كث اللغط وكثر الكلام مؤخرا حول استكشافات ضخمة جديدة للفوسفاط في النرويج تتجاوز 71 مليار طن متجاوزة بشكل الكبير الاحتياطي الذي يتوفر عليها المغرب والبالغة حوالي 50 مليار طن
ترددت قبل ان ادلي برأيي في الموضوع لكي اقوم بالتقصي جيدا في الخبر لاخرج بفرضيتين
الفرضية الاولى : الخبر مجرد خرطي ولا يعدو ان يكون مجرد اكاذيب للاستهلاك ومجرد ارقام غير دقيقة ربما لاهداف تتعلق بالشركة ووضعها المالي واسهمها في البورصة
الفرضية الثانية : نفترض ان الخبر صحيح وسنناقشه من كونه حقيقي لندرس مدى تأثيره على دور المغرب الاستراتيجي في سوق الفوسفات والاسمدة العالمي
نبداو الان بالفرضية الاولى وهي الاقرب للصواب وسأشرح لماذا :
دورت وبحثت في المواقع الرسمية للحكومة النرويجية سواء رئاسة الحكومة او وزارات الطاقة والمعادن والبيئة والطاقات المتجددة ولم اجد اي أثر للخبر رغم انه تم اطلاقه من الشركة المعنية Norge Mining منذ 2018 ، لا يمكن خبر بمثل هاته الاهمية ولا يعلق عليه اي مسؤول حكومي رسمي او الوزارات المعنية ...
وباش تعرفو ان بلاغ الشركة المعنية يخبط خبط عشواء ويطلق معلومات غير دقيقة قال ان اكبر احتياطي قبل الاكتشاف الجديد كان 50 مليار طن في الصحراء الغربية والجميع يعلم جيدا ان احتياطي بوكراع في الصحراء لا يتجاوز 1،3 مليار طن بينما اغلب احتياطي المغرب يوجد في خريبكة واليوسفية ومسقالة وبن جرير وكنتور اي في بعيدا عن الصحراء شمالا...
زدت بحثت ومشيت لموقع United States Geological Survey (USGS) الامريكي وهو الموقع الرسمي الذي يعتمد عليها لمعرفة وبالتدقيق الاحتياطات العالمية المؤكدة من الثروات الباطنية سواء المعدنية او الطاقية من نفط وغاز وبترول وفوسفات وحديد وذهب ....فلم فلم اجد اي شيء او خبر عن الموضوع رغم ان الموقع يتم تحيينه بشكل دوري وآخر تحيين شمل احتياطات الغاز الطبيعي ...في الموقع مازال المغرب متربعا على عرش احتياطي الفوسفات في العالم ولا اثر للنرويج
نزيدكم من الشعر بيتا ، جميعكم يعلم بان النرويج واحد من احد البلدان العالمية المنتجة للطاقة الاحفورية النفط والغاز واحد اكبر المصرين عالميا ، يعني ان طيلة ال 100 عاما الماضية كانت النرويج احد اكثر البلدان التي تمت فيها عمليات التنقيب والحفر والاستكشاف لدرجة ان البلاد اصبحت مثل الغربال بسبب كثرة حفر آبار النفط والغاز فكيف يعقل على انه مدى اكثر من 100 عام وعمليات الحفت هاته لم يتم اكتشاف هذا الفوسفات ...
معلومة اخرى يعلمها الجميع وهي ان الاراضي التي تكون غنية بالنفط والغاز تكون فقيرة بالفوسفات والعكس صحيح لاسباب جيولوجية تاريخية (مثلا المغرب والاردن وتونس غنية بالفوسفات وفقيرة من النفط والغاز ، السعودية غنية بالنفط والفوسفات تم اكتشافه في اماكن بعيدة جدا عن اماكن اكتشاف النفط والغاز واماكن الفوسفات لا يوجد فيها اي قطرة نفط او متر مكعب من الغاز)
الفرضية الثانية : لنفترض ان هذا الاكتشاف حقيقي ...
حتى ولو كانت الخبر حقيقيا فان الاكتشافات ستكون في اعماق كبيرة لانه لن يصدق العقل ان تلك الكميات الضخمة كانت في طبقات سطحية علوية ولم يتم اكتشافها لحد الساعة في بلد كانت الحفريات والاستكشافات واعمال الحفر والتنقيب كثيرة وشاملة طوال هاته السنوات ... وتصوروا معي الكلفة الكبيرة لاستخراج الاطنان من الاتربة الفوسفاتية والطاقة التي يحتاج اليها ، لاحظوا معي ان النفط سائل ويكفي استخراجه من الاعماق عن طريق الضغط ومع ذلك تصل احيانا تكلفة استخراج 1 برميل ل 60 دولارا فكم سيكلف استخراج 1 طن من الفوسفات في اعماق الارض ...هل تعرف لماذا تم التخلي عن عشرات الالاف من المناجم ديال الحديد والفحم وغيرها عبر انحاء العالم السبب التكلفة ديال الاستخراج وكلما زاد العمق كلما زادت التكلفة ، لذلك الجميع يعرف لماذا من الغباء تصدير الاسمنت او تصدير الحديد خاما ...بكل بساطة بسبب التكاليف اللوجيستيكية....
ليس هذا فقط تعلمون ان النرويج من الدول الموقعة على اتفاقيات الحد من انبعاثات الكربون وان كل دولة لها الحق في حد معين من انبعاثات الكربون والا فهي مضطرة لتسديد ما يسمى Carbon Tax وتعلمون جيدا ان الصناعات الكيماوية المرتبطة بالفوسفات والاسمدة ملوثة جدا ما يعني ان النرويج لا يمكنها ان تنتج وتصنع الا حدا معينا من الاسمدة وعليها نقل الانتاج الى دول اخرى من اجل تصنيع الفوسفات الخام وتحويله وهنا يطرح مجددا اشكال الكلفة اللوجيستيكية لنقل الفوسفات الخام من النرويج لدول اخرى من اجل تصنيعه . شوفو فين جات النرويج وفين جات اقرب دول غير اوروبية يمكن ان تقبل بانشاء صناعات كيماوية ملوثة ، بلا ما نهضر على الضغط ديال الساكنة المحلية واحزاب الخضر هناك ، اصلا الحكومة واحلا معهم في استغلال النفط والغاز بل حتى مراوح الطاقة الريحية تجد معارضة كبيرة هناك ...
+ حتى لو دخلت النروي للسوق العالمية فالمغرب لا يخشى المنافسة لماذا بكل بساط لان القطاع في المغرب تنافسي : كلفة الاستخراج : اغلب المناجم في المغرب سطحية ، كلفة النقل وموقع المغرب الاستراتيجي + كتلة الاجور ، العمال في المغرب في هاد القطاع لا يتعدى معدل اجورهم 1000 دولار في الشهر بينما لا يمكن للعمال في النرويج ان يقبلوا بالعمل في هذا القطاع باقل من 10.000 دولار شهريا ...
ثم لا ننسى ان المكتب الشريف للفوسفات سوف تكون له اسبقية الاعتماد على الطاقات المتجددة الشمس والرياح يعني الكلفة الانتاجية اكثر تنافسية من غيره
+ جميعنا يعلم ان الاحتباس الحراري تسبب في تغيرات مناخية كبيرة ة وبسببها سوف تتحول اراضي كبيرة في سيبيريا وكندا لاراضي صالحة للزراعة اضف الى ذلك الى ان عدد سكان العالم في تزايد رهيب ويمكن ان يصل الى 9،5 مليار شخص في 2050 ما يعني طلب اكثر على الغذاء يعني طلب اكثر على الاسمدة ما يعني ان السوق يتسع للجميع المغرب والنرويج وغيرهم ...
كل ما انصح به الحكومة المغربية حاليا هو التفكير في انشاء مجموعة دولية لمنتجي الفوسفات والاسمدة على غرار مجموعة الاوبيك من اجل التحكم في الاسعار والتنسيق حول كميات الانتاج حتى لا تنهار الاسعار مجددا ...
النتيجة سواء كان الخبر صحيحا او مجرد خزعبلات فان المغرب سوف تكون له مكانته الاستراتيجية في سوق الفوسفات والاسمدة ...
واختم بالمثل الشعبي: اللي يتمنى خير ملي يستنى و لي يستنى خير ملي يقطع لياس
دعهم يتمنون وجود الفوسفات عند النرويج وزوال النعمة عندما فالاماني والاحلام مجانية
ترددت قبل ان ادلي برأيي في الموضوع لكي اقوم بالتقصي جيدا في الخبر لاخرج بفرضيتين
الفرضية الاولى : الخبر مجرد خرطي ولا يعدو ان يكون مجرد اكاذيب للاستهلاك ومجرد ارقام غير دقيقة ربما لاهداف تتعلق بالشركة ووضعها المالي واسهمها في البورصة
الفرضية الثانية : نفترض ان الخبر صحيح وسنناقشه من كونه حقيقي لندرس مدى تأثيره على دور المغرب الاستراتيجي في سوق الفوسفات والاسمدة العالمي
نبداو الان بالفرضية الاولى وهي الاقرب للصواب وسأشرح لماذا :
دورت وبحثت في المواقع الرسمية للحكومة النرويجية سواء رئاسة الحكومة او وزارات الطاقة والمعادن والبيئة والطاقات المتجددة ولم اجد اي أثر للخبر رغم انه تم اطلاقه من الشركة المعنية Norge Mining منذ 2018 ، لا يمكن خبر بمثل هاته الاهمية ولا يعلق عليه اي مسؤول حكومي رسمي او الوزارات المعنية ...
وباش تعرفو ان بلاغ الشركة المعنية يخبط خبط عشواء ويطلق معلومات غير دقيقة قال ان اكبر احتياطي قبل الاكتشاف الجديد كان 50 مليار طن في الصحراء الغربية والجميع يعلم جيدا ان احتياطي بوكراع في الصحراء لا يتجاوز 1،3 مليار طن بينما اغلب احتياطي المغرب يوجد في خريبكة واليوسفية ومسقالة وبن جرير وكنتور اي في بعيدا عن الصحراء شمالا...
زدت بحثت ومشيت لموقع United States Geological Survey (USGS) الامريكي وهو الموقع الرسمي الذي يعتمد عليها لمعرفة وبالتدقيق الاحتياطات العالمية المؤكدة من الثروات الباطنية سواء المعدنية او الطاقية من نفط وغاز وبترول وفوسفات وحديد وذهب ....فلم فلم اجد اي شيء او خبر عن الموضوع رغم ان الموقع يتم تحيينه بشكل دوري وآخر تحيين شمل احتياطات الغاز الطبيعي ...في الموقع مازال المغرب متربعا على عرش احتياطي الفوسفات في العالم ولا اثر للنرويج
نزيدكم من الشعر بيتا ، جميعكم يعلم بان النرويج واحد من احد البلدان العالمية المنتجة للطاقة الاحفورية النفط والغاز واحد اكبر المصرين عالميا ، يعني ان طيلة ال 100 عاما الماضية كانت النرويج احد اكثر البلدان التي تمت فيها عمليات التنقيب والحفر والاستكشاف لدرجة ان البلاد اصبحت مثل الغربال بسبب كثرة حفر آبار النفط والغاز فكيف يعقل على انه مدى اكثر من 100 عام وعمليات الحفت هاته لم يتم اكتشاف هذا الفوسفات ...
معلومة اخرى يعلمها الجميع وهي ان الاراضي التي تكون غنية بالنفط والغاز تكون فقيرة بالفوسفات والعكس صحيح لاسباب جيولوجية تاريخية (مثلا المغرب والاردن وتونس غنية بالفوسفات وفقيرة من النفط والغاز ، السعودية غنية بالنفط والفوسفات تم اكتشافه في اماكن بعيدة جدا عن اماكن اكتشاف النفط والغاز واماكن الفوسفات لا يوجد فيها اي قطرة نفط او متر مكعب من الغاز)
الفرضية الثانية : لنفترض ان هذا الاكتشاف حقيقي ...
حتى ولو كانت الخبر حقيقيا فان الاكتشافات ستكون في اعماق كبيرة لانه لن يصدق العقل ان تلك الكميات الضخمة كانت في طبقات سطحية علوية ولم يتم اكتشافها لحد الساعة في بلد كانت الحفريات والاستكشافات واعمال الحفر والتنقيب كثيرة وشاملة طوال هاته السنوات ... وتصوروا معي الكلفة الكبيرة لاستخراج الاطنان من الاتربة الفوسفاتية والطاقة التي يحتاج اليها ، لاحظوا معي ان النفط سائل ويكفي استخراجه من الاعماق عن طريق الضغط ومع ذلك تصل احيانا تكلفة استخراج 1 برميل ل 60 دولارا فكم سيكلف استخراج 1 طن من الفوسفات في اعماق الارض ...هل تعرف لماذا تم التخلي عن عشرات الالاف من المناجم ديال الحديد والفحم وغيرها عبر انحاء العالم السبب التكلفة ديال الاستخراج وكلما زاد العمق كلما زادت التكلفة ، لذلك الجميع يعرف لماذا من الغباء تصدير الاسمنت او تصدير الحديد خاما ...بكل بساطة بسبب التكاليف اللوجيستيكية....
ليس هذا فقط تعلمون ان النرويج من الدول الموقعة على اتفاقيات الحد من انبعاثات الكربون وان كل دولة لها الحق في حد معين من انبعاثات الكربون والا فهي مضطرة لتسديد ما يسمى Carbon Tax وتعلمون جيدا ان الصناعات الكيماوية المرتبطة بالفوسفات والاسمدة ملوثة جدا ما يعني ان النرويج لا يمكنها ان تنتج وتصنع الا حدا معينا من الاسمدة وعليها نقل الانتاج الى دول اخرى من اجل تصنيع الفوسفات الخام وتحويله وهنا يطرح مجددا اشكال الكلفة اللوجيستيكية لنقل الفوسفات الخام من النرويج لدول اخرى من اجل تصنيعه . شوفو فين جات النرويج وفين جات اقرب دول غير اوروبية يمكن ان تقبل بانشاء صناعات كيماوية ملوثة ، بلا ما نهضر على الضغط ديال الساكنة المحلية واحزاب الخضر هناك ، اصلا الحكومة واحلا معهم في استغلال النفط والغاز بل حتى مراوح الطاقة الريحية تجد معارضة كبيرة هناك ...
+ حتى لو دخلت النروي للسوق العالمية فالمغرب لا يخشى المنافسة لماذا بكل بساط لان القطاع في المغرب تنافسي : كلفة الاستخراج : اغلب المناجم في المغرب سطحية ، كلفة النقل وموقع المغرب الاستراتيجي + كتلة الاجور ، العمال في المغرب في هاد القطاع لا يتعدى معدل اجورهم 1000 دولار في الشهر بينما لا يمكن للعمال في النرويج ان يقبلوا بالعمل في هذا القطاع باقل من 10.000 دولار شهريا ...
ثم لا ننسى ان المكتب الشريف للفوسفات سوف تكون له اسبقية الاعتماد على الطاقات المتجددة الشمس والرياح يعني الكلفة الانتاجية اكثر تنافسية من غيره
+ جميعنا يعلم ان الاحتباس الحراري تسبب في تغيرات مناخية كبيرة ة وبسببها سوف تتحول اراضي كبيرة في سيبيريا وكندا لاراضي صالحة للزراعة اضف الى ذلك الى ان عدد سكان العالم في تزايد رهيب ويمكن ان يصل الى 9،5 مليار شخص في 2050 ما يعني طلب اكثر على الغذاء يعني طلب اكثر على الاسمدة ما يعني ان السوق يتسع للجميع المغرب والنرويج وغيرهم ...
كل ما انصح به الحكومة المغربية حاليا هو التفكير في انشاء مجموعة دولية لمنتجي الفوسفات والاسمدة على غرار مجموعة الاوبيك من اجل التحكم في الاسعار والتنسيق حول كميات الانتاج حتى لا تنهار الاسعار مجددا ...
النتيجة سواء كان الخبر صحيحا او مجرد خزعبلات فان المغرب سوف تكون له مكانته الاستراتيجية في سوق الفوسفات والاسمدة ...
واختم بالمثل الشعبي: اللي يتمنى خير ملي يستنى و لي يستنى خير ملي يقطع لياس
دعهم يتمنون وجود الفوسفات عند النرويج وزوال النعمة عندما فالاماني والاحلام مجانية
التعديل الأخير: