شكرا على ردك و ما رأيك في احتمال أن الدولة تخطط لرفع الكثافة السكانية بنواحي الداخلة هل هي بسبب أو لتوفير اليد العاملة بالميناء الجديد أو منطقة صناعية جديدة
سبق لي الرد على هذا السؤال من قبل وكان كما يلي :
الحل في قضية الصحراء لا يجب ان يتم التركيز فيه على المقاربات السياسية والعسكرية بل يجب ان يشمل المقاربات الديموغرافية والاقتصادية والثقافية وساحاول ان اشرح ذلك ...
يجب ان نستمر في تطوير الاقاليم الجنوبية على المستوى الاقتصادي (ولكن ليس على حساب المناطق الاخرى ) ،يجب تشجيع سكان مناطق وسط البلاد والشمال والشرق على الاستقرار في الاقاليم الجنوبية للمملكة من اجل كسب المعركة الديموغرافية مستقبلا ، يجب ايضا الاهتمام وترقية الثقافات الحسانية وعدم الخوف من الاقتراب من هاته الثقافة من قبل كافة المغاربة للوصول الى ما يسمى باستيعاب Assimilation المجتمع الحساني في الثقافة المغربية الجامعة لكل الثقافات المتنوعة في البلاد.يجب التقريب بين السكان الاصليين لتلك المناطق والوافدين الجدد المستقرين حديثا وتشجيع الزيجات المشتركة وفي المقابل تشجيع الصحراويين المغاربة على الاستقرار في باقي المدن المغربية بنفس الحقوق والواجبات .على فكرة يجب التوقف عن ثقافة الريع والكارطيات في الصحراء لانها لم تعد تجدي نفعا ولها آثار عكسية ويمكنني ان اعود لها لاحقا...
بالنسبة لنا اهم هدف يجب ان نحققه في الوقت الراهن هو تحقيق توازن المعادلة التالية : يجب ان تكون استثماراتنا في الصحراء مربحة بدرجة تسمح لنا بتغطية تكاليف الانفاق العسكري هناك والانفاق المدني (بنية تحتية ومؤسسات ) وهو ما ننجح فيه حاليا عن طريق استغلالنا لثروات الفوسفات والصيد البحري والسياحة (الداخلة) والطاقات المتجددة (حقول انتاج الكهرباء بواسطة الرياح) والفلاحة والنشاط الرعوي (تربية الابل) وقريبا استغلال معادن هامة من قبيل الليثيوم والكوبالط وربما اكتشاف الغاز والنفط مستقبلا.ودون ان ننسى ما نكسبه من عبور الشاحنات المغرب عبر الكركارات لبيع سلعنا ومنتوجاتنا في دول غرب افريقيا بكلفة لوجيسيتيكية مقبولة..يجب ان نخلق مزيدا من فرص الشغل ليس فقط للسكان المحليين بل ايضا للقادمين من مختلف مناطق المملكة ...يجب ان نستغل كل الفرص الاستثمارية والاقتصادية هناك كي لا يتأثر بلادنا بالمجهوذ الحربي هناك وكي لا نكرر اخطاء ما قبل 1990...كنا في مواجهة حرب ضروس دون ان نتمكن من استغلال ثروات الصحراء ... لا ابالغ اذا قلت اننا يمكن ان نجني 3,5 مليار دولار من تصدير الفوسفات والاسمدة من الصحراء عند دخول المجمع الجديد ديال المكتب الشريف للفوسفات للخدمة العام المقبل (سوف ينتج مليون طن من الاسمدة ونصف مليون طن من الحمض الفوسفوري كما ان انتاج الفوسفات الخام من منجم بوكراع سوف ينتقل من 3,9 مليون طن حاليا الى 9 مليون طن) يمكن ايضا ان تصل عائداتنا من تصدير الاسماك ووالرخويات هنال سنويا الى مليار دولار ، هناك 5 قرى للصيد قيد الانجاز ما بين الداخلة والكركارات ...السياحة في الداخلة يمكن ان تجلب لنا 1 مليار دولار سنويا لو استطعنا الترويج للوجهة وخلق خطوط دولية مباشرة من مدن اوروبية نحو الداخلة...المنطقة لها ايضا امكانيات هائلة في مجال الطاقات المتجددة ، يمكننا انجاز 1500 ميغاواط هناك بين الطاقة الشمسية والرياح في اقل من 5 سنوات ، (على فكرة المحطة الريحية بوجدور 300 ميغاواط دخلت لمرحلة الاستغلال),
المنطقة ايضا لها قدرات فلاحية كبيرة وما مشروع المجال السقوي للداخلة 5200 هكتار بواسطة تحلية مياه البحر الا دليل على ذلك ...
المهم هو ان تكون ثروات الصحراء نعمة لنا وان تكون قادرة على تمويل النفقات العسكرية وعدم التأثير السلبي على التوازنات الماكرواقتصادية كما وقع لنا قبل 1990 بسبب الحرب ...
نحن حاليا مرتاحون في الوضعية الحالية ...بعبارة اوضح الصحراء ولات كتصرف على راسها أو تحقق معادلة التوان بين ما نكسبه هناك وما نربحه...
اي اننا في الطريق لكسب المعركة الاقتصادية يجب ان نكسب المعركة الديموغرافية والثقافية هناك .
اما المعركة الديبلوماسية فمن الطبيعي ان تكون فيها نجاحات واخفاقات لان الدول تبحث عن المصالح والرشاوي ، المهم الا نخضع للابتزاز كما يقع لجارتنا التي تضطر او اضطرت لبيع غازها باسعار تفضيلية لاسبانيا سابقا وايطاليا حاليا من اجل مواقف في قضية الصحراء... بعبارة اخرى نحن نكسب وهم يُستنزفون .
نحن في اريحية كاملة فلا الاقصاف الوهمية يصدقها احد ...لقد احسن الوزير الجزائري السابق نور الدين بوكروح الكلام حين قال المغرب الفريسة والززائر تطارد السراب " le Maroc a pris la proie, l'Algérie paye pour l'ombre". ...دعنا نستغل ثروات الصحراء وناكل آسماكها ونتمع بمحيطها الاطلسي وننتج الكهرباء بريحها وشمسها وناكل لحم جمالها ونمر عبرها لبيع سلعنا ومنتوجاتنا لاخواننا الموريتان والافارقة جنوب الصحراء ودعهم يتعرضون للحلب والاستنزاف . حتى لو بقينا هكذا 100 عام اخرى فهذا لا يضيرنا ...