء المضغوط اللازم لدفع الوقود خلال المدفع. تزن قاذفات اللهب المحمولة ما مجموعه 30كجم تقريبًا وقت الإطلاق.
اخترع الألمان قاذفات اللهب واستخدموها خلال الحرب العالمية الأولى، إلا أنها لم تستخدم على نطاق واسع إلا بعد أن استخدمتها الولايات المتحدة ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م). وكان الجنود في الماضي يستخدمون قاذفات اللهب ضد التحصينات التي لم يكن من الميسور الاستيلاء عليها بالبنادق العادية. ومن ثَمَّ صارت قاذفات اللهب سلاحًا يهابه الأعداء. وكثيرًا ما كان الجنود الذين يسخرون من طلقات البندقية العتيقة، يوُلون الأدبار في هلع لمجرد رؤية لسان اللهب الطويل اللافح ينطلق بسرعة نحوهم.
كان الوقود المستخدم في قاذفات اللهب إبان الحرب العالمية الأولى مزيجًا من النفط والزيت. أما خلال الحرب العالمية الثانية فقد طُور وقود من البترول الهلامي يسمى النابالم. انظر: النابالم. واستطاع الجنود باستخدام النابالم أن يطلقوا اللهب بالقاذفات المحمولة إلى مسافة تبلغ نحو 60م. أما قاذفات اللهب المركبة على الدبابات فيمكنها أن تصل إلى أهداف يصل مداها إلى 230م. وعندما يصيب الوقود الهلامي هدفه، فإنه يتناثر على هيئة نقاط أو كرات صغيرة لزجة، وهذه الكرات يمكن أن تدخل بقوة من خلال ثغرات صغيرة إلى التحصينات. ويتعلق النابالم بالهدف أو الجسم ومن العسير إخماد ناره.
منذ الأربعينيات من القرن العشرين الميلادي أفادت قاذفات اللهب الحياة المدنية من عدة وجوه. فالمزارعون يستخدمون قاذفات اللهب للتخلص من الأعشاب والحشرات الضارة كاليرقات وخلافها. كما يمكن تحطيم الصخور وإذابة الجليد بقاذفات اللهب.