خبير دراسات إيرانية: دعم الرباط للمنامة تنديد مبطن بطهران
الخميس 23 يونيو 2016 - 10:00
هسبريس - حسن أشرف
لم يتردد المغرب في إبداء تضامنه القوي من جديد مع مملكة البحرين بعد أحكام قضائية أعلنتها المنامة ضد نشطاء شيعة داخل البلاد؛ وهو تضامن يعيد إلى الأذهان موقفا سبق أن اتخذته الرباط قبل سبع سنوات خلت، حيال اعتبار إيران البحرين ولايتها الرابعة عشرة.
وبدا المغرب حازما في وقوفه مع البحرين بمساندته الأحكام القضائية التي نطقت بها محكمة المنامة ضد ناشطين شيعة، ومنها إسقاط الجنسية البحرينية عن عشرة متهمين في قضية "حزب الله البحريني"، وعلى رأسهم القيادي عيسى أحمد قاسم، بعدما توبعوا بتهمة "إدارة وتمويل جماعة إرهابية".
التضامن المغربي مع البحرين تكرر في فبراير ومارس من سنة 2009، وتجسد في رسالة وجهها الملك محمد السادس إلى العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، اعتبر فيها التصريحات الإيرانية بأن البحرين كانت المحافظة الإيرانية الرابعة عشرة، "عبثية وهجينة في حق بلد عربي شقيق".
وبسبب تضامن المغرب حينها مع البحرين، تطور التوتر بين الرباط وطهران إلى حد إعلان المملكة قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في مارس 2009، ليستمر الجفاء في العلاقات بين البلدين طيلة سنوات، قبل أن تعود المياه إلى مجاريها تدريجيا بتعيين سفير إيراني بالرباط منذ أسابيع مضت.
ويرى مراقبون أن تضامن المغرب مع البحرين في القضايا التي تهم أمنها واستقرارها ليس جديدا ولا مفاجئا، باعتبار أن الرباط أعلنت غير ما مرة أن أمن بلدان الخليج من أمنه، واستقرارها من استقراره، وهو ما أكده الملك محمد السادس في القمة المغربية الخليجية الأخيرة.
ويعلق الدكتور أحمد موسى، أستاذ اللغة الفارسية وآدابها في كلية الآداب بالجديدة، وخبير متخصص في الدراسات الإيرانية، على موضوع تضامن المغرب مع البحرين، قائلا إن تأييده الخطوات المتخذة في حق جمعية الوفاق الشيعية وأمينها العام يأتي منسجماً مع مواقف أعلنها في محطات ومناسبات سابقة.
وتابع موسى، في تصريحات لجريدة هسبريس، بأن "تضامن الرباط مع المنامة يسير ليس فقط في اتجاه استقرار البحرين وأمنها، بل أيضاً في اتجاه دول الخليج العربي، دعماً لها ضد كل التهديدات التي تتعرض لها من قبل إيران وميليشياتها، وأذرعها المزروعة في كل بلدان الخليج"، حسب تعبيره.
هذه المساندة تترجم، حسب موسى، "من جهة أولى قوة ومتانة العلاقات المغربية البحرينية؛ كما تدل على أن المغرب يندد بالفتن والقلاقل التي تثيرها التنظيمات الدينية والفرق المذهبية التي تقود زمام أمورها بلدان معادية للدول العربية السنية، وولاؤها لغير أوطانها".
وأردف الخبير ذاته بأن المغرب، من خلال تصريف مثل هذا الموقف، "يؤكد تأييده للإجراءات القضائية التي اتخذتها البحرين، من منطلق سيادتها على بلادها وممارسة مسؤولياتها تجاه مواطنيها، لضمان الاستقرار الداخلي والسلم الاجتماعي ومواجهة محاولات زعزعة أمن البلاد وطمأنينة العباد".
وأشار المتحدث ذاته إلى أن المغرب سبق أن أعلن أنه يرفض التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للبلدان الخليجية، لذلك فإعلان التأييد المغربي للبحرين هو "تعبير عن احترام الدساتير والمواثيق والقوانين، كما يعبّر عن توجه الدولة إلى نبذ الطائفية وتقديم مبدأ المواطنة على الانتماء الطائفي".
ومن جهة ثانية، يضيف موسى، "ينطوي الموقف المغربي على تنديد مبطن لإيران، بسبب تدخلاتها المتكررة في الشؤون الداخلية للبحرين، وسعيها الحثيث إلى زعزعة استقرارها وإسقاط نظامها بتحريك الشيعة فيها، ودعمهم المطلق".
واستطرد المحلل ذاته: "يكفي أن نقرأ سيل التنديدات والتهديدات التي أرسلتها إثر هذا الحكم القضائي جهات عديدة في إيران، وعلى رأسها الحرس الثوري، لنقف على أهداف ونوايا إيران الحقيقية من وراء إثارة وتحريك أتباع المذهب الشيعي في البحرين".
الخميس 23 يونيو 2016 - 10:00
هسبريس - حسن أشرف
لم يتردد المغرب في إبداء تضامنه القوي من جديد مع مملكة البحرين بعد أحكام قضائية أعلنتها المنامة ضد نشطاء شيعة داخل البلاد؛ وهو تضامن يعيد إلى الأذهان موقفا سبق أن اتخذته الرباط قبل سبع سنوات خلت، حيال اعتبار إيران البحرين ولايتها الرابعة عشرة.
وبدا المغرب حازما في وقوفه مع البحرين بمساندته الأحكام القضائية التي نطقت بها محكمة المنامة ضد ناشطين شيعة، ومنها إسقاط الجنسية البحرينية عن عشرة متهمين في قضية "حزب الله البحريني"، وعلى رأسهم القيادي عيسى أحمد قاسم، بعدما توبعوا بتهمة "إدارة وتمويل جماعة إرهابية".
التضامن المغربي مع البحرين تكرر في فبراير ومارس من سنة 2009، وتجسد في رسالة وجهها الملك محمد السادس إلى العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، اعتبر فيها التصريحات الإيرانية بأن البحرين كانت المحافظة الإيرانية الرابعة عشرة، "عبثية وهجينة في حق بلد عربي شقيق".
وبسبب تضامن المغرب حينها مع البحرين، تطور التوتر بين الرباط وطهران إلى حد إعلان المملكة قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في مارس 2009، ليستمر الجفاء في العلاقات بين البلدين طيلة سنوات، قبل أن تعود المياه إلى مجاريها تدريجيا بتعيين سفير إيراني بالرباط منذ أسابيع مضت.
ويرى مراقبون أن تضامن المغرب مع البحرين في القضايا التي تهم أمنها واستقرارها ليس جديدا ولا مفاجئا، باعتبار أن الرباط أعلنت غير ما مرة أن أمن بلدان الخليج من أمنه، واستقرارها من استقراره، وهو ما أكده الملك محمد السادس في القمة المغربية الخليجية الأخيرة.
ويعلق الدكتور أحمد موسى، أستاذ اللغة الفارسية وآدابها في كلية الآداب بالجديدة، وخبير متخصص في الدراسات الإيرانية، على موضوع تضامن المغرب مع البحرين، قائلا إن تأييده الخطوات المتخذة في حق جمعية الوفاق الشيعية وأمينها العام يأتي منسجماً مع مواقف أعلنها في محطات ومناسبات سابقة.
وتابع موسى، في تصريحات لجريدة هسبريس، بأن "تضامن الرباط مع المنامة يسير ليس فقط في اتجاه استقرار البحرين وأمنها، بل أيضاً في اتجاه دول الخليج العربي، دعماً لها ضد كل التهديدات التي تتعرض لها من قبل إيران وميليشياتها، وأذرعها المزروعة في كل بلدان الخليج"، حسب تعبيره.
هذه المساندة تترجم، حسب موسى، "من جهة أولى قوة ومتانة العلاقات المغربية البحرينية؛ كما تدل على أن المغرب يندد بالفتن والقلاقل التي تثيرها التنظيمات الدينية والفرق المذهبية التي تقود زمام أمورها بلدان معادية للدول العربية السنية، وولاؤها لغير أوطانها".
وأردف الخبير ذاته بأن المغرب، من خلال تصريف مثل هذا الموقف، "يؤكد تأييده للإجراءات القضائية التي اتخذتها البحرين، من منطلق سيادتها على بلادها وممارسة مسؤولياتها تجاه مواطنيها، لضمان الاستقرار الداخلي والسلم الاجتماعي ومواجهة محاولات زعزعة أمن البلاد وطمأنينة العباد".
وأشار المتحدث ذاته إلى أن المغرب سبق أن أعلن أنه يرفض التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للبلدان الخليجية، لذلك فإعلان التأييد المغربي للبحرين هو "تعبير عن احترام الدساتير والمواثيق والقوانين، كما يعبّر عن توجه الدولة إلى نبذ الطائفية وتقديم مبدأ المواطنة على الانتماء الطائفي".
ومن جهة ثانية، يضيف موسى، "ينطوي الموقف المغربي على تنديد مبطن لإيران، بسبب تدخلاتها المتكررة في الشؤون الداخلية للبحرين، وسعيها الحثيث إلى زعزعة استقرارها وإسقاط نظامها بتحريك الشيعة فيها، ودعمهم المطلق".
واستطرد المحلل ذاته: "يكفي أن نقرأ سيل التنديدات والتهديدات التي أرسلتها إثر هذا الحكم القضائي جهات عديدة في إيران، وعلى رأسها الحرس الثوري، لنقف على أهداف ونوايا إيران الحقيقية من وراء إثارة وتحريك أتباع المذهب الشيعي في البحرين".