تطور اسعار الفوسفات الخام خلال آخر 12 شهرا ...
لمن يتابع اسعار الفوسفات منذ سنوات سوف يعرف ان هناك تدوير لفترات ارتفاع الاسعار وفترات انخفاض الاسعار وكل دورة لا تتجاوز عامين ونصف كاقصى تقدير لكن هاته المرة ولله الحمد نحن في السنة الرابعة تقريبا لدورة ارتفاع الاسعار Cycle de croissance des prix واتوقع ان تستمر هاته الدورة لعامين الى 4 سنوات القادمة بحول الله والاسباب يمكن ان الخصها في ما يلي :
الحرب الاكرانية الروسية والتي من المتوقع ان تطول وتستمر لانها اصبحت حرب وجودية للروس واصبحت مسألة كرامة للغرب الذين لن يقبلوا ابدا الهزيمة امام الروس بل من الممكن ان تتوسع رقعة الحرب لكي تشمل جورجيا وبيلاروسيا وبولونيا ودول البلطيق
ـ قرار الصين فرض قيود على صادرات الفوسفات والأسمدة الصينية حفاظا على مخزونها الاستراتيجي من الفوسفات (الصين هي اكبر منتج للفوسفات في العالم ), ، امريكا ايضا تسير في نفس الاتجاه للحفاظ على احتياطيها من الفوسفات
ـ آثار ازمة كورونا والحرب الاكرانية على تغيير الدول لاولوياتها وعلى رأسها تحقيق الامن الغذائي ، العديد من الدول التي كانت تفضل استيراد المواد الفلاحية والغذائية من الخارج بسبب رخص آلاسعار في السوق الدولية اصبحت تفضل تشجيع الانتاج المحلي ولو بتكلفة اكبر من الاستيراد حتى لا تكون تحت رحمة دول اخرى وتحت رحمة تقلبات الاسعار في الاسواق العالمية (اسعار المواد الغذائية تضاعفت بسبب ازمة كورونا والحرب الاكرانية ) ، العديد من الدول قامت بتوسيع المساحات الزراعية وهو ما يعني ارتفاع الطلب على الاسمدة وبالتالي الفوسفات ...
امامنا 4 سنوات على الاقل باسعار فوسفات مرتفعة يجب ان نستفيد منها (كل الثقة في التراب مدير OCP) واهم ما يجب ان نقوم به هو Fidélisation لزبنائنا المشترين لاسمدتنا وطبعا تطبيق المخطط الاستثماري للمكتب الشريف للفوسفات للفترة 2023ـ2027 بحذافره والذي سوف يكون له أثر كبير على نسب النمو في اقتصادنا
المنافس الحقيقي لنا في السنوات القليلة القادمة في مجال الفوسفات والاسمدة هو السعودية بسبب تكاليف الانتاج لكننا سوف نستعمل ورقتنا الرابحة لكي نكون في مستوى المنافسة وهي Décarbonisation
اعتقد انه حان الوقت للتفكير في انشاء مجموعة اقتصادية للدول المنتجة والمصدرة للفوسفات تضم المغرب والسعودية والاردن ومصر وتونس والبيرو والصين والعراق وروسيا ...من اجل التحكم في الاسعار والتنسيق في كوطا الانتاج كما يجري في الاوبيك وسوق النفط