دخلت العاصمة العلمية تجربة استعمال موارد مائية غير تقليدية لسقي مساحاتها الخضراء، وذلك بهدف ترشيد استهلاك الماء الصالح للشرب، معتمدة في مرحلة أولى على المياه السطحية، في انتظار خروج محطة خاصة للمعالجة إلى النور. وقررت مدينة فاس تقليص ومنع سقي المجال الأخضر بالماء الصالح للشرب واللجوء إلى المياه السطحية التي غطت 50 في المائة من هاته المساحات بفضل الأمطار الأخيرة. وقررت وزارة الداخلية مؤخرا تخصيص غلاف مالي قدره 200 مليون درهم، لتشييد محطة لمعالجة المياه العادمة بمبلغ 300 مليون درهم. وتتوفر المدينة على محطة متخصصة في معالجة المياه العادمة قبل تصريفها في حوض سبو، إذ مكنت من تجنيب واد سبو من نسبة مهمة من التلوث. وتتسابق العديد من المدن المغربية على تبني حل سقي المساحات الخضراء بالمياه العادمة المعالجة، إذ يطمح المغرب إلى معالجة 325 مليون مكعب من هذه المياه في أفق 2025.
الدار البيضاء
وضع مجلس جماعة الدار البيضاء، مخططا زمنيا يهدف إلى
al3omk.com
وضع مجلس جماعة الدار البيضاء، مخططا زمنيا يهدف إلى تشييد 10 محطات لمعالجة المياه العادمة، على مرحلتين، إلى غاية 2025، بميزانية تقدر بما مجموعه 450 مليون درهما، مقسمة إلى ثلاثة أشطر، بمعدل 150 مليون درهم للشطر الواحد.
وستسهم جماعة الدار البيضاء في هذا المشروع، بـ60 في المائة ووزارة الداخلية عبر المديرية العامة للجماعات الترابية بـ40 في المائة من قيمة الغلاف المالي المقترح.
ومن المرتقب تشييد هذه المحطات الـ10 حسب برنامج عمل المجلس الجماعي المزمع المصادقة عليه يوم غد الثلاثاء من قبل لجنة الميزانية والشؤون المالية والبرمجة، في كل من العنق (قرب مسجد الحسن الثاني)، وبالقرب من القطب المالي للدار البيضاء، وسيدي مومن والبرنوصي ووسط المدينة وابن مسيك وسيدي عثمان وغيرها.
ويهدف بناء هذه المحطات، حسب المصدر ذاته، “
إلى تطوير محطات معالجة مياه الصرف الصحي القائمة للسماح بإعادة استخدام مياه الصرف الصحي في سقي المساحات الخضراء وملاعب الكولف، والحفاظ بذلك على موارد المياه، وتخفيض فاتورة ليديك العالية الخاصة بالمساحات الخضراء”.
ومن المرتقب مباشرة أشغال بناء المحطات الـ5 الأولى خلال الأشهر المقبلة، بعدما سبق وأشار مسيرو المجلس الجماعي، إلى أنه سبق وتكلفت شركة التنمية المحلية الدار البيضاء للبيئة بإطلاق طلبات عروض للشركات التي ستناط لها مهمة بناء محطات معالجة المياه العادمة.
يشار إلى أن مشروع بناء الـ5 محطات لمعالجة المياه العادمة بالعاصمة الاقتصادية، “كان يجب أن ينجز قبل ثلاث سنوات، إلا أن جائحة كوفيد19 عرقلت مباشرته ليتم تأجيله طوال تلك المدة”، وفق ما صرحت به مصادر من المجلس المسير لجريدة “العمق”.
وبخصوص المدة الزمنية التي سيحتاجها الانتهاء من مشروع محطات إعادة تدوير المياه العادمة، الأولى، سبق وأكدت مصادرنا، “أنه سيأخذ وقتا طويلا، قد يصل إلى سنة ونصف أو سنتين، بينما حدد برنامج المجلس الحالي، إنشاء المحطات الـ10 في حدود سنة 2025”.
مراكش
محطة معالجة وإعادة استعمال المياه العادمة بمراكش، تعد من أكبر المحطات وطنيا وإفريقيا، حيث تم إنجازها بغلاف مالي قدره 1.5 مليار درهم، وتصل مساحتها إلى أزيد من 17 هكتارا، يستفيد منها ما يناهز 1.8 مليون نسمة في المجالات الصحية والاقتصادية والبيئية. كما تقوم المحطة بسقي جميع ملاعب الغولف وواحة النخيل، وجميع المساحات الخضراء بالمدينة.
الرباط وسلا وتمارة والصخيرات
مدينة الرباط أصبحت رائدة في مجال استعمال المياه العادمة نظرا لكون كل مساحاتها الخضراء تسقى بالمياه العادمة المعالجة، إضافة إلى الغولف الملكي دار السلام.
تطلب مشروع إعادة استعمال المياه العادمة لسقي المساحات الخضراء وملاعب الغولف بالتجمعات الحضرية للرباط وسلا وتمارة والصخيرات انخراطا جماعيا لكافة الجهات المعنية من مسؤولين ومؤسسات حكومية وخاصة، من بينها مكتب الدراسات استشارة هندسة وتنمية. يعمل مكتب الدراسات، الذي يضم 350 مهندسا وتقنيا على إعداد التصور الخاص بالمشروع في جميع مراحله، سواء على مستوى محطات المعالجة أو شبكة التوزيع أو تحديد المعايير اللازمة لاستعمال المياه العادمة المعالجة في أحسن الظروف. وبالإضافة إلى سهر هؤلاء المهندسين والتقنيين على إعداد التصاميم اللازمة لإنجاح المشروع، شاركوا كذلك في مشاريع كبرى مازالت في بداياتها بكل من مدينة الدار البيضاء وفاس ووجدة وأكادير، من أجل الحد من الإجهاد المائي الذي تعيشه المملكة. ويشتغل مكتب الدراسات استشارة هندسة وتنمية منذ سنوات على دراسة مشاريع محاربة التلوث وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة، والتي يسهر عليها قطب مكلف بالمياه والبيئة، ينقسم إلى أربعة مصالح؛ وهي مصلحة تطهير السائل وتصفية المياه، ومصلحة المياه الصالحة للشرب مصلحة البيئة ومصلحة الخاصة بالمرافقة التقنية للأشغال.
الداخلة