ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ<br>
دعونا مما قرأتم بالمدرسة، وتاريخنا المزور، ومما يقوله المصريون تغييبا للحقيقة عن عمد، وما يردده المثقفون والسياسيون عن جهل.<br>
من أكثر المقولات والمعتقدات الزائفة رسوخا في ذهن الشعب السوداني والمصري على السواء، والتي يرددها السودانيون بلا تفكير أو درس تسمية فترة الحكم البريطاني للسودان (1899-1956) ب (فترة الحكم الثنائي) ويعنون الحكم البريطاني المصري.<br>
من كتاب (الوثائق الأساسية لتاريخ السودان)* نقرأ [في فبراير 1841 أصدر الباب العالي (قصر السلطان العثماني في تركيا) الفرمان السلطاني إلى محمد علي باشا(الباني الاصل وليس مصري) (والي مصر) يقلده -فضلا عن ولاية مصر - ولايات مقاطعات النوبة ودارفور وكردفان وسنار وجميع توابعها وملحقاتها الخارجة عن حدود مصر، لكن بدون حق التوارث. ومنذ ذلك التاريخ أصبح (والي مصر) حاكما على السودان. ثم أعقب ذلك إحتلال بريطانيا لمصر عام 1882 . ومنذ ذلك التاريخ بدأ التدخل البريطاني في السودان تبعا لإحتلال مصر.<br>
من هذه الفقرة التي وردت بالكتاب نخلص للآتي: 1. إن محمد علي ومن جاء من بعده كانوا ولاة على مصر تم تعيينهم من قبل السلطان العثماني وليسو مصريين، ولم تكن مصر مملكة مصرية منفصلة عن السلطة العثمانية كما يروج المصريون، بل كانت مثل بقية الدول العربية خاضعة للسلطة العثمانية. <br>
(لا أدري كيف تتسرب القناعة لبعض المستنيرين أن مصر كانت تحكم السودان يوما ما. غالبية الكتاب يكتبون من روايات المصريين، وغالبية المستشرقين كانت قبلتهم مصر. مصر كانت أداة من أدوات الإستعمار سواءا الإنجليزي أو التركي، ولكن إستغل الإنجليز والأتراك المصريين وأوهموهم أنهم يحكمون السودان. . هل فاروق (حفيد محمد علي الالباني )مصري؟ هل محمد علي مصري؟؟ <br>
المصريون لم يشاركوا في إدارة الحكم في السودان، وكانت جميع مديريات السودان الست في ذلك الوقت يديرها مدراء إنجليز.<br>
كيف تم جلب المصريين إلى السودان:<br>
تم الأمر بإشارة أو نصيحة من الوالي العثماني للبريطانيين بأن يأخذوا معهم بعض العسكر والعمال والمساعدين لأن المصريين يعرفون طبيعة الشخصية السودانية المتسامحة والمحبة للدين، وأنهم مسلمون وعرب مثلهم يمكن أن يثق فيهم السودانيون أكثر من الإنجليز الكفار الأعاجم، وبذلك يسهل عليهم حكم السودان.<br>
عملت بريطانيا بالنصيحة وقامت بإدخال بعض المصرين بينما السودان كان يحكم كل وادي النيل لآلاف السنين. وآخر حدود للسودان شمالا كانت عند مدينة طيبة (الأقصر) حتى عام 1945 تقريبا. وكانت أسوان وما حولها مشيخة سودانية، وظلت كذلك إلى أن تم ضمها لمصر رسميا في 1954.<br>
كيف يحكمون السودان وهم لا يحكمون أنفسهم.<br>
إن العلم الذي تم إنزاله مع العلم البريطاني في يوم الإستقلال كان علم الدولة العثمانية ذي الثلاثة أنجم والتي ترمز للفتوحات العثمانية في القارات الثلاث أوربا وأسيا وأفريقيا. وتم تغييره عدة مرات إلى أن إستقر على نجمة واحدة وهلال على خلفية حمراء.<br>
ليس هناك شئ إسمه (الحكم الثنائي