اقوى صفعات المخابرات العامه المصرية للمو

(3)


إن اعترافات عماد إسماعيل المتهم الأول في قضية الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام تؤكد مجددا أن المخاطر التي تحيط بالمصريين في إسرائيل أصبحت تشكل هاجسا حقيقيا أمام طرقات الإسرائيليين للتسلل والتأثير على الأمن القومي المصري. واستكمالا للاعترافات المثيرة التي وردت على لسان عماد عبد الحميد إسماعيل ندور حول عدة حقائق نفضل أن نقرأها معا.

عماد: لا … زهرة قامت وقالت أنا طالعة الأوضة بتاعتي بعدما قالتلي على حكاية الصور ومكانتش قاعدة لما مني كلمتني في حكاية الشغل مع المخابرات الإسرائيلية؟
عماد: هي قالتلي إن أنا هتعلم اللغة العبرية وعلى الكمبيوتر وعلى الشغل بتاع الموساد وإن اللي هيدربني ميكي وهيديني ألف دولار في الشهر أثناء فترة التدريب.
عماد: هم قالوا أن ميكي هو الريس بتاعهم وأنه المسئول عن موضوع الفلوس والتدريب.
عماد:طبعا الكلام كان مفهوما أن المقصود بالأجهزة الحديثة دي هي أجهزة الاستقبال والإرسال اللي بتستعملها المخابرات.
عماد: هي كانت بتديني نوع من الأمان وأن دخولي إسرائيل وتدريبي هناك مش هيكون معلوم للشرطة في مصر وعشان كده كانوا رافضين أخشى إسرائيل من الأردن وبعد كده طلبوا مني أخشى أي دولة أوروبية ومنها إلى إسرائيل.
عماد: لأني وأنا مسافر الأردن وأنا نويبع استوقفني الضابط وسألني عن سبب سفري سابقا لإسرائيل فقلتله كنت بتدرب في شركة ملابس فقالي لورحت إسرائيل من الأردن هجيبك ولو حتى في بطن الأرض وأنا قلت الكلام ده لزهرة بالتفصيل.
عماد: أنا خفت أقولها شخصيا على أساس أن هي اللي قامت معايا بالمسائل الجنسية دي وأنها ممكن تنتقم مني ولكن لما الصورة تنتقل ليها عن طريق شادية ميبقاش الكلام ده عن طريقي مباشرة ولما تكلمني بعد كده .. لو لقيت في لهجتها نوع من التهديد أحاول أنكر الكلام ده.
عماد: لأني أنا اللي رديت عليها.
عماد : خفت أن أتعامل معها بالوضع ده فتنتقم مني وتبعت لمصر الصور الجنسية اللي ظهرت فيها معاها .
عماد: زهرة هي اللي قالتلي واقترحت إما المجر أو رومانيا وهي اللي قالتلي أصرف الفلوس ولما نتقابل هديك كل اللي صرفته. كانت تحريات الأمن القومي قد أثبتت أن عماد يتصل بزهرة يوسف جريس على رقم 9726/980416 واقترحت الجهة الأمنية إجراء اتصال هاتفي بين عماد وزهرة وتسجيله تسجيلا رسميا واتجهت النيابة في يوم الثلاثاء 29/10/1996في تمام الساعة 9:45 إلى مبنى الأمن القومي وبعد الحصول على موافقة عماد عبد الحميد إسماعيل بإجراء المكالمة وتسجيلها. اتصل عماد بالرقم المدون وردت عليه زهرة يوسف جريس وسألها عن أحوالها فردت عليه شكرا لله واستفسر منها عن عدم اتصالها به فقررت له بأنها كانت في انتظار اتصاله بها فسألها يوم 22 فأجابته نعم ثم هنأها بقوله عقبال المائة والعشرين.واعتذر لها عن عدم اتصاله بها بسبب مرضه وأكد لها أنه ستجري له عملية جراحية وأنه يجهز أوراقه للسفر إلى المجر فسألته عن جدية ذلك واستفسر منها ما إذا كانت مستعدة للسفر وتاريخ سفرها وأكد لها بأنه يجري الاتصال من أحد السنترالات باستعمال الكارت وسألها عما إذا كان لديها صعوبة في الحصول على تأشيرة دخول المجر فأجابته بالنفي وأنهى إليها بمحاولة حصوله على تأشيرة دخول أسبانيا إلا أن طلبه قد رفض فسألته عن مكان اتصاله فقرر لها بأنه يتصل من الإسكندرية واستفسر منها عن آخر مرة اتصلت بأحمد فأجابته منذ فترة واستفسر عن تاريخ اتصال مني بأحمد فأجابته بأنها لا تعلم ثم طلب منها إبلاغ مني بأنه سيسافر إلى المجر وسألها عما إذا كانت ستصحبها إلى هناك فأجابته بأنها لا تدري ثم قال لها بأن المجر ليس بها عمل وأنها هي التي اقترحت عليه السفر إلى رومانيا أو المجر فردت عليه بالإيجاب فقرر لها بأنه اقترض تكاليف السفر فأجابته بأنها ستتصل به على منزله فقال لها بأنه هو الذي سيطلبها واستفسر منها معا سيتم معه هناك وعما إذا كان ميكي يسأل عنه فأجابته بأنه يسأل عنه ثم استفسر منها عن آخر مرة سألها ميكي عنه فأجابته منذ شهر وأنه كان بأمريكا فسألها عما إذا كان ميكي على وعده له بالعمل والمرتب الذي وعد به أم أنه عدل عن ذلك فأجابته بتأكيد حفاظه على وعده وطلب منها سؤال ميكي ومنى عما سيتم معه عقب وصوله إلى المجر وأشار لها بأن ظروفه المادية صعبة وأنه سيسافر ولن يعود ثانية إلى مصر وأنه لم يذكر لأحد أنه سيسافر إلى المجر لأن الكل يعلم عدم وجود فرص عمل هناك وأن تذكرة السفر كلفته ألف دولار وطلب منها سؤال ميكي عما سيتم معه وأنه سيتقاضى منها المبالغ التي دفعها فردت عليه بالإيجاب وقال لها بأنه سيتصل بها عقب تأكيد الحجز وسألها عما إذا كان ماهر سيتولى إجراءات سفرها وعن شادية وعما إذا كانت منى تريد الحضور إلى القاهرة فأجابته بعدم رغبتها في ذلك وسألها عن سبب تغير صوتها في هذه المكالمة وعما إذا كانت غير متوقعة اتصاله بها فأجابته بالنفي فقال لها بأن تليفون مسكنه لا يعمل وأنه سيتصل بها يوم الجمعة لتأكيد الحجز وطلب منها الحصول من ميكي على تفاصيل ما سيتم معه وعما إذا كان الأخير على استعداد لزيادة مرتبه إلى ألف وخمسمائة دولار فأجابته بأن هذا المبلغ كثير ثم طلب منها الحصول على إجابة من منى على استفساراته وسألته عن الجهة التي سيسافر اليها فقرر لها المجر وقال لها بأنه لا يريد أن يحدث معه بالمجر ما حدث معه بالأردن وإذا كان سيحدث معه ذلك فلن يسافر ثم قال لها بأنه سيتصل بها يوم الجمعة ليعلم ما سيتم معه وأنها سبق وأن تسلمت منه صورة جواز سفر وسألها عن رقم التليفون فطلبت منه الاتصال بالرقم الذي اتصل به فسألها عن رقم المصنع فأجابته 986244 والرقم الكودي04 كفر مندل وانتهت المكالمة بذلك. وبعد إنهاء المكالمة فتحت النيابة محضر آخر لتسجيل ملاحظات عماد على هذا الحوار.
عماد : نعم المكالمة مكانتش بالشكل الطبيعي اللي كان يتم بينا في المكالمات اللي قبل كده كان يبقى فيه تجاوب بينا في المكالمات اللي قبل كده يعني كنا بنتكلم كلام حب متبادل يتخلله الحديث عن الشغل وده واضح لما أنا سألتها في المكالمة دي عن ميكي قالت لي أيوة من شهر فسألتها ..سأل عني قال إيه فمردتش عليه واستغربت كمان لما قلتلها على اسم المجر وقالتلي دي فين وكمان سألتها آخر مرة منى اتصلت بأحمد امتى فقالت لي معرفش وأنا كنت كلمت أحمد من شهر تقريبا وسألته إذا كان حد اتصل بيه فقالي أن منى اتصلت بيه وسألته عن نمرة ليه في الإسكندرية ولما سألتها عن اللي هايتم معايا في المجر قالت أنها هتسأل وبعدين لقولي.
عماد: أنا لما كنت اتصل من السنترال كانت المكالمة ما تزدش عن دقيقتين ونصف اللي هي مدة الكارت ولما هي كانت بتتصل بيه كانت المكالمة بتاخذ حوالي نصف ساعة ولما كلمتني في العاشر من رمضان قعدت تكلمني حوالي ساعتين إلا ربع.
عماد: كان كل الحوار بيني وبين زهرة ومنى عن سبب الكلام اللي أنا قلته لشادية بالتنبيه على زهرة لقطع الاتصالات بي وقالوا لي متخافش من الكلام معانا بدليل أن شادية كانت موجودة في مصر واحنا قابلناها ومحصلش حاجة ومنى قالتلي مش أنا قلتلك في الأردن أن الشرطة في مصر مش حتعرف عنك حاجة وأدي انت نزلت من الأردن إلى مصر بعد ما كنت معانا هناك حد عرف حاجة وانتهت المكالمة. لم يتوقف الأمر عن هذا الحد حيث أن يوم الجمعة 1/11/1996 هو اليوم الذي قال عنه عماد لزهرة بأنه سيتصل بها وبالفعل توجهت النيابة بالمتهم إلى الأمن القومي وطلب عماد الرقم فردت عليه سيدة تدعى جاكلين طلب منها أن يتحدث إلى زهرة ثم انقطع الخط وعادوا عماد الاتصال مرة أخرى ودار هذا الحوار
عماد: أنا عماد يا زهرة
عماد: انت مريضة أو فيه حاجة مضايقاكي أنا بتصل بيكي من سنترال المنشية.
عماد: أنا بخلص إجراءات السفر ومعرفش هرجع امتى.
عماد: خلاص أدخلي أوضتك وكلميني لأني عايز " أطمن عليك " أنت مش عجباني عن ساعة المكالمة الأخيرة .
عماد : أيوة بس أنا في الإسكندرية لإنهاء إجراءات السفر وعايز أعرف انت مستعدة للسفر ولا لأ.
عماد: أنا حصلت على الفيزا وعايز أعرف ممكن تسافري امتى.
عماد : يعني أحجز امتى بالضبط
عماد: قلت لميكي ومتى إني كلمتك ولا لأ
عماد : هو فيه مشكلة في موضوع سفرك للمجر.
عماد: طيب لو أجلت السفر لحد إمتى.
عماد: أصل فيه خلاف بيني وبين الجماعة في البيت بسبب السفر ومعرفش هرجع امتى وعشان كده هكلمك أنا تاني بعد أسبوعين.
عماد: يعني ألغي الحجز ولا أجله؟
عماد:خلاص ماشي مع السلامة
عماد: ازيك يا زهرة عاملة ايه
عماد: كويس والحمد لله وأنا مستعد للسفر وأنا زعلان من ساعة المكالمة اللي فاتت. ثم استفسرت زهرة عن صحة عماد وسألها عن استعدادها للسفر وأكدت له أن شيئا لم يتغير فيها وأنا كانت نائمة.واستفسرت منه معا فعله فقال لها أنه حجز يوم 12 وأنها هي التي طلبت منه التأجيل واستفسر منها عما إذا كانت على استعداد للسفر فقررت له بعد أربعة أيام وخمسة وسألته عن البلد الذي سيسافر إليها وقال لها المجر كما اتفقنا فاستفسرت منه على موقع المجر فأكد لها بأنها بجوار فرنسا والنمسا فقالت له أنها لا يهمها المكان فسألها هل ستصحب معها منى فقالت له بأن ذلك احتمال وسألته عن مدة الفيزا التي حصل عليها فأجابها ثلاثة أشهر ، والحد لها بأنها ليست بحاجة إلى أي تأشيرة لدخول المجر وعرض عليها أن سيتخرج لها أي تأشيرة لأي دولة أخرى لو رغبت هي في ذلك إلا أنها طلبت منه عدم تغيير الفيزا التي حصل عليها وقال لها أن المجر اختيارها وأنه لا يوجد بها فرصة عمل وأنها أبلغته أيضا بتدبير الحال وأنها قررت له بأنها ستبلغ مني وأنه لا يعرف ماذا سيحدث معه ودار حوار مثير بينهما.
عماد: عرفتي الكلام ده منين.
عماد : أصل الفلوس اللي معايا مش هتكفي.
عماد: أيوة هكون موجود
عماد : انت اتكلمت مع ميكي
عماد : طيب عايز أعرف انتي هتكوني جاهزة للسفر امتى.
عماد: مش عايزة حاجة من مصر أجيبها لك معايا.
عماد: طيب أوراقي جاهزة لدخول إسرائيل
عماد : سلم لي على منى. وانتهت المكالمة على وعد بالاتصال غدا في تمام الساعة الثامنة مساء على منزله في تمام الساعة السابعة والنصف من اليوم المقرر لإجراء المكالمة جلس عماد في انتظار مكالمة زهرة التي اتصلت بالفعل واستفسرت منه عن أخباره وقالت بأنها تحاول الاتصال منذ نصف ساعة دون جدوى فسألها عن المكان الذي تتصل منه فأكدت له بأنها تتصل من منزلها وقالت له أنها سألت محامي في أمر دخوله إلى إسرائيل من اوروبا وأن المحامي أكد بأن ذلك ممكن في حالة زواجه من إسرائيلية وأن ذلك إذا تعثر فستقوم هي بكل شئ وعندما تحدث معها عن المجر تصنعت أنها لا تعرفها ، وسألته عن برنامجه هناك فقال لها أنه سينتظرها وليس لديه برنامج خاص بالرحلة وسألته عن موعد الحجز فقال لها يوم 12 فطلبت منه التأجيل أسبوعين آخرين وقالت له أنها ستطلبه يوم الجمعة فأخبرها بأنه سيتصل بها في منتصف الأسبوع ليعرف منها موعد سفرها ومن سيسافر معها فقررت بأنها ستسافر بمفردها وسألته إذا كان يحب المجئ لإسرائيل فوافقها على ذلك وسألته عن المكان الذي ستتصل منه فأجابها بأنه لا يعلم حتى الآن فسألته عن أحوال والدته واستفسرت منه عن سبب استعجاله في إنهاء المكالمة فأكد لها أنه غير مستعجل في ذلك وسألها إن كانت ستسافر أمريكا قريبا فنفت ذلك وسألها عن رغبتها في زيارة مصر ومعها منى للذهاب إلى الأقصر وأسوان فأكدت له بأنها ترفض ذلك فسألها عن السبب فسألته عن تصميمه على ذلك وقال لها أن الأحوال هذه الأيام هادئة ومناسبة لزيارة الأقصر وأسوان إلا أنها رفضت ذلك واستفسر منها عن سبب غضبها على مصر فقالت له بسبب وضع الكلبشات في يديه عندما قبض عليه بالفندق فأعاد عليها طلبه لها بزيارة القاهرة والزواج في مصر ثم السفر لإسرائيل فقالت له أنها لا تحب مصر فقال لها بأن مصر تحب الناس وأنه سيعد لها برنامجا لمدة ثلاثة أيام وسيقوم بالحجز في أحد الفنادق فطلبت منه نسيان مصر واتفق معها على أن يتصل بها تليفونيا يوم 15 ثم أبلغته أن باكر عيد ميلاد منى فقال لها بأنه كان يتمنى أن يكون موجود معهم وسألهم عن أخبار ميكي وأنتهت المكالمة التليفونية بينهما. في اليوم التالي تم إستدعاء عماد ليبدي تعليقه على هذه المكالمة حيث قال : في المكالمات اللي قبل كده وفي أول المكالمة الأخيرة أنا لاحظت أنها كانت بتسألني عن مكان المجر وفي نفس الوقت في آخر المكالمة قالتلي إني هخش إسرائيل من المجر وسألتني عن الفيزا بتاعتي ونهايتها إمتى وقالتلي إني هخش إسرائيل قبل ثلاثة شهور.
عماد: أسلوبها في المكالمات الأخيرة أنا مش فاهمه ويختلف عن أسلوبها في المكالمات اللي كانت بينا قبل القبض على وأنا حاسس أنها في المكالمات دي بتستعبط واحتمال يكون عندها شك إني مقبوض عليه.
عماد: عدم وضوحها معايا لدرجة إنها في المكالمة الأخيرة سألتني انت بتتكلم منين على الرغم أنها اللي بتتصل بيه والمفروض أن أكون في البيت.
عماد: أنا مش فاهم كلامها لأني قلتلها أن هي تيجي مصر ونتجوز هنا بدل السفر للمجر ولو كان هدفها من سفري المجر هو الزواج كانت توافق تيجي مصر ونتجوز هنا.
عماد: بالعكس بعد ما جيت من الأردن هي كانت بتلح علي أنها تيجي مصر وتقابلني وأنا كنت برفض وفي المكالمة الأخيرة لما عرضت عليها تيجي مصر رفضت وده دليل على أن فيه حاجة حصلت.
عماد : أيوة في أول مرة كنا في الأردن وكانت بتشتم في مصر يلعن أبوها مصر على أبو العرب كلهم وأنهم كلاب وكل شعوبهم محكومة بدكتاتورية واحنا في إسرائيل اللي عايشين في ديمقراطية وأنهم لو كانوا استمروا فلسطينيين بقم شحاتين وكانت بتقول لي أني إسرائيل أعطتهم كل حاجة وهكذا يبدو في الوقت الذي حاولت فيها زهرة يوسف جريس ومنى أحمد شواهنة بعث الطمأنينة في قلب عماد بألا يخشى الأجهزة المصرية وأن رجالهم في مصر كثيرون وأن الأجهزة الأمنية المصرية لا تجيد إلا الجلوس فوق المكاتب ـ وفي هذا الوقت ـ كانت الأجهزة الأمنية قد استوعبت كل شي بل وسجلت المكالمات التليفونية كدليل قاطع وتعدي ذلك إلى نقل الخط التليفوني من منزل عماد في القاهرة وتم تسجيل العديد من هذه المكالمات التي أوضحت العديد من الحقائق إلى جهات التحقيق وظهر واضحا سقوط رجال الموساد في قبضة رجال الأمن الذين لا يجيدون إلا الجلوس داخل المكاتب كما يزعمون!!!



(4)

هذه اللحظات لم تكن اعترافات عماد إسماعيل قد تطرقت من قريب أو بعيد إلى الخبر السري أو الملابس الحريمي الداخلية التي منحها له عزام أثناء وجوده في إسرائيل وربما اعتقد أن الأمر سيخلو من التورط بعد أن وضع تقريره المكتوب بخط يده دون الإشارة إلى هذا الأمر كما أنه في تحقيقات النيابة الأولية لم يكن الأمر قد اتضح بعد وبذلك لم تتطرق تحقيقات النيابة في البداية إلى قصة أغرب عملية تهريب للخبر السري داخل الملابس الحريمي التي كشفت عنها الجهات الأمنية رفيعة المستوى والتي أزالت الغموض عن أهم عناصر القضية ووضعت الشكوك حول مدى مصداقية عماد أثناء التحقيقات فماذا حدث.

تعالوا معنا نقرأ الحقيقة في السطور القادمة.
عندما تم تفتيش منزل عماد عبد الحميد إسماعيل عثر لديه على حقيبة بنفسجية اللون تحوي زجاجة عطر من إنتاج شركة كليفن كليف وزجاجة بلاستيكية بيضاء اللون ـشامبوـ وبه سراويل داخلية حريمي بيضاء اللون وعدد 7 أخرى سوداء اللون وسروال داخلي حريمي بيج اللون قطعة واحدة من النسيج على شكل فانيلة داخلية وسروال داخلي حريمي بكم رمادي اللون "بودي" وقطعتين أخرتين " بودي"بيضاء اللون حريمي.
إلى هذا الحد لم تكن الحقائق قد تكشفت بعد حتى وصل التقرير إلهام إلى نيابة أمن الدولة العليا في يوم 2/11/1996 والذي أفاد بأنه بفحص الحقيبة لم يعثر بها على أماكن إخفاء وبفحص محتويات زجاجة العطر تبين عدم إمكانية استخدامها في مجال الكتابة السرية وبتجربة استخدام خليط العطر والشامبو كمحلول بنسب مختلفة لإخفاء الكتابة الظاهرة تبين عدم إمكانية ذلك وبفحص محتويات زجاجة الشامبو تبين عدم صلاحيتها كأحبار سرية. وكانت المفاجآت التي تكمن في قطعتي " بودي" حيث تبين أنه باختبار مستخلص القطعتين في الماء المقطر تبين وجود رواسب ملحية لا تستخدم في مكونات التصنيع وبتحليل تلك الرواسب على وحدة جهاز الميكروسكوب الإليكتروني الماسح تبين وجود كافة العناصر المكونة للحبر السري المستخدم في التراسل السري وقد بقت تجربته وإظهاره بمظهر خاص وقد ارفقت نتيجة التجارب مع زجاجة سعة 50سم بها الرواسب الملية المتبقية من نتيجة الفحص أما باقي الملابس الداخلية فقد تبين عدم وجود أي رواسب سرية بطريقة التشبع بها.
تغيرت المفاهيم بعد هذه النتيجة المذهلة وأخذ التحقيق منحة جديدا في هذه القضية الخطيرة عندما بدأت نيابة أمن الدولة في محاصرة عماد بما آلت إليه نتائج هذا التقرير .
القنبلة:
عماد: الملابس اللي كانت موجودة عندي في البيت كانت عبارة عن ملابس داخلية حريمي أنا كنت واخدها من مصنع "سيجاف"دي أبيض وبعضها لونه سمني واحنا مسافرين من إسرائيل زهرة ادتني كيس فيه ملابس داخلية حريمي لونها أسود وادتني تي شيرتات ليه ولزمايلي وكان فيهم بلوزة حريمي على هيئة بودي لونه فيراني وقالتلي أن الحاجات دي هدية لأختي وطلبت مني أخلي حاجة منهم واحتفظ بيها على أساس أنها من ريحتها ولما جيت وزعت ملابس داخلية البيضة والسمني على أختي وأخت صاحبي وديع..
عماد: أنا كنت مع عزام ووجدي في يوم جمعة واحنا في إسرائيل نزلنا عشان نشتري ملابس وبعد ما خلصنا شراء عزام قال لنا احنا قريبين من مصنع عين الأسد ورحنا المصنع واتصورنا جواه احنا الثلاثة وطلب الرسومات بتاعة البديهات اللي بيعملها المصنع ده وطلبت من عزام عينانت من البديهات تبقى معايا وبعد ما خرجنا أداني 4بديهات من انتاج المصنع منهم الاثنين الموجودين الآن ، وأديت أخت وديع صاحبي اثنين منهم والتانيين شلتهم عندي في البيت .
عماد: عزام قال إن هو هيفسحنا بالعربية.
عماد: عشان تبقى معايا عينات من الشغل ده.
عماد: في الشنطة بتاعتي.
عماد: أيوة
عماد: أيوة وجدي كان سامح وأنا بقول لعزام إني عايز عينات من البديهات دي .
عماد: أنا ما كنتش فاكر أن لسه فيه حاجات من اللي أعطاها لي عزام موجودة عندي في البيت.
عماد : أنا معرفش عنها أي حاجة.
عماد : بعدما اتعرفنا على بعض في إسرائيل ابتدت تسألني عن أسرتي فأنا حكيت لها عن قرايبي كلهم فتفاجأت بها بتسألني إذا كان حد من قرايبي بيشتغل في وزارة الخارجية أو الداخلية.
عماد: أثناء وجودي في الأردن زهرة سألتني عن الخصخصة وعن أكبر الصناعات في العاشر من رمضان فقلتلها إن أكبر المصانع بتاعت الملابس قد مصانعكم كلها. وسألتني هما بيصدروا لمين وسألتني عن مرتبات العاملين بالعاشر من رمضان وسألتني عن أخبار المصريين في الأردن وعن بعض بيانات من أعرفهم وسألتني كمان عن أسماء الناس اللي بيهربوا المصريين للبنان فقلتلها واحد اسمه أحمد شاي والثاني اسمه خليفة وواحد اسمه سلطان وسألتني المصريين بيدخلوا لبنان إزاي فقلتلها إن فيه واحد مصري مشهور " بـ عبود البرنس" هو اللي بيدخل المصريين لبنان ويشغلهم هناك لأنه معاه إقامة وشغال في شركة مقاولات كبيرة وسألتني عن المصريين بيعدوا إزاي الحدود فقلتلها إن هوه بياخدهم على سوريا وبعدين يدخلهم لبنان من هناك وكل مصري عايز يخش لبنان يدفع لعبود 400دولار بعد ما يشتغل وسألتني عن اسم المطعم اللي أصحابي بيشتغلوا فيه وسألتني عن عدد المصانع اللي في العاشر من رمضان فقلتلها تزيد عن ألف مصنع فقالت لي مساحتها أديه فقلتلها أد إسرائيل كلها سألتني إذا كانت المصانع هناك صغيرة زي مصانعنا فقلتلها لا مصنعنا كبيرة أوي وسألتني عن متوسط عدد العمالة في المصنع وعن ظروف منح عزام مجموعة له من البديهات يقول عماد في اعترافاته " لما عزام قالي احنا قريبين من مصنع عين الأسد وممكن أجيبلك عينات البديهات ورحت المصنع وكان شبه فاض ومفهوش حد وأول ما دخلنا طلعنا على سطح المصنع ناخد صور من فوق ونزلنا بعد كده على غرفة السكرتارية اللي فيها العينات وطلبت الكتالوجات بتاعت البديهات ومقاساتها واعطوها لي واحنا نازلين ماشيين جوه وانا رحت ناحية العربية لقيت عزام جاي العربية ومعاه لفة وقالي دي عينات البديهات اللي انت عايزها بس ما تقولش لحد إني اديتك الحاجات دي وحطيت اللفة في الشنطة اللي كانت معايا ونادى على وجدي ورجعنا ثاني على مصنع سيجاف ولما وصلت الفندق فتحت اللفة اللي أعطاها ليه عزام فلقيت فيها 3 بديهات بحملات لونهم أبيض وبعد كده لما قابلت زهرة طلبت عينات من مصنعها وفي آخر يوم جابت لي العينات وتاني يوم من وصولنا مصر ..زهرة اتصلت بيه في البيت عشان تطمن عليه , وسألتني إذا كنت أديت الحاجات اللي هي أعطتها لي لأختي فقلتلها إن الملابس الداخلية اللي انت أديتها لي والتيشيرتات والبديهات اللي أدهالي عزام معايا في الشنطة فقالتلي طيب ما تديش حاجة لحد دلوقتي وخصوصا البديهات اللي انت أخذتها من عزام خليها معاك واحتفظ بها لأن مفيش حد من زمايلك معاه الحاجات دي وبعد أسبوع اتصلت تاني وسألتني إن أديت لأختي شويه ملابس داخلية بس وقلتلها إني اديت ملابس داخلية هدية لأخت واحد صاحبي وأديتها البلوزة اللي انتي اديتها لي فقالتلي انت وزعت الحاجات اللي أنا أديتها لك زي ما أنت عايز بس ما تفرطش في البديهات اللي أخذتها من عزام وقالتلي حافظ عليها أوي فقلتلها ما تخافيش أنا شايلها عندي في الدولاب . ولما سافرت الأردن قابلتها هناك وقالتلي إنها جايبة تي شيرتات وبلوزات وبديهات بس مش جايباهم معاها لأني هنزل بيهم إزاي إلى مصر!! ويضيف عماد قائلا: قلتلها أنا لسه متصرفتش في بديهات عزام وأغلب الحاجات اللي انت أديتها لي عندي في البيت ولما منى أحمد شواهنة كلمتني في موضوع العمل مع المخابرات الإسرائيلية تاني يوم وهم ماشيين زهرة ادتني 150دولار وقالتلي إن البديهات اللي عندك اللي انت واخدها من عزام احتفظ بيها لأنها مهمة بحيث هتعرف قيمتها بعدين فأنا سألتها البديهات دي فيها إيه فقالتلي مش دلوقتي خليها بعدين .
وكانت زهرة كل ما تتصل بيه تأكد علي أحافظ على البديهات اللي أدهالي عزام وفعلا حافظت عليهم ورفضت التصرف فيهم بأي شكل من الأشكال.
عماد: كان بيقول إن هو لما بيجي مصر ياخد "بوكت مني" عالي قوي حوالي 100دولار ولما يرجع إسرائيل مرتبه هيزيد.
وبقراءة متأنية لما سبق يتضح أن عماد كان قد سقط في حالة من التخبط فهو في البداية قد اخفى قصة البديهات ثم بدا يذكرها على استحياء عندما واجهته النيابة بما هو كامن داخل هذه البديهات بدأ يشرح للنيابة كيف كان عزام وزهرة حريصين على الحفاظ على هذه البديهات وبدا من خلال اعترافاته أنه كان يعلم أنها لم تكن بديهات عادية بدليل اهتمامهم بها والسؤال الدائم عنها ثم احتفاظه بها بهذا الشكل الملحوظ وتضيق النيابة الخناق وتتناقص المساحة التي يتحرك فيها عماد و يشعر بالجهد عندما بدأت النيابة الاقتراب أكثر من دائرة الحصار.
عماد: لأن المفروض كان اتفاقنا إن احنا هنتجوز ونقعد في الأردن وإسرائيل وفي نفس الوقت أعتقد أنه كلام غير مباشر عشان أفهمها على الحاجات بتاعة عزام لسه موجودة عندي في البيت ولا لأ
عماد : هي قالتلي إن البديهات دي تنفعني في شغلي في الشركة وإن مفيش حد من زمايلي معاه عينات زي دي!!!
عماد: هي قالتلي أخليها معايا وما أديهاش لأي حد ومفرطش فيها ولو عايز أهدي حاجة لأي حد أعطي من الحاجات اللي هي أعطتها لي.
عماد: هي قالتلي احتفظ بحاجة من الحاجات اللي هي أديتها لي ومش كلها وبعد كده في الإتصال أصرت على أني احتفظ بالبديهات اللي أعطاها لي عزام وأهدي من الحاجات بتاعتها وقالتلي أن حاجات عزام خاصة بشغلي.
عماد : هي قالتلي قبل ما تركت العربية حافظ عليها كويس قوي قوي وأنها حاجات مهمة وإني هعرف قيمتها بعدين وكان المفروض إني هسافر مصر في نفس اليوم؟
عماد: لكنا لوحدينا بعيد عن منى.
عماد: هي كانت بتأكد علي أني لازم أحتفظ بيها بشكل خاص بس ما قالتليش عليها.
عماد: أنا سألتها العينات دي فيها ايه قالتلي بعدين هتعرف بس حافظ عليها.
عماد: أنا سألتها كثير وهي كانت دايما بتقول هتعرف قيمتها بعدين بس حافظ عليها. حالة من التخبط تسيطر على عماد أثناء التحقيق بشأن البديهات حتى حاصرته النيابة بسؤالها
فأجابهم عماد بأنه صرح بهذه الوقائع في هذه الجلسة للتأكيد على أنه لم يكن يعرف ما بداخل هذه البديهات وأشار إلى أنه لو كان علم قبل ذلك ما كان قد تصرف فيها بأي طريقة .
عماد : لما قابلت شادية مع زمايلي لقيت عزام موجود في أوتيل"البارون" وسلمت عليه وقلتله أخبارك إيه فقالي تمام وقلتله أنت جيت للتدريب زي ما انت عايز فقال أيوة والموضوع فيه فلوس كويسة ومرتبي زاد وسألته اشمعنا انت اللي جيت فقال أن الميكانيكي الثاني اللي كان مفروض ييجي مقدرش ييجي فأنا قلتله: إن المصريين هيتعلموا منك كويس وهو كان مستني واحد في الأوتيل ولما جه يمشي من الأوتيل قال أنهم موجودين في فندق سونستا وهيقعد في مصر 24 يوم وأن أخوه بيشتغل في مصر وبيسافر كل يوم خميس بالليل وبيجي الأحد الظهر كانت المرة الوحيدة اللي شفته فيها.
عماد: هو قال انهم بيشتغلوا في مصنع في شبرا الخيمة بتاع ملابس صاحبه اسمه سمير سامي رياض.
عماد: هي كانت تقصد الشغل بتاع المخابرات الإسرائيلية .
عماد: المفروض أن زهرة ما تعرفش اللي دار بيني وبين منى لأني على الأقل مقلتلهاش حاجة على اللي حصل من منى لكن تأكيدها أول ما جيت من إسرائيل للمحافظة على البديهات اللي أخذتها من عزام وتأكيدها بعد عرض منى عليه العمل مع المخابرات يدل على أن سبب طلبها الاحتفاظ بالبديهات ده أكيد حاجة خاصة بالمخابرات الإسرائيلية لأن الواضح عليهم أنهم ما لهمش أي قيمة وده الظاهر وأنا فهمت أنها أكيد كانت تقصد شغل المخابرات.
 
(5)

وتظهر ملامح خطيرة لاعترافات عماد اسماعيل وخاصة تلك التي تخص السياحة في مصر ففي أحد الأيام كانت منى وزهرة معي بفندق فلسطين وبدأنا في الحوار حول نشاط الشرطة ويقول عماد"سألتني زهرة عن عدد رجال الشرطة في الفنادق إد ايه من الشرطة فقلتلها معرفش عنهم أي حاجة لأن فيه ناس في الفنادق نفسها بتع الشرطة وناس أمن الفندق وكمان سألتني عن مواعيد تغيير الورديات وزهرة قبل ما تيجي مصر في الرحلة دي كانت كلمتني في التليفون بعد حادثة فندق أوروبا وقالتلي إنها عايزة تلغي الحجز بتاعها لأنها خايفة فقلتلها دي حادثة عادية بتحصل في أي مكان زي اللي حصلت في القدس وسألتني عن تأثير الحادثة دي على السياحة والأجانب في مصر فقلتلها مالهاش أي تأثير وقالتلي السياح لسه بينزلوا مصر بعد الحادثة دي قلتلها أيوة وسألتني عن الإجراءات الأمنية المتبعة مع الراغبين في دخول إسرائيل .
ويدخل عماد إلى دائرة حصار أخرى لا يجد فيها فيها متنفسا سوى الاعترافات بجزء من الحقيقة عندما واجهته النيابة بأنه لم يذكر للجهات الأمنية أمر بقوله بالعمل مع جهاز المخابرات الإسرائيلية فيعترف بأنه أخفي هذه الحقيقة بسبب مخاوفه من السجن.
وتسأله النيابة: ما الذي دعا منى أحمد شواهنة أن تقرر لك أن ميكي باغوث رئيسها في المخابرات؟
عماد: هي قالتلي أنه هيبقى المسؤول بتاعي في الشغل بتاع المخابرات وقالتلي أن هو رئيسها في الشغل ده كمان.
النيابة: هل حددت لك منى وظائف وأماكن عملائهم في مصر ؟
عماد : منى قالتلي إن المخابرات الإسرائيلية ليها ناس كثير في مصر والجهات الأمنية المصرية متعرفش عنهم حاجة وقالتلي إنها هتعرفني على بعضهم وأن شغلي في مصر هيبقى من خلال الناس فأنا سألتها وإنتي تعرفيهم إزاي فقالتلي إنهم كانوا زيي في إسرائيل واشتغلوا مع المخابرات الإسرائيلية .
النيابة:متى شعرت أن زهرة يوسف جريس على علم بما عرضته عليك منى أحمد شواهنة بشأن تعاونك مع المخابرات الإسرائيلية؟
عماد: أنا لما قابلت شادية في مصر وقلتلها تقول لزهرة ما تتصلش بيه تاني بعدها زهرة كلمتني في التليفون وقالتلي أن أنا مقدرش أبعد عنهم لأن الكلام اللي حصل بيني وبين منى مش سهل وإن أنا لو حاولت انسى الموضوع ده منى ممكن تسجني في مصر وهي موجودة في إسرائيل وقالتلي أنا هقعد فترة عشان اطمنك وأريحك ومش هتصل بيك إنما بعد فترة ارجع أكلمك تاني ومطلوب مني أنفذ التعليمات اللي هتقولها ليه بعد كده وقالتلي كمان في المكالمة دي إنها ممكن تعرف عني أي حاجة في مصر.
صفحات التحقيقات مليئة بالمفاجآت والحقائق الدافعة على أن مصر ستظل مستهدفة من قبل إسرائيل في كل العصور ولعل أبلغ ما جاء في هذه التحقيقات على لسان عماد إسماعيل عندما سألته زهرة عن بنيامين نتيناهو فقال لها إنه سيفسد السلام فردت عليه قائلة بالعكس إن نتنياهو هو الذي سيبني لنا إسرائيل الكبرى. عزام متعب عزام هو البطل الحقيقي الذي حرك الماء الراكد وهو الذي كان يتولى كل شئ من خلف الستائر… يحرك عرائس المسرح حتى يهتف لحظة الجمهور فهو صاحب الدليل الدافع على التورط عن طريق منحه عماد إسماعيل ملابس داخلية حريمي مخلوطة بالحبر السري بطريقة التشبع. وعزام متعب عزام 34 سنة قتل شقيقه الأكبر عام 1969 في حرب إسرائيلية أردنية وكان عزام وقتها عمره ست سنوات ولم يكمل تعليمه حيث وصل إلى الصف التاسع وبعدها التحق بالمدرسة الصناعية ليصبح ميكانيكي سيارات ثم عمل بفندق طابا أثناء إنشائه وقضى فترة تجنيده ثلاث سنوات ثم خرج يبحث عن فرصة عمل ولأنه كان مدللا من والده فقد منحه مبلغا ماليا افتتح به محل جزارة وتزوج وعمره 22سنة وفشل في تجارة اللحوم فأفلس وباع المحل، كان شقيقه وفا عزام يعمل بشركة يتعزون لإنتاج الملابس الداخلية الحريمي مهندس نسيج فاقترح عليه أن يتعلم هندسة النسيج ليلحقه بالعمل معه في عام 1987 ثم تعيينه في الشركة وله ابنان إيناس وزياد. هذه المعلومات وردت على لسان عزام متعب عزام في بداية التحقيق معه بعد القبض عليه حيث كان يقيم بالغرفة رقم 112 بفندق السلام بمصر الجديدة. وعند القاء القبض على عزام تم العثور في غرفته على عدة أوراق وعناوين وكروت معظمها مدمن فوق أوراق ورغم إنه قد تم التحقيق معه بشأن اتهامه بالجاسوسية إلا أننا نعرض بداية إلى ما تم العثور عليه مع عزام ومواجهته واجهت النيابة عزام متعب عزام بالاتهامات الموجهة إليه فبدأ في رماية قصته منذ المولد حتى مجيئه مصر حيث قال كنت بشتغل في مصنع سيجان بإسرائيل وجه اثنين مصريين في شهر مارس للتدريب واحد اسمه وجدي وواحد اسمه عماد ومدير المصنع طلبني باعتباري ميكانيكي رئيسي في المصنع وقال اني هتدلي أمر تدريب المهندس وجدي على ماكينات الخياطة على أساس أنه هيمسك المصنع اللي هيقميوه في مصر فأنا أخذته وقعدت أدرب فيه واستمر في التدريب معايا لمدة خمسة عشر يوما إلى أن نقل في مصنع آخر وأثناء تدريبي لوجدي هو عرفني على صاحبه عماد ومكانش ليه علاقة جامدة بيه لأنه كان بيتدرب في قسم ثاني والمرة الوحيدة اللي أنا خرجت معه فيها في إسرائيل كانت لما طلب منى عماد ووجدي إنهم يشتروا ملابس فأنا أخذتهم في عربية واحد صاحبي وعلى ما أظن أن شادية وزهرة أخذوهما في عربية زهرة يشتروا حاجات من بلد اسمها ياركا وزهرة كانت بتشتغل معانا في شركة يتفران وإدارة الشركة مشتها لأنهم ظنوا فيها أنها سرقت وعماد ووجدي هم اللي قالوا لي إنهم خرجوا مع زهرة وشادية إنما أنا مشتفتهمش مع زهرة دي خالص.
وعن قصة مجيئه إلى مصر قال مستر زيجي اختلف مع الدكتور علاء فاتفق مع واحد مصري اسمه الباشمهندس واشترط مستر زيجي أنه يتولى الإشراف على المصنع في مصر واحد إسرائيلي وأخويا وفا عزام كان بقاله 14سنة شغال مع مستر زيجي وكان مسؤول عن الانتاج في الشركة ، عرض عليه أدير المصنع ده في مصر بعدين رجع وقرر أنه تم اختيار أخر وفا عزام لإدارة المصنع في القاهرة وعندما تولى إدارة المصنع فإدارة الشركة في إسرائيل قررت أنها تبحث ميكانيكي التدريب العمال المصريين على ماكينات المصنع لفترة محدودة ثم يعدد لإسرائيل ويتولى ميكانيكي آخر مكانه في مصر وفي الأول جه في مصر ميكانيكي من الشركة اسمه يوسف سوسان وقعد في مصر حوالي 14يوم وبعد كده أنا جيت مكانه وقعدت 26يوما وتوليت تدريب العمال في شبرا الخيمة وبعد انتهاء مدتي رجعت إسرائيل وكنت في مصر بأخذ مصاريف جيب في اليوم 60 دولار والإقامة وتذكرة الطيران خلاف المرتب وبعد منى جه واحد ميكانيكي اسمه شكر الله وقعد حوالي 21يوم وبعد كده قررت الشركة أنه يكون منى ميكانيكي ثابت في الشركة اللي في مصر ووقع اختيارهم علي ومن ساعتها كنت بتعد 11يوم في مصر واحد إجازة يومين في إسرائيل .
النيابة:ما هي المنتجات التي يتم تصنيعها بمصنع عين الأسد بإسرائيل؟
عزام:المصنع ينتج ملابس داخلية حريمي عبارة عن كلوتات وسويتان وينتج كمان قطعة ملابس حريمي عبارة عن كلوت وفانلة داخلية حتة واحدة اللي فيها كباسات من تحت وأنا معرفش اسم القطعة دي ايه بالعربي.
النيابة:ألم تقم بزيارة هذا المصنع بعد أن تركت العمل فيه في 22/8/1995.
عزام:لأ رحت كثير بعدما سبت الشغل لأن ليه أصدقاء كثير هناك. *النيابة: منذ متى تعرفت على زهرة يوسف جريس؟ عزام:قبل ما اشتغل في وضع عين الأسد إما كنت شغال في مصنع اسمه الجشن وكانت زهرة شغالة هناك في قسم التعبئة واشتغلت بعدها في المصنع ده سنتين بعدها نقلوني على وضع في قرية اسمها جت. وبعد كده رجعت لمصنع عين الأسد وبعد فترة زهرة جت .
اشتغلت معانا وأنا وهي مكناش أصحاب لأنها كانت واحدة فكرة عني إني بدور وراها وأشوف بتسرق ولا لأ وأنا معملتش الحاجة دي لأن اللي مسكها وهي بتحط الكرت المصنع في بيتها المدير ومدير المخازن وطردها من الشغل وبعدين هي راحت اشتغلت عند واحد اسمه ميكي في مصنع إنتاج ملابس داخلية حريمي.
النيابة: وما الذي كنت تعرفه عنها أثناء فترة عملك معها؟
عزام:أنا انطباعي عنها كان وحش لأني كنت حاسس أنها بتسرق وكل المصنع كان بيتكلم على كده ، ومكنتش باستظرفها خالص وكان باين عليها أنها معاها فلوس لأنها دايما كانت بتركب عربيات جديدة وتلبس ذهب كثير وتسافر دايما بره إسرائيل للفسح والعلاقات دي كلها تدل على أنها معاها فلوس إنما أنا معرفش أصل الفلوس دي ايه وبدأت دائرة التحقيق تقترب من لغز البديهات وهل عزام هو الذي منحها لعماد من مصنع عين الأسد وهنا ينكر في البداية عزام هذه الواقعة .
النيابة:هل سبق أن اصطحبت عماد ووجدي لزيارة مصنع عين الأسد أثناء وجودهما في إسرائيل؟
عزام:بعدما رحنا نشتري الحاجات من عند صاحبي وكان معايا عماد ووجدي وكان يوم جمعة واحنا ماشيين في الطريق فقلت لهم إن فيه هنا مصنع عين الأسد تابع للشركة فقالوا انهم ماشافهوش قبل كده وطلبوا إنهم يشوفوه ودخلنا عملنا جولة جوه المصنع وبعدين مشينا.
النيابة:وهل كان المصنع يعمل في هذا اليوم الذي يوافق الجمعة؟
عزام:أغلب أيام الجمع المصنع بياخذ إجازة وفي بعض الأوقات لما يكون فيه طلبية المصنع بيشتغل بعدد عمال يكفوا لإنتاج الطلبية ويوم مارحنا المصنع كان الشغل فيه ضعيف وعدد العمال قليل.
النيابة:هل طلب أحدهما ثمة عينات في نتيجة هذا المصنع.
عزام:مش فاكر
النيابة:هل سلمت أيا منهما أية عينات خاصة مما يتم إنتاجه بمصنع عين الأسد.
عزام: لأ لأني مقدرش أديهم حاجة ومش في إيدي أي صلاحية عشان أعمل كده.
النيابة:هل كنت تعلم أن عماد يرغب في الزواج من زهرة يوسف ؟
عزام:عماد كان بيقول أنه عايز عروسة من إسرائيل وإنما معرفش إن كان عايز يتجوز زهرة ولا لأ.
النيابة:وهل وقفت عن سبب رغبته في الزواج من إسرائيلية ؟
عزام:هو كان حابب يتجوز من إسرائيل وكان عنده الرغبة في كده ومقلش سبب رغبته ولما قال الكلام ده قلت له عندك العينات كثير اختار اللي انت عايزه.
النيابة:ألم تصطحب معك فتاتين للشباب المصريين وعرضت عليهم ممارسة الجنس معهما؟
عزام:لأ عماد كان سألني إذا كان فيه بنات عايزين يمارس معاهم الجنس فقلتله احنا في إسرائيل فيه شوارع فيها البنات ودول ودي حاجة باينة مش مخبية إنما أنا محبتش بنات الفندق.
النيابة:ألم يسبق لك إبلاغ عماد بأن زهرة غير متزوجة وتمتلك أموالا كثيرة ؟
عزام:مش فاكر
النيابة:ما علاقتك بمنى أحمد شواهنة؟
عزام:معرفش حد بالاسم ده لا من مصر ولا من إسرائيل
النيابة:ألم تعرف أن لزهرة صديقة بهذا الاسم؟
عزام:أنا أول مرة اسمع الاسم ده.
النيابة:ما هي علاقتك بميكي مدير المصنع الذي تعمل به زهرة ؟
عزام:ميكي كان مديري في مصنع عين الأسد، وكنا أصدقاء في هذا الوقت وبعدما ساب الشغل وفتح مصنع خاص به مكانش ليا علاقة بيه.
النيابة:ما هي علاقتك بماهر نمر؟
عزام:معرفش حد في إسرائيل بالاسم ده.
النيابة:ماهي علاقتك بمن يدعي ايزاك الذي يعمل بالفندق الذي أقام فيه المصريون هناك؟
عزام: معرفوش
النيابة:هل وقف على وجود علاقة بين زهرة وميكي بالمخابرات الإسرائيلية ؟
عزام: وأنا معرفش غير أنهم أصدقاء. وتنتقل النيابة بعد ذلك إلى حصار عزام بشأن ما قرره عماد حول قطع الملابس الداخلية التي عثر بها على الحبر السري.
النيابة:ما قولك فيما قرره عماد عبد الحميد إسماعيل من إنك وضعت له لفة أثناء زيارتكم لمصنع عين الأسد وطلبت من عزام إبلاغ أحد آبائك بأنك أعطيته أي شئ.
عزام:أنا لم أعطه أي حاجة لأن ماعنديش الصلاحية إني أسلمه أي حاجة من دي.
النيابة: ما قولك فيما قرره عماد من أنك ابتعدت عنه عقب تسليمك له هذه الملابس؟
عزام:عماد ماكانش صديق بالنسبة لي وكل اللي عملته معاه إني أخذته نشتري حاجات من دكان واحد صاحبي والمرة الثانية لما رحت معاهم باركا وأنا احترمته كصديق وضيف
النيابة: ما قولك فيما قرره عماد بالتحقيقات من أن زهرة نبهت عليه الاحتفاظ بهذه الملابس لأهميتها وهي نفس الملابس التي أعطيتها لها وذلك عقب موافقته على العمل مع المخابرات الإسرائيلية .
عزام:الكلام ده معرفش عنه حاجة خالص.
النيابة:ما قولك وقد تبين من تحليلك تلك القطع عن وجود حبر سري بها يستعمل في التراسل السري؟
عزام:محصل وعمره ما يحصل مني وأنا مليش علاقة بالمخابرات الإسرائيلية ولا عمري فكرت أنه يكون فيه علاقة بينهم ومعر فش حد منهم. وأمام إصرار عزام متعب عزام على الإنكار ومحاولة تشويه الحقائق للخروج من المأزق لم يكن أمام النيابة سوى إجراء مواجهة بين عماد عبد الحميد إسماعيل وعزام متعب عزام وقد أجريت هذه المواجهة في يوم الثلاثاء 12/11/1996 دخل عماد غرفة التحقيق وعلى الفور قرر أن الماثل أمامه هو عزام متعب عزام وأنه هوالذي سلمه البديهات الأربعة ماركة كلفت كلين من مصنع عين الأسد وأنه هو الذي يقصده بالتحقيقات وقرر عزام متعب عزام بأنه يرغب في ذكر أن عماد ووجدي طلبا منه اصطحابها لشراء ملابس فطلب عزام سيارة نائب المدير واصطحبهما فعلا إلى قريته وصحبتهما إلى دكان واحد صاحبي في القرية التي اسكنها ودخلنا هناك وعماد كان عايز يشتري ملابس أطفال وأنا ما أعرفش هو اشترى ايه بالضبط ووجدي اشتري قميصين واحد منهم لونه أخضر وبعد ما خلصنا ركبنا العربية عشان نرجع سيجاف وعاشيت بالعربية في طريق وصلنا لمفترق تابع لمصنع عين الأسد وقلتلهم إن المصنع قريب من المكان اللي كنا فيه إذا كانوا بيجوا ليشوفوه وكان عندهم الرغبة في إنهم يشوفوه فدخلنا وكان مدير المصنع واسمها تمام فطلبت منها تفرج الشباب على المصنع من جوه وهي كانت معانا ،ومرينا على خطوط الانتاج لغاية ما وصلنا لخط انتاج اليدي وعماد كان عايز عينات من البدي ده وانا قلت لتمام إن عماد عايز حتيتيين أو ثلاثة من البدي ده فهي دخلت جوه وجابت كيس فيه البديهات وأنا اديتهم لعماد وفي العربية بعد كده رجعنا على سيجاف وقرر المتهم عماد عبد الحميد اسماعيل أنه في نهاية الأسبوع الثاني وأنا موجود في إسرائيل كنت مع عزام في مصنع سيجاف وطلبت منه يجيب ليه عينات من جميع منتجات شركة تيفرون الأرواب والسيديريات والبديهات وهو قالي إنه هيسأل إذا كان يقدر يجيب ليا الحاجات ولا ولأ وبعد كده رحت وأنا ووجدي وعزام عشان نشتري ملابس وبعدها خلصنا شراء عزام قالي عايزيني ممزق على البيت دقيقة و سابنا في العربية وطلع على بيته نزل تاني ومشينا بالعربية وقال احنا قريبين من مصنع عين الأسد وكان موجود هناك واحد اسمه علاء ومشدنة اسمها تمام.وأنا طلبت منها الكاتالوجات بتاعة البديهات وبعد ما أخذتها علاء قالنا بدكم تشوفوا المصنع من فوق وطلعنا معاه على سطح فيها ووجدي راح يبص على منظر الطريق من فوق لأن مكان المصنع كان عالي وبعد شوية عزام جه وكان معاه لفة البديهات وحطها في الكيس بتاعي اللي كان في العربية وطلب مني إني معلش لحد إنه هو أداني البديهات وهنا انكر المتهم عزام عزام طلب المتهم عماد عبد الحميد اسماعيل لأي بديهات منه مقررا بأن عماد ماكنش يعرف أن شركة تيفرون بتنتج بديهات أنه ما شافش إلا مصنع سيجاف وهو مطلبش مني عينات خالص لا من سيجاف ولا من عين الأسد وهو ما طلبش عينات من البديهات إلا لما شافها معايا في مصنع عين الأسد وقد أصر المتهم عماد عبد الحميد إسماعيل بأنه سبق وأن طلب من المتهم عزام متعب عزام عينات من إنتاج الشركة ومن بينها البديهات قبل أن يتسلمها من المتهم عزام وأنه زار من قبل مصنع عين الأسد في بداية رحلته لإسرائيل ووقف على أنه ينتج البديهات وأضاف مقررا أن عزام جاب بنتين روس عشان أنام معاهم بعد ما كنت قلتله في اليوم ده أنه احنا جايين عندكم إسرائيل نحج وفي نفس اليوم بالليل عزام دخل عليه وفي الديسكو ونده عليه وقال أنا جبت لك بنتين فأنا قلت لزمايلي عزام جاب بنتين عشان ننام معاهم وطلبت من عزام يناديهم ونخرج ورجع معاه بنتين وقعدنا في الفندق فقلت له مش ممكن لأن احنا معانا مديرين ممكن لما يرجعوا مصر يبلغوا إدارة الشركة وعزام ترجم الكلام ده للبنتين ورد عليه وقال أن ممكن أنام معاهم بالتخفي فأنا سألته يعني إيه،قال يعني ممكن في السيارة فقلت لعزام أنا خايف أنام معاهم يكون عندهم ايدز.وقد أفكر المتهم عزام متعب عزام هذه الواقعة وأضاف المتهم عماد عبد الحميد إسماعيل أنا كنت قاعد مع عزام في مصنع سيجاف وسألني انت عايز تتجوز عشان بتحبها لا عشان تقعد في إسرائيل فقلتله أنه أنا عشان أقعد في إسرائيل لازم أتجوز فهو قاللي أنا بدور لك على عروسة وبجوزك من إسرائيل وفي يوم السبت من الأسبوع الثالث ليه في إسرائيل رحنا باركا أنا وزهرة وشادية وعزام، ودي كانت أول مرة اشوف فيها زهرة ودخلنا محل عشان نشتري حاجات وعزام جه استأذن عشان عنده ضيوف في البيت وقالت لو فيه حد عايز يروح هو يوصلنا فردت شادية وقالت أنا بوصلهم وعزام ميل على ودني وهمس أن زهرة دي معاها فلوس كثير ومش متجوزة يعني أقدر أتجوزها وسابنا ومشي وقد أفكر المتهم عزام متعب عزام أنه قرر للمتهم عماد بأنه يبحث له عن عروس وأنه لم يطلب منه الزواج من زهرة ولم يرشحها له للزواج.
انتهت المواجهة وقد جاء أهم ما فيها اعتراف عزام متعب عزام بأنه أعطى لعماد البديهات ومن هنا ظهرت ملامح وتفاصيل جديدة أمام النيابة لمحاصرة عزام.
النيابة : ما قولك الآن فيما قرره عماد عبد الحميد إسماعيل بأنه طلب منك عينات من البديهات في يوم سابق على تسليمك تلك العينات له من مصنع عين الأسد؟
عزام: عماد ما جابش سيرة العينات خالص إلا لما رحنا مصنع عين الأسد واحنا ما رضناش نعترض نجيب عينات من عين الأسد.
النيابة:ما سبب توجهك إلى مسكنك قبل التوجه إلى مصنع عين الأسد؟
عزام:أنا مش فاكر أنا كنت رايح البيت ليه ويمكن كنت رايح للمدام بتاعتي أقولها حاجة.
النيابة:متى طلب منك عماد هذه العينات؟
عزام:واحنا جوه المصنع وأنا قلتله أنا مقدرش أديلك حاجة قبل ما أسأل تمام، وفعلا سألتها وهي جابت العينات.
النيابة:كم قطعة سلمتها له؟
عزام:ثلاثة أو أربعة مش أكثر من كده .
النيابة:هل تذكر أوصافهم أو موديلاتهم؟
عزام:تمام حطت البديهات في كيس من غير ما أشوفهم وأعطيتهم لعماد على طول.
النيابة: وكيف وقفت على عددهم طالما أنك لم تشاهدهم؟
عزام:تمام قالتلي أنها متقدرش تديله كثير وكل اللي تقدر تديهوله ثلاثة أو أربعة وكان حجم الشنطة من بره ما يدلش على أن العدد اللي فيها كثير .
النيابة:ما قولك وقد أنكرت في أول جلسة تحقيق تسليمك أي عينات لعماد عبد الحميد إسماعيل من منتجات عين الأسد؟
عزام : فيه حاجات نسيتها وأنا من طبيعتي بانسى وأنا بعد كده تذكرت الحاجات دي.
النيابة:وكيف ذلك وقد ذكرت عند مواجهتك لعماد عبد الحميد إسماعيل بأن صديقه وجدي اشترى قميصين إحداهما لونه أخضر مما يدل على قوة ذاكرتك؟
عزام:أنا تذكرت لون القميص اللي اشتراه وجدي لأنه لبسه أربع مرات في الشغل بعد ما شراه.
النيابة:بماذا تفسر وجود حبر سري في البديهات التي سلمتها لعماد عبد الحميد إسماعيل؟
عزام:أنا عمري ما سمعت عن الحبر السري ده قبل كده وأنا عندي شك أن يكون زهرة ومدير المصنع بتاعها اللي اسمه ميكي لهم علاقة بالمخابرات الإسرائيلية وده واضح من تصرفاتها مع ميكي وهم مع بعض على طول لدرجة أنها لما سابت الشغل في تيفرون ميكي أخذها في مصنعه على طول وأخذ كمان أخوها فاروق وميكي دايما معاه مسدس على طول ودايما بيحطه في شنطة محدش بشيلها له إلا زهرة وعندنا في إسرائيل معروف أنه يتصرح أنه يشيل سلاح إلا اللي بيتعامل مع جهات الأمن وميكي كمان كان عامل أجير في شركة يتفرون وبعدما خرج منها فجأة أصبح عنده شركة ومش أي حد في إسرائيل الحكومة بتسمح له بتكوين شركة والاعتراف بيها لأن الحكومة لما بتعترف بشركة معينة بتعطي لصاحب الشركة تسهيلات في الضرائب وبتعطيه ائتمان في صورة فلوس ومميزات أخرى إنما ممكن الواحد ينتج شركة والحكومة لا تعترف بيها فلا تعطي له كل تلك التسهيلات وده كله بيدل على أنه ليه علاقة بالمخابرات الإسرائيلية لأن اللي عمله ده مش سهل أي حد يعمله وهو اشترى ماكينات كثير واشترى في إسرائيل عمارة رهيبة على الرغم أنه كان بيشتغل أجير في شركة يتفرون.
النيابة:وكيف عرفت أنه يحمل سلاحا ناريا؟
عزام:كنت أوقات أشوفه والسلاح على جنبه.
النيابة:وهل كل من يحمل سلاحا ناريا في إسرائيل لا بد أن يكون له علاقة بالجهات الأمنية هناك؟
عزام:أيوة لأن هم ما بيدوش ترخيص بالسلاح لأي حد .
النيابة:بماذا تفسر طلب زهرة من عماد بضرورة الحفاظ على البديهات التي سلمتها لعماد إسماعيل لأنها في غاية الأهمية؟
عزام:أنا مليش تفسير ومقدرش أدي جواب.
النيابة:قررت بجلسة التحقيقات السابقة أنك لا تعرف من زهرة وميكي سوى أنهما أصدقاء وأنك لا تعرف عنهما أي علاقة بالمخابرات ثم قلت الآن أنهما على علاقة بالمخابرات .
عزام:مضبوط والي خلاني أفكر تفكير زي ده دلوقتي العلاقة المتينة بينهما ووجود سلاح مع ميكي وقيامه بانشاء شركة ومصانع وبنائه عمارة كبيرة في إسرائيل خلاني أقول أن هو على علاقة بالمخابرات وأن ازاي مواطن عادي يقدر يعمل الحاجات دي كلها.
عندما أحس عزام بضيق المساحة التي يتحرك فيها قال للنيابة إنه على استعداد للسفر إلى إسرائيل وعدم العودة إلى مصر إذا طلب منه ذلك وأنه أيضا على استعداد للإقامة في مصر دون مغادرتها نهائيا بشرط احضار أولاده إليه في مصر مرة أخرى من قبل النيابة.
النيابة: ما قولك فيما قرره عماد عبد الحميد إسماعيل بالتحقيقات بأنه لم يكن هناك عمل بالمصنع عند زيارتكم له؟
عزام: لا كان فيه حوالي خمسين بنت ومش ممكن المصنع يفتح ومفش شغل ده يبقى فيه عدد قليل .
النيابة: ما قولك فيما قرره وجدي فرج سعد بالتحقيقات بأنه لم يكن هناك عمل عند زيارتكم لمصنع عين الأسد؟
عزام:الكلام ده مش مضبوط وحتى لو ماكنش فيه شغل في المصنع فلازم يبقى فيه على الأقل عشرين بنت عشان بينظفوا المصنع وأنا متأكد أنه كان فيه خمسين بنت بيشتغلوا في الانتاج.
النيابة:ما قولك فيما قرره وجدي فرج سعد بالتحقيقات بأنه تناهى إلى سمعه حوار بينك وبين عماد طلب منك فيه عماد احضار عينات من منتجات شركة يتفرون ومن بينها البديهات قبل زيارتكم لمصنع عين الأسد بخمسة ايام؟
عزام: الكلام ده مش مضبوط.
النيابة:ما قولك فيما قرره وجدي فرج بالتحقيقات بأنه أثناء تواجدهم بالمصنع طلبت من المشرفة عدد من البديهات لعماد فطلبت منك اصطحابها لإحضار تلك البديهات وأنكما غبتما عن أنظارهم؟
عزام : فعلا أنا رحت مشيت شوية مع تمام مشرفة المصنع عشان تجيب البديهات دي وبعد ما مشيت شوية لقيت الشبان مش موجودين فرجعت على المكان اللي كانوا فيه وطلعت على السلم وناديت عليهم فردوا عليه وقالوا أنهم فوق وطلبت منهم ينزلوا وتمام كانت جابت البديهات ومعرفش جابتهم منين.
النيابة: ألا يتعارض ما قررته بشأن اعتقادك أن لزهرة وميكي علاقة بالمخابرات الإسرائيلية مع ضرورة المحافظة على السرية في تلك الأنشطة.
عزام:لا في إسرائيل الناس اللي له علاقة بجهات الأمن بتفتخر أنه شغال معاها وبيحاول يظهر المسدس اللي يبقى شايله في إسرائيل مش مهم الناس تعرف أنها شغالة أو بتتعاون مع المخابرات الإسرائيلية .
من السطور التي عرضناها ظهر بوضوح تهرب عزام في البداية. من قصة البديهات ثم سقوطه بعد المواجهة مع عماد إسماعيل ثم محاولته إلقاء التهمة على زهرة وميكي فقط


(6)

من هم أصدقاء عزام في القاهرة ؟ ومن هي حبيبته المصرية؟ وما هي علاقته بابن الفنان شكري سرحان؟ وما هي أرقام التليفونات التي وجدت معه
مفاجآت مثيرة كشفت عنها التحقيقات مع المتهم عزام متعب عزام الذي قبض عليه بفندق السلام بمصر الجديدة وبتفتيش غرفته تم العثور على العديد من الأوراق التي دون فيها أرقام تليفونات أصدقائه في إسرائيل وفي القاهرة فمن هم أصدقاؤه.
السطور القادمة تجيب على هذه الاستفسارات. قبل أن ينتهي عزام من تعقيبه على ما دار في المواجهة المثيرة بينه وبين عماد إسماعيل حاول عزام أن يلقي مرة أخرى بالتهمة على زهرة يوسف وميكي خاصة بعد أن واجهه عماد إسماعيل بما أنكره في بداية التحقيقات فكانت هذه السطور .
عزام : أعتقد أن هي قدرت تودي البديهات للمصنع بتاع عين الأسد عن طريق واحدة من أصحابها في المصنع بدليل أنها زي ما عرفت أن هي قالت لعماد أنه يحافظ على البديهات دي وأنا معرفش هي عرفت منين إن أنا أديته البديهات دي وأنا مقلتش لزهرة خالص إن أنا أديت لعماد البديهات دي.
عزام:أنا أعتقد أن ده تخطيط أتعمل عشان زهرة تبعد نفسها عن الموضوع ده وفيه إحتمال إنها تمت بالصورة دي عشان عماد يأخذها وهو مطمئن ويخشى مصر وهو مطمئن عشان كده الاتصال تم من زهرة معاه لما جه مصر وزي ما عرفت إنها قالت له يخلي باله من الحاجات دي.
وفي يوم 18/11/1996 كان يوم النظر في تجديد حبس المتهم عزام متعب عزام فسألته النيابة في حضور محاميه شريف غراب.
عزام:أنا عايز أقول أن احتمال تكون البديهات اللي أنا سلمتها لعماد تكون زهرة بدلتهم وتكون حطت مكانهم بديهات ثانية فيها الحبر السري واحتمال وارد يكون الكلام ده حصل لما زهرة جت مصر وقابلت عماد هنا وأنا عايز أقول أن أنا لو كنت أديت لعماد حاجة وحشة فازاي هنزل مصر بعد كده .
وتنتقل ذاكرة عزام إلى ما دار معه داخل مصر من علاقات بالمصريين فهو يقول "أنا ليه علاقة حب بواحدة بتشتغل في الفندق اسمها عزة. واتعرفت عليها من حوالي ثلاثة شهور لما بدأت أقيم في فندق السلام وكنت مرة قاعدة في اللوبي بتاع الفندق فجت وكلمتني وسألتني عن رأيي في الفندق من ورقة كانت معاها هل اللي ينضفوا الغرف بينضفوها كويس وسألتني عن رأيي في جميع الخدمات بالفندق ومن يومها وأنا بقعد معها على طاولتها في لوبي الفندق وأتكلم معاها وأول مرة قعدت معاها عرفت إني إسرائيلي فهي اتخضت فقلت لها إن فيه في إسرائيل عرب وأنا منهم فدي كانت حاجة غريبة بالنسبة لها وابتدينا نخرج مع بعض للغداء والعشاء وكان الوقت اللي مسموح لها تقعده معايا هو ساعة ونصف بالكثير في المرة وأنا اتعرفت على أخواتها وهم عرفوني بس أنا معرفش بيتها فين"
وبدأت النيابة تواجه عزام حول كل ما عثر عليه بغرفته بالفندق للوقوف على اتصالاته داخل القاهرة وخارجها.
عزام:قبل ما اتمسك كنت مع واحد صاحبي إسرائيلي اسمه فايز بنشتري جزم من محل زلط بشارع سليمان باشا ودار حوار بين صاحب المحل وفايز وبيني وقاللي أنت لهجتك بتدل على أنك من شبرا فأنا ضحكت وفايز قاله احنا فلسطينيين من إسرائيل فسأل من منكم القريب من منطقة الناصرة فقلتله إنها تبعد عن بيتي بحوالي 35 دقيقة بالعربية فقال ممكن أبعت معاك رسالة لأخوة وأنا لما أوصل إسرائيل أحطها في البوستة فقلتله موافق وهو كتبها قدامي وكان فيها سلامات وموجهة لشقيقه واسمه جمال منصور والعنوان كان على مطعم اسمه الطابون في منطقة القاهرة بإسرائيل وصاحب المحل سألني المطعم ده فين فقلتله أنا معرفوش قبل كده.
عزام:عشان أخذ تأشيرة لدخول مصر لازم أملا بليكش وأحط على الطلب صورة ولازم أقدم أربع طلبات والباسبور عشان أخذ فيزا للدخول وأنا كنت مليت طلب وفيه أربع نسخ فاضين كان المقرر أملاهم وأسلمهم عشان أخذ تأشيرة دخول المرة اللي جاية.
عزام:الورقة دي مكتوبة بخطي وعبد الحليم ده شغال في السفارة المصرية بتل أبيب وأنا كنت اتصلت بالتليفون بالسفارة عشان أعمل فيزا ليه وهو اللي رد عليه في التلفون وعرف مني إني باشتغل في شركة لتصنيع الملابس وأنا عرضت عليه أرسله هدية من منتجات الشركة فهو طلب مني أديها لزوجته "ع.ع" في مصر وأعطاني رقم تليفونها اللي مكتوب في الورقة عشان أتصل بيها أسلمها الهدية واتصلت بيها في مصر وسلمتها عدد من الكلوتات من إنتاج الشركة وعادل عثمان اللي اسمه مكتوب في الورقة شغال هناك في السفارة المصرية وبرده عرفته عن طريق التليفون وعرضت عليه موضوع الهدية وسلمت مدام"ع.ع"الهدية بتاعته عشان توصلها لخطيبته وكانت عبارة عن كلوتات حريمي وكان عادل أداني رقم تليفون أخوه محمد في مصر على أساس أني لو ما عرفتش أدي الحاجات بتاعته لمدام "ع.ع"أكلم أخوه على الرقم ده وأسلمه الهدية وإن مش فاكر العنوان اللي مكتوب في الورقة 6شارع الفتح بالجيزة بتاع مين ولا رقم التليفون اللي جنبه بتاع مين أما العنوان اللي مكتوب خلف الورقة شارع 8زامل متفرع م عزبة نوفل فهو الأستاذ عادل أخو مدام"ع.ع".
عزام:تقديرا لأنهم كانوا يساعدوني في إني آخذ فيزا لدخول مصر؟
عزام : محصلش ولامرة وأنا جيت أعرض عليهم الهدايا مش لأي سبب.
عزام:هو كان طلب مني لو فيه أي عقبات في صدور الفيزا بتاعتي هيسهلوليه وفعلا ما كانش فيه أي عقبات خالص.
عزام:كلوتات حريمي من منتجات الشركة ومش فاكر عددها قد إيه؟
عزام : من حوالي ثلاث أسابيع وأنا رحت لها في بيت أخوها اللي هو في عنوان شارع 8زامل بعزبة نوفل.
عزام : هي أخذتها مني في بيت أخوها؟
عزام :سألتني عن أخبار الشغل إيه وعرفت منها أنها بتشتغل سكرتيرة في شركة اسمها العمارة الحديثة بالقاهرة وعنوانها من الورقة ديه.
عزام : أنا معرفش إلا عن طريق التليفون.
عزام : أنا معرفش هو عمل إيه بالضبط إلا إني أنا أخذت التأشيرة.
عزام: مرة أو اثنين
عزام:معرفش بالضبط وظيفته إيه.
عزام:اتصلت مرة في السفارة رد عليه عثمان فقلتله أنهيت جواز السفر مع الأبليكيشن مع كاتب من الشركة عشان آخذ فيزا فقالي خلاص أبعت الورق وحخلص الورق في أربعة أيام بدل أسبوع وأنا حبيت أشكره وقلتله أحب أديلك حاجة ومقلتلوش إيه هي فقال تقدر تديها لأخويا لما تنزل مصر وأداني نمرته فعلا واتصلت وما كانش موجود فاديت الهدية لمدام"ع.ع" في نفس المشوار وهي عبارة عن كلوتات حريمي مش فاكر عددها .
عزام: عادل عثمان هو اللي رد عليه ساعتها. النيابة: وما هو الوقت المعتاد الذي يتم فيها استخراج أو صدور تأشيرة دخول مصر؟
عزام:يحيي سرحان اللي اسمه مكتوب في الورقة دي يبقى ابن شكري سرحان الممثل في مرة كنت قاعد في الأوتيل وهو كان قاعد مع بنت بتشتغل هناك اسمها "نشوى"وعرفتني عليه وعرفت أنه عنده مكتب للدعاية والإعلان وأداني عنوانه ورقم تليفونه في البيت والشغل وكنت بتصل بيه وخرجنا أكثر من مرة نتعشى مع بعض وعلاقتي بيه علاقة صداقة وأنا كنت قلتله في مرة أنا عندي صديق في إسرائيل بيغني لفريد الأطرش وكان قد سألني إذا كان بيقدر يعمل حفلات في القاهرة وأنا سألت يحيي عن الموضوع ده فقالي صعب جدا لأنه بيغني لفريد يبقى مش هيجيب جديد من عنده وأنه لازم يعمل حاجة خاصة بيه هو وقال أنه عنده صديق شاعر اسمه أحمد فؤاد نجم وإداني رقم تليفونه وأنا اتصلت بيه مرة ولقيته نايم وما اتصلتش بيه تاني وكان يحيي قالي أن لو الراجل ده سألني أنا جبت نمرته منين أقوله إن صديق محمد نجم وأنا معرفتش محمد نجم ده يبقى مين.
عزام:ده عنوان منزل يحيي سرحان؟
عزام:دي فيها عطر واشتريته من فندق البرج من عند محل بتاع عطور هناك؟
عزام: من عزة صديقتي اللي بتشتغل في فندق السلام؟
عزام:أنا كنت مريض فهي سألت الدكتور وأخذت منه العلاج ومعنى كلمة أوهيف أوتاخ معناها إني أحبك بالعبري؟
عزام : يظهر أنها لقت الورقة دي عندها في المكتب وسابت الرسالة عليها مع الدوا.
عزام: من عزة.
عزام: اسم مطيعة بتاع واحدة شغالة معانا في المصنع في إسرائيل في عين الأسد ومحمد البهي موظف شغال في سفارة مصر بإسرائيل ونجيب صديق ليه في إسرائيل وصالح نصر الدين ده جوز أختي وعطرة السيد أحمددي صديقة ليه في إسرائيل وأميمة نفس الكلام وأحلام صديقة من قرية اسمها الزرعة في إسرائيل وتوفيق عواد سواق من عين الأسد وبسمة سيد أحمد دي صديقة من إسرائيل وعميد عزام ده ابن عمي وأخو مراتي وأشرف رياض ابن المهندس سمير رياض وأمل مضيفة في فندق السلام وأنا اتعرفت عليها من هناك وهي سابت الشغل وأشرف بديع شغال معانا في مصنع سمير رياض وعزة ديه صديقتي اللي أنا قلت عليها قبل كده ويوسف عباس ميكانيكي في إسرائيل وزيدان عزام ابن عمي ويوسف حيران سواق في الجيش وفؤاد سرحان ده صديق لي في إسرائيل وحمدي فؤاد أخو مرات محمد البهي اللي شغال في سفارة مصر في إسرائيل وسناء مليجي دي شغالة معانا في إسرائيل وسليمان عزام يبقى خالي وسليمان مصري ده صديق لي من إسرائيل وتمام حشمي صديقة شغالة في مصنع عين الأسد وتحية عبد الله دي من إسرائيل وشغالة معانا في مصر ووهيب عزام ده ابن عمي.
عزام : محمد البهي أنا أعرفه شخصيا وكنت شفته مرة أو مرتين في السفارة في إسرائيل واتعرفت عليه بسبب إني كنت عايز أخذ تأشيرة دخول لمصر؟
عزام: لا
عزام: محمد البهي هو اللي أدهولي لأنه كان بيبعت معايا هدايا لزوجته ولشقيقها حمدي وأول ما يوصل القاهرة بأتصل بحمدي ويجي يأخذ الحاجات اللي بعتها محمد البهي؟
عزام: أنا علاقتي بمحمد البهي في الأول وبعد كده اتعرفت على عبد الحليم وعادل وأنا أعرف ناس تانيه في السفارة المصرية من كتر ترددي عشان أخذ تأشيرات دخول.
عزام:أيوه.
عزام:أنا لما كنت أوقات بتصل بمحمد البهي ولا أجده كان بيرد عليه إما عادل وإما عبد الحليم وكنت بطلب منهم يخلصوا موضوع الفيزا بتاعتي.
بعد ذلك عرضت النيابة على المتهم عزام الصور التي عثروا عليها بغرفته في الفندق عندما تم القبض عليه تبين إنها صور له مع تمام صديقته الإسرائيلية وصورة أخرى مع تحية بملاهي السندباد وصورة أخرى مع صديق له مصري يدعى بولس وخمس صور تجمع بينه وبين صديقته عزة وصورة أخرى له مع عزة بقرية فلفلة.
ومن خلال ما تم عرضه يتبين أن عزام كانت تربطه علاقات حميمة مع مصريين داخل مصر وفي داخل السفارة المصرية بتل أبيب ومن الصور يتضح أنه كان يتمتع بحرية حركة داخل المجتمع المصري لدرجة أن أسرة عزة صديقته تعرفت عليها وبدأ يجوب الشوارع يسأل عن بيوت موظفي السفارة المصرية بالقاهرة ليوزع الهدايا التي هي عبارة عن ملابس داخلية حريمي من انتاج المصنع الذي يعمل به.
لم يكن أمام جهاز نيابة أمن الدولة العليا غير إستكمال الإجابة على جميع علامات الاستفهام من خلال إستدعاء الشهود ووضع إجابات محددة لأسئلة بعينها تزيل الغموض الذي اكتنف أجزاء مهمة في هذه القضية الحساسة. وديع صبري كامل وشقيقته نيفين عنصران مهمان في فصول التحقيق حيث أن عماد إسماعيل المتهم الأول كان زميل دراسة لوديع وصديقا له وأهداه بديهات وملابس حريمي داخلية كنوع من الهدية لشقيقته نيفين ولما كانت هذه الملابس محل الجريمة التي تبين انها تحوى حبرا سريا فكان لزاما على النيابة أن تضع نهاية لهذه الملابس المهداة لنيفين لعلها تحوى جزءا من هذا السائل السري.تم إستدعاء وديع وشقيقته يوم 10/11/1996 لاستكمال التحقيق وبسؤال وديع صبرى كامل عن معلوماته حول هذه الواقعة.
قال: أنا وعماد عبد الحليم كنا "زمايل" في الكلية قسم الملابس الجاهزة وكان عددنا حوالي ستة او سبعة شباب وكنا أوقات بنذاكر مع بعض والمذاكرة بتاعتنا عبارة عن شغل في قص التيروتات والتصميمات وبعد التخرج التحقت بالعمل في شركة ليلى منصور للعمل كمشرف انتاج وهي شركة ملابس وذلك بعد الحصول على تأجيل من التجنيد لمدة ثلاث سنوات وقد أوكل إلى صاحب المصنع أن أحضر بعضا من زملائي الخريجيين الجدد للعمل معي للإيفاء بمتطلبات العقد المبرم مع الشركة التي نتعامل معها وفعلا قمت بالاتصال بزملائي ولم أجد غير عماد الذي كان لا يزال لا يعمل وبالفعل توجه معي إلى صاحب الشركة وتم تعيينه حتى شهر أبريل 1995 لاستلامه العمل في التربية والتعليم كمدرس وبعد ذلك ذهبت للعمل بمصنع ماري لوي للملابس الجاهزة حيث كنت أود أن أعمل في هذا المجال حتى جاءني التعيين أنا أيضا فقمت باستلام العمل في محافظة المنوفية فاتفق معي عماد أن أعمل معه كمدرس في الاسكندرية حيث هناك فرص عمل كثيرة بالنسبة لي لما اكتسبته من خبرة في مصنع ماري لوي وبالفعل قد حصلت على عمل بأتيليه بالمدينة براتب ألفا ومائة جنيه وكان عماد لا يزال مدرسا وبعد فترة أطلعني بأن هناك فرص بالعاشر من رمضان عن طريق احمد الناظر وبعدها سيتوجهوا إلى إسرائيل للتدريب على أحسن الماكينات التي ستأتي للقاهرة وقد تم السفر بالفعل وعند مجيئه اتصل بي بعد أن عاد من إسرائيل وقابلته في شبين الكوم في اليوم الثاني لمجيئه وتبادلنا السلام وأعطاني هدية عبارة عن اثنين بدي زائد كلوتات داخلية حريمي لأختي نيفين وأعتقد ذلك أنه كان يود أن يرد لي بعض ما كنت أقدمه ليه حيث أنني كنت في بعض الأحيان أعطيه من 10إلى 20جنيها لإحضار هدية لنجل أخته أحمد وبعد العودة من إسرائيل ذهب للعمل في العاشر من رمضان لإتمام صيغة العقد المبرم مع الشركة وبعد فترة لا تتجاوز ثلاثة شهور عاد إلى الإسكندرية وترك العمل الشركة وأراد أن يقطع اجازته ويعود للعمل كمدرس بالمدرسة فمكث فترة في الاسكندرية في السكن الخاص به عند الأستاذ شاهين وبعد ذلك رجع للمنوفية وقبل ان يرجع أنا عرضت عليه نفتح مشروع مع بعض لانتاج الملابس فهو قاللي أنه موافق بس لما يرجع من المنوفية وعرفت بعد كده أنه سافر إلى الأردن منه هو بعد ماجه وأنه كان رايح عشان يقابل واحدة اسمها زهرة فيه بينهم شغل وعرفت بعد كده انه اتقبض عليه.
وديع:تاني يوم وصوله من إسرائيل بالضبط في شبين الكوم حيث انه كان مضطر للذهاب للعاشرمن رمضان وكان ذلك تقريبا يوم جمعة وهويوم اجازتي في .
وديع: هو قاللي أنه اتعلم كويس في إسرائيل واتقن العملية الانتاجية واكتسب خبرة كبيرة ولكن للأسف إن الشركة الأم فسخت العقد مع شركة علاء عرفة المصري وحكى لي عن الفسح اللي تمت في إسرائيل وإن الحياة في إسرائيل كويسة وإن العامل هناك بياخذ راتب كويس .
وديع: هو قاللي أنا عرفت هناك واحدة مسيحية زيك اسمها زهرة وقاللي أنها كانت بتدربه على الماكينات هناك.
وديع: أيوة هو قاللي أنه عايز يتجوزها لأنه كان بيحبها زي ما قاللي وأنا ما أعرفش إن كان هو صادق ولا لأ وكم من مرة قلت له إن الزواج ده هيفشل لوجود فارق في السن بينهما.
وديع: أنا لما قابلت عماد ثاني يوم ماجه من إسرائيل في شبين الكوم أعطاني 2بدي وبعض الكلوتات الحريمي وزجاجة اسبري مزيل للعرق وقال أنه خذ الملابس دي كعينات من المصانع اللي كان بيتدرب فيها.
وديع: أنا دايما كنت بجامله وأعطيه لما بشوفه عشرة أوعشرين جنيها عشان يجيب هدية لأحمد ابن أخته الاضافة لأنه كان يستلف مني ملابس وقاللي أن الملابس الحريمي دي هدية بسيطة لأختي نيفين.
وديع: على ما أعتقد انه كان منهم واحد لونه أبيض والتاني أسود بحملات تقريبا وأنا أعطيت الملابس الحريمي دي كلها لأختي نيفين وأخذت منها البدي اللي لونه أسود لعمل باترون عيه لتقليد الموديل بتاعه وهو موجود لغاية دلوقتي في السكن بالاسكندرية.
وديع: لا وهو موجود زي ما هو وممكن يكون عليه شوية تراب.
وديع: هي ما لبستهوش لأنه على ما أعتقد واسع عليها والموديل بتاعه لا يناسب لبسها.
وديع : أعتقد أنه ما تعسلش .
وديع: في منزلنا بالمنوفية.
وديع: لم يحك لي أي تفاصيل عن رحلته في الأردن ومعرفش أنه كان هناك إلا لما جه وحكالي أنه رجع لتعثر المعيشة وارتفاع قيمة الدينار الأردني.
وديع: لما بدأ يستقر في المنوفية بعد ما جه من الأردن . فوجئت به في الإسكندرية وكان ينتظرني أمام المدرسة لتحذره الوصول على في عملي ومسكني وسألته فقالي أنه يعتزم السفر إلى أسبانيا أو أي دولة أوروبية تعطيه التأشيرة.
وديع:من حوالي شهر تقريبا أو أكثر.
وديع: عشان يشتغل هناك.
وديع: لأنها الدولة الوحيدة التي كانت شروطها بسيطة ويستطيع تحقيقها عشان ياخذ تأشيرتها وده على حسب الكلام اللي قاله ليه .
وديع:هو محددش المجر . وانتهت أقوال وديع صبري كامل وبدا منها أن النيابة كانت تود تسجيل الموقف كاملا ومصير البديهات التي تسلمها من عماد. ربما لكونها من نفس النوعية التي تبين أن بها حبرا سريا ومن المحتمل التالي لمجيئه ! وإن كانت هناك استفسارات غامضة قبل اصرار عماد والعائد من السفر على اللقاء بصديقه في اليوم التالي لعودته ومن ثم منحه هذه البديهات والملابس الأخرى الحريمي وما عهد فينا نحن المصريين من البقاء بمنازلنا لأيام عند عودتنا من السفر بين الأهل والأقارب . ولقد بات واضحا أن عماد أهدى هذه الملابس لوديع في اليوم الثاني لعودته على سبيل الهدية وكان لزاما استجواب شقيقته نيفين التي بادرتها النيابة بسؤالها :
نيفين: أخويا وديع جابلي هدايا من عماد صاحبه عبارة عن عدد من الكلوتات الحريمي مش فاكرة عددهم ، وعدد من البديهات مش فاكرة عددها وهي احتمال يكونوا اثنين أو ثلاثة، جزء منها لونه اسود والجزء الثاني لونه أبيض .
نيفين: بصراحة أنا مش فاكرة لأن أول أخويا ما جاب الحاجات دي أنا قست بدي منها ولقيته ما يناسبش اللبس بتاعنا فشلتها زي ما هي في الدولاب عندنا.
نيفين: هم بحملات والبعض منها أبيض والبعض منها أسود .
نيفين : لا وهي موجودة زي ما هي في البيت عندي ما عدا واحد لونه أسود أخويا وديع أخذه على أساس أنه يقلد الموديل بتاعه.
نيفين: أنا مش فاكرة عددها أد إيه.
نيفين : مش فاكرة بالضبط.
نيفين : عندي في البيت.
قامت بعد ذلك النيابة بمواجهة بين وديع وشقيقته نيفين حول تسلم وديع 2بديهات من صديقه عماد فقرر وديع صبري كامل بأنه لم يتسلم إلا اثنين بسبب أن البعض منها كان لونه أبيض والأخر لونه أسود على هذا الأساس ذكر في التحقيقات أن عددها اثنين ويعد وجدي فرج سعد فرج أحد الأصدقاء المقربين لعماد إسماعيل المتهم الأول وقد كان معه ضمن الوفد الذي سافر للتدريب في إسرائيل وشهد العديد من الوقائع الخاصة بالقضية وقد كان استجوابه إضافة تأكيدية لتورط عزام عزام في هذه القضية وهو ما نستطيع أن نلمح تفاصيله من خلال ما أدلى به أمام النيابة.
 
(7)
يقول وجدي فرج سعد فرج " الشركة السويسرية للملابس كانت عاملة إعلان في الجرايد بطلب مهندسين صيانة في مصنعها في مدينة العاشر من رمضان وأنا قدمت عشان أتعين في الشركة دي وهم أخبروني بعد كده أنهم قبلوني للعمل كمهندس صيانة في الشركة والمسؤولون في الشركة قالوا إن فيه مجموعة أيقنت في الشركة هتسافر إسرائيل للتدريب على المكن اللي هيبقى موجود في المصنع وأنا كنت ضمن الناس اللي تم اختيارهم للسفر واتحدد موعد السفر لإسرائيل يوم السبت 23/2/1996.
والمجموعة اللي هتسافر اتحدد لها لقاء مع بعض قبل السفر بحوالي ثلاث أو أربع أيام ورحت الاجتماع ده وكان في إدارة الشركة في مصر الجديدة وشفت هناك الجماعة اللي هيسافروا معايا وكان من بينهم عماد عبد الحميد إسماعيل واتعرفنا على بعض والمدير بتاعنا طارق أبو بكر الصديق اتكلم وشرح لنا الحاجات اللي المفروض نعرفها من هناك في الشغل ونبه علينا إن احنا نكون حذرين بتصرفاتنا هناك واحنا كنا ثلاث مجموعات واحدة للصيانة وأنا كنت فيهم لوحدي ومجموعة انتاج وكان بينها عماد وطارق عبد الكريم وأحمد صابر ومجموعة الجودة كان فيها المهندس عبد اللطيف أحمد الناظر وتامر وأنا كان المفروض أقعد شهر والمجموعة الثانية كان المفروض يقعدوا إسبوعين وسافرنا فعلا في الميعاد المحدد وبعد ما وصلنا المطار كان في استقبالنا وفا عزام مندوب الشركة الإسرائيلية وهي شركة تيفرون لإنتاج الملابس الداخلية الحريمي وأخذنا على الفندق اسمه بالم بيتش بعكا وعرفنا إن احنا تاني يوم هنخرج في جولة لزيارة مصانع الشركة وفعلا زرنا مصانع سيجاف وكفر مندل وجوش خلاف وساعات كانوا بيسموا المصنع الأخير جش وتم توزيعي للتدريب في مصنع الجش مع اثنين ميكانيكية إسرائيلية هما يوسف وشكر الله وابتديت معاهم البرنامج التدريبي وكان يوسف كويس جدا في تعليمي على المكن وفي أواخر الأسبوع الأول اتصل بيه عماد من مصنع سيجاف وقالي أن فيه واحد ميكانيكي عنده في المصنع اسمه عزام ممكن يعلمني أحسن من يوسف عزام أخذ منه السماعة وكلمني وقالي أني أروح مصنع سيجاف عشان يعلمني وأنه هيكون معايا واحدة بواحدة فأنا رديت على عزام وقلتله أنا مقدرش أقرر حاجة زي دي لوحدي لازم أرجع لمندوب الشركة الإسرائيلية اللي هو وفا، وعزام قاللي إنه هيجي بالليل الفندق ونتكلم في الموضوع ده وفعلا جه بالليل وكان معاه واحد قريبه شاب في العشرين من عمره وكان معاهم أنا وأحمد وطارق وعماد وعرض علينا إن لو حد فينا عايز يمارس معاهم الجنس ممكن ياخذ أي واحدة ويطلع بيها على الأوضة بتاعته فوق كلنا رفضنا وقلبنا الموضوع هزار وضحك عزام وقالي إن أنا آجي المصنع في بداية الأسبوع القادم وأنه هيكلم وفا بخصوص الموضوع ده وفعلا رحت أشتغل مع عزام في مصنع سيجاف ولا حظت أنه مش أحسن من يوسف بل بالعكس يوسف أفضل منه في الشغل وفي أحد الأيام كنت موجود في مصنع سيجاف أنا وعماد وعزام عرض علينا أنه ياخذنا عند واحد صاحبه عنده محل ملابس لما عرف منا إن احنا عايزين نشتري هدوم وقال لعماد إن احنا هنبقى قريبين من مصنع عين الأسد وممكن تعدي عليه وأجيب لك عينات البديهات اللي انت طلبتها مني قبل كده وعزام أخذ عربية واحد بيشتغل في المصنع اسمه سعيد مساعد مدير الانتاج وذهبنا إلى المتجر وكان عزام قالنا أنه قريب من البلد بتاعته واشتريت أنا قميص وعماد اشترى ملابس أطفال لابن أخته الصغير وبعد ما خلصنا شراء عزام قال أنه عايز يجيب حاجة من البيت عنده وانتظرنا احنا في العربية وهو طلع بيته وقعد حوالي عشر دقائق وبعد كده نزل وأخذنا على مصنع عين الأسد وهناك قابلنا واحد اسمه علاء وبدأنا نتجول في المصنع وكان فيه بنتين موجودتين هناك وأول ما شافونا عزام عرفهم علينا وابتدوا يضحكوا ويهزروا معانا وعزام قالهم ايه رأيكم لو تتجوزوا أي حد فيهم وتروحوا تعيشوا في مصر وعزام فجأة اختفى من قدامنا جوه المصنع وعلاء قالنا تعالوا نطلع فوق سطح المصنع عشان أفرجكم على البلد من فوق وأخذنا كام صورة فوق وبعدين نزلنا لقينا عزام مستنينا جوه المصنع وطلعنا وعزام قال لعماد إنه هو جاب له عينات البديهات اللي كان طلبها.
وقاله أنه مش لاقي غير لونين الأبيض والأسود وعلاء مسك فينا علشان نروح معاه البيت لكن قلناله إن احنا لازم نرجع المصنع علشان تدي العربية لسعيد ورحنا على المصنع فعلا ومرة بعد كده عزام اتفق معانا انه هيعدي علينا في الفندق عشان نشتري حاجات وكان عماد متفق مع واحدة اسمها شادية انها تيجي تعدي علينا ومعاها واحدة صاحبتها اسمها زهرة علشان يفسحونا ونشتري ملابس، وجه عزام في الميعاد وعماد طلب منه انه نتمشى شوية في عكا لغاية ما يجي معاد شادية وصاحبتها .
وفعلا لفينا شوية بعربية عزام ورجعنا على الفندق ولقينا شادية وزهرة وأنا ركبت مع عزام وكان معاه واحد قريبه وركب عماد مع شادية وزهرة ، ووصلت للمركز التجاري واتجولنا فيه وعزام اشترى لنفسه جزمة ، وأول ما شاف زهرة سلم عليها وكان واضح أنه فيه معرفة بينهم قبل كده وعرفنا انها كانت شغالة قبل كده في شركة تيفرون ، ولما عرف عزام إن زهرة ممكن توصلنا بعربيتها استأذن أنه يمشي ونقلنا مع شادية وزهرة وأخذونا على مكان نتغدى وهناك ابتدى عماد يغازل زهرة وبعد ما خلصنا وصلونا للفندق وبعد كده بدأت أسمع من عماد أنه عايز يتجوز زهرة وعماد كان عرض قبل كده الزواج من واحدة اسمها علا والموضوع ده عمل مشاكل في المصنع ووفا اتصل بيه وقال ابعد عن الموضوه ده لأنه ممكن يعمل مشاكل والبنات عندك كثير في مصر إنما عماد كان مصر على أنه يتجوز من إسرائيل لأنه كان عايز يعيش وياخذ الإقامة في إسرائيل فأنا كنت بقوله إن زهرة لا تناسبه كزوجة لأنها على الأقل أكبر منك بحوالي 15 سنة وعلى ديانة مختلفة وابتدوا يخرجوا مع بعض لوحديهم وكانت أوقات بتستناه بعد الشغل علشان توصله وكانت بتتصل بيه دايما في الفندق وفي يوم جمعة حيث تزوره في الفندق هي وشادية وطلبوا منه يروح معاهم عشان شادية عايزة تشتري عربية من منطقة اسمها الناجي ، وحيث أنه زهرة كلمتني على وقالت إنها عايزانا نروح معاهم فرحنا كلنا الناحي وزهرة وشادية دخلوا معرض عربيات هناك واحنا استنيناهم بره وبعد ما خلصوا رحنا جولة في المنطقة دي وزرنا كنيسة البشارة ومركز تجاري هناك وفضلت اتصالات زهرة مستمرة بعماد وبعد كده رجعنا على مصر ، وعندما سألت النيابة وجدي عن ملاحظته لأي شئ غير طبيعي عند زيارتهم لمصنع عين الأسد قال وجدي أيوة المصنع كان فاتح وقت ما رحنا وما كانش فيه شغل خالص وكان الموجود مشرفة المصنع مش فاكر اسمها ايه ، وكان في واحد هناك اسمه علاء ، إنما المصنع ما كانش فيه شغل خالص وتقترب دائرة التحديد أكثر عندما تسأل النيابة هل أفصح عزام لمشرفة المصنع عن طلب عماد أي بديهات من انتاجه؟
فيقول وجدي:"أيوة عزام قال للمشرفة دي قدامنا ماتقدريش تتصرفي في كام بدي لعماد فقالتله طيب تعال شوف معايا واخذته واختفوا عنا وعلاء اخذنا عشان نتفرج على المصنع من فوق.
النيابة: ولكن ما هو سبب اصطحاب مشرفة المصنع عزام في ذلك الوقت؟
يقول وجدي " مشرفة المصنع أخذت عزام بحجة إنهم هيجيبوا بديهات لعماد واختفوا عن نظرنا جوه المصنع وغابوا عنا تقريبا ربع ساعة كنا فيها قاعدين فوق المصنع ، وبعدها عزام قال لعماد إن هو ما لقاش غير لونين الأبيض والأسود وأنا استنتجت من الكلام ده إن عزام أعطاه البديهات والكلام ده كان جوه العربية ، وأنا مشفتش عزام وهو بيدي لعماد البديهات وفعلا هو قاله واحنا في العربية أنا مقدرتش أجيبلك غير لونين أبيض وأسود وما تقولش لحد من زمايلك في المصنع اللي انت بتشتغل فيه إني جيبتلك العينات دي عشان مش هقدر أجيبها تاني وده على أساس أنه المفروض ماكانش عزام يحب أنه يطلع الحاجات دي ويديها لعماد.
وتقترب النيابة أكثر إلى دائرة اكثر ضيقا وتحديدا للموضوع عندما سألت وجدي:"قرر عزام متعب عزام بالتحقيقات أن عماد لم يطلب منه عينات من البديهات إلا أثناء تواجدكم بمصنع عين الأسد وليس قبل ذلك ؟
فيرد وجدي قائلا :" لا عماد كان قاله قدامي قبل ما نروح المصنع بكام يوم أنه عايز عينات من البديهات دي ومن باقي شركة تيفرون "
وتسأل النيابة :" ولكن عزام قرر بالتحقيقات أن سبب زيارتكم لمصنع عين الأسد لم يكن لإحضار تلك العينات "
فيرد وجدي لأ كلامه مش مضبوط وهو قال لعماد قدامي واحنا رايحين المصنع انه هيجيب له من هناك بديهات .
وبانتهاء استجواب وجدي فرج سعد فرج يتضح كذب وإدعاء عزام بالتحقيقات ذلك أنه كان على علم مسبق بزيارة مصنع عين الأسد كما أنه توجه إلى منزله قبل التوجه إلى مصنع عين الأسد ربما للاتصال بالمصنع وتجهيز استقبالهم وتجهيز البديهات اللي كان بها الحبر السري كما ثبت كذب ادعائه من أن المصنع كان به عدد كبير من العمال هذا ما نفاه عماد.
وأيضا وجدي الذي أكد أنه تعجب من فتح المصنع رغم عدم وجود عمل به في ذلك الوقت كما اتضح أن عزام كان حريصا على التنبيه على عماد بألا يعرف أحد حقيقة منحه البديهات والملابس الداخلية الأخرى بدعوى عدم إمكانية إحضار غيرهم كما تبين أن عزام الذي ادعى أمام المحكمة أنه رجل دين قد عرض علي الشباب المصري ممارسة الجنس مع اليهوديتين الروسيتين وكان لأقوال وجدي أثرها في كشف حقيقة عزام متعب عزام الذي ادعى أن عماد لم يطلب منه العينات إلا وهم داخل المصنع ليوصي بأن المسألة لم تكن مجهزة مسبقا وهو ما نفاه وجدي حيث أكد أن عماد كان قد طلب من عزام هذه العينات من قبل وأن الزيارة لمصنع عين الأسد كان القصد منها الحصول على هذه العينات.
أكدت جميع الشواهد أن عزام متعب عزام عنصر ينتمي إلى الموساد الإسرائيلي حيث أشار وجدي فرج إلى الدور الرئيسي لعزام في مسألة استقطاب عماد عبد الحميد إسماعيل ومنحه البديهات والملابس الداخلية التي كان بها الحبر السري بالتعاون مع زهرة يوسف جريس ومنى أحمد شواهنة وقد أكد علاء عرفة مدير عام الشركة السويسرية للملابس التي بعثت بمجموعة الشباب للتدريب داخل إسرائيل أن المدة المقررة لتدريب عماد داخل إسرائيل حسب الاتفاق مع الشريك الإسرائيلي زيجي كانت أسبوعين وقد تم مد فترة تدريب عماد إلى أسبوعين آخرين بناء على تعليمات مهندس إسرائيلي يدعى وفا عزام وهو شقيق عزام متعب عزام ومن هنا يبدو التخطيط أكثر وضوحا بعد تحديد الفريسة ـ عمادـ ثم مد فترة التدريب حتى ينتهي الموساد من التعرف على جميع أبعاد شخصيته النفسية والاجتماعية ومن ثم تجنيده وتأتي اعترافات أحمد عبد القادر عبد العزيز الناظر وهو الرفيق الثاني لعماد في رحلته إلى إسرائيل وهو أيضا الذي كان يستقبل مكالمات زهرة يوسف جريس على منزله بالمنوفية ـ جاءت هذه الاعترافات لتؤكد من جديد على الدور الخطير الذي لعبه عزام متعب عزام في تجنيد ابن قرية الراهب عماد عبد الحميد إسماعيل. يقول أحمد في اعترافاته "كان عماد عبد الحميد زميلي في كلية الاقتصاد المنزلي وكنت أعرف أن ظروفه المادية تعبانة شويه وبعد ما تخرجت اشتغلت فترة في شركات قطاع خاص لغاية ما جالي التعيين في التربية والتعليم في مدرسة شنوان وجالي عماد طلب مني انقل تعييني للإسكندرية عشان نقدر نشتغل هناك في أي مصنع لإنتاج الملابس بعد مواعيد العمل الرسمية فأنا رفضت وقلتله إني مش ناوي أفضل كثير في وزارة التربية وأنا ناوي أخذ إجازة بدون مرتب اشتغل في أي مصنع للملابس لأن أنا بلاقي نفسي في الشغل ده وبعد فترة قريت إعلانات في الجريدة للشركة السويسرية للملابس الجاهزة تطلب خريجين كلية الاقتصاد المنزلي فأنا قدمت في الشركة وكانت صلتي بعماد مقطوعة في الوقت ده لأنه كان في الإسكندرية وجاني جواب إني أروح أعمل مقابلة في مكتب الشركة في مصر الجديدة ورحت وقابلت هناك واحد كان معايا في الكلية واسمه أحمد محمد أبو العلا وعملنا مقابلة وعرفنا إن احنا هنسافر إسرائيل عشان ندرب في مصنع ملابس جاهزة هناك بيشتغل في إنتاج الملابس الداخلية الحريمي وابتدى المسئولين في الشركة يأهلونا للسفر ويقولوا إن احنا مسافرين بلد غريبة وأعطونا التصريحات اللازمة وأحمد غانم كان خايف من السفر لإسرائيل وفعلا اعتذر وبالصدفة عماد قابلني في الكلية وسألني عن السفرية بتاعة إسرائيل لأنها كانت انتشرت في الكلية فحكيت له والشركة طلبت مني أشوف حد من زمايلي يسافر بدل أحمد غانم فعرضت السفر على عماد فهو وافق بالرغم من أنه جلال أخوه كان معارض لسفره على إسرائيل وسافرنا إسرائيل فعلا يوم 23/6/1996 وكنا واخدين قبل ما نسافر ورق فيه برنامج الرحلة وأنا اتوزعت للتدريب في مصنع الجش التابع لشركة يتفرون الإسرائيلية وعماد إتوزع على مصنع سيجاف وكان لوحده وكان خايف قبل ما نسافر لما عرف أنه هيتدرب في المصنع ده لوحده وبعد يومين من وصولنا لإسرائيل حسيت أن عماد مبسوط من التدريب في المكان اللي كان فيه وطلبت منه إن هو يقعد على المكن محله اللي موجود في المصنع وكان محدد ليه في البرنامج بتاع الرحلة إني أزور مصنع سيجاف ده مرة أنا والمجموعة اللي معايا بتاعة الجودة وهم المهندس عبد اللطيف وتامر ووقفنا في المصنع مع بنت اسمها مريم المسئولة عن الجودة في المصنع وعماد أخدني أشرب قهوة في أوضة الصيانة بتاعة عزام .
ووقفت معاه شويه وبعد الزيارة دي بيومين عزام جه الفندق ومعاه بنتين يهود علشان عماد يمارس معاهم الجنس وعماد قال احنا مسلمين وبنخاف ربنا فعزام رد عليه وقاله ربنا في السماء واحنا في الأرض وعرض علينا كلنا ممارسة الجنس مع البنتين دول بعد ما عماد رفض إلا أنا كلنا رفضنا الكلام ده وثاني يوم عماد قالي إن عزام قابله في المصنع ووقف يزله ويقوله انتم مش رجالة ، وقعدت الفترة المقررة ليه في إسرائيل وهي 13يوم بعد كده نزلت على مصر وبعد ما رجعت المجموعة كلها من إسرائيل سمعت منهم إن عماد اتعرف على واحدة هناك اسمها زهرة وإنهم بيحبوا بعض فأنا سألت عماد وقالي فعلا انه بيحبها وعايز يتجوزها بس مش عايز يقعد معاها في إسرائيل وقاللي إن هي تتصل بالتليفون وإن ليها ابن عم شغال في مكتب الهجرة في أمريكا وإنهم ممكن يعيشوا في أمريكا وفي مرة جالي وقالي إنه أعطى رقم تليفوني لزهرة علشان تكلمه فيها وقال انه هيبقى موجود وكان ميعادها جه فعلا حوالي الساعة 8أو الساعة 9 وأنا كنت قاعد وهو بيكلمها وكان الكلام كله عادي واتكرر الموضوع ده أكثر مرة وكان عماد بيشتغل معايا في المصنع في مدينة العاشر وقالي إن زهرة ناوية تيجي تقضي إجازتها في مصر ومعاها ناس تانيين وفي مرة كنت معاه في القاهرة فقالي تعال نروح شرطة السياحة عشان نقولهم على الإسرائيليين اللي جايين وقابلنا هناك العقيد أشرف حجاج وعماد حكى الموضوع فالضابط قاله لما الناس دي تيجي ابقى بلغني عشان أبقى عارف تحركاتهم وعرفنا من عماد إنه زهرة جاية ومعاها ثلاثة فتيات وصاحب المصنع اللي هي بتشتغل فيه ومراته,وقالي إن صاحب المصنع ده مسلم واسمه أبو محرز وطلب مني أروح معاه وهو بيقابلهم في المطار وقالي إن هو ناوي يرد لهم الجميل لأن زهرة فسحته هناك فأنا قلتله أنا معرفهمش وأنا معنديش استعداد أصرف عليهم واحنا في الوقت ده كنا في إجازة العيد الكبير وهو لما جاب عربية من شبين الكوم وكان عماد متفق مع السواق أنه هيوصلهم من المطار لمحطة مصر وهم يركبوا من هناك القطار لمحطة الإسكندرية ولما جبناهم من المطار قالوا لعماد إنهم عايزين العربية توصلهم الإسكندرية علشان ما ينزلوش الحاجات بتاعتهم.
ورحنا وصلناهم إلى فندق فلسطين ونزلنا تغدينا في محل كنتاكي وبعد كده اتمشينا وأنا لاحظت إن عماد ماشي على طول مع زهرة ولاحظت إن الراجل اللي معاهم قال إنه عارف إسكندرية كويس وكان ماشي دايما مع مراته وأخته وفضلت شادية مع واحدة اسمها منى وأنا كنت مضطر أمشي معاهم وشادية كنت شفتها مرة في المصنع مع عماد في إسرائيل وعماد ما جابش سيرتها قبل كده وعرفت في الوقت ده إن منى دي مسلمة وبدأت تقولي ليه عماد بيعمل كده دي زهرة أكبر منه في السن وسألتني ليه ما بتكلمش صاحبك وتخليه يبعد عن موضوع جوازه منها فقلت لها إني أنا كلمته في الموضوع ده وبعد ما رجعناهم الفندق رحت أنا وعماد على السكن اللي كان قاعد فيه في إسكندرية وبدأت أعاتب عماد على أنه سايبني معاهم لوحدي وأنا معرفهمش وقلتله إني أنا معايش لبس ومكنتش عامل حسابي إني هأقعد في إسكندرية وقلتله أنا هامشي الصبح وفعلا في الفجر مشيت ورحت على البلد وتاني يوم رحت على بيت عماد وحذرت أخوه الكبير جلال من جوازه من زهرة ورجعت على البيت وقالولي إن فيه واحدة اسمها زهرة اتصلت بيه وهتتصل تاني وأنا استغربت ليه عماد ما اتصلش وبعد شويه زهرة اتصلت بيه تاني وقالتلي إن الشرطة قبضت على عماد وأنا سألتها ليه فقالتلي إن الشرطة الموجودة في الفندق اللي كانوا فيه أخذته من جوه الفندق وقالتلي إنهم حطوا الكلبشات في ايديه وإنه صعبان عليها وقالتلي إن شنطة عماد معاها ولو ماجاش أروح أنا أخذها ونفس اليوم في الليل عماد اتصل بيه وقال انه بيتكلم من بره بعد الشرطة ما سبته قلتله احكي لي على اللي حصل فقالي بكرة الصبح أحكيلك وطلب مني أروح أجيب الشنطة بتاعته منهم وفعلا الصبح رحت معاه على مباحث أمن الدولة بلاظوغلي وأخد جواز سفره اللي كان سايبه هناك ورحنا بعد كده قابلنا زهرة جنب الفندق وأخدنا الشنطة بتاعته وروحوا واتفق مع زهرة قبل ما يمشي إنه هي هتكلمه عندي في البيت ثاني يوم قبل ما تسافر فعلا كلمته وسلمت عليه وهو قال لها إن الموضوع اللي حصل له كان عادي والمقصود منه حمايتهم وعماد ساب الشغل في المصنع لسبب تافه وهو إنه طلب إجازة تاني يوم فإدارة الشركة قالت له إن فيه ضغط شغل وخذ الإجازة دي بعد يومين وساب الشغل في نصف الأسبوع .
وفي آخر الأسبوع رجعت البلد وعماد اتصل بيه وقاللي إنه ناوي يسافر الأردن يشتغل وإنه مخنوق وعايز يسافر بسرعة وسأل على حجز الأتوبيس من شبين الكوم مالقاش ميعاد إلا بعد أسبوع فنزل مصر وخذ الأتوبيس على أساس أنه هيسافر الأردن وبعد فترة عماد اتصل بيه من الأردن وقال لي أنه قابل زهرة بالصدفة هناك وإنها هتساعده في الشغل لأنه الشركة اللي بتشتغل فيها في إسرائيل ليها فرع في الأردن وطلب مني أطمن أهله عليه وقاللي إن منى معاه في الأردن وأنا في المكالمة دي كلمت زهرة ومنى وعماد وما تصلش بيه تاني وبعد حوالي أسبوع من المكالمة دي منى اتصلت بيه في البيت لأنها كانت معاها نمرتي من عماد قالتلي خلي بالك عماد هيتجوز زهرة دي شرطها الوحيد عليه إنه يبقى مسيحي زيها وقالتلي إنها بتكلم من إسرائيل فأنا سألتها إنتي معاكي تليفون عماد في الأردن فقالتلي إنها متعرفش نمرة تليفونه فقلتلها خلي زهرة تكلمني في التليفون وقلتلها لو عماد اتصل خليه يكلمني وقولي لعماد إنه لو اتجوز زهرة وبقي مسيحي أنا هبلغ الانتربول وهبلغ الدكتور علاء عرفة وهو راجل واصل ويعرف يجيبه كويس واتصلت بجلال وقلتله على الكلام ده وطلب مني مبلغش الانتربول ولا الدكتور علاء وقالي لو كلمك قوله إن المباحث قبضت على أهلك في مصر وبهدلوا الدنيا وفتشوا البيت وطلب منه ينزل مصر ورجعت بعد أسبوع البيت وزهرة كلمتني وقالتلي إيه حكاية الانتربول اللي انت عايز تبلغها عن عماد فقلتلها خلي عماد يكلمني ضروري لأنه الشرطة جت البيت وكسروا وأخذوا أهله وبعدها بأسبوع عماد وزهرة كلموني من الأردن وزهرة قالتلي إنها قابلته بالصدفة في اليوم ده وعماد كلمني وسألني فيه إيه فقلتله إن البوليس جه البيت وقبضوا على أهلك وبعد ثلاثة أيام بالضبط عماد جه مصر وعلاقتي بيه بقت قليلة وفي مرة رحنا مع بعض قابلنا شادية في فندق البارون وآخر مرة شفت فيها عماد كانت في شهر أغسطس اللي فات كان جه البيت عندي وسألته انت أخبارك ايه فقالت إنه شغال في إسكندرية وناوي يسافر ليبيا يشتغل هناك ويجيب ملابس من ليبيا يتاجر فيها في مصر ومن ساعتها أنا مشفتش عماد خالص وتزداد المعلومات التي أدلى بها أحمد سخونة عندما يقول "إن عماد كان مقرر له التدريب لأسبوعين فقط وإن وفا عزام شقيق عزام عزام هو الذي قرر مد فترة تدريبه وإن منى أحمد شواهنة قالت لي ابعد عماد عن زهرة لأنها تخطط لتنصيره وأنها تستطيع إيذائه إذا فكر في هجرها بعد الزواج لأن زوج أختها يعمل في الشرطة الإسرائيلية كما أن عماد ترك العمل بالشركة في مصر دون أسباب حقيقية كما أنه أخفى عليه حقيقة سفره إلى الأردن وادعى أنه التقى مع زهرة هناك مصادفة.
تأكيدات
سمير سامي رياض رئيس مجلس إدارة شركة الصباغة والمنسوجات الذي يملك مصنعا للملابس كان يعمل به عزام عزام في مصر قال في تحقيقات النيابة إن علاقتي بعزام عن طريق شركة تيفرون التي تربطني بها علاقة صناعية وتجارية وقد جاء من قبل الشركة لأن الماكينات الموجودة لدينا تحتاج إلى نوع خاص من العمالة المدربة لإصلاحها في حالة الأعطال وقد جاء بصفة مؤقتة وليس باختياري وقد بدأت علاقتي بشركة يتفرون لأنهم يتميزون بتكنولوجيا عالية في هذا المجال ونحن كمصريين بهمنا في المقام الأول نقل هذه التكنولوجيا إلى مصر وعندما لم يوفق الدكتور علاء عرفة في مشاركتهم جاءني أكثر من مسؤول بشركة يتفرون وعرضوا على مشاركتهم لي في إنشاء مصنع في مصر لإنتاج الملابس الداخلية الحريمي وقد كانوا مترددين في البداية خوفا من نقل هذه التكنولوجيا ومن ثم السيطرة عليها وكنت أنا بطبيعتي متردد بهذا الشأن ثم عرضت الأمر على بعض أصدقائي الذين يعملون في هذا المجال وعلى ذلك بدأت واستثمرت ما يقرب من 9مليون جنيه في إنشاء هذا المصنع وهو مفخرة لنا ، أما دور شركة يتفرون فيقتصر على تسويق المنتج بالخارج خاصة إلى أكبر شركة أمريكية وقد اشتريت جميع الماكينات ومن أجل ذلك جاء عزام وشقيقه وفا لتولي إصلاح الماكينات حتى يتم تدريب العمالة المصرية على ذلك وكان دور وفا مراقبة الجودة وبدون توقيعه لا يمكن تصدير هذه المنتجات. في الملف العديد من الأوراق والمستندات والمخاطبات بين الأجهزة الأمنية ونيابة أمن الدولة تلك الأوراق التي تؤكد من جديد الدور الحيوي الذي تلعبه الأجهزة الأمنية المصرية والتي كانت على مستوى الحدث لتلقي باتهامات عملاء الموساد في سلة المهملات.
المستند الأول الذي تم تصديره من هيئة الأمن القومي في 3/10/1996 إلى المحامي العام لنيابة أمن الدولة العليا كان يحمل بين سطوره تحريات هيئة الأمن القومي التي أسفرت عن سفر عماد إلى إسرائيل في يوم 24/1/1996 حيث تعرف على زهرة يوسف جريس ومنى أحمد شواهنة وتوطدت بينهم العلاقة بعد عودته للبلاد . كما تبين أنه سافر إلى الأردن في يوم 17/5/1996 بناء على اتصال هاتفي من الإسرائيلية زهرة يوسف جريس التي قدمته إلى ضابط المخابرات الإسرائيلي ماهر نمر يوم 25/5/1996 الذي قام بتجنيده بفندق "فيلادليفيا بالأردن " وتوقيعه على إقرار بالتعاون مع جهاز المخابرات الإسرائيلي وتسليمه مبلغ 300دولار أمريكي.
وقد تلقى عماد تدريبات على جمع المعلومات والكتابة السرية ووسائل الاتصال السري مثل عنوان للتراسي رقم تليفون بمنزل أمين بالأردن بمعرفة ضابط المخابرات الإسرائيلي المذكور وقد كلف ببعض الاحتياجات الاقتصادية والسياسية والأموال الداخلية والعمالة المصرية بالأردن والمعلومات السياحية والزراعية والعسكرية للإجابة عليها وقام بالرد على بعضها في حينه مما أدى إلى مكافأته بمبلغ 100دولار.
وكشفت التحريات أن عماد يحوز بمسكنه في قرية الراهب بشبين الكوم وسائل إخفاء وبعض المحاليل للكتابة السرية وقد تم استدعاء عماد ومواجهته بما أسفرت عنه التحريات فأقر بصحتها وبارتكابه للأفعال المسندة إليه وحرر بخط يده إقرارا يتضمن نشاطه أثناء وجوده بإسرائيل وكيفية تجنيده كما حرر بخط يده نموذجا مشابها للذي وقع عليه وتضمن استعداده للتعاون مع جهاز المخابرات الإسرائيلي كما حرر بخط يده نموذجا للإيصال الذي وقعه ويفيد باستلامه مبلغ 300دولار أمريكي من ضابط المخابرات الإسرائيلية .
وطلب المستند في نهاية الإذن بإلقاء القبض على عماد وتفتيش محل سكنه والمستند الثاني الإذن الصادر من النيابة في نفس اليوم وفي تمام الساعة العاشرة والنصف من مساء يوم 23/10/1996 على أن يتم القبض على المتهم صباح باكر الخميس 24/10/1996 ويأتي المستند الثالث في القضية الصادر من هيئة الأمن القومي والذي يؤكد أنه قد تم تنفيذ إذن النيابة بالقبض على المتهم وإرساله مقبوضا عليها للعرض على النيابة في نفس اليوم.
بعد القبض على عماد بحوالي خمسة أيام وصل كتاب هيئة الأمن القومي للمحامي العام لنيابة أمن الدولة العليا والذي يفيد بأن التحريات قد دلت على أن عماد عبد الحميد إسماعيل يتلقى اتصالات تليفونية من الإسرائيلية زهرة يوسف جريس مندوبة المخابرات الإسرائيلية على تليفون محل سكنه بقرية الراهب بشبين الكوم وأنه كان يتصل بها على التليفون رقم 9726980416 بإسرائيل وانتهى المستند بطلب الموافقة على قيام عماد عبد الحميد إسماعيل بالاتصال بزهرة يوسف من داخل مبنى هيئة الأمن القومي وتسجيل تلك المكالمة في يوم 2/11/1996 وصل كتاب هيئة الأمن القومي إلى المحامي العام لنيابة أمن الدولة والذي يقول بالإشارة إلى كتابكم بتاريخ 26/10/1996 بخصوص طلب سيادتكم ندب أحد المتخصصين بهيئة الأمن القومي لفحص الحقيبة بنفسجية اللون المضبوطة مع المتهم عماد إسماعيل وما إذا كان بها ثمة أماكن خفية لوضع الأشياء بها من عدمه وكذا لفحص باقي المضبوطات زجاجة عطر ترنتي إنتاج شركة كلفن كلين وزجاجة بلاستيكية بيضاء اللون تحوي سائلا سميكا له رائحة مماثلة للمواد التي تستخدم في غسيل الشعر وعدد 9 سراويل داخلية حريمي بيج اللون وقطعة واحدة من النسيج على شكل فانلة داخلية وسروال داخلي بكم حريمي رمادي اللون "بودي" وقطعتين متشابهتين للأخيرة بحمالات بيضاء اللون حريمي. نفيد سيادتكم بأنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة وبفحص الحقيبة المشار إليها لم يعثر بها على أماكن إخفاء وبفحص محتويات زجاجة العطر تبين عدم إمكانية استخدامها في مجال الكتابة السرية وبفحص محتويات زجاجة "الشامبو" تبين عدم صلاحيتها للاستخدام كأحبار سرية وقد تم تجربة استخدام خليط العطر مع الشامبو كمحلول لإخفاء الكتابة الظاهرة بنسب مختلفة وتبين عدم إمكانية ذلك وباختيار مستخلص 2قطعة ملابس داخلية ماركة بودي بيضاء اللون في الماء المقطر وتبين وجود رواسب ملحية لاستخدامها في مكونات التصنيع وبتحليل تلك الرواسب على وحدة جهاز الميكروسكوب الإليكتروني الماسح تبين وجود جميع العناصر المكونة للحبر السري قد تمت تجربته وإظهاره مظهر خاص ومرفق نتيجة التجارب وكذلك زجاجة سعة 50سم بها الرواسب الملحية المتبقية من نتيجة الفحص وباختيار مستخلص باقي قطع الملابس الحريمي الداخلية الأخرى في الماء المقطر لم يتبين احتوائها على أحبار سرية بطريقة التشبع .
 
(8)

على طلب نيابة أمن الدولة العليا بالقبض على عزام عزام جاء المستند التالي من هيئة الأمن القومي التي أفادت فيه إلى أن التحريات قد دلت على تواجده في البلاد للعمل بمصنع سمير للفانلات بالقاهرة وأنه يقيم بالحجرة رقم 112 بفندق السلام بمصر الجديدة كما أنه يتردد على شقيقه وفا عزام بفندق البارون بمصر الجديدة عقب انتهاء مواعيد عمله.

وبناءوقد طلبت نيابة أمن الدولة العليا من خبراء هيئة الأمن القومي لفحص بعض المضبوطات فأفادت هيئة الأمن القومي بأنها قد قامت باللازم وبفحص المواد المذكورة اتضح أنها لا تحتوي على مواد تستخدم في مجال الكتابة السرية عدد قطعتين ملابس"بودي بيضاء ماركة كلفن كلين" وتم استخلاص جزء "حوالي النصف" منهما في ماء مقطر كشف عن وجود آثار ضعيفة من مادة تستخدم في مجال الكتابة السرية لسابق غسلهما بالماء وأنها بحالتها الراهنة تصلح للكتابة السرية وقد تمت تجربتها وإظهارها بمظهر خاص.
في يوم 15/12/1996 بعثت هيئة الأمن القومي بكتابها إلى المحامي لنيابة أمن الدولة العليا الذي كانت فيه بمناسبة التخصيصات التي أجريتموها وورود اسم المدعو ميكي باغوت من عناصر المخابرات الإسرائيلية نفيدكم بأن تحرياتنا قد دلت على أن المذكور يدعى ميخائيل بيركو وشهرته ميكي وهو إسرائيلي الجنسية من مواليد 11/6/1960 يقيم بموشاف ميونا بإسرائيل و أرفقت بهذا المستند صورة لضابط المخابرات الإسرائيلية ميخائيل بيركو. وفي المسافة بين المكالمات والرد عليها تظهر في النهاية الصورة الكاملة لإحراز القضية التي شغلت الرأي العام في مصر وإسرائيل منذ تفجرها وحتى الآن.
إن كشف إحراز المتهم عماد عبد الحميد إسماعيل يحتوي على عدد سبعة حرز شملت كل المضبوطات التي كانت بحوزته وأيضا المواد التي تم استخلاصها من الملابس الداخلية التي كانت بحوزته.
الحرز الثاني:
حرز عبارة عن مظروف حكومي أصفر اللون من الحجم الكبير بداخله الأتي:
شنطة بلاستيك خضراء اللون بها:عدد2سروال نسائي داخلي أبيض اللون بحمالات
عدد واحد سروال نسائي داخلي أسود اللون بحمالات.
عدد 6سروال نسائي داخلي "كلوت" أسود اللون.
عدد 1سروال نسائي داخلي"كلوت" أسود اللون.
والتي تم تسليمهم للنيابة بمعرفة الشاهدين وديع صبري الطحان ونفين صبري الطحان والتي كان قد تم إهداؤها لهما بمعرفة المتهم عماد عبد الحميد أحمد إسماعيل في القضية رقم 856 سنة 1996 حصر أمن دولة على 1. والحرز مجمع عليه بالجمع الأحمر في عدد خمسة مواضع بخاتم نقر بصحته هشام بدوي رئيس النيابة.
الحرز الرابع:
حرز عبارة عن مظروف حكومي أصفر اللون من الحجم الصغير بداخله عدد 56صورة فوتوغرافية للمتهم عماد إسماعيل وآخرين ضبطت بمنزل المتهم المذكور حال تفتيش النيابة لمنزله بقرية الراهب بشبين الكوم منوفية في القضية رقم 856 لسنة 1996.
الحرز السادس: حرز عبارة عن مظروف حكومي أصفر اللون بداخله الأتي: زجاجة عطر ماركة " كلفين كلين" داخل علبة كرتون . زجاجة بلاستيكية بيضاء اللون بداخلها سائل لغسيل الشعر "شامبو" ضبطت بمسكن المتهم عماد عبد الحميد إسماعيل .
وجدي فرج سعد السن 27 مهندس صيانة بالشركة السويسرية للملابس ومقيم 29 مساكن الرحمن شقة 8 كفر الدوار محافظة البحيرة. يشهد أنه كان ضمن المجموعة التي أوفدتها الشركة التي يعمل بها لإسرائيل للتدريب بمصانع إنتاج الملابس النسائية ـ مملوكة لشركة يتفرون الإسرائيلية في الفترة من 24/2/1996 وحتى 21/3/1996 وكان بصحبته المتهم عماد عبد الحميد إسماعيل الذي كان يتلقى تدريبا بالمصنع الذي يعمل به المتهم الإسرائيلي عزام متعب عزام والذي تعرف عليه من خلال الأول وفوجئ به يصطحب فتاتين للفندق الذي كانوا يقيمون به ويعرض على المتهم عماد إسماعيل أن يمارس الجنس معهما ، وفي الأسبوع الثاني من بدء الزيارة لإسرائيل تنامى إلى سمعه حوار بينهما طلب فيه المتهم عماد إسماعيل عينات من قطع ملابس داخلية نسائية من إنتاج مصنع تابع للشركة الإسرائيلية يسمى عين الأسد فوعده المتهم عزام متعب عزام بإحضار تلك العينات له. ويضيف أن الأخير عرض عليهما أثناء وجودهما بالمصنع الذي كان يتم تدريبهما فيه اصطحابهما لشراء ملابس من متجر صديق له فتوجهوا إلى هذا المكان عقب ذلك أبلغهما أن مصنع عين الأسد بالقرب من هذا المكان ويمكنهم التوجه إليه لإحضار العينات التي طلبها من المتهم عماد إسماعيل وتوجه بهما إلى هناك ولاحظت أن المصنع مفتوح على الرغم من عدم وجود عمل به وطلب المتهم عزام متعب عزام من مشرفة المصنع التي كانت في استقبالهم عينات من إنتاج المصنع للمتهم عماد إسماعيل فطلبت منه التوجه معها لإحضار تلك العينات واختفوا عن أنظارهما داخل المصنع وتوجه الأخير لمشاهدة المصنع من أعلى ثم سمع حوارا بين المتهم عماد إسماعيل والمتهم عزام متعب عزام أكد له فيه الأخير عدم إبلاغ أحد بتسلمه عينات الملابس منه .
نفين الطحان: السن 19 ـ طالبة بالسنة الثانية بكلية التربيةـ جامعة المنوفيةـ ومقيمة بالمنوفية. تشهد بمضمون ما شهد به الشاهد الثاني.
ملاحظات النيابة:
اعترف المتهم عماد عبد الحميد إسماعيل بسفره لإسرائيل يوم 24/2/1996 ضمن مجموعة من العاملين بالشركة السويسرية للملابس للتدريب بمصنع شركة يتفرون لإنتاج الملابس النسائية وتم توزيعه للتدريب بمصنع "سيجاف" وتعرف هناك على المتهم عزام متعب عزام الذي يعمل فني صيانة ماكينات بهذا المصنع ثم فوجئ به يصطحب فتاتين للفندق الذي يقيم به لممارسة الجنس معهما إلا أنه رفض ذلك لإقامة رؤسائه معه في نفس الفندق ثم تعرف على المتهمة زهرة يوسف جريس عن طريق أحد عاملات المصنع ولاحظ أنها تعامله بجفاء شديد في بدء علاقته بها إلا أنها اصطحبته بعد ذلك لنزهات خلوية لممارسة الجنس في سيارتها ، واستشعر بأنه يتم تصويره في أوضاع مخلة معها من خلال توقف بعض السيارات المجهزة بستائر بالقرب من سيارتها وما تتخذه المتهمة من أوضاعها معه داخل سيارتها في مواجهة تلك السيارات وبدأت تستفسر منه عن أحوال أسرته وعما إذا كان له أقارب يعملون بأي من وزارتي الداخلية والخارجية بمصر ، كما تبينت من خلال تلك اللقاءات موقفه من أداء الخدمة العسكرية وأنه سيلحق بها في غضون عام 1997 وفي اللقاء الذي جمعه بها والمتهم عزام متعب عزام أنهى له الأخير فيه أنها تمتلك أموالا كثيرة ورشحها له كي يتزوجها.
وأضاف بأنه أثناء وجوده والشاهد الأول بالمصنع الذي كان يتم تدريبهما به عرض عليهما المتهم عزام متعب عزام اصطحابهما لشراء ملابس من متجر صديق له فتوجهوا إلى هناك ثم أبلغه بقربهم من مصنع عين الأسد ويمكنه اصطحابهما إليه لإحضار عينات الملابس التي سبق وأن طلبها منه والتي يتم إنتاجها بهذا المصنع واستأذن منهما بالتوجه لمسكنه قبل زيارة هذا المصنع وعند وصولهم له لاحظ عدم وجود عمل به وسلمه آنذاك 4قطع من ملابس داخلية نسائية طالبا منه عدم إبلاغ أحد بتسلمه إياها إلا أنه أبلغ المتهمة زهرة يوسف جريس بأن ما تسلمه من المتهم عزام متعب عزام لا يفي بغرضه وطلب منها عينات أخرى مماثلة لها فوعدته بذلك وسلمته قطعا أخرى لا تتشابه مع ما تسلمه من المتهم عزام متعب عزام وأضاف أنه في اليوم السابق على مغادرته لإسرائيل وأثناء وجوده في الفندق تعرف على طريق المتهمة زهرة يوسف جريس على من يدعى ميكي باغوث وقالت له بأنه صاحب الشركة التي تعمل بها وفي اللقاء الأخير الذي جمعه بالمتهمة زهرة يوسف جريس قبل مغادرة إسرائيل اتفقا على الزواج وأنها ستتصل به تلفونيا بمسكنه بعد أسبوعين من وصوله للبلاد لإتمامه .
وبعد وصوله للبلاد يوم 21/3/1996 اتصلت به الشاهد الثاني تليفونيا للاطمئنان عليه واتفقا على اللقاء في اليوم التالي . وبالفعل تقابل معه وقدم له ملابس داخلية نسائية لشقيقته الشاهدة الثالثة منهم قطعتان من الملابس التي تسلمها من المتهم عزام متعب عزام بإسرائيل وفي مساء هذا اليوم فوجئ باتصال تليفوني من المتهمة زهرة يوسف جريس بمسكنه وطلبت منه عدم إعطاء قطع الملابس التي تسلمها من المتهم الأخير لأحد فخشي أن يبلغها في هذا الاتصال أنه أهدى بعضها للشاهدة الثالثة ثم أبلغته في اتصال تليفوني آخر بعزمها على الحضور لمصر برفقة بعض صديقاتها فاستقبلهم بالمطار يوم 26/4/1996 وكانت بصحبتها المتهمة الثالثة منى أحمد شواهنة ورافقهم خلال المدة التي قضوها بالبلاد حتى غادروها يوم 3/5/1996.
وفي يوم 9/5/1996 اتصلت به المتهمة زهرة يوسف جريس وعلمت بتركه العمل في الشركة السويسرية للملابس فطلبت منه مقابلتها في الأردن لإلحاقه بالعمل لإحدى شركات إنتاج الملابس هناك عن طريق مدير بتلك الشركة تربطها وبه علاقة صداقة ولإتمام الزواج بالفعل وصل الأردن يوم 19/5/1996 وتقابل معها هناك إلا أنها لم تفي بوعودها له بمقابلة مدير الشركة ولم تقدم له عنوانها وعللت ذلك بأنها حضرت للأردن للسياحة وعليه بعد مغادرتها أن يبحث عن مكان تلك الشركة وتوجها للمحكمة الشرعية هناك لإتمام إجراءات الزواج إلا أنه تبين عدم توثيق أوراقها فأبلغته عزمها السفر لإسرائيل لتوثيق تلك الأوراق والعودة للأردن بعد أسبوعين فتوجه بعد سفرها لمقابلة مدير الشركة الأردنية للعمل بها إلا أن الأخير قرر له بعدم إمكانية عمله بها واتصلت به المتهمة زهرة يوسف جريس وأبلغته أن الشرطة في مصر ألقت القبض على أسرته للوقوف منهم عن مكان وجوده وطلبت منه مغادرة المكان الذي يقيم به بالأردن على الفور حتى تلتقي به هناك وبالفعل حضرت للأردن وبصحبتها المتهمة الثالثة منى أحمد شواهنة وتوجهوا إلى فندق "حياة عمان" وقررت له الأخيرة بأنها حضرت خصيصا لمقابلته كما أنهت إليه المتهمة زهرة يوسف جريس بأنها لم تحضر معها الصور التي تم التقاطها له في أوضاع مخلة معها خشية القبض عليه وبدأت المتهمة الثالثة منى أحمد شواهنة في التحدث معه عن قبوله التعاون مع المخابرات الإسرائيلية وأن الجهات الأمنية في مصر لن تدري عن ذلك شيئا في حالة موافقته وأن المخابرات المصرية لم تصل للتقدم العلمي الذي وصلت إليه المخابرات الإسرائيلية وأنه سيتلقى تدريبا على الكمبيوتر والأجهزة الحديثة في مجال العمل السري بمعرفة "ميكي باغوث " المسؤول عن التدريب في المخابرات الإسرائيلية وسيتقاضى مبلغ 1000 دولار شهريا فوافقها على ذلك وطلبت منه الاتصال تليفونيا للاطمئنان على أسرته وحتى يتأكد أنه لم يتم القبض عليها وضرورة العودة سريعا لمصر انتظارا لإرسال الأوراق اللازمة له لدخول إسرائيل للتدريب على العمل السري مع شخص لم تحدد له وأنه سيتلقى ما يكلف به من المتهمة زهرة يوسف جريس وأكدت عليه التخلص من جميع الأوراق التي يحملها والمكتوبة باللغة العبرية ونزع جميع العلامات الثابتة على الملابس التي يحملها والتي تفيد صدقها بإسرائيل والاحتفاظ بالأوراق التي تحوي أسماء وعناوين الشركات الأردنية التي كان يبحث عن عمل بها وذلك لتقديمها للجهات الأمنية بمصر في حالة الاستفسار منه عن سبب وجوده في الأردن.
وأضاف بأنه أدلى بمعلوماته بشأن واستفسرت عنه المتهمة زهرة يوسف جريس بعد قبوله التعاون مع المخابرات الإسرائيلية عن عدد المصانع بمدينة العاشر من رمضان وعن حجم العمالة بها ومتوسط أجور العاملين وما يتم إنتاجه في تلك المصانع والدول التي تشتري ما ينتج بها وعن سبب بيع شركات القطاع العام ومن يقوم بشرائها وعن أحوال المصريين العاملين بالأردن وكيفية دخولهم لبنان وعن أسماء الدول الأجنبية التي تقدم معونات لمصر وعن رأي الشعب المصري فيما أسفرت عنه نتيجة الانتخابات الإسرائيلية وعن الإجراءات الأمنية التي يتم اتخاذها من قبل المصريين الذين يسافرون لإسرائيل وقدمت له مبالغ مالية 650دولار أمريكي وأكدت ضرورة وضع الملابس التي تسلمها من عزام متعب عزام في مكان أمين لما لها من قيمة كبيرة واتفقت معه على أنها ستتصل به تليفونيا لتبلغه بأي تعليمات جديدة له وأضاف بأنه غادر الأردن في نفس اليوم الذين غادرتها فيه المتهمة منى أحمد شواهنة والمتهمة زهرة يوسف جريس والتي توقفت عن الحديث عن أمر زواجهما منذ أن وافق على التعاون مع المخابرات الإسرائيلية وتوالت اتصالاتها التليفونية به بمسكنه وأبلغته فيها بضرورة المحافظة على الملابس التي تسلمها من المتهم عزام متعب عزام وبأنه لا يمكنه دخول إسرائيل مباشرة من مصر فعرض عليها أن يتقدم للسفارة الإسرائيلية للحصول على تأشيرة دخول بحجة تلقيه دورة تدريسية بأحد المصانع هناك فحذرته من التوجه للسفارة الإسرائيلية حتى لا تقع له مشاكل مع الجهات الأمنية في مصر وطلبت منه السفر إما لدولة المجر أو لرومانيا لتلقي التدريبات اللازمة لعمله في جهاز المخابرات الإسرائيلية على أن يتقاضى ما تكيده من نفقات عندما تقابله هناك وبالفعل حجز تذكرة للسفر للمجر يوم 12/1/1996 على خطوط شركة مصر للطيران وحجز بأحد الفنادق بمدينة بودابست .
أقر المتهم عزام متعب عزام بالتحقيقات بتسليمه قطع الملابس النسائية للمتهم عماد عبد الحميد أحمد إسماعيل وأن المتهمة زهرة يوسف جريس ومن يدعى ميكي باغوث يعملان بالمخابرات الإسرائيلية وأن الأولى هي التي خططت أن تتم عملية تسليمه للملابس بتلك الطريقة حتى لا يشعر المتهم عماد إسماعيل بالخوف عند دخوله البلاد بها .
أسفر تفتيش مسكن المتهم عماد إسماعيل بمعرفة النيابة عن ضبط ملابس داخلية نسائية منها قطعتان من بين القطع التي تسلمها من المتهم عزام متعب عزام وكذلك ضبط تذكرة سفر بالطائرة لدولة المجر وفاكس يتضمن حجزه بأحد الفنادق هناك للإقامة بها. تبين من الاتصالات التليفونية الأربعة التي تم تسجيلها تحت إشراف النيابة أن عماد عبد الحميد إسماعيل والمتهمة زهرة يوسف جريس اتفقا على السفر إلى دولة المجر وأنه استفسر منها عن الترتيبات والتدريبات التي سيتلقاها هناك والمبالغ المالية التي سيحصل عليها من مسؤول التدريب بالمخابرات الإسرائيلية فوعدته بإبلاغه بما يطلبه وأوضحت له المتهمة زهرة يوسف جريس خلال الاتصالات وقوف مسؤول التدريب بالمخابرات الإسرائيلية والمتهمة منى أحمد شواهنة على مضمون ما يدور بينهما من أحاديث في هذا الصدد كما أنهت له أنه عقب إقامته فترة بالمجر سيتوجه مباشرة منها إلى إسرائيل. ثبت من تقرير هيئة الأمن القومي أنه تبين من فحص قطعتي الملابس الداخلية النسائية والتي عثر عليهما بمسكن المتهم عماد عبد الحميد إسماعيل وجود رواسب ملحية لا تستخدم في مكونات التصنيع وبتحليل تلك الرواسب تبين وجود العناصر المكونة للحبر السري المستخدم في التراسل السري، كما ثبت من تقرير هيئة الأمن القومي المتضمن فحص قطعتي الملابس الداخلية النسائية والتي قدمهما الشاهد الثاني بالتحقيقات وجود آثار ضعيفة من مادة تستخدم في مجال الكتابة السرية نتيجة غلسهما بالماء وأن تلك الآثار بحالاتها الراهنة تصلح للكتابة السرية.
قرار المحكمة:
حكمت محكمة أمن الدولة العليا في قضية النيابة العامة رقم 1574/1997 عابدين ورقم 36/97 كلي ضد :
زهرة يوسف جريس ."غائبة"
عزام متعب عزام. " حاضر" وقد حكمت المحكمة حضوريا للمتهمين الأول والرابع وغيابا للمتهمتين الثانية والثالثة:
ثانيا: بمعاقبة عزام متعب عزام بالأشغال الشاقة لمدة خمسة عشر سنة وألزمته المصاريف الجنائية . صدر هذا الحكم وتلى علنا بجلسة الأحد الموافق 31/8/1997
 
الصفعه العشرون
--------------------------------------------------------------------------------

مع بدايات العام 2005 وبعد اكثر من ثلاثين عاما من الكتمان تخرج إلينا إحدي قصص البطولة والكبرياء.. تطوق أعناقنا بنسمات العزة.. قصة جديدة تضاف إلي رصيد رجال احترفوا الصمت الصاخب بالانجاز...

الكلمات تتهادي في زهو.. تستلقي علي جسر الذكريات.. تنطلق فجأة لتقول.. إن من اعتبرته إسرائيل بطلا قوميا بعد خروجه من الأسر عام ..1973 نجحت المخابرات المصرية منذ الساعات الأولي لسقوطه في الأسر في تجنيده. وتم اطلاق اسم (عبر الاثير) علي هذه العملية.
العقيد عساف ياجوري الذي كان ملء السمع والبصر.. والذي سقط بعد أن دمر دبابته الأسد (محمد محمود المصري) بصواريخ فهد.
سقط عساف.. التقطته المخابرات المصرية ليصبح أحد عملائها.. بعد أن عاد إلي إسرائيل ليكون أسطورة قومية.
ظل ياجوري يروي الكثير من القصص عن التعذيب الذي تعرض له في الأسر وصموده وامتناعه عن الادلاء بأية معلومات عسكرية.. وقام بكتابة قصته في كتاب كان الأشهر في إسرائيل وحصل علي رتبة عقيد بسبب ذلك.
خرج ياجوري من الخدمة ليلتحق بالعمل السياسي فانضم إلي حزب الجنرالات الجديد (داش).
وفي غمار عمله السياسي نجح ياجوري في دعم هذا الحزب ولأول مرة تنقلب الموازين بسبب نشاطه ليحكم الليكود.. وينهزم حزب العمل ويصبح بيجين أول زعيم ليكودي يفوز برئاسة الوزراء في إسرائيل.. وانتخب ياجوري عضوا بالكنيست ويصبح نائب وزير.. ثم تحول إلي عالم رجال الأعمال.. كل هذا وهو يعمل لصالح المخابرات المصرية.. بينما رجال الموساد يغطون في سباتهم..
الروايات التي تتناقلها المصادر الإسرائيلية تؤكد أن ياجوري قد بدأ في الاعتراف أمام المخابرات المصرية منذ اللحظة الأولي لسقوطه في الأسر وبعد 6 ساعات من التحقيق معه في مكاتب المخابرات في القاهرة نقل إلي غرفة حيث أمضي فترة أسره..
وتضيف هذه المصادر أيضا أن ياجوري كان يتاح له التجوال في شوارع القاهرة وأسواقها بين التحقيق والآخر.. وقد أفشي الكثير من الأسرار العسكرية أمام المحققين وحاول أن يقوم بدور في اقامة اتصالات سرية بين مصر وإسرائيل ولم يتمكن خلال ذلك من اخفاء مشاعره الايجابية تجاه مصر.
هذا ملخص لقصة طويلة.. تجب حكايتها.. فربما تفيد شبابا تخنقه دوامة سيقان عرايا الفضائيات ومثيري الخيول.. ودعاة الشذوذ والانحلال..
ياجوري قصة انتصار.. ياجوري قصة نجاح جديدة تضاف لسجل المخابرات المصرية الذهبي.
الذاكرة ربما تنتعش إذا عادت للوراء لأكثر من ثلاثين عاما كانت الأجواء المحيطة بالعقيد عساف ياجوري توحي بأن هناك شيئا في رحم الأحداث قد يولد، فجأة قواتنا المسلحة تتقدم عبر قناة السويس. تطوق خط بارليف.. حصونه تتساقط وكأنها أوراق خائرة القوي في شجرة تتلاعب بها رياح ساخنة..
كان يوم 8 أكتوبر 1973 يفتتح دفاتره وقد أرهقته عملية تسجيل انتصارات الجنود المصريين التي كانت بشائرها ترسم الفرحة علي مدينة القنطرة التي قاربت علي الفكاك من أسر القوات الإسرائيلية علي يد الفرقة 8 التابعة للجيش الثاني الميداني. وبينما كان الجانب الإسرائيلي يحاول تضليل الرأي العام في تل أبيب كانت قواتنا تتلاعب بالدمي المنتفخة سواء في سلاح الطيران أو المدرعات أو المشاة للعدو.
وبينما كانت الفرقة 19 التابعة للجيش الثالث الميداني تسيطر علي منطقة عيون موسي كان الفشل يلسع ظهور الصهاينة وهم يتراجعون في ثلاث محاولات فاشلة.
كانت الدمية القبيحة المنتفخة قد أعطت تعليماتها للعقيد عساف ياجوري قائد اللواء (نيتكا 190 مدرع) بالقيام بنزهة خلوية لأسر قائد الجيش الثاني الميداني المصري العقيد حسن أبو سعدة وتسليمه إلي تل أبيب حيا.. ليستقبلوه بأكاليل الغار.. كان ياجوري يلم بهذه اللحظة. المشهد لا يغادر ذاكرته.. تحرك مع قواته بأوامر من قيادته إلي الشرق للاستيلاء علي كوبري الفردان الذي خسروه في بداية المعارك.
في الساعة الثانية والنصف بعد ظهر الثامن من أكتوبر بدأت دبابات ومصفحات اللواء 190 مدرع بالانطلاق بأقصي سرعة لإحداث الارتباك في صفوف القوات المصرية وكان ياجوري يقول (أنا أعلم جيدا طبيعة هؤلاء المصريين وضعف تماسكهم وانهيارهم السريع).
وظل ياجوري يتقدم، تنتفخ عروقه بأوهام وغطرسة ظلت القيادات الصهيونية تحقنهم بها لسنوات.
تقدم في مساحة تزيد علي ثلاثة كيلو مترات وكما كان يظن فإن فرقة المشاة التي كانت تواجه ياجوري ستصبح صيدا سهلا.. اخترق اللواء 190 مدرع النطاق المحدد ولم يجد مقاومة تذكر.. فتح ياجوري اللاسلكي للاتصال بالجنرال/آدان.. وعندما سأله عن موقف لوائه ضحك.. ضحكة ساخرة قائلا (إن كل شيء علي ما يرام ودباباتي تدوس الجنود المصريين الذين أربكهم الهجوم).
لم يكد ياجوري ينهي اتصاله بقائده.. وبينما وصلت الدبابات الثلاث الأولي إلي مقربة من شاطئ القناة حتي انقلبت الدنيا رأسا علي عقب.
فقد اكتشف ياجوري أنه وقع هو وبقية اللواء في كمين محكم نصبه له رجال الفرقة الثانية مشاة وفجأة تحولت الدنيا حوله إلي قطعة من جهنم.. لتخرج لنا المعارك قصص الأبطال أشبه برجال الأساطير.
وفي هذه اللحظة ينقض علي ذاكرتنا (محمد إبراهيم المصري) الشرقاوي الذي جسد.. (المصري) بكل ما تحمله الكلمة من معني.. فقد دمر 27 دبابة ب 30 صاروخا.. ليحتل المستوي الأول علي مستوي العالم.
كان المصري ضمن 6 مجموعات.. كل مجموعة مكونة من ثلاث مقاتلين.. اثنان لحمل الصواريخ والثالث مخصص لحمل صندوق التحكم الآلي المزود بجهاز منظار بثقب واحد وذلك لمسح منطقة النيران ومسرح العمليات لمساحة 3 كيلو مترات.. وكانت المهمة قطع الطريق علي الدبابات الإسرائيلية وعمل كمائن مموهة وسط العدو وفي جميع الاتجاهات.
وبدأ المصري رحلة الصيد.. والدبابات الإسرائيلية تحترق وتنفجر مع كل صاروخ يطلقه المصري.. كانت الآليات الإسرائيلية تترنح وكأنها عجوز لعبت برأسه سكرات الموت.. خمس دبابات في لحظات وخلال نصف ساعة كان هناك 30 دبابة قد تم تدميرها.. ولم يكن أمام عساف ياجوري سوي القفز من دبابة القيادة ومعه طاقمها للاختفاء في إحدي الحفر لعدة دقائق.. واخطر الجنرال إبراهام آدان قائد الفرقة المدرعة لإيقاف الهجوم والانسحاب شرقا.
بينما كان ياجوري صيدا سهلا.. للأسود المصريين وضع يده في استسلام.. صاح بأعلي صوته وهو يري الموت يطبق علي رقبته.. (أنا جنرال.. لا تقتلوني.. أريد مقابلة قائدكم).. سار عساف ودموعه تنهش غطرسته وصلفه وكل العرائس الورقية الصهيونية التي تساقطت علي أرض الميدان.
وبعد ذلك تم نقل عساف إلي مقر قيادة الفرقة التي كان مكلفا بتدميرها وأسر قائدها (حسن أبو سعدة).
يقول ياجوري (قلت لقائد الفرقة.. إنني أملك في الحياة المدنية فندقا في تل أبيب.. وشرحت له كيف كانت خطته محكمة وكيف أن الجنود المصريين يقفزون علي دباباتنا دون أن يبالوا بأي شيء حتي ولو كان الموت).
وفي مقال نشرته صحيفة معاريف في 7 فبراير 1975 قال ياجوري(بعد انتهاء التسجيل الذي أجراه التليفزيون المصري معي.. قادوني إلي مقر الأسر وقد نظموا لي طوال فترة وجودي عدة رحلات إلي الأهرام وفندق هيلتون.. كما التقيت بعدد من اليهود الذين لا يزالون يعيشون في مصر بناء علي طلبي).
ما تم الكشف عنه.. ربما يخرجنا من الحالة الصفرية إلي الفعل.. ربما يأخذ بيد المحبطين إلي الأمل.. أمل في الانتصار..


وهنا انتهى الخبر قصه حياه عساف من رجل حرب اسرائيلى الى عميل للمخابرات المصريه

مصادر

http://www.elosboa.com/elosboa/issues/408/0601.asp
http://www.elosboa.com/elosboa/issues/407/0404.asp
 
الصفعه الحاديه والعشرون
بهجت حمدان . . الهارب من الإعدام
الجاسوس اللذي اصطاد قائده
------------------------------------------


بعد نكسة يونيو 1967 .. وبينما الطائرات الاسرائيلية كانت تمرح آمنة كيفما تشاء في سماء مصر . . كان بهجت حمدان ينقل الى العدو أولاً بأول خرائط وصور القواعد العسكرية المصرية . . ويشعر بنشوة غامرة لنجاحه في "العمل". . ولثقة الموساد في معلوماته.
وأمام تدفق الأموال عليه. . كوّن شبكة جاسوسية خطيرة في القاهرة . . لكي يزداد ثراءاً ورونقاً .. وتوحشاً.
ولحظة سقوطه في قبضة المخابرات المصرية.. صرخ غير مصدق: مستحيل . . مستحيل . . كيف توصلتم إليّ.. ؟
لقد دربوني جيداً في أوروبا. . بحيث لا أسقط أبداً. . !!!

لغة الجسد
أصيبت المخابرات الإسرائيلية بصدمة قاسية عندما انكشف جاسوسها المدرب بهجت حمدان . .وزلزل النبأ كبار ضباطها الذين أعمتهم الثقة وغلفهم الغرور . . ذلك لأن الجاسوس مدرب جيداً في أوروبا بواسطة أمهر الخبراء. . وحصل على دورات تؤهله لكل المهام التجسسية الصعبة. . دون أن يثير شكوك المخابرات المصرية، وظل العميل المدرب "نائما" لسنوات في أوروبا انتظاراً للحظة الانطلاق. .
لقد أجاد فنون التجسس دراسة. عكس غالبية الخونة الذين يُدفع بهم عقب تجنيدهم مباشرة لممارسة العمل ضد بلادهم . . وكان تجنيده قد تم بواسطة نقطة ضعفه – المال – الذي ظل يلهث وراءه .. الى أن وقع.
ولد بهجت يوسف حمدان بالاسماعيلية في 24 ديسمبر 1932 لأب ثري يعمل في التجارة اجتهد في عمله لتأمين حياة كريمة لأسرته. مضحياً بكل ما لديه في سبيل تعليم أولاده وتبوئهم مناصب مرموقة في المجتمع.
وأمضى بهجت طفولته على شاطئ القناة في المدينة الجميلة الساحرة. . ولما حصل على الشهادة الاعدادية كان والده قد قرر الانتقال نهائياً الى القاهرة بعدما توسعت تجارته واشتهر اسمه . . فالتحق بهجت بمدرسة الخديوي إسماعيل الثانوية . . وتبلورت شخصيته بها وظهر حبه وولعه بالرسم والفنون . . للدرجة التي جعلته يهرب كثيراً من المدرسة ليزور المتاحف والمعارض الفنية. . وكان ينفق مصروفه على شراء الألوان وأدوات الرسم، الأمر الذي استدعى تدخل والده لصرفه عن هوايته التي رآها الأب مضيعة للوقت على حساب مستقبله.
وفي عام 1950 نال بهجت حمدان شهادة الثانوية العامة بصعوبة. . واتجهت نيته الى الالتحاق بأحد المعاهد الفنية لتنمية موهبته. . لكن الأب عارض بشدة مصراً على تعليمه كأبناء الباشوات. . وأرسل به الى ألمانيا الغربية لدراسة الهندسة المعمارية في جامعاتها.
وأمام رغبة الأب وإصراره.. حزم الشاب حقائبه وطار الى ميونيخ وفي نفسه غصة لضياع حلمه في أن يكون رساماً.
وفي ميونيخ تصدع عقل الفتى الأغر .. فقد وجد نفسه فجأة بداخل مجتمع غريب عن طبيعته كشرقي. . مجتمع يفيض تحرراً وانفتاحاً يستطيع الامتزاج به بسهولة .. لذلك انطوى على نفسه في بادئ الأمر. . وفشلت الأسرة الألمانية التي يقيم معها في إخراجه من عزلته.. فطلبت من إدارة الجامعة استبداله بآخر. . وانتقل بهجت بعدها الى سكن بيوت الطلاب. . لدراسة اللغة مبتعداً عن المغريات التي تستهوي الشباب. . وكرس كل جهده ووقته لذلك حتى وقعت له حادثة بدلت طريقه وطباعه.
فقد دعاه زملاؤه الطلاب لقضاء سهرة الكريسماس بأحد المراقص. . وفي النادي الليلي حيث الخمر والرقص والفتيات الحسناوات والغزل .. تعرف بشاب مغربي قدمه الى إحدى صديقاته. . وعلى "البيست" أخذ يراقصها. . فتناثرت عنه انطوائيته وضاع خجله.. وانقلب من وقتها الى شاب جديد مليء بالثقة في نفسه.. يملك القدرة على إدارة الحوار بشتى أشكاله.
بعدها . تعددت السهرات مع الفتاة الألمانية .. التي أخذت تحيطه بالاهتمام فأحبها. . ولم يعد بمستطاعه الافتراق عنها يوماً واحداً. . ومن المصروف الذي كان يرسله أبوه . .أخذ ينفق عليها في المطاعم والبارات والمنتزهات .. مضحياً بأوقات الدراسة والاستذكار. . وكانت النتيجة الطبيعية رسوبه في أولى سنواته الجامعية. . ونجاحه يتفوق في تعلم لغة الجسد وتشريح مفاتنه.

الأبواب الموصدة
انشغل بهجت حمدان بحياته الأوروبية المتحررة. . واكتشف في نفسه لحولة تغري الفتيات وتسحر النساء. . فلم يعد يقنع بواحدة منهن. . الى أن ساءت سمعته بين الأوساط الطلابية العربية..
ولما علم أبوه بنبأ رسوبه أصيب بخيبة أمل. . وبرر له الابن أسباب فشله التي أرجعها الى صعوبة اللغة الألمانية واختلاف الطقس وظروف الحياة.. فسكت الأب على مضض. . وحذره من تكرار الرسوب مهدداً بأنه سيضطر الى قطع المصروف عنه.
لكن الشاب العابث لم يبد رغبة بينه وبين نفسه في تغيير مساره الشائن. . إذ استمر على حاله في المجون. . حتى جاءت الامتحانات. . ورسب للمرة الثانية.. وأخذت الجامعة بتقارير أساتذته التي تصفه بأنه سلبي لا يبذل جهداً يذكر في تحصيل العلوم فتم فصله. . وأرسلت الجامعة بصورة من قرارها الى والده بالقاهرة فصدم .. وكتب في الحال الى ابنه يطلب منه الرجوع ليعاونه في أعماله التجارية. .
فهل انصاع الابن.. ؟ وهل قبل وداع حياة التحرر هكذا بسهولة .. ؟
بالطبع كان الأمر شديد الوقع على نفسه، فهو لم يعد يتخيل كيف يرضى بالعيش في مجتمع القاهرة المغلق بعد ذلك. .
كان مجرد التفكير في ذلك يؤرقه. . ويدفعه لأن يقاوم رغبة والده في العودة .. فقد ألف الحياة الأوروبية بكل صنوفها وأشكالها.. وفي حرمانه منها الظلم والموت البطيء.
ومنذ تلك اللحظة . . اتخذ قراره بألا يعود الى مصر ومقاومة تهديدات والده بإثبات ذاته من خلال الإنفاق على نفسه. . وساعدته ظروف علاقاته المتشعبة في العمل بإحدى الشركات التجارية. . وهيأ له راتبه حياة مجون لا تقل عما كانت عليه من قبل .. فداوم على البحث عن ملذاته . . وأصبح زبوناً دائماً ومألوفاً بشوارع شتافوس وشتراسة وشوانبخ حيث المومسات متراصات في الفتارين وعلى النواصي يساومن المارة.
وما إن هل عام 1955 حتى طرأ حادث جديد على حياته.. إذ تعرف بالحسناء "إنجريد شوالم" الألمانية الرقيقة وأحبها.. وبادلته الفتاة الحب بإخلاص وسعت لانتشاله من الفشل الذي يوجهه . . والحياة الرخيصة التي انغمس فيها.. وبعدما تزوجها حرصت إنجريد على تحفيزه لدراسة الهندسة إرضاء لأسرته في مصر. .
هكذا وقفت زوجته الى جواره لا هم لها سوى الارتقاء به لأجل حياة أفضل. . فقد مرت سنوات قليلة على انتهاء الحرب العالمية الثانية . . التي خرجت منها ألمانيا مهزومة محطمة . . مقسمة .. وكانت بحاجة الى كوادر علمية وفنية لإعمارها من جديد.. والدخول بها الى دائرة التنافس الاقتصادي والصناعي.
لكن فتانا كان قد توصل الى هدف جند كل حواسه لتحقيقه. . وهو الإثراء بشتى الطرق ليكون من رجال المال والأعمال المشهورين. . ولأنه بلا خبرة . . ولا تدعمه شهادات علمية .. فشل فشلاً ذريعاً في ان يكون إنساناً ناجحاً ومرموقاً.
وفي عام 1958 حصل بطرق ملتوية على شهادة في الهندسة الانشائية .. قام بتوثيقها في السفارة المصرية وعاد بها الى القاهرة ومعه زوجته. . فأثلج صدر أبيه وغمره بالفرحة ..
أحبت إنجريد الأسرة الجديدة وعشقت جو القاهرة .. وسرعان ما تأقلمت مع العادات الاجتماعية وأصبحت جزءاً من نسيج الأسرة..
وأمام ضغوط أبويه وإلحاحهما المستميت. . وافق بهجت على البقاء للعمل والعيش في القاهرة. . وبمساعدة الأب التحق بوزارة الاسكان. . وعمل في مشروع "الخمس سنوات" الذي جندت له الحكومة وقتذاك إمكاناتها الهائلة لإنجاحه.
كانت ظروف العمل الجديد تتيح لبهجت أن يغش ضميره. . ويفتح يديه لتلقي المال الحرام. . فعاودته من جديد أحلام الثراء التي تكسرت في ألمانيا. . وأراد تحقيقها في بلده.. ذلك لأن راتبه الضئيل لا يمكنه من ارتياد المراقص. . والظهور أمام زوجته بمظهر أعلى يقوف موارده..
لهذا عرف طريق الرشاوي مستغلاً مركزه الوظيفي. . وتقرب كثيراً من أصحاب الشركات الأجنبية بالقاهرة. . وأطلعهم على أسرار المناقصات والعطاءات التجارية فأغدقوا عليه بالأموال .. حتى فاحت رائحته بين الموظفين، واشتم فيه المسؤولون فساد الذمة ففصل من العمل .. وأغلقت في وجهه أبواب الحياة في مصر. . فغادرها الى لبنان يائساً ومعه انجريد الحزينة..
وفي لبنان أدركه الفشل في الحصول على عمل مناسب. . فاقترحت عليه زوجته أن يعودا الى ألمانيا حيث فرص العمل متوفرة هناك. لكنه رفض بشدة .. فهي لا تدري شيئاً عن شهاداته الدراسية المزورة التي لا يستطيع إبرازها في ألمانيا.
ومع احتدام الخلاف بينهما. . حملت أنجريد حقيبتها غاضبة حانقة وسافرت الى ميونيخ وحدها. . بينما طار هو الى باريس يمني نفسه بالمال الوفير. . والباريسيات الفاتنات ذوات القدود المائسة والأنوثة والدلال.

جاسوس للبيع

كانت باريس في ذلك الوقت من صيف 1960 تضج بالحياة والحركة والجمال. . حيث يرتادها مشاهير العالم بحثاً عن الجديد في عالم الأزياء. . أو لالتماس الهدوء بين ربوعها. . وتنتشر بشوارعها شتى الوجوه والألوان والغرائب. . فهي عاصمة النور في أوروبا. . ومأوى الفن . . وملاذ الصعاليك. . وهواة تصيد الفرص على مقاهيها. . وايضاً. . وكر آمن لصائدي الجواسيس والخونة لكل أجهزة المخابرات.
نزل بهجت حمدان بفندق "ستار" بوسط المدينة .. وهو فندق بسيط يرتاده شباب المغتربين – وغالبيتهم أفارقة وآسيويون – لرخص سعره ولقربه من قلب العاصمة حيث المطاعم الرخيصة والمقاهي . . وسهولة المواصلات.
ومنذ وطئ بهجت فرنسا ضايقته مشكلة اللغة. . فهو يتكلم الألمانية بطلاقة وبعض الانجليزية. . أما الفرنسية فكان يجهل مفرداتها البسيطة التي لا تمكنه من التحرك بثقة وسط أناس يرفضون التعامل بغير لغتهم.
وفي اليوم التالي فوجئ بموظف الاستقبال يرحب به باهتمام. . وتحدث معه بالعربية السليمة. . واصفاً له السنوات التي قضاها في بورسعيد موظفاً بإحدى شركات الملاحة حتى غادرها إبان أزمة 1956.
كان الفرنسي اليهودي يعمل مخبراً لرجال الموساد في باريس. . تنحصر مهمته في التعرف على العرب النازحين الباحثين عن عمل. . أو أولئك الذين قدموا للسياحة أو الدراسة . . ويتولى بعد ذلك تقديمهم – كل حسب حالته – الى رجال الموساد . . فلما اطلع على ظروف بهجت أدرك بأنه صيد سهل . . فهو يمر بأزمة مالية ويواجه مشاكل مع زوجته الألمانية بسببها. . فضلاً عن وظيفته السابقة في مصر التي قربته من الكثيرين من رجالاتها في مختلف المواقع.
لذلك . . رتب له دعوة للعشاء بأحد المطاعم الراقية. . وهنا قدمه الى صديقه "جورج سيمون" ضابط الموساد الذي ظهر بشخصية رجل الأعمال. .
استشعر بهجت الأمان بعض الشيء. . واطمأن باله وهو يتجاذب بالألمانية أطراف الحديث مع جورج سيمون. . وطال الحديث بينهما في مجالات كثيرة تخص أحوال مصر اقتصادياً وتجارياً. . حتى تطرقا الى مشروع "الخمس سنوات" وفوجئ سيمون بمحدثه يخبره بأنه يمتلك ملفات كاملة عن المشروع يحتفظ بها في القاهرة. . وكذا تقارير اقتصادية خطيرة تدرسها الحكومة المصرية خاصة بوزارة الاسكان.
وبعد عدة لقاءات وسهرات في النوادي الليلية – بأموال الموساد بالطبع – قام جورج سيمون أثناءها بعملية "تشريح" متكاملة لفريسته. . من حيث ميوله ورغباته ونقاط ضعفه. . فتبين له أن الشاب المصري المفلس "يعبد القرش" .. ولديه أسباب قوية لأن يطرق كل السبل من أج الحصول على المال.
لذلك لم يكن من الصعب استقطابه .. وإحاطته بشعاعات من أمل في العمل والثراء. . وجاء الرد حاسماً من تل أبيب:
"مطلوب تجنيده وبأي ثمن".
وكان الثمن زهيداً جداً عندما سلمه عميل الموساد ألفاً وخمسمائة فرنك فرنسي .. على وعد بإيجاد عمل محترم له إذا ما كتب تقريراً وافياً عن مشروع "الخمس سنوات". . والخطوات التي تمت بشأنه. . والمعوقات التي تواجه مصر في تنفيذ سياساتها الاقتصادية. . وكانت هذه الخطة أولى محاولات تجنيد بهجت حمدان.
إن عملية تجنيد جاسوس جديد تعد من أكثر النشاطات المخابراتية صعوبة وخطورة. . ومنذ اللحظة الأولى في هذه العملية يجد صائد الجواسيس نفسه في موقف صعب. . فالشخص الذي اختاره لتجنيده ربما يفطن الى الحيلة . . وبذلك فقد كشف عن شخصيته له قبلما يتأكد من استجابته.
لذلك. . فالمهارة هنا لها الدور الأساسي في عملية تجنيد الجواسيس الجدد.. بمعنى أن العميل يجب أن يكون واثقاً من تقديره للموقف. . وأن يكون حذراً للغاية حتى يتمكن من التقهقر في الوقت المناسب إذا ما حالفه الفشل..
ولكي يضمن جورج سيمون إحكام حلقته حول بهجت حمدان . . رتب له لقاءً حاراً في "مصيدة العسل" مع سكرتيرته المتفجرة الأنوثة. . وهذا الأسلوب تميزت به الموساد عن سائر أجهزة المخابرات للسيطرة على المطلوب تجنيدهم .. وتفننت في استخدامه بتوسع . .حيث يتم تصوير هؤلاء في أوضاع شاذة .. وتسجيل حوارات سياسية تدينهم . . فتنهار أعصابهم حين مواجهتهم ولا يستطيعون الخلاص أو الفكاك.
وما إن ووجه بهجت بالأفلام العارية التي تحوي مشاهد مؤسفة .. وأحاديث مليئة بالسباب للعرب وقادتهم. . حتى بهت الصياد وتفصد عرقاً . . نعم .. بهت لأنه فوجئ بما لم يتوقعه أن يحدث له من قبل.
لقد صرخ بهجت حمدان في وجهه .

الصفقة الناجحة
كان اللعب قد أصبح مكشوفاً بين الصياد والفريسة. . وكانت الخطة تقتضي اولاً أن يسافر بهجت الى فرانكفورت حيث الانطلاقة من هناك . . بعد ذلك يتم عمل "ساتر" يختفي وراءه.
وفي فرانكفورت استقر الجاسوس الجديد بأحد فنادقها. . وأرسل الى زوجته إنجريد فأسرعت اليه سعيدة بقدومه. . وأنبأها بأنه التقى في باريس برجل أعمال كبير وعده بإيجاد عمل له في بورصة الأوراق المالية. . ومكثا معاً عدة أيام في نزهات خلوية صافية . . الى أن زاره "صموئيل بوتا" الخبير في أعمال البورصة والتجارة الدولية.
بدأ بوتا في تعليم بهجت كل ما يتصل بأعمال البورصة ودراسة السوق المصرفية، وعرفّه بالعديد من رجال الأعمال وهيأ له المناخ الملائم لكي يستوعب هذا النوع من العمل الذي يتطلب قدراً عالياً من الذكاء والمهارة . . وناضل ضابط المخابرات الاسرائيلية من أجل خلق رجل أعمال مصري ناجح .. للدفع به في الوقت المناسب الى مصر . . فيتعرف على علية القوم ورجال الأعمال بها. . مما يتيح له التغلغل بين الأوساط الراقية وذوي المناصب الحساسة.
إن المخابرات الاسرائيلية لا تصرف الآلاف من نقودها هباءً. . بل تدرك بحق أن المنافع التي ستعود عليها بعد ذلك ستكون رائعة.
واستمراراً لخطة صنع جاسوس محترف . . انتقل بهجت الى مدينة "بريمن" حيث قدمه بوتا للعديد من أصحاب شركات البترول والتجارة. . وعمل لديهم لبعض الوقت فاكتسب خبرات هائلة. . وصداقات متشعبة بصفته مواطن الماني متزوج من ألمانية.
وفي عام 1967، تأكد للإسرائيليين أن "الجاسوس النائم" بهجت حمدان أصبح ذا دراسة وعلم كبيرين بأمور التجارة الدولية. . وأعمال البورصة.. تعضده جنسيته الألمانية في اقتحام مجالات التجارة والتصدير في أسواق الشرق الأوسط دون أية شكوك أو صعوبات تعترض طريقه.
وابتدأ عمله التجسسي بأن أرسل لشركة "مصر للبترول" يعرض عليها استيراد شحنات من البترول المصري بصفته مندوباً لإحدى الشركات الألمانية. . وسافر الى القاهرة ليدرس العرض مع الشركة ..
كانت نكسة يونيو قد تركت آثارها على شتى النشاطات في مصر .. وحطمت المناخ العام شعبياً وعسكرياً وسياسياً . . وفي القاهرة أخبره والده بأنه مني بخسارة فادحة في تجارته . . فأغدق بهجت على أسرته بالهدايا الثمينة في كل مرة يجيء فيها الى القاهرة للتفاوض مع الشركة.
وبرغم فشله في عقد صفقة واحدة مع مصر للبترول بسبب طمعه في نسبة عمولة عالية .. اتجه – بتوجيه من بوتا – الى تجارة السلاح . . فدرس هذا المجال باستفاضة . .وأخذ يبحث كيفية تقديم عروض للدول العربية لبيعها صفقات أسلحة . . خاصة .. وظروف المنطقة المشتعلة بالصراع تتطلب ذلك.
أعجبته الفكرة تماماً. . وابتدأ بالأردن، لكنه فشل في أولى محاولاته لأن الأردن لا يبتاع السلاح عن طريق وسطاء. فعاد الى القاهرة يحدوه الأمل في النجاح هذه المرة. . وتقدم الى المسؤولين بعدة عروض لتوريد بعض المهمات والمعدات اللازمة لقطاعات هامة في الدولة. . وفوجئ بموافقة مبدئية على أحد العروض. . ولكن طلب منه تأكيد جدية العرض باستيفاء بقية الأوراق. . ومنها سابقة الأعمال.
كان بوتا – وهو الضابط الخبير – قد احترز جيداً في عمل "الساتر" للجاسوس المتحمس. . وقام بتكوين شركة مساهمة تحمل اسم "نورد باو" للأعمال الإنشائية والتوريدات . . مديرها بهجت حمدان ورئيس مجلس إدارتها "ألبرت فيزر" ضابط المخابرات الاسرائيلي الذي يحمل جواز سفر ألماني. . وكان هذا الساتر مأمن لبهجت ونقطة ارتكاز لتثبيت أقدامه. . بعيداً عن شكوك رجال المخابرات المصرية الذين يتشككون في كل شيء. .
وبناء عليه . . سافر بهجت حمدان الى ألمانيا لإطلاع بوتا على سير الأمور. . وكان على ثقة من نجاح الصفقة التي سيربح من ورائها عشرات الآلاف. . فهنأه بوتا على الصفقة الجديدة وأمده بسابقة أعمال وتوريدات مزورة حملها الى الحكومة المصرية. . واصطحب معه ألبرت فيزر لمناقشة الأسعار المقدمة.
وفي القاهرة طلب المسؤولون منهما عينات ومبلغ 20 ألف دولار كتأمين . . وتمت الصفقة في نجاح أذهل الاسرائيليين. . ذلك لأن عمليهم المدرب نال ثقة المسؤولين المصريين على اعتبار أنه مصري يسعى لخدمة وطنه.

بائع الوطن
لم تضيع الموساد وقتاً. . فظروف عميلها بهجت حمدان في القاهرة تتيح له العمل بأمان ونشاط . . وكان عليها استثماره جيداً ليس بإمدادها بمعلومات فقط. . بل بتكوين شبكة واسعة من أتباعه الذي يلمس ظروفهم عن قرب وينتقيهم بنفسه.
نظر بهجت حواليه وبدأ ينصب شباكه حول أولى ضحاياه. . وهو المهندس محمد متولي مندور زوج شقيقته. . الذي يعمل بشركة المقاولون العرب بمنطقة القناة، ونظراً لظروفه المادية السيئة فقد كان من السهل اصطياده بدعوى توفير فرصة عمل له في الخارج بواسطة شريكه "فيزر" في حال نجاح مشروعاتهما المرتقبة في مصر.
لأجل ذلك. . تفانى مندور في خدمة الخائن وشريكه. . ولكي يضمن كسب ودهما أكثر وأكثر استجاب لرغبتهما وأطلعهما على أسرار بعض العمليات الإنشائية السرية التي تتم على الجبهة بواسطة شركة المقاولون العرب.
طمعت الموساد في الحصول على رسومات هندسية لتصميمات الدشم والقواعد والمطارات العسكرية التي تقوم بها الشركة. ولتنفيذ ذلك – تعمد بهجت الابتعاد قليلاً عن مندور ومماطلته في أمر تشغيله في الخارج. . وأخيراً، صارحه بأن شريكه يريد الاطمئنان على مدى كفاءته وخبرته. وطلب منه بعض الرسومات الهندسية العسكرية للإطلاع عليها لتأكيد مدى تميزه وخبرته في العمل والوقوف على مستواه العملي. . فلم يعترض مندور وسلمه بالفعل الكثير من هذه الرسومات التي تعتبر سراً عسكرياً هاماً لا يجب البوح به. . بل تمادى في شرح الأعمال الإنشائية التي يقومون بها على خط القنال وبمناطق أخرى بالصعيد والوجه البحري. وكان بهجت يسأله بخبرة الجاسوس الخبير ويسجل أقوال صهره أولاً بأول وينقلها الى "فيزر" الذي لا يكف عن طلب المزيد والمزيد من المعلومات والرسومات.
وفي يوم الجمعة 22 مايو 1969 عاد بهجت من ألمانيا يحمل قائمة طويلة من أسئلة الموساد ومطلوب إجاباتها من خلال المهندس مندور.
من أجل ذلك. . أخبره بهجت بأنه في سبيل الحصول على موافقة نهائية من الشركة للعمل بها براتب قدره مائتي جنيه مع ان راتبه حينذاك كان لا يتعدى "25" جنيهاً شهرياً.
. وبالتالي أراد مندور ألا يضيع هذه الفرصة التي ستبدل حالته المتعثرة الى نعيم وازدهار. . فتمادى في إمداده بعشرات اللوحات الهندسية والتصميمات العسكرية السرية جداً، ومعلومات غاية في الدقة سجلها الجاسوس واحتفظ بها لدى شقيقته الأخرى. ليسافر بها الى ألمانيا.
ولكي يوسع من شبكة الجاسوسية بدأ بهجت يحوم حول جمعة خليفة المحامي صديق العائلة. وبإغراءات تعيينه مستشاراً قانونياً للشركة في مصر وتسفير ابنه لإكمال تعليمه في المانيا – دخل أخيراً وكر الجواسيس. وسافر الى بون لرؤية ابنه الذي يدرس الهندسة بالفعل. وجلس مع فيزر لعدة جلسات يتناقشان في العقبات القانونية التي تقف أمام الشركة في مصر. واكتشف ضابط الموساد أن جمعة تربطه علاقات قوية برجال يشغلون مناصب رفيعة. فكلفه بالبحث عن بعض العسكريين "الكبار" الذين يتركون القوات المسلحة لاستخدامهم كمستشارين فنيين.
كان الغرض من ذلك تكوين شبكة تجسس قوية من خلال هؤلاء العسكريين. . واستدراجهم في الحديث للإفصاح عن الأسرار العسكرية دون أن يعلموا أن كل كلمة ينطقون بها تصل رأساً الى الموساد.
هؤلاء القادة العسكريون كانوا حلم الأحلام بالنسبة لبهجت. إنهم سيمنحونه شلالاً متدفقاً من المعلومات الغزيرة التي لا تنتهي . حيث سيمنحهم رواتب ضئيلة قياساً بآلاف الجنيهات التي ستملأ جيوبه.
في هذه الأثناء كانت إنجريد زوجته الألمانية تعيش حياة رغدة في ألمانيا. . وتسكن شقة فاخرة في شارع راينهارت وتقود بنفسها سيارتها ماركة فورد، وتزخر شقتها بأروع التحف وأجمل السهرات مع صويحباتها. . يملؤها الفخر بزوجها رجل الأعمال الناجح الذي أغدق عليها حباً ومالاً وهدايا ثمينة من كل بقاع الأرض.
زادت الأموال بين يدي بهجت حمدان فازداد إنفاقه وازداد طمعه. . وسيطرت عليه شهوة المال الحرام فسعى إليه يطالبه ببيع أمنه وطنه وأرض وطنه وأهل وطنه. . دون أن تتحرك لديه نبضة من ندم أو خلجة من شعور.

بهجت حمدان اصطاد قائده

كانت إسرائيل في تلك المرحلة وبعد انتصارها في يونيو 1967 تبث دعايتها على أنها ذات جيش لا يقهر . . وكانت طائراتها الحربية تصعد عملياتها الهجومية لتمتد الى طول الجبهة من قناة السويس شمالاً الى خليج السويس جنوباً. في ذات الوقت الذي استخدمت فيه قوات الكوماندوز المحمولة جواً في عمليات جريئة واسعة النطاق في عمل الأراضي المصرية ، فأظهرت أوجه الخلل والعجز في النظام الدفاعي المصري وأصيب عبد الناصر بعدها بأزمة قلبية من فرط الغضب والانفعال.
ففي الساعات الأولى من ليل 1/11/1968، استخدم العدو طائرات الهليوكوبتر بعيدة المدى من طراز "سيكورسكي"، و "سوبر فريلون"، في اختراق الدفاعات الجوية، والوصول الى منطقة نائية في تجمع حمادي، ودمر أحد الأبراج الرئيسية لكهرباء الضغط العالي بأسلاكه، فانقطع التيار الكهربائي عن القاهرة والوجه البحري شمالاً. وكان الغرض من العملية هو إحداث الشلل في مصادر الطاقة في مصر.
كان الجاسوس بهجت حمدان يشعر بنشوة غامرة كلما دكت طائرات العدو قواعد الجيش المصري. . الذي لم تقف قيادته عاجزة بشكل كلي عن التعامل مع العدو. بل واجهته لحد كبير بنفس أسلوبه.. وهاجمته في منطقة شرقي الدفرسوار وكبريت وأغارت عليه في مقر داره ودمرت قطعه البحرية في إيلات.
كل ذلك وكانت آلة الدعاية اليهودية تعمل بكفاءة شديدة وتبث الإحباط في نفوس العرب، من أجل إرهابهم إذا ما أقدموا على عمل حربي موسع ضد إسرائيل.
وبينما كانت القوات المسلحة تعيد تنظيم صفوفها. . كانت المخابرات العامة المصرية تراقب تحركات بهجت يوسف حمدان .. الذي قدم الى مصر وغادرها اثنتى عشرة مرة الى ألمانيا. ولاحظ رجال المخابرات كثرة لقاءاته بصهره المهندس مندور وجمعة المحامي. . وبعض رجال القوات المسلحة السابقين.
وبعد مراقبات وتحريات مكثفة . . تبين لرجال المخابرات أن هناك شبكة تجسس يرأسها بهجت. . وعلى الفور جرى اعتقالهم جميعاً يوم 2 يونيو 1969، وفي مبنى المخابرات العامة ، ووجه بهجت بأدلة تجسسه فانهار في خلال عدة ساعات، وأفصح عن دوره الحقيقي ودور كل فرد من أفراد شبكة التجسس.
ومن مبنى المخابرات أرسل الى فيزر طالباً منه الحضور الى القاهرة على وجه السرعة. . حيث وافقت الحكومة المصرية على العروض المقدمة اليها وأنه بانتظاره للتوقيع على العقود وبدء النشاط، وعندما جاء فيزر كانت المخابرات المصرية بانتظاره على سلم الطائرة..
وأثناء التحقيق مع أفراد الشبكة بواسطة العميد إسماعيل مكي ظهرت مفاجأة لبهجت. . إذ اكتشف أن ضابط المخابرات الإسرائيلي "بوتا" يهودي مصري عاش بالاسكندرية وغادر مصر بعد عدوان 1956 مباشرة. . وأنه زاول العمل في مصر كسمسار للقطن في بورصة الاسكندرية لعدة سنوات قبل مغادرتها.
اكتشف أيضاً ان المخابرات الاسرائيلية كانت تثق بنفسها أكثر من اللازم ويتملكها غرور قاتل. فبرغم احترافه لمهنة الجاسوسية بعد تدريبه الطويل في أوروبا.. وعدم تركه لدليل واحد يساعد على كشفه . . إلا أن المخابرات المصرية استطاعت اصطياده وأفراد شبكته بسهولة شديدة وفي وقت قياسي. وهذا بعد دليلاً أكيداً على يقظة رجالها الذين برعوا في إلقاء القبض على عشرات الجواسيس في تلك المرحلة العصيبة.
وبعد حوالي العام من اعتقال الجواسيس الأربعة. . أصدرت المحكمة العسكرية حكمها بالأشغال الشاقة المؤبدة على الخائن بهجت حمدان "زواجه من إنجريد وحصوله على الجنسية الألمانية أنقذه من الإعدام" وبالسجن لمدة خمس سنوات لكل من ضابط الموساد والمهندس مندور وجمعة المحامي.
كانت لهذه الحادثة آثارها المرعبة في الموساد، لمعنى اعتقال أحد ضباطها من قبل المصريين، تكشف حقائق أساليب العمل المخابراتي الاسرائيلي في التجسس على البلاد العربية، بما يعني تغيير أنماط العمل المختلفة في النشاط الاستخباراتي.
كان هناك أيضاً الأثر النفسي الذي أصاب ضباط الموساد والعملاء العاملين خارج إسرائيل، إذ تخوف كل من المتعاملين معهم من الخونة العرب، ومن محاولات اصطيادهم بالخديعة والدهاء كما حدث للضابط الخبير فيزر، الذي وقع في شرك المخابرات المصرية.
لقد تندرت وسائل الإعلام العالمية بخيبة رجال الموساد، الذين قادتهم الثقة الزائدة الى كشفهم. وكان بهجت حمدان بحق هو أول جاسوس في العالم يصطاد قائده. . بعملية خداعية ذكية مكنت المخابرات المصرية من الحصول على معلومات ثمينة . . جاءت على لسان الضابط الأسير.
 
الصفعه الثانيه والعشرون
العميل ل564م

هذا العميل كان من افضل عناصر المخابرات المصرية نشاطا فى قلب اسرائيل وكان فى ذللك الوقت لدى مصر 3 شبكات جاسوسية رائعة فى قلب الكيان الصهيونى اولا العميل 313 رفعت محمد الجمال
والعمة استير

والعميل ل564م
وكان صاحبنا هذا يمتللك مركزا مرموقا فى سلاح الجو الاسرائيلى بل كان احد خبرائها وتم زرعة قبل نكسة 67 وعندما جأت النكسة وشعر اليهود بنصرهم تم تعين صاحبنا كخبير فى سلاح الجو الاسرئيلى وكان يعمل فى اهم واشد قاعدة جوية خطورة فى ذللك الوقت وهى قاعدة رامات ديفيد فى شمال تل ابيب ومستشار فى قسم الصيانة فى لطائرات مستير 4أ
وكان يجمع للمخابرات المصرية عدد القوات السرية واماكن وجودها وموقعا على الخرائط الجوية وهى خرئط تختلف عن الخرائط المعروفة بخطوط الطول والعرض وتجهيزات المطارات والمواد التى تم بناء اللمرات الاسرائيلية بها واماكن تواجد بطاريات الدفاع الجوى ونقاط الضعف ونقاط القوة وصاحبنا هذا لم يكن تم تدريبة كفاية وحدثت مفارقة يوم العبور فى الفجر فى تمام الساعة 7 صباح حيث كانت طلبت منة القيادة العامة وقيادة القوات الجوية المصرية من ارسال اخر برقية لة فى ذللك اليوم و كان المطلوب فيها اذا كان العدو اكتشف اى تحرك للقوات المصرية وماهو وضع المقاتلات الاسرائيلية فى اقرب القواعد التى تحت سلطتة واستلم الرسالة وارسل برقية فى تمام الساعة ال8 يقول فيها ان القواعد بخير ولا توجد اى تحركات مريبة للقوات

وهنا اطمئنت القيادة وساعة الصفر تقترب رويدا رويدا وحدثت المفارقة انة كان توجة فى ذللك الوقت الى قاعدة حاتسور الجوية ولفت انتباةشيئا فأرسل برقية الى المخابرات العامة يقول فيها انة وجد 4 اسراب من مقاتلات ماستير 4أ وهى طائرات شديدة الخطورة
و3 اسراب طائرات فانتوم ف4
و6اسراب هليكوبتر سيكورسكى وهى طائرات اغاثة ونقل قوات خاصة وتستخدم كطائرات انزال با المظلات
وهنا اشتعل الموقف حرارة فى المخابرات والقوات الجوية كيف تحركت هذة الاسراب من مواقعها الى تللك القاعدة فى ذللك الوقت با الذات هل علم العدو بموعد الهجوم وانة جاهز لاجهاضها بتللك الطائرات وجن جنون الرجال لكن قام السيد قلب الاسد [ارسال برقية يطلب من ل564م النظر جيدا فى محتوى الرسالة وانتظرو الرد وفى تمام الساعة 12 تمام جأت رسالة فى معمل الارسال وكان كل الرجال فى قسم الشفرة وهذا من المفروض الا يحدث فى قمة التوتر واللهفة لمعرفة الرد وكان الرد كالاتى (تبين ان كل الاسراب التى تم ذكرها موجودة اصلا فى تللك القاعدة وانها من ضمن الاسراب الرئيسية فى القاعدة ) وهنا تنفس الرجال الصعداء حيث انة كان قد ذكر فى رسالتة الاولى قال فيها (وجد فى القاععدة الاسراب كذا وكذ وكذ
وبحكم عملة انة كان دائم المرور على القواعد الجوية بحكم انة خبير فى سلاح الجو الاسرائيلى ولم يكن قد زار تللك القاعدة فى وقت قريب وانة عندما راى تللك الاسراب الثلاثة وراى مما تتكون من هذة الطائرات احس بخطورتها وانة لم يكن يعلم بوجودها اصلا فى تللك القاعدة وحدث العبور وتمت العملية بكل خير واذكر انة تم تدريب صاحبنا هذا جيدا بعد النصر وانة عمل فى اسرائيل مدة 4 سنوات بعد العبور الى انة طلب بعدها التقاعد وطلب السفر الى الولايات المتحدة للراحة وبعدها اختفى تماما من الوجود​
 
مجهود ممتاز تشكر علية

ممكن اسئل المصادر منين لو سمحت
 
كانت الدمية القبيحة المنتفخة قد أعطت تعليماتها للعقيد عساف ياجوري قائد اللواء (نيتكا 190 مدرع) بالقيام بنزهة خلوية لأسر قائد الجيش الثاني الميداني المصري العقيد حسن أبو سعدة وتسليمه إلي تل أبيب حيا..

العميد حسن ابو سعده هو قائد الفرقة الثانية مشاه التى تصدت

للهجوم المضاد الذى قام به لواء عساف ياجورى المدرع

قائد الجيش الثانى الميدانى هو الفريق سعد مأمون
.
 
شكرا على المجهود الكبير

بارك الله فيكم جميعا
 
رد: اقوى صفعات المخابرات العامه المصرية للمو

303888732.jpg

وهذا هو البطل الذى احضر هبة سليم الى ليبيا ليتم القبض عليها وترحيلها الى القاهرة
اللواء فواد نصار مير المخابرات الحربية الرجل الذى ادار عملية القبض على هبة سليم 1973

الصورة الحقيقية للجاسوسة هبة سليم
564025558.jpg
 
عودة
أعلى