:بسم الله:
اليوم سأتطرق الى موضوع اهم الحروب التي خاضها الجيش المغربي بما ان منتدى الدفاع و التسلح هو اكبر مصدر عسكري عربي و منبر لتنوير باقي الاشقاء العرب , سيكون هدا الموضوع بادن الله مرجع كبيرا وارشيفا عظيما يوثق ملاحم ابطالنا ومعاركنا الخالدة مدعما بمصادر تأكد كل معلومة تم دكرها
سأتطرق في البداية الى :
- حرب سيدي افني (الحرب المنسية) بين المغرب و اسبانيا .
- حرب الرمال بين المغرب و الجزائر مباشرة و المغرب و دول اخرى...
- حرب الصحراء المجيدة بين المغرب و مرتزقة البوليزاريو بشكل مباشر و بين المغرب و ليبيا و الجزائر و مرتزقة بشكل غير مباشر.
_
1- الحرب المنسية ،أو حرب سيدي ايفني بين المغرب واسبانيا 1957م 1958م
كان الملك محمد الخامس رحمه الله في زيارة للولايات المتحدة الأمريكية من أجل حشد الـتأييد والدعم للثورة الجزائرية عندما اندلعت حرب سيدي ايفني سنة 1957م.
قام جيش التحرير المغربي بتنسيق مع قبائل أيت باعمران بالهجوم على المراكز الاسبانية بالمنطقة ، واستولى المهاجمون المغاربة على 6 مراكز قرب سيدي ايفني وكبدوا الجيش الاسباني خسائر هامة منها كتيبة يرأسها الملازم أورتيز الذي سقط في ساحة القتال وأطلقت عليه اسبانيا لقب (شهيد الوطن). فنظمت حكومة اسبانيا خطة دفاعية مضادة ، ونقلت جيشا اضافيا من جزر الكناري ثم أرسلت باخرتين حربيتين هما كانارياس ونيبتون اقتحمتا المياه الاقليمية المغربية وهددتا بقصف مدينة أكادير . فتحمل ولي العهد آنذاك (الأمير مولاي الحسن) مسؤولية الدفاع عن المغرب ضد هجوم اسباني محتمل ، وأرسل الى الجنوب فيالق عسكرية من القوات المسلحة الملكية تمركزت على طول ساحل أكادير وفي ضواحي سيدي ايفني ، ثم أعطى ولي العهد أوامره باطلاق النار على كل طائرة حربية اسبانية أو أجنبية تخترق الأجواء المغربية.
وبدأ الهجوم المضاد الاسباني ضد وحدات جيش التحرير المغربي والقبائل المساندة له بقصف جوي قام به الطيران الحربي الاسباني على خط بويزكارن وكلميم.
(( سنعاقب الثوار المغاربة بشدة)) هكذا كانت مدريد تهدد .، معتبرة أن سيدي ايفني اسبانية وستبقى اسبانية.
لم يوقف اتصال السقير الاسباني بوزير الخارجية المغربي (بلافريج) الحرب الدائرة. وبقي جيش التحرير المغربي متشبثا بشدة بمراكزه داخل منطقة سيدي ايفني ، وشن هجومات ضد المواقع الاسبانية في نواحي مدينة العيون ، كما نصب الكمائن لقوافل الامدادت الاسبانية.
بعد مرور ثلاثة أسابيع على الحرب كان الملك محمد الخامس مازال في واشنطن بينما وجه ولي العهد الذي كان يتابع معارك وانتصارات جيش التحرير تحذيرا عبر أمواج الاذاعة يقول فيه(( اذا قرر فرانكو تسليم المغرب الجنوبي الينا فسأتدخل شخصيا لدى قبائل أيت باعمران لانهاء المعارك.)) وأضاف ((أعطونا بهدوء الصحراء حتى نعمل على ارجاع السلم في سيدي ايفني)). في هذه الأثناء كانت الصحافة الأمريكية تحث حكومتها على مساندة اسبانيا في هذه الحرب.
استمر القتال في سيدي ايفني ، وأرسلت اسبانيا المزيد من القوات والامدادات. ثم ظهرت في شواطئ أكادير 6 بوارج حربية أسبانية فوجهت القوات المسلحة الملكية مدافعها نحو المحيط استعدادا للرد على أي هجوم.
وفي 7 دجنبر 1957م عبرت اسبانيا عن رغبتها في فتح مفاوضات مع المغرب بعد أن كانت تؤكد سابقا عزمها على مواصلة الحرب حتى تحقق الحسم العسكري.
أعطى فرانكو أوامره للجيش الاسباني أن يجمع قواته في سيدي ايفني وأن يتخلى عن عن المراكز العسكرية الأخرى لفائدة المقاتلين المغاربة الذين سلموها في الحين للقوات المسلحة الملكية.
استقبل فرانكو وجيشه سنة 1958م بطعم الهزيمة ، و برز عبر الخطاب الذي ألقاه في عيد السنة الجديدة كثير من المرارة من جيش التحرير المغربي الذي قهر الجيش الاسباني في سيدي ايفني والصحراء المغربية حيث قال( ان التضحيات التي قدمها المكافحون الاسبان في سيدي ايفني سيستفيد منها بلدهم واوربا الغربية بكاملها ، وسوف لن يتراجع الشعب الاسباني أمام العدوان الخسيس الذي يقوم به الخارجون على القانون المغاربة...)).
أدى توغل جيش التحرير المغربي في مناطق الاحتلال الفرنسي ( شنقيط او موريطانيا لاحقا) الى اتفاق الفرنسيين والاسبان على القيام بعملية عسكرية مشتركة عرفت باسم ( المكنسة ) استعمل فيها الطيران الحربي بكثافة مما اضطر المقاتلين المغاربة الى التراجع نحو الشمال.
رغم تراجع جيش التحرير الا أن سيدي ايفني بقيت محاصرة حتى سلمتها اسبانيا للمغرب سنة 1969م
2- حرب الرمال 1963
حرب اندلعت بين المغرب والجزائر عام 1963 بسبب مشاكل حدودية، استمرت لأيام معدودة وانتهت بوساطة الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية، ولكنها خلّفت توترا مزمنا في العلاقات المغربية الجزائرية.
البداية :
نشأت مشكلة الحدود الجنوبية بين المغرب والجزائر عام 1950 عندما ضمت سلطات الاستعمار الفرنسي منطقتي تندوف وبشار إلى الأراضي الجزائرية، في حين طالب المغرب باسترجاع المنطقتين بعد استقلاله عام 1956.
لم تلتفت باريس إلى المطالب المغربية، وبادرت عام 1957 بإقرار منظومة إدارية جديدة للصحراء، واقترحت على المغرب بدء مفاوضات لحل الإشكال الحدودي.
لكن الملك محمد الخامس، رفض العرض الفرنسي، مؤكدا أن المشكل الحدودي سيحل مع السلطات الجزائرية بعد استقلال الجزائر عن فرنسا.
ووقعت الرباط يوم 6 يوليو/تموز 1961 اتفاقا مع فرحات عباس، رئيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، يعترف بوجود مشكل حدودي بين البلدين، وينص على ضرورة بدء المفاوضات لحله مباشرة عند استقلال الجزائر.
كانت فرنسا تريد من وراء مقترحها وقف دعم المغرب المستمر للثورة الجزائرية، حيث كان يستضيف قادة الثورة وخاصة بمدينة وجدة شرق البلاد، كما كانت الرباط توفر إمدادات السلاح للثوار، وهو ما كان يقض مضجع الاحتلال الفرنسي.
وبعد أن نجح ثوار الجزائر في طرد الاحتلال الفرنسي وإعلان استقلال البلاد عام 1962، بادر أحمد بن بلة، أول رئيس للجزائر، لتأكيد على أن التراب الجزائري جزء لا يتجزأ.
قام الملك الحسن الثاني -الذي خلف أباه في الحكم بعد وفاته عام 1961- بأول زيارة إلى الجزائر يوم 13 مارس/آذار 1963، حيث ذكّر نظيره الجزائري بن بلة بالاتفاق الموقع مع الحكومة الجزائرية المؤقتة بشأن وضع الحدود بين البلدين الذي خلقه الاستعمار الفرنسي.
ويؤكد المستشار الملكي الراحل عبد الهادي بوطالب، الذي رافق الحسن الثاني في تلك الزيارة، أن الرئيس بن بلة طلب من ملك المغرب تأجيل مناقشة الأمر إلى حين استكمال بناء مؤسسات الدولة الحديثة.
تصعيد :
لكن سرعان ما اندلعت حرب إعلامية بين المغرب والجزائر التي قالت إن الرباط لديها نيات توسعية، فيما رأى المغرب في الاتهامات الجزائرية المدعومة إعلاميا من طرف مصر الناصرية التي تبحث عن امتداد لها في منطقة المغرب العربي، عناصر قلق تهدد وحدة البلاد.
تطورت الأحداث بعدها بشكل متسارع، حيث شنت عناصر من القوات الجزائرية يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول 1963 هجوما على منطقة حاسي بيضا قتل فيه عشرة عناصر من الجيش المغربي الموجود بالمركز العسكري للبلدة.
سارعت الرباط بعدها إلى إرسال أكثر من وفد رسمي إلى الرئيس الجزائري بن بلة للاحتجاج على تلك الهجمة وغيرها من الهجمات التي اتهمت الرباط أطرافا جزائرية بالقيام بها على مناطق حدودية جنوبا وشمالا منها تينجوب وإيش، وتؤكد الرواية الرسمية المغربية أن تلك الوفود لم تجد لها آذانا صاغية في الجزائر.
وصل الجانبان إلى طريق مسدود، وأغلقت أبواب التفاوض والعمل الدبلوماسي، واندلعت الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 1963، واستمرت لأيام معدودة قبل أن تتوقف المعارك في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 1963، حيث نجحت جهود جامعة الدول العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية في توقيع اتفاق نهائي لإطلاق النار في 20 فبراير/شباط 1964.
الحشد العسكري :
استفادت الجزائر من تسليح كوبي (686 رجل بالطيارات، ومدرعات، ومدفعية -31-) من مصر 1000 جندي بينما لا يتلقى المغرب أي دعم مباشر من الولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا , قام المغرب بقطع علاقاته مع كوبا واستدعى سفراءه بمصر وسوريا وقام بطرد 350 معلم مصري، أكبر معركة اندلعت في 25 أكتوبر، حوالي 250 جزائري تم اسرهم بالقرب من حاسي بيضة.
النتائج :
تعمق الجيش المغربي داخل تندوف و الدفع بالقوات الجزائرية الى غاية وقف النار و الرجوع الى الحدود الموروتة عن الاستعمار الفرنسي , بعيدا عن الاحلام الوردية التي يحلم بها البعض
( الفيديو يشرح الحرب مند البداية الى حين وقف النار )
اسرى مصريين خلال مؤتمر صحفي بمدينة مراكش
خسائر الطرفين :
ساعتمد هنا على ويكيبديا الفرنسية لانها مدعومة بمصادر من الصحافة الفرنسية التي كانت تواكب الحرب من على الجهتين
- الخسائر المغربية : 39 جندي استشهد و 57 وقع في الاسر
- الخسائر الجزائرية : 300 قتيل و 379 وقع في الاسر ( دون نسيان خسائر الكوبيين و الاسرى المصريين )
تداعيات الحرب :
تسببت الحرب في نشوء توتر مزمن أصاب علاقات البلدين حتى بعد مجيئ رئيس جديد للجزائر هو هواري بومدين الذي قاد انقلابا على نظام أحمد بن بلة عام 1965.
وازداد الوضع تعقيدا بعد تنظيم المغرب للمسيرة الخضراء عام 1975، التي شارك فيها نحو 350 ألف شخص دخلوا إلى مناطق بالصحراء، منهيا بذلك وجود الاستعمار الإسباني في المنطقة.
http://www.aljazeera.net/encyclopedia/military/2014/12/9/حرب-الرمال
https://fr.wikipedia.org/wiki/Guerre_des_Sables
_
3- حرب الصحراء المجيدة
هو صراع امتد ما بين 1975 و 1991 ( 16 سنة ) بين المغرب و البوليزاريو من جهة و المغرب و ليبيا و الجزائر من جهة
تعداد و تسليح الطرفين :
المغرب:
سنة 1974،تم تعيين الجنرال أحمد الدليمي لقيادة القوات المغربية حتى موته سنة 1980،فتم استبداله بالجنرال عبد العزيز بناني.بلغ عدد الجنود المغاربة سنة 1976 - 000 30 جندي،ثم تتضاعف سنة 1980 ليصل إلى 000 60 جندي،سنة 1988 وصل العدد إلى 000 150 جندي،أما الآن فعتعداد الجيش المغربي وصل إلى 000 566 , التسليح : دبابات تي-55 , ام-48 باتون , طائرات اف-5 و الميراج اف-1 , راجمات غراد
البوليزاريو
(رواية الرسمية )
في بداية 1975، تكونت جبهة البوليزاريو من بضع مئات من الرجال المدربين جيدا،و الباقي مجرد رجال متحمسين لقتال المغرب،مع حلول أكتوبر 1975،انضم 1000 رجل آخر مدربين جيدا،سنة 1976 تكونت الجبهة من 5000 مقاتل،و تزايد العدد إلى 12000 سنة 1979 ثم 15000 سنة 1980،في 1988 انخفض العدد إلى 8000 ثم إلى ما بين 2000 و 6000 سنة 1991 . لكن في الحقيقة تعداد مرتزقة البوليزاريو اكبر بكتير و كان يشمل مرتزقة من فنزويلا و كوبا و نيجيريا بالاضافة الضباط و خبراء من كل من ليبيا و الجزائر , حيت جميع منظومات الدفاع الجوي كان يشغلها اطقم ليبية و جزائرية تدربوا في الاتحاد السوفياتي
التسليح : دبابات تي-55/54 , عربات BMP-1 , سام 6 - 7 - 8 , راجمات الصواريخ غراد , مدافع D-30 و الهاون ...
شملت حرب الصحراء معارك كبرى سطر فيها اجدادنا اروع الملاحم و التضحيات سندكر ابرزها
معركة امغالة I : التدخل العسكري الجزائري في الصحراء :
ابتداء من يناير 1976،قررت الجزائر التدخل في منطقة الصحراء إلى جانب جبهة البوليساريو، تسللت القوات الجزائرية الحدود الموريتانية و نشرت مدفعيتها التقيلة لتوفير حماية لقوات تسللت الى داخل الحدود المغربية في 27 يناير توغلت تلك القوات داخل الصحراء المغربية إلى حدود بلدة أمغالا حيث اصطدمت مع الجيش المغربي في معركة سميت بامغالا ،و التي انتهت بأحد أكبر الانتصارات المغربية منذ حرب الرمال.
ابتدأت المعركة من الساعة التاسعة صباحا، ولم تخمد نيرانها إلا في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال
بعد ورود هذه المعلومات بشأن الهجوم الجزائري صدرت اوامر من القيادة العامة للجيش بصد الهجوم الجزائري التوسعي وهكذا إنطلقت وحدة لجبهة التحرير والوحدة تحت قيادة النقيب حبوها لحبيب، وفيلقين للمشاة يقودهما الكولونيل بن عثمان مدعومين بقوة للمدرعات تتكون من 36 دبابة.
إستمرت المعركة مايقارب سبع ساعات كانت كافية ليفر الجنود الجزائريين من أرض المعركة مخلفين القتلى بعدد 200 و الاسرى بعدد 120
في البداية المعركة تدخلت القوات الجوية الملكية و قامت بقصف عنيف فوق منطقة كارة الموريتانية حيت كانت تتموقع المدفعية الجزائرية حيت تم اخمادها بكاملها
تجدر الاشارة ان الجزائر تنصلت من فضيحة الهزيمة المذوية واعتبرت ان المعركة كانت بين المغرب والبوليساريو
ليقوم الجيش المغربي بقيادة الكولونيل الدليمي باستدعاء الصحافة الدولية ويوثق بالصوت والصورة
قتلى واسرى المهاجمين من الجيش الجزائري .
معركة امغالا II :
سداجة الجيش الجزائري و حقد جنرالاته جعلته يتسلل مرة تانية لنفس المنطقة و محاولة السيطرة عليها لكن تلك المرة قامت القوات المسلحة الملكية مدعمة بالقوات الجوية و المدفعية بخطة الكماشة و تم تطويق الغزاة من جميع الجهات و هنا توسطت احدى الدول العربية الشقيقة لتقوم بحل المشكل فامر جلالة الملك الحسن التاني بفتح تغرة لتنسحب القوات المهاجمة دون ان تقع مجزرة في حقهم.
بعد كل هده الخسائر اكتفت الجزائر بـ الانسحاب من الحرب و الاكتفاء بالدعم اللوجستي و المادي و جعل قضية الصحراء هي اهم قضاياهم دبلوماسيا و على الصعيد الداخلي .
معركة بئر انزران 1979 :
صبيحة 11 غشت في عز صيف 1979
شن 3000 من المرتزقة هجوما كاسحا على عناصر الثكنة المرابطة بمنطقة ببئر انزران والذين لا يتجاوز عددهم 800 جندي مغربي
دامت المعركة حوالي 12 ساعة سقط خلالها 125 شهيدا مغربيا منهم 10 سقطو غذرا حيث كانوا يبحثون عن الحطب و لم يكونوا يعلمون بتواجد البوليساريو في المنطقة و بالمقابل سقط أزيد من 500 قتيل من الأعداء و تم تدمير 60 من عرباتهم
ودحرهم مهزومين مخذولين ذليلين منكسرين بعدما ذاقو العلقم وإحتكوا بصلابة ومعدن الجندي المغربي
معركة بوكراع 1979 : على لسان جلالة الملك الحسن التاني
معركة سمارة - 6 أكتوبر 1979 :
يبدأ هجوم الأعداء بمجموع حوالي 5000 مرتزق في 800 سيارة، معززين بالأسلحة الخفيفة والثقيلة وبالمدافع و منظومات دفاع جوي و مدافع م/ ط. وكانت المعركة حامية الوطيس، ودامية من خلال الالتحام الجسدي، وتدخلت القوات الجوية الملكية في المعركة، وتوالت غارات طائرات الميراج و اف-5 ملحقة بهم خسائر فادحة، وكانت شجاعة ربابتها تتحدى صواريخ سام وكانت رغبتهم في إصابة الأهداف بادية جلية. وقد اعتاد المرتزقة أن يختاروا الليل لعمليات فرارهم، فلجأوا إلى تنظيم انسحابهم، ولكن تقهقرهم الليلي مزقته غارات الطائرات والقذائف على جميع المحاور. وتخلصت السمارة من براثين العدو لتبدأ المطاردة طوال الليالي والأيام الموالية. ولم يسبق لعدونا أن عرف هزيمة وتمزقا بهذا الشكل العنيف، فقد خلف وراءه أزيد من 1000 قتيل و 300 سيارة محطمة وعددا من الأسلحة الثقيلة، وسقط في ساحة الشرف من جانب المغاربة 121 ما بين شهيد وجريح. لقد كانت معركة "سمارة" منعطفا خطيرا في هذه الحرب، فلم يسبق للعدو أن جهز مثل هذا العدد من المرتزقة والأسلحة، ولا استهدف هدفا بمثل هذه الأهمية، ولا نظم معركة تقليدية مثل هذه المعركة، إذ كان يخوض في السابق حرب العصابات التي تقتضي اختزال عدد المحاربين، واستعمال الأسلحة الخفيفة والتركيز على سرعة الحركة و الكر و الفر.
حسب الضابط الدي تم استجوابه في النقطة العسكرية المتقدمة فان تلك المعركة كانت تشبه لحد كبير بـ حرب نظامية و تم استعمال جميع الاسلحة التقيلة و معقدة التي لا يستطيع البوليزاريو تشغيلها بدون مرتزقة اجنبية مدربة
بعد بناء الجدار الرملي (1987-1991)
أنهى الجدار الدفاعي المغربي حرب العصابات التي كان يشنها مقاتلو البوليساريو، وبدأت حرب جديدة هي حرب الاستنزاف من الجانبين، وهكذا عرفت أعوام 1987 و1988 و1989، هجومات متكررة على أكثر من منطقة من الجدار كانت تخلف خسائر في الأرواح من الجانبين خصوصا من جانب البوليزاريو، لكن بدون فائدة بالنسبة للبوليساريو التي كانت تستغلها فقط للدعاية الإعلامية. وكانت آخر المعارك التي شنها مقاتلو البوليساريو بقيادة القائد لحبيب أيوب في أكتوبر عام 1989 على كلتة زمور، وقد حشد البوليساريو أكبر عدد من العتاد للمشاركة في تلك المعركة التي أسفرت عن مقتل نحو مائة من مقاتليها. وقد علق على تلك المعركة آنذاك عمر الحضرمي، العائد لتوه إلى المغرب، بوصفها " آخر طلقة "، وبالفعل كانت تلك هي الطلقة الأخيرة، ففي شهر غشت عام 1991 ستوقع البوليساريو والمغرب على اتفاق لوقف إطلاق النار ما زال ساري المفعول حتى يومنا هذا أنهى المعارك لكنه لم ينه الحرب.
@القناص الرهيب
@DOUBLESHOT