السلطان مراد الأول
يرجع نسبه إلى أرطغرل فهو مراد بن أورخان بن عثمان بن أرطغرل، ولد في عام 726هـ، وهو العام الذي تولى فيه والده الحكم، فكان عمره يوم أصبح سلطانًا ستًّا وثلاثين سنة[1].
[1] محمود شاكر: التاريخ الإسلامي.
المباغتة
استخدم السلطان مراد الأول عنصر المباغتة في حروبه وذلك لما أخذت الحماسة أمير القرمان في أنقرة مستنهضًا همم الأمراء المستقلين لقتال العثمانيين إلا أن السلطان مراد الأول باغته في بلاده وفتح أنقرة وضمها إلى الدولة العثمانية.
القضاء على الثورات والممالك الصغيرة
عمل السلطان مراد الأول على ضم الممالك الصغيرة التي قد تشكل خطرًا عليه ولكن لم يكن هدفه قتالها فعمل على ضمها بالسياسة حتى أصبحت هذه الممالك الصغيرة تابعة للدولة العثمانية لتساعد بعد ذلك في فتح القسطنطينية، وقضى كذلك على حركات التمرد ليتمكن من صد الحملات الصليبية التي تشنها أوربا على الدولة العثمانية، ومن حركات التمرد التي قضى عليها تلك الحركة التي تزعمها ابنه متحالفًا مع ابن ملك القسطنطينية وقتل ابنه جزاء خيانته.
اتخاذ قواعد للجهاد قريبة من ميدان الجهاد
لما فتح السلطان مراد الأول مدينة أدرنة اتخذها عاصمة لقربها من ميدان الجهاد ومن مدينة القسطنطينية، ولأنها محصنة عسكريًّا على عكس المدن الأخرى.
استخدم السلطان مراد الأول عنصر المباغتة في حروبه وذلك لما أخذت الحماسة أمير القرمان في أنقرة مستنهضًا همم الأمراء المستقلين لقتال العثمانيين إلا أن السلطان مراد الأول باغته في بلاده وفتح أنقرة وضمها إلى الدولة العثمانية.
القضاء على الثورات والممالك الصغيرة
عمل السلطان مراد الأول على ضم الممالك الصغيرة التي قد تشكل خطرًا عليه ولكن لم يكن هدفه قتالها فعمل على ضمها بالسياسة حتى أصبحت هذه الممالك الصغيرة تابعة للدولة العثمانية لتساعد بعد ذلك في فتح القسطنطينية، وقضى كذلك على حركات التمرد ليتمكن من صد الحملات الصليبية التي تشنها أوربا على الدولة العثمانية، ومن حركات التمرد التي قضى عليها تلك الحركة التي تزعمها ابنه متحالفًا مع ابن ملك القسطنطينية وقتل ابنه جزاء خيانته.
اتخاذ قواعد للجهاد قريبة من ميدان الجهاد
لما فتح السلطان مراد الأول مدينة أدرنة اتخذها عاصمة لقربها من ميدان الجهاد ومن مدينة القسطنطينية، ولأنها محصنة عسكريًّا على عكس المدن الأخرى.
في أثناء انتقال الحكم من سلطان إلى آخر أخذت الحماسة أمير دولة القرمان في أنقرة فاستنهض همم الأمراء المستقلين في آسيا الصغرى لقتال العثمانيين، وعمل على تجميعهم، غير أن هذا الأمير وهو علاء الدين لم ير إلا وجيش مراد الأول يحيط بمدينته أنقره، ويدخلها فاتحًا، فاضطر إلى عقد الصلح معه يتنازل فيه عن أنقرة، ويعترف السلطان مراد بالأمير علاء الدين أميرًا على بقية أملاك دولة القرمان، وتزوج مراد الأول ابنة علاء الدين.
وفي عام 762 فتح العثمانيون مدينة (أدرنة)، وقد سلمها القائد الرومي بعد أن يئس من المقاومة، فنقل مراد الأول عاصمته إليها؛ ليكون على مقربة من الجهاد في أوروبا، وليكون الهجوم على القسطنطينية من جهة الغرب أكثر قوة، ولاستغلال مناعة استحكاماتها الحربية. وبقيت هذه المدينة عاصمة للعثمانيين حتى فتحوا القسطنطينية عام 857.
كما فتحت مدينة (فيلبه) قاعدة الرومللي الشرقي (جنوبي بلغاريا اليوم). وأصبحت القسطنطينية محاطة بالعثمانيين، وتقدم إمبراطورها فدفع الجزية طواعية، وقلبه مليء بالأحقاد.
وخاف الأمراء الأوربيون الذين أصبح العثمانيون على حدودهم فكتبوا إلى ملوك أوربا الغربية وإلى البابا يستنجدون بهم ضد المسلمين، حتى إمبراطور القسطنطينية ذهب إلى البابا وركع أمامه وقبل يديه ورجليه ورجاه الدعم رغم الخلاف المذهبي بينهما. فلبى الباب النداء، وكتب إلى ملوك أوروبا عامة يطلب منهم الاستعداد للقيام بحرب صليبية جديدة حفاظًا على النصرانية من التقدم الإسلامي الجديد، غير أن ملك الصرب (أوروك الخامس) الذي خلف (اصطفان دوشان) لم يتوقع هذا الدعم السريع من البابا وملوك أوربا، لذا فقد استنهض همة الأمراء المجاورين له والذين أصبحوا على مقربة من الخطر على حد زعمهم، فلبى دعوته أمراء البوسنة (غربي يوغوسلافيا) والافلاق (جنوبي رومانيا)، وأعداد من فرسان المجر المرتزقة، وسار الجميع نحو أدرنة حاضرة العثمانيين، مستغلين انشغال مراد الأول ببعض حروبه في آسيا الصغرى، غير أن الجيش العثماني قد أسرع للقاء أعدائه فاصطـدم بهم على نهـر (مارتيزا)، فهزمهم هزيمة منكرة، وولوا الأدبار.
واضطرت بعد ذلك إمارة نصرانية صغيرة على بحر الإدرياتيك على ساحل يوغسلافيا اليوم، وهي إمارة (راجوزه) أن ترسل وفدًا إلى السلطان، ويعقد معه صلحًا تدفع الإمارة بموجبه للدولة العثمانية 500 دوكًا ذهبًا لجزية سنوية.
وحاول ملك الصرب الجديد (لازار بلينا نوفتش) وأمير البلغار سيسمان الاتفاق على قتال العثمانيين، وقد وجدوا نفسيهما ضعيفين رغم أنهما لم يخوضا سوى المعارك الجانبية، فاضطرا إلى دفع جزية سنوية، وتزوج السلطان ابنة أمير البلغار عام 780.
ونظمت فرق الخيالة في عهد السلطان مراد الأول، وهي التي عرفت بـ (سيباه) أو السباهية ويقصد بها الفرسان، وأصبح لها نظام خاص بحيث يعطى كل فارس جزءًا من الأرض إقطاعًا له، ويبقي بيد أصحابه سواء أكانوا من المسلمين أم من النصارى يعملون به، ويدفعون خراجًا معينًا لصاحب الإقطاع الذي يسكن وقت السلم في إقطاعه، ويعدون وقت الحرب ونفقته، ويجهز معه جنديًا آخر، وهذا النظام وإن قدم خدمات في بداية الأمر إلا أن هؤلاء السباهية قد أصبحوا في النهاية أصحاب نفوذ يصعب السيطرة عليهم، ويختلفون مع أصحاب الأرض الأصليين وبيدهم القوة فينفذون ما يريدون، ويتضايق أصحاب الأرض الأصليين وبيدهم القوة فينفذون ما يريدون، ويتضايق أصحاب الأرض فينقمون على السباهية وبالتالي على الحكم، وتكون الفوضى والفجوة بين الحكم والرعية.
ولم ينس السلطان مراد الأول آسيا الصغرى بل بقي دائب التفكير فيها وفي التخلص من تلك الإمارات الصغيرة التي تشكل رقعًا محدودة المساحة، فهو لا يريد أن يأخذها بالقوة ويشكل نقمة عليه، ولا يريد أن يتركها تتصارع بينها، وتجعل مجالاً للتدخل في شؤونها من قبل الغرباء، وفي الوقت نفسه لا تنفق وتتوحد لتقوم بغزو القسطنطينية يدًا واحدة، وتجاهد كقوة واحدة، ورأى أن يحل مشكلاتها تدريجيًا مع الزمن، وقد بدأ بإمارة (كرميان) أقرب الإمارات إلى أملاكه، فزوج ابنه بايزيد من ابنة أمير كرميان فقدم الأب لابنته مدينة (كوتاهية) فضمت إلى الدولة العثمانية، وفي عام 782 ألزم أمير دويلة الحميد الواقعة بين إمارات (قرمان، وتكه، ومنتشا) بالتنازل عن أملاكه للدولة العثمانية.
وتأخر الصرب والبلغار في دفع الجزية ويبدو أنه على اتفاق بينهما في هذا التأخير، فتوجهت الجيوش العثمانية إلى بلادهم ففتحت بعض البلاد الصربية التي تقع اليوم في جنوبي يوغوسلافيا، كما حاصرت عاصمة البلغار (صوفيا) وفتحتها عام 784 بعد حصار استمر ثلاث سنوات، كما فتحت مدينة(سلانيك)، المدينة اليونانية المشهورة والواقعة على بحر ايجه.
تمرد ساوجي بن السلطان على أبيه بالاتفاق مع ابن إمبراطور القسطنطينية (اندرونيكوس بن يوحنا باليوج)، وكان يوحنا قد حرم ابنه هذا من ولاية العهد وأعطاها لابنه الآخر (عمانويل)، فأرسل السلطان لابنه جيشًا انتصر عليه وقتله، كما أرسل إلى الإمبراطور البيزنطي فقتل ابنه أيضًا.
وقام أمير دويلة القرمان علاء الدين، وبعض الأمراء المستقلين بحرب الدولة العثمانية فأرسل لهم جيشًا انتصر عليهم في سهل (قونية)، وأخذ الأمير علاء الدين أسيرًا، غير أن ابنته زوجة السلطان قد توسطت له فأطلق سراحه، وأبقى له إمارته، ولكنه فرض عليه دفع مبلغ من المال سنويًا وذلك عام 787.
واستغل الصرب انشغال الجيوش العثمانية في الأناضول لقتال علاء الدين أمير القرمان ومن معه، فهاجموا القوات العثمانية في جنوب الصرب وحصلوا على بعض النجاح عام 788، وتأهب أمير البلغار سيسمان للقيام بدوره أيضًا غير أن الجيوش العثمانية قد داهمته واحتلت بعض أجزاء من بلاده ففر إلى الشمال، واعتصم في مدينة(نيكوبلي) القريبة من الحدود الرومانية، وجمع فلول جيشه وهاجم بها العثمانيين غير أنه هزم، ووقع أسيرًا، لكن السلطان أحسن إليه فأبقاه أميرًا على نصف بلاده، وضم الباقي إلى الدولة العثمانية كي لا يعاود الهجوم[1].
وفي عام 762 فتح العثمانيون مدينة (أدرنة)، وقد سلمها القائد الرومي بعد أن يئس من المقاومة، فنقل مراد الأول عاصمته إليها؛ ليكون على مقربة من الجهاد في أوروبا، وليكون الهجوم على القسطنطينية من جهة الغرب أكثر قوة، ولاستغلال مناعة استحكاماتها الحربية. وبقيت هذه المدينة عاصمة للعثمانيين حتى فتحوا القسطنطينية عام 857.
كما فتحت مدينة (فيلبه) قاعدة الرومللي الشرقي (جنوبي بلغاريا اليوم). وأصبحت القسطنطينية محاطة بالعثمانيين، وتقدم إمبراطورها فدفع الجزية طواعية، وقلبه مليء بالأحقاد.
وخاف الأمراء الأوربيون الذين أصبح العثمانيون على حدودهم فكتبوا إلى ملوك أوربا الغربية وإلى البابا يستنجدون بهم ضد المسلمين، حتى إمبراطور القسطنطينية ذهب إلى البابا وركع أمامه وقبل يديه ورجليه ورجاه الدعم رغم الخلاف المذهبي بينهما. فلبى الباب النداء، وكتب إلى ملوك أوروبا عامة يطلب منهم الاستعداد للقيام بحرب صليبية جديدة حفاظًا على النصرانية من التقدم الإسلامي الجديد، غير أن ملك الصرب (أوروك الخامس) الذي خلف (اصطفان دوشان) لم يتوقع هذا الدعم السريع من البابا وملوك أوربا، لذا فقد استنهض همة الأمراء المجاورين له والذين أصبحوا على مقربة من الخطر على حد زعمهم، فلبى دعوته أمراء البوسنة (غربي يوغوسلافيا) والافلاق (جنوبي رومانيا)، وأعداد من فرسان المجر المرتزقة، وسار الجميع نحو أدرنة حاضرة العثمانيين، مستغلين انشغال مراد الأول ببعض حروبه في آسيا الصغرى، غير أن الجيش العثماني قد أسرع للقاء أعدائه فاصطـدم بهم على نهـر (مارتيزا)، فهزمهم هزيمة منكرة، وولوا الأدبار.
واضطرت بعد ذلك إمارة نصرانية صغيرة على بحر الإدرياتيك على ساحل يوغسلافيا اليوم، وهي إمارة (راجوزه) أن ترسل وفدًا إلى السلطان، ويعقد معه صلحًا تدفع الإمارة بموجبه للدولة العثمانية 500 دوكًا ذهبًا لجزية سنوية.
وحاول ملك الصرب الجديد (لازار بلينا نوفتش) وأمير البلغار سيسمان الاتفاق على قتال العثمانيين، وقد وجدوا نفسيهما ضعيفين رغم أنهما لم يخوضا سوى المعارك الجانبية، فاضطرا إلى دفع جزية سنوية، وتزوج السلطان ابنة أمير البلغار عام 780.
ونظمت فرق الخيالة في عهد السلطان مراد الأول، وهي التي عرفت بـ (سيباه) أو السباهية ويقصد بها الفرسان، وأصبح لها نظام خاص بحيث يعطى كل فارس جزءًا من الأرض إقطاعًا له، ويبقي بيد أصحابه سواء أكانوا من المسلمين أم من النصارى يعملون به، ويدفعون خراجًا معينًا لصاحب الإقطاع الذي يسكن وقت السلم في إقطاعه، ويعدون وقت الحرب ونفقته، ويجهز معه جنديًا آخر، وهذا النظام وإن قدم خدمات في بداية الأمر إلا أن هؤلاء السباهية قد أصبحوا في النهاية أصحاب نفوذ يصعب السيطرة عليهم، ويختلفون مع أصحاب الأرض الأصليين وبيدهم القوة فينفذون ما يريدون، ويتضايق أصحاب الأرض الأصليين وبيدهم القوة فينفذون ما يريدون، ويتضايق أصحاب الأرض فينقمون على السباهية وبالتالي على الحكم، وتكون الفوضى والفجوة بين الحكم والرعية.
ولم ينس السلطان مراد الأول آسيا الصغرى بل بقي دائب التفكير فيها وفي التخلص من تلك الإمارات الصغيرة التي تشكل رقعًا محدودة المساحة، فهو لا يريد أن يأخذها بالقوة ويشكل نقمة عليه، ولا يريد أن يتركها تتصارع بينها، وتجعل مجالاً للتدخل في شؤونها من قبل الغرباء، وفي الوقت نفسه لا تنفق وتتوحد لتقوم بغزو القسطنطينية يدًا واحدة، وتجاهد كقوة واحدة، ورأى أن يحل مشكلاتها تدريجيًا مع الزمن، وقد بدأ بإمارة (كرميان) أقرب الإمارات إلى أملاكه، فزوج ابنه بايزيد من ابنة أمير كرميان فقدم الأب لابنته مدينة (كوتاهية) فضمت إلى الدولة العثمانية، وفي عام 782 ألزم أمير دويلة الحميد الواقعة بين إمارات (قرمان، وتكه، ومنتشا) بالتنازل عن أملاكه للدولة العثمانية.
وتأخر الصرب والبلغار في دفع الجزية ويبدو أنه على اتفاق بينهما في هذا التأخير، فتوجهت الجيوش العثمانية إلى بلادهم ففتحت بعض البلاد الصربية التي تقع اليوم في جنوبي يوغوسلافيا، كما حاصرت عاصمة البلغار (صوفيا) وفتحتها عام 784 بعد حصار استمر ثلاث سنوات، كما فتحت مدينة(سلانيك)، المدينة اليونانية المشهورة والواقعة على بحر ايجه.
تمرد ساوجي بن السلطان على أبيه بالاتفاق مع ابن إمبراطور القسطنطينية (اندرونيكوس بن يوحنا باليوج)، وكان يوحنا قد حرم ابنه هذا من ولاية العهد وأعطاها لابنه الآخر (عمانويل)، فأرسل السلطان لابنه جيشًا انتصر عليه وقتله، كما أرسل إلى الإمبراطور البيزنطي فقتل ابنه أيضًا.
وقام أمير دويلة القرمان علاء الدين، وبعض الأمراء المستقلين بحرب الدولة العثمانية فأرسل لهم جيشًا انتصر عليهم في سهل (قونية)، وأخذ الأمير علاء الدين أسيرًا، غير أن ابنته زوجة السلطان قد توسطت له فأطلق سراحه، وأبقى له إمارته، ولكنه فرض عليه دفع مبلغ من المال سنويًا وذلك عام 787.
واستغل الصرب انشغال الجيوش العثمانية في الأناضول لقتال علاء الدين أمير القرمان ومن معه، فهاجموا القوات العثمانية في جنوب الصرب وحصلوا على بعض النجاح عام 788، وتأهب أمير البلغار سيسمان للقيام بدوره أيضًا غير أن الجيوش العثمانية قد داهمته واحتلت بعض أجزاء من بلاده ففر إلى الشمال، واعتصم في مدينة(نيكوبلي) القريبة من الحدود الرومانية، وجمع فلول جيشه وهاجم بها العثمانيين غير أنه هزم، ووقع أسيرًا، لكن السلطان أحسن إليه فأبقاه أميرًا على نصف بلاده، وضم الباقي إلى الدولة العثمانية كي لا يعاود الهجوم[1].
معركة قوصوة
كان السلطان مراد الأول الذي حكم الدولة العثمانية ثلاثين عامًا، شغوفًا بالجهاد، فما إن أصبح السلطان عام 761 للهجرة حتى بدأ الجهاد، وتوغل في بلاد البلقان فاتحًا بنفسه وعن طريق قواده، مما أثار الصرب الذين فشلوا كثيرًا في حروبهم ضد العثمانيين.
فتحالف الصرب والبوسنيون والبلغار، وأعدوا جيشًا أوروبيًا صليبيًا كثيفًا لحرب السلطان الذي كان قد وصل بجيوشه إلى منطقة كوسوفو في البلقان.
ومن الموافقات العجيبة أن وزير السلطان مراد الذي كان يحمل مصحفًا فتحه على غير قصد، فوقع نظره على هذه الآية: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَفْقَهُونَ} [الأنفال: 65]. فاستبشر بالنصر، واستبشر معه المسلمون، ولم يلبث أن نشب القتال بين الجمعين، وحمي وطيسه، واشتدت المعركة، وانجلت الحرب عن انتصار المسلمين انتصارًا حاسمًا[2].
كان السلطان مراد الأول الذي حكم الدولة العثمانية ثلاثين عامًا، شغوفًا بالجهاد، فما إن أصبح السلطان عام 761 للهجرة حتى بدأ الجهاد، وتوغل في بلاد البلقان فاتحًا بنفسه وعن طريق قواده، مما أثار الصرب الذين فشلوا كثيرًا في حروبهم ضد العثمانيين.
فتحالف الصرب والبوسنيون والبلغار، وأعدوا جيشًا أوروبيًا صليبيًا كثيفًا لحرب السلطان الذي كان قد وصل بجيوشه إلى منطقة كوسوفو في البلقان.
ومن الموافقات العجيبة أن وزير السلطان مراد الذي كان يحمل مصحفًا فتحه على غير قصد، فوقع نظره على هذه الآية: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَفْقَهُونَ} [الأنفال: 65]. فاستبشر بالنصر، واستبشر معه المسلمون، ولم يلبث أن نشب القتال بين الجمعين، وحمي وطيسه، واشتدت المعركة، وانجلت الحرب عن انتصار المسلمين انتصارًا حاسمًا[2].
وبعد الانتصار في قوصووه أو (قوص أوه) وتعني (إقليم كوسوفو)، قام السلطان مراد يتفقد ساحة المعركة، ويدور بنفسه بين صفوف القتلى من المسلمين ويدعو لهم، كما كان يتفقد الجرحى، وفي أثناء ذلك قام جندي من الصرب كان قد تظاهر بالموت وأسرع نحو السلطان فتمكن الحرس من القبض عليه، ولكنه تظاهر بأنه جاء يريد محادثة السلطان ويريد أن يعلن إسلامه على يديه، وعند ذلك أشار السلطان للحرس بأن يطلقوه، فتظاهر بأنه يريد تقبيل يد السلطان، وقام في حركة سريعة بإخراج خنجر مسموم طعن به السلطان فاستشهد به رحمه الله تعالى في 15 شعبان سنة 791 هـ، عن عمر يناهز 65 عامًا، بعد أن دخل 37 معركة في فترة حكمه لم يخسر منها أي واحدة.
وكانت آخر كلمات السلطان قبل موته: (لا يسعني حين رحيلي إلا أن أشكر الله، إنه علام الغيوب المتقبل دعاء الفقير، أشهد أن لا إله إلا الله، وليس يستحق الشكر والثناء إلا هو، لقد أوشكت حياتي على النهاية ورأيت نصر جند الإسلام.أطيعوا ابني يزيد، ولا تعذبوا الأسرى ولا تؤذونهم ولا تسلبوهم، وأودعكم منذ هذه اللحظة وأودع جيشنا الظافر العظيم إلى رحمة الله فهو الذي يحفظ دولتنا من كل سوء).
وكان من دعائه قبل المعركة:.. تقبل رجائي، ولا تجعل المسلمين يبوء بهم الخذلان أمام العدو، يا الله، يا أرحم الراحمين، لا تجعلني سببًا في موتهم، بل اجعلهم المنتصرين، إن روحي أبذلها فداء لك يا رب، إني وددت وما زلت دومًا أبغي الاستشهاد من أجل جند الإسلام، فلا ترني يا إلهي محنتهم، واسمح لي يا إلهي هذه المرة أن أستشهد في سبيلك، ومن أجل مرضاتك[1].
لقد ورث مراد الأول عن والده إمارة كبيرة بلغت 95000 كيلو متر مربع، وعند استشهاده تسلم ابنه بايزيد هذه الإمارة العثمانية بعد أن بلغت 500000 كيلو متر مربع، بمعنى أنها زادت في مدى حوالي 29 سنة أكثر من خمسة أمثال ما تركها له والده أورخان[2].
وكانت آخر كلمات السلطان قبل موته: (لا يسعني حين رحيلي إلا أن أشكر الله، إنه علام الغيوب المتقبل دعاء الفقير، أشهد أن لا إله إلا الله، وليس يستحق الشكر والثناء إلا هو، لقد أوشكت حياتي على النهاية ورأيت نصر جند الإسلام.أطيعوا ابني يزيد، ولا تعذبوا الأسرى ولا تؤذونهم ولا تسلبوهم، وأودعكم منذ هذه اللحظة وأودع جيشنا الظافر العظيم إلى رحمة الله فهو الذي يحفظ دولتنا من كل سوء).
وكان من دعائه قبل المعركة:.. تقبل رجائي، ولا تجعل المسلمين يبوء بهم الخذلان أمام العدو، يا الله، يا أرحم الراحمين، لا تجعلني سببًا في موتهم، بل اجعلهم المنتصرين، إن روحي أبذلها فداء لك يا رب، إني وددت وما زلت دومًا أبغي الاستشهاد من أجل جند الإسلام، فلا ترني يا إلهي محنتهم، واسمح لي يا إلهي هذه المرة أن أستشهد في سبيلك، ومن أجل مرضاتك[1].
لقد ورث مراد الأول عن والده إمارة كبيرة بلغت 95000 كيلو متر مربع، وعند استشهاده تسلم ابنه بايزيد هذه الإمارة العثمانية بعد أن بلغت 500000 كيلو متر مربع، بمعنى أنها زادت في مدى حوالي 29 سنة أكثر من خمسة أمثال ما تركها له والده أورخان[2].
التعديل الأخير: