(3)
إن اعترافات عماد إسماعيل المتهم الأول في قضية الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام تؤكد مجددا أن المخاطر التي تحيط بالمصريين في إسرائيل أصبحت تشكل هاجسا حقيقيا أمام طرقات الإسرائيليين للتسلل والتأثير على الأمن القومي المصري. واستكمالا للاعترافات المثيرة التي وردت على لسان عماد عبد الحميد إسماعيل ندور حول عدة حقائق نفضل أن نقرأها معا.
عماد: لا … زهرة قامت وقالت أنا طالعة الأوضة بتاعتي بعدما قالتلي على حكاية الصور ومكانتش قاعدة لما مني كلمتني في حكاية الشغل مع المخابرات الإسرائيلية؟
عماد: هي قالتلي إن أنا هتعلم اللغة العبرية وعلى الكمبيوتر وعلى الشغل بتاع الموساد وإن اللي هيدربني ميكي وهيديني ألف دولار في الشهر أثناء فترة التدريب.
عماد: هم قالوا أن ميكي هو الريس بتاعهم وأنه المسئول عن موضوع الفلوس والتدريب.
عماد:طبعا الكلام كان مفهوما أن المقصود بالأجهزة الحديثة دي هي أجهزة الاستقبال والإرسال اللي بتستعملها المخابرات.
عماد: هي كانت بتديني نوع من الأمان وأن دخولي إسرائيل وتدريبي هناك مش هيكون معلوم للشرطة في مصر وعشان كده كانوا رافضين أخشى إسرائيل من الأردن وبعد كده طلبوا مني أخشى أي دولة أوروبية ومنها إلى إسرائيل.
عماد: لأني وأنا مسافر الأردن وأنا نويبع استوقفني الضابط وسألني عن سبب سفري سابقا لإسرائيل فقلتله كنت بتدرب في شركة ملابس فقالي لورحت إسرائيل من الأردن هجيبك ولو حتى في بطن الأرض وأنا قلت الكلام ده لزهرة بالتفصيل.
عماد: أنا خفت أقولها شخصيا على أساس أن هي اللي قامت معايا بالمسائل الجنسية دي وأنها ممكن تنتقم مني ولكن لما الصورة تنتقل ليها عن طريق شادية ميبقاش الكلام ده عن طريقي مباشرة ولما تكلمني بعد كده .. لو لقيت في لهجتها نوع من التهديد أحاول أنكر الكلام ده.
عماد: لأني أنا اللي رديت عليها.
عماد : خفت أن أتعامل معها بالوضع ده فتنتقم مني وتبعت لمصر الصور الجنسية اللي ظهرت فيها معاها .
عماد: زهرة هي اللي قالتلي واقترحت إما المجر أو رومانيا وهي اللي قالتلي أصرف الفلوس ولما نتقابل هديك كل اللي صرفته. كانت تحريات الأمن القومي قد أثبتت أن عماد يتصل بزهرة يوسف جريس على رقم 9726/980416 واقترحت الجهة الأمنية إجراء اتصال هاتفي بين عماد وزهرة وتسجيله تسجيلا رسميا واتجهت النيابة في يوم الثلاثاء 29/10/1996في تمام الساعة 9:45 إلى مبنى الأمن القومي وبعد الحصول على موافقة عماد عبد الحميد إسماعيل بإجراء المكالمة وتسجيلها. اتصل عماد بالرقم المدون وردت عليه زهرة يوسف جريس وسألها عن أحوالها فردت عليه شكرا لله واستفسر منها عن عدم اتصالها به فقررت له بأنها كانت في انتظار اتصاله بها فسألها يوم 22 فأجابته نعم ثم هنأها بقوله عقبال المائة والعشرين.واعتذر لها عن عدم اتصاله بها بسبب مرضه وأكد لها أنه ستجري له عملية جراحية وأنه يجهز أوراقه للسفر إلى المجر فسألته عن جدية ذلك واستفسر منها ما إذا كانت مستعدة للسفر وتاريخ سفرها وأكد لها بأنه يجري الاتصال من أحد السنترالات باستعمال الكارت وسألها عما إذا كان لديها صعوبة في الحصول على تأشيرة دخول المجر فأجابته بالنفي وأنهى إليها بمحاولة حصوله على تأشيرة دخول أسبانيا إلا أن طلبه قد رفض فسألته عن مكان اتصاله فقرر لها بأنه يتصل من الإسكندرية واستفسر منها عن آخر مرة اتصلت بأحمد فأجابته منذ فترة واستفسر عن تاريخ اتصال مني بأحمد فأجابته بأنها لا تعلم ثم طلب منها إبلاغ مني بأنه سيسافر إلى المجر وسألها عما إذا كانت ستصحبها إلى هناك فأجابته بأنها لا تدري ثم قال لها بأن المجر ليس بها عمل وأنها هي التي اقترحت عليه السفر إلى رومانيا أو المجر فردت عليه بالإيجاب فقرر لها بأنه اقترض تكاليف السفر فأجابته بأنها ستتصل به على منزله فقال لها بأنه هو الذي سيطلبها واستفسر منها معا سيتم معه هناك وعما إذا كان ميكي يسأل عنه فأجابته بأنه يسأل عنه ثم استفسر منها عن آخر مرة سألها ميكي عنه فأجابته منذ شهر وأنه كان بأمريكا فسألها عما إذا كان ميكي على وعده له بالعمل والمرتب الذي وعد به أم أنه عدل عن ذلك فأجابته بتأكيد حفاظه على وعده وطلب منها سؤال ميكي ومنى عما سيتم معه عقب وصوله إلى المجر وأشار لها بأن ظروفه المادية صعبة وأنه سيسافر ولن يعود ثانية إلى مصر وأنه لم يذكر لأحد أنه سيسافر إلى المجر لأن الكل يعلم عدم وجود فرص عمل هناك وأن تذكرة السفر كلفته ألف دولار وطلب منها سؤال ميكي عما سيتم معه وأنه سيتقاضى منها المبالغ التي دفعها فردت عليه بالإيجاب وقال لها بأنه سيتصل بها عقب تأكيد الحجز وسألها عما إذا كان ماهر سيتولى إجراءات سفرها وعن شادية وعما إذا كانت منى تريد الحضور إلى القاهرة فأجابته بعدم رغبتها في ذلك وسألها عن سبب تغير صوتها في هذه المكالمة وعما إذا كانت غير متوقعة اتصاله بها فأجابته بالنفي فقال لها بأن تليفون مسكنه لا يعمل وأنه سيتصل بها يوم الجمعة لتأكيد الحجز وطلب منها الحصول من ميكي على تفاصيل ما سيتم معه وعما إذا كان الأخير على استعداد لزيادة مرتبه إلى ألف وخمسمائة دولار فأجابته بأن هذا المبلغ كثير ثم طلب منها الحصول على إجابة من منى على استفساراته وسألته عن الجهة التي سيسافر اليها فقرر لها المجر وقال لها بأنه لا يريد أن يحدث معه بالمجر ما حدث معه بالأردن وإذا كان سيحدث معه ذلك فلن يسافر ثم قال لها بأنه سيتصل بها يوم الجمعة ليعلم ما سيتم معه وأنها سبق وأن تسلمت منه صورة جواز سفر وسألها عن رقم التليفون فطلبت منه الاتصال بالرقم الذي اتصل به فسألها عن رقم المصنع فأجابته 986244 والرقم الكودي04 كفر مندل وانتهت المكالمة بذلك. وبعد إنهاء المكالمة فتحت النيابة محضر آخر لتسجيل ملاحظات عماد على هذا الحوار.
عماد : نعم المكالمة مكانتش بالشكل الطبيعي اللي كان يتم بينا في المكالمات اللي قبل كده كان يبقى فيه تجاوب بينا في المكالمات اللي قبل كده يعني كنا بنتكلم كلام حب متبادل يتخلله الحديث عن الشغل وده واضح لما أنا سألتها في المكالمة دي عن ميكي قالت لي أيوة من شهر فسألتها ..سأل عني قال إيه فمردتش عليه واستغربت كمان لما قلتلها على اسم المجر وقالتلي دي فين وكمان سألتها آخر مرة منى اتصلت بأحمد امتى فقالت لي معرفش وأنا كنت كلمت أحمد من شهر تقريبا وسألته إذا كان حد اتصل بيه فقالي أن منى اتصلت بيه وسألته عن نمرة ليه في الإسكندرية ولما سألتها عن اللي هايتم معايا في المجر قالت أنها هتسأل وبعدين لقولي.
عماد: أنا لما كنت اتصل من السنترال كانت المكالمة ما تزدش عن دقيقتين ونصف اللي هي مدة الكارت ولما هي كانت بتتصل بيه كانت المكالمة بتاخذ حوالي نصف ساعة ولما كلمتني في العاشر من رمضان قعدت تكلمني حوالي ساعتين إلا ربع.
عماد: كان كل الحوار بيني وبين زهرة ومنى عن سبب الكلام اللي أنا قلته لشادية بالتنبيه على زهرة لقطع الاتصالات بي وقالوا لي متخافش من الكلام معانا بدليل أن شادية كانت موجودة في مصر واحنا قابلناها ومحصلش حاجة ومنى قالتلي مش أنا قلتلك في الأردن أن الشرطة في مصر مش حتعرف عنك حاجة وأدي انت نزلت من الأردن إلى مصر بعد ما كنت معانا هناك حد عرف حاجة وانتهت المكالمة. لم يتوقف الأمر عن هذا الحد حيث أن يوم الجمعة 1/11/1996 هو اليوم الذي قال عنه عماد لزهرة بأنه سيتصل بها وبالفعل توجهت النيابة بالمتهم إلى الأمن القومي وطلب عماد الرقم فردت عليه سيدة تدعى جاكلين طلب منها أن يتحدث إلى زهرة ثم انقطع الخط وعادوا عماد الاتصال مرة أخرى ودار هذا الحوار
عماد: أنا عماد يا زهرة
عماد: انت مريضة أو فيه حاجة مضايقاكي أنا بتصل بيكي من سنترال المنشية.
عماد: أنا بخلص إجراءات السفر ومعرفش هرجع امتى.
عماد: خلاص أدخلي أوضتك وكلميني لأني عايز " أطمن عليك " أنت مش عجباني عن ساعة المكالمة الأخيرة .
عماد : أيوة بس أنا في الإسكندرية لإنهاء إجراءات السفر وعايز أعرف انت مستعدة للسفر ولا لأ.
عماد: أنا حصلت على الفيزا وعايز أعرف ممكن تسافري امتى.
عماد : يعني أحجز امتى بالضبط
عماد: قلت لميكي ومتى إني كلمتك ولا لأ
عماد : هو فيه مشكلة في موضوع سفرك للمجر.
عماد: طيب لو أجلت السفر لحد إمتى.
عماد: أصل فيه خلاف بيني وبين الجماعة في البيت بسبب السفر ومعرفش هرجع امتى وعشان كده هكلمك أنا تاني بعد أسبوعين.
عماد: يعني ألغي الحجز ولا أجله؟
عماد:خلاص ماشي مع السلامة
عماد: ازيك يا زهرة عاملة ايه
عماد: كويس والحمد لله وأنا مستعد للسفر وأنا زعلان من ساعة المكالمة اللي فاتت. ثم استفسرت زهرة عن صحة عماد وسألها عن استعدادها للسفر وأكدت له أن شيئا لم يتغير فيها وأنا كانت نائمة.واستفسرت منه معا فعله فقال لها أنه حجز يوم 12 وأنها هي التي طلبت منه التأجيل واستفسر منها عما إذا كانت على استعداد للسفر فقررت له بعد أربعة أيام وخمسة وسألته عن البلد الذي سيسافر إليها وقال لها المجر كما اتفقنا فاستفسرت منه على موقع المجر فأكد لها بأنها بجوار فرنسا والنمسا فقالت له أنها لا يهمها المكان فسألها هل ستصحب معها منى فقالت له بأن ذلك احتمال وسألته عن مدة الفيزا التي حصل عليها فأجابها ثلاثة أشهر ، والحد لها بأنها ليست بحاجة إلى أي تأشيرة لدخول المجر وعرض عليها أن سيتخرج لها أي تأشيرة لأي دولة أخرى لو رغبت هي في ذلك إلا أنها طلبت منه عدم تغيير الفيزا التي حصل عليها وقال لها أن المجر اختيارها وأنه لا يوجد بها فرصة عمل وأنها أبلغته أيضا بتدبير الحال وأنها قررت له بأنها ستبلغ مني وأنه لا يعرف ماذا سيحدث معه ودار حوار مثير بينهما.
عماد: عرفتي الكلام ده منين.
عماد : أصل الفلوس اللي معايا مش هتكفي.
عماد: أيوة هكون موجود
عماد : انت اتكلمت مع ميكي
عماد : طيب عايز أعرف انتي هتكوني جاهزة للسفر امتى.
عماد: مش عايزة حاجة من مصر أجيبها لك معايا.
عماد: طيب أوراقي جاهزة لدخول إسرائيل
عماد : سلم لي على منى. وانتهت المكالمة على وعد بالاتصال غدا في تمام الساعة الثامنة مساء على منزله في تمام الساعة السابعة والنصف من اليوم المقرر لإجراء المكالمة جلس عماد في انتظار مكالمة زهرة التي اتصلت بالفعل واستفسرت منه عن أخباره وقالت بأنها تحاول الاتصال منذ نصف ساعة دون جدوى فسألها عن المكان الذي تتصل منه فأكدت له بأنها تتصل من منزلها وقالت له أنها سألت محامي في أمر دخوله إلى إسرائيل من اوروبا وأن المحامي أكد بأن ذلك ممكن في حالة زواجه من إسرائيلية وأن ذلك إذا تعثر فستقوم هي بكل شئ وعندما تحدث معها عن المجر تصنعت أنها لا تعرفها ، وسألته عن برنامجه هناك فقال لها أنه سينتظرها وليس لديه برنامج خاص بالرحلة وسألته عن موعد الحجز فقال لها يوم 12 فطلبت منه التأجيل أسبوعين آخرين وقالت له أنها ستطلبه يوم الجمعة فأخبرها بأنه سيتصل بها في منتصف الأسبوع ليعرف منها موعد سفرها ومن سيسافر معها فقررت بأنها ستسافر بمفردها وسألته إذا كان يحب المجئ لإسرائيل فوافقها على ذلك وسألته عن المكان الذي ستتصل منه فأجابها بأنه لا يعلم حتى الآن فسألته عن أحوال والدته واستفسرت منه عن سبب استعجاله في إنهاء المكالمة فأكد لها أنه غير مستعجل في ذلك وسألها إن كانت ستسافر أمريكا قريبا فنفت ذلك وسألها عن رغبتها في زيارة مصر ومعها منى للذهاب إلى الأقصر وأسوان فأكدت له بأنها ترفض ذلك فسألها عن السبب فسألته عن تصميمه على ذلك وقال لها أن الأحوال هذه الأيام هادئة ومناسبة لزيارة الأقصر وأسوان إلا أنها رفضت ذلك واستفسر منها عن سبب غضبها على مصر فقالت له بسبب وضع الكلبشات في يديه عندما قبض عليه بالفندق فأعاد عليها طلبه لها بزيارة القاهرة والزواج في مصر ثم السفر لإسرائيل فقالت له أنها لا تحب مصر فقال لها بأن مصر تحب الناس وأنه سيعد لها برنامجا لمدة ثلاثة أيام وسيقوم بالحجز في أحد الفنادق فطلبت منه نسيان مصر واتفق معها على أن يتصل بها تليفونيا يوم 15 ثم أبلغته أن باكر عيد ميلاد منى فقال لها بأنه كان يتمنى أن يكون موجود معهم وسألهم عن أخبار ميكي وأنتهت المكالمة التليفونية بينهما. في اليوم التالي تم إستدعاء عماد ليبدي تعليقه على هذه المكالمة حيث قال : في المكالمات اللي قبل كده وفي أول المكالمة الأخيرة أنا لاحظت أنها كانت بتسألني عن مكان المجر وفي نفس الوقت في آخر المكالمة قالتلي إني هخش إسرائيل من المجر وسألتني عن الفيزا بتاعتي ونهايتها إمتى وقالتلي إني هخش إسرائيل قبل ثلاثة شهور.
عماد: أسلوبها في المكالمات الأخيرة أنا مش فاهمه ويختلف عن أسلوبها في المكالمات اللي كانت بينا قبل القبض على وأنا حاسس أنها في المكالمات دي بتستعبط واحتمال يكون عندها شك إني مقبوض عليه.
عماد: عدم وضوحها معايا لدرجة إنها في المكالمة الأخيرة سألتني انت بتتكلم منين على الرغم أنها اللي بتتصل بيه والمفروض أن أكون في البيت.
عماد: أنا مش فاهم كلامها لأني قلتلها أن هي تيجي مصر ونتجوز هنا بدل السفر للمجر ولو كان هدفها من سفري المجر هو الزواج كانت توافق تيجي مصر ونتجوز هنا.
عماد: بالعكس بعد ما جيت من الأردن هي كانت بتلح علي أنها تيجي مصر وتقابلني وأنا كنت برفض وفي المكالمة الأخيرة لما عرضت عليها تيجي مصر رفضت وده دليل على أن فيه حاجة حصلت.
عماد : أيوة في أول مرة كنا في الأردن وكانت بتشتم في مصر يلعن أبوها مصر على أبو العرب كلهم وأنهم كلاب وكل شعوبهم محكومة بدكتاتورية واحنا في إسرائيل اللي عايشين في ديمقراطية وأنهم لو كانوا استمروا فلسطينيين بقم شحاتين وكانت بتقول لي أني إسرائيل أعطتهم كل حاجة وهكذا يبدو في الوقت الذي حاولت فيها زهرة يوسف جريس ومنى أحمد شواهنة بعث الطمأنينة في قلب عماد بألا يخشى الأجهزة المصرية وأن رجالهم في مصر كثيرون وأن الأجهزة الأمنية المصرية لا تجيد إلا الجلوس فوق المكاتب ـ وفي هذا الوقت ـ كانت الأجهزة الأمنية قد استوعبت كل شي بل وسجلت المكالمات التليفونية كدليل قاطع وتعدي ذلك إلى نقل الخط التليفوني من منزل عماد في القاهرة وتم تسجيل العديد من هذه المكالمات التي أوضحت العديد من الحقائق إلى جهات التحقيق وظهر واضحا سقوط رجال الموساد في قبضة رجال الأمن الذين لا يجيدون إلا الجلوس داخل المكاتب كما يزعمون!!!
(4)
هذه اللحظات لم تكن اعترافات عماد إسماعيل قد تطرقت من قريب أو بعيد إلى الخبر السري أو الملابس الحريمي الداخلية التي منحها له عزام أثناء وجوده في إسرائيل وربما اعتقد أن الأمر سيخلو من التورط بعد أن وضع تقريره المكتوب بخط يده دون الإشارة إلى هذا الأمر كما أنه في تحقيقات النيابة الأولية لم يكن الأمر قد اتضح بعد وبذلك لم تتطرق تحقيقات النيابة في البداية إلى قصة أغرب عملية تهريب للخبر السري داخل الملابس الحريمي التي كشفت عنها الجهات الأمنية رفيعة المستوى والتي أزالت الغموض عن أهم عناصر القضية ووضعت الشكوك حول مدى مصداقية عماد أثناء التحقيقات فماذا حدث.
تعالوا معنا نقرأ الحقيقة في السطور القادمة.
عندما تم تفتيش منزل عماد عبد الحميد إسماعيل عثر لديه على حقيبة بنفسجية اللون تحوي زجاجة عطر من إنتاج شركة كليفن كليف وزجاجة بلاستيكية بيضاء اللون ـشامبوـ وبه سراويل داخلية حريمي بيضاء اللون وعدد 7 أخرى سوداء اللون وسروال داخلي حريمي بيج اللون قطعة واحدة من النسيج على شكل فانيلة داخلية وسروال داخلي حريمي بكم رمادي اللون "بودي" وقطعتين أخرتين " بودي"بيضاء اللون حريمي.
إلى هذا الحد لم تكن الحقائق قد تكشفت بعد حتى وصل التقرير إلهام إلى نيابة أمن الدولة العليا في يوم 2/11/1996 والذي أفاد بأنه بفحص الحقيبة لم يعثر بها على أماكن إخفاء وبفحص محتويات زجاجة العطر تبين عدم إمكانية استخدامها في مجال الكتابة السرية وبتجربة استخدام خليط العطر والشامبو كمحلول بنسب مختلفة لإخفاء الكتابة الظاهرة تبين عدم إمكانية ذلك وبفحص محتويات زجاجة الشامبو تبين عدم صلاحيتها كأحبار سرية. وكانت المفاجآت التي تكمن في قطعتي " بودي" حيث تبين أنه باختبار مستخلص القطعتين في الماء المقطر تبين وجود رواسب ملحية لا تستخدم في مكونات التصنيع وبتحليل تلك الرواسب على وحدة جهاز الميكروسكوب الإليكتروني الماسح تبين وجود كافة العناصر المكونة للحبر السري المستخدم في التراسل السري وقد بقت تجربته وإظهاره بمظهر خاص وقد ارفقت نتيجة التجارب مع زجاجة سعة 50سم بها الرواسب الملية المتبقية من نتيجة الفحص أما باقي الملابس الداخلية فقد تبين عدم وجود أي رواسب سرية بطريقة التشبع بها.
تغيرت المفاهيم بعد هذه النتيجة المذهلة وأخذ التحقيق منحة جديدا في هذه القضية الخطيرة عندما بدأت نيابة أمن الدولة في محاصرة عماد بما آلت إليه نتائج هذا التقرير .
القنبلة:
عماد: الملابس اللي كانت موجودة عندي في البيت كانت عبارة عن ملابس داخلية حريمي أنا كنت واخدها من مصنع "سيجاف"دي أبيض وبعضها لونه سمني واحنا مسافرين من إسرائيل زهرة ادتني كيس فيه ملابس داخلية حريمي لونها أسود وادتني تي شيرتات ليه ولزمايلي وكان فيهم بلوزة حريمي على هيئة بودي لونه فيراني وقالتلي أن الحاجات دي هدية لأختي وطلبت مني أخلي حاجة منهم واحتفظ بيها على أساس أنها من ريحتها ولما جيت وزعت ملابس داخلية البيضة والسمني على أختي وأخت صاحبي وديع..
عماد: أنا كنت مع عزام ووجدي في يوم جمعة واحنا في إسرائيل نزلنا عشان نشتري ملابس وبعد ما خلصنا شراء عزام قال لنا احنا قريبين من مصنع عين الأسد ورحنا المصنع واتصورنا جواه احنا الثلاثة وطلب الرسومات بتاعة البديهات اللي بيعملها المصنع ده وطلبت من عزام عينانت من البديهات تبقى معايا وبعد ما خرجنا أداني 4بديهات من انتاج المصنع منهم الاثنين الموجودين الآن ، وأديت أخت وديع صاحبي اثنين منهم والتانيين شلتهم عندي في البيت .
عماد: عزام قال إن هو هيفسحنا بالعربية.
عماد: عشان تبقى معايا عينات من الشغل ده.
عماد: في الشنطة بتاعتي.
عماد: أيوة
عماد: أيوة وجدي كان سامح وأنا بقول لعزام إني عايز عينات من البديهات دي .
عماد: أنا ما كنتش فاكر أن لسه فيه حاجات من اللي أعطاها لي عزام موجودة عندي في البيت.
عماد : أنا معرفش عنها أي حاجة.
عماد : بعدما اتعرفنا على بعض في إسرائيل ابتدت تسألني عن أسرتي فأنا حكيت لها عن قرايبي كلهم فتفاجأت بها بتسألني إذا كان حد من قرايبي بيشتغل في وزارة الخارجية أو الداخلية.
عماد: أثناء وجودي في الأردن زهرة سألتني عن الخصخصة وعن أكبر الصناعات في العاشر من رمضان فقلتلها إن أكبر المصانع بتاعت الملابس قد مصانعكم كلها. وسألتني هما بيصدروا لمين وسألتني عن مرتبات العاملين بالعاشر من رمضان وسألتني عن أخبار المصريين في الأردن وعن بعض بيانات من أعرفهم وسألتني كمان عن أسماء الناس اللي بيهربوا المصريين للبنان فقلتلها واحد اسمه أحمد شاي والثاني اسمه خليفة وواحد اسمه سلطان وسألتني المصريين بيدخلوا لبنان إزاي فقلتلها إن فيه واحد مصري مشهور " بـ عبود البرنس" هو اللي بيدخل المصريين لبنان ويشغلهم هناك لأنه معاه إقامة وشغال في شركة مقاولات كبيرة وسألتني عن المصريين بيعدوا إزاي الحدود فقلتلها إن هوه بياخدهم على سوريا وبعدين يدخلهم لبنان من هناك وكل مصري عايز يخش لبنان يدفع لعبود 400دولار بعد ما يشتغل وسألتني عن اسم المطعم اللي أصحابي بيشتغلوا فيه وسألتني عن عدد المصانع اللي في العاشر من رمضان فقلتلها تزيد عن ألف مصنع فقالت لي مساحتها أديه فقلتلها أد إسرائيل كلها سألتني إذا كانت المصانع هناك صغيرة زي مصانعنا فقلتلها لا مصنعنا كبيرة أوي وسألتني عن متوسط عدد العمالة في المصنع وعن ظروف منح عزام مجموعة له من البديهات يقول عماد في اعترافاته " لما عزام قالي احنا قريبين من مصنع عين الأسد وممكن أجيبلك عينات البديهات ورحت المصنع وكان شبه فاض ومفهوش حد وأول ما دخلنا طلعنا على سطح المصنع ناخد صور من فوق ونزلنا بعد كده على غرفة السكرتارية اللي فيها العينات وطلبت الكتالوجات بتاعت البديهات ومقاساتها واعطوها لي واحنا نازلين ماشيين جوه وانا رحت ناحية العربية لقيت عزام جاي العربية ومعاه لفة وقالي دي عينات البديهات اللي انت عايزها بس ما تقولش لحد إني اديتك الحاجات دي وحطيت اللفة في الشنطة اللي كانت معايا ونادى على وجدي ورجعنا ثاني على مصنع سيجاف ولما وصلت الفندق فتحت اللفة اللي أعطاها ليه عزام فلقيت فيها 3 بديهات بحملات لونهم أبيض وبعد كده لما قابلت زهرة طلبت عينات من مصنعها وفي آخر يوم جابت لي العينات وتاني يوم من وصولنا مصر ..زهرة اتصلت بيه في البيت عشان تطمن عليه , وسألتني إذا كنت أديت الحاجات اللي هي أعطتها لي لأختي فقلتلها إن الملابس الداخلية اللي انت أديتها لي والتيشيرتات والبديهات اللي أدهالي عزام معايا في الشنطة فقالتلي طيب ما تديش حاجة لحد دلوقتي وخصوصا البديهات اللي انت أخذتها من عزام خليها معاك واحتفظ بها لأن مفيش حد من زمايلك معاه الحاجات دي وبعد أسبوع اتصلت تاني وسألتني إن أديت لأختي شويه ملابس داخلية بس وقلتلها إني اديت ملابس داخلية هدية لأخت واحد صاحبي وأديتها البلوزة اللي انتي اديتها لي فقالتلي انت وزعت الحاجات اللي أنا أديتها لك زي ما أنت عايز بس ما تفرطش في البديهات اللي أخذتها من عزام وقالتلي حافظ عليها أوي فقلتلها ما تخافيش أنا شايلها عندي في الدولاب . ولما سافرت الأردن قابلتها هناك وقالتلي إنها جايبة تي شيرتات وبلوزات وبديهات بس مش جايباهم معاها لأني هنزل بيهم إزاي إلى مصر!! ويضيف عماد قائلا: قلتلها أنا لسه متصرفتش في بديهات عزام وأغلب الحاجات اللي انت أديتها لي عندي في البيت ولما منى أحمد شواهنة كلمتني في موضوع العمل مع المخابرات الإسرائيلية تاني يوم وهم ماشيين زهرة ادتني 150دولار وقالتلي إن البديهات اللي عندك اللي انت واخدها من عزام احتفظ بيها لأنها مهمة بحيث هتعرف قيمتها بعدين فأنا سألتها البديهات دي فيها إيه فقالتلي مش دلوقتي خليها بعدين .
وكانت زهرة كل ما تتصل بيه تأكد علي أحافظ على البديهات اللي أدهالي عزام وفعلا حافظت عليهم ورفضت التصرف فيهم بأي شكل من الأشكال.
عماد: كان بيقول إن هو لما بيجي مصر ياخد "بوكت مني" عالي قوي حوالي 100دولار ولما يرجع إسرائيل مرتبه هيزيد.
وبقراءة متأنية لما سبق يتضح أن عماد كان قد سقط في حالة من التخبط فهو في البداية قد اخفى قصة البديهات ثم بدا يذكرها على استحياء عندما واجهته النيابة بما هو كامن داخل هذه البديهات بدأ يشرح للنيابة كيف كان عزام وزهرة حريصين على الحفاظ على هذه البديهات وبدا من خلال اعترافاته أنه كان يعلم أنها لم تكن بديهات عادية بدليل اهتمامهم بها والسؤال الدائم عنها ثم احتفاظه بها بهذا الشكل الملحوظ وتضيق النيابة الخناق وتتناقص المساحة التي يتحرك فيها عماد و يشعر بالجهد عندما بدأت النيابة الاقتراب أكثر من دائرة الحصار.
عماد: لأن المفروض كان اتفاقنا إن احنا هنتجوز ونقعد في الأردن وإسرائيل وفي نفس الوقت أعتقد أنه كلام غير مباشر عشان أفهمها على الحاجات بتاعة عزام لسه موجودة عندي في البيت ولا لأ
عماد : هي قالتلي إن البديهات دي تنفعني في شغلي في الشركة وإن مفيش حد من زمايلي معاه عينات زي دي!!!
عماد: هي قالتلي أخليها معايا وما أديهاش لأي حد ومفرطش فيها ولو عايز أهدي حاجة لأي حد أعطي من الحاجات اللي هي أعطتها لي.
عماد: هي قالتلي احتفظ بحاجة من الحاجات اللي هي أديتها لي ومش كلها وبعد كده في الإتصال أصرت على أني احتفظ بالبديهات اللي أعطاها لي عزام وأهدي من الحاجات بتاعتها وقالتلي أن حاجات عزام خاصة بشغلي.
عماد : هي قالتلي قبل ما تركت العربية حافظ عليها كويس قوي قوي وأنها حاجات مهمة وإني هعرف قيمتها بعدين وكان المفروض إني هسافر مصر في نفس اليوم؟
عماد: لكنا لوحدينا بعيد عن منى.
عماد: هي كانت بتأكد علي أني لازم أحتفظ بيها بشكل خاص بس ما قالتليش عليها.
عماد: أنا سألتها العينات دي فيها ايه قالتلي بعدين هتعرف بس حافظ عليها.
عماد: أنا سألتها كثير وهي كانت دايما بتقول هتعرف قيمتها بعدين بس حافظ عليها. حالة من التخبط تسيطر على عماد أثناء التحقيق بشأن البديهات حتى حاصرته النيابة بسؤالها
فأجابهم عماد بأنه صرح بهذه الوقائع في هذه الجلسة للتأكيد على أنه لم يكن يعرف ما بداخل هذه البديهات وأشار إلى أنه لو كان علم قبل ذلك ما كان قد تصرف فيها بأي طريقة .
عماد : لما قابلت شادية مع زمايلي لقيت عزام موجود في أوتيل"البارون" وسلمت عليه وقلتله أخبارك إيه فقالي تمام وقلتله أنت جيت للتدريب زي ما انت عايز فقال أيوة والموضوع فيه فلوس كويسة ومرتبي زاد وسألته اشمعنا انت اللي جيت فقال أن الميكانيكي الثاني اللي كان مفروض ييجي مقدرش ييجي فأنا قلتله: إن المصريين هيتعلموا منك كويس وهو كان مستني واحد في الأوتيل ولما جه يمشي من الأوتيل قال أنهم موجودين في فندق سونستا وهيقعد في مصر 24 يوم وأن أخوه بيشتغل في مصر وبيسافر كل يوم خميس بالليل وبيجي الأحد الظهر كانت المرة الوحيدة اللي شفته فيها.
عماد: هو قال انهم بيشتغلوا في مصنع في شبرا الخيمة بتاع ملابس صاحبه اسمه سمير سامي رياض.
عماد: هي كانت تقصد الشغل بتاع المخابرات الإسرائيلية .
عماد: المفروض أن زهرة ما تعرفش اللي دار بيني وبين منى لأني على الأقل مقلتلهاش حاجة على اللي حصل من منى لكن تأكيدها أول ما جيت من إسرائيل للمحافظة على البديهات اللي أخذتها من عزام وتأكيدها بعد عرض منى عليه العمل مع المخابرات يدل على أن سبب طلبها الاحتفاظ بالبديهات ده أكيد حاجة خاصة بالمخابرات الإسرائيلية لأن الواضح عليهم أنهم ما لهمش أي قيمة وده الظاهر وأنا فهمت أنها أكيد كانت تقصد شغل المخابرات.
إن اعترافات عماد إسماعيل المتهم الأول في قضية الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام تؤكد مجددا أن المخاطر التي تحيط بالمصريين في إسرائيل أصبحت تشكل هاجسا حقيقيا أمام طرقات الإسرائيليين للتسلل والتأثير على الأمن القومي المصري. واستكمالا للاعترافات المثيرة التي وردت على لسان عماد عبد الحميد إسماعيل ندور حول عدة حقائق نفضل أن نقرأها معا.
عماد: لا … زهرة قامت وقالت أنا طالعة الأوضة بتاعتي بعدما قالتلي على حكاية الصور ومكانتش قاعدة لما مني كلمتني في حكاية الشغل مع المخابرات الإسرائيلية؟
عماد: هي قالتلي إن أنا هتعلم اللغة العبرية وعلى الكمبيوتر وعلى الشغل بتاع الموساد وإن اللي هيدربني ميكي وهيديني ألف دولار في الشهر أثناء فترة التدريب.
عماد: هم قالوا أن ميكي هو الريس بتاعهم وأنه المسئول عن موضوع الفلوس والتدريب.
عماد:طبعا الكلام كان مفهوما أن المقصود بالأجهزة الحديثة دي هي أجهزة الاستقبال والإرسال اللي بتستعملها المخابرات.
عماد: هي كانت بتديني نوع من الأمان وأن دخولي إسرائيل وتدريبي هناك مش هيكون معلوم للشرطة في مصر وعشان كده كانوا رافضين أخشى إسرائيل من الأردن وبعد كده طلبوا مني أخشى أي دولة أوروبية ومنها إلى إسرائيل.
عماد: لأني وأنا مسافر الأردن وأنا نويبع استوقفني الضابط وسألني عن سبب سفري سابقا لإسرائيل فقلتله كنت بتدرب في شركة ملابس فقالي لورحت إسرائيل من الأردن هجيبك ولو حتى في بطن الأرض وأنا قلت الكلام ده لزهرة بالتفصيل.
عماد: أنا خفت أقولها شخصيا على أساس أن هي اللي قامت معايا بالمسائل الجنسية دي وأنها ممكن تنتقم مني ولكن لما الصورة تنتقل ليها عن طريق شادية ميبقاش الكلام ده عن طريقي مباشرة ولما تكلمني بعد كده .. لو لقيت في لهجتها نوع من التهديد أحاول أنكر الكلام ده.
عماد: لأني أنا اللي رديت عليها.
عماد : خفت أن أتعامل معها بالوضع ده فتنتقم مني وتبعت لمصر الصور الجنسية اللي ظهرت فيها معاها .
عماد: زهرة هي اللي قالتلي واقترحت إما المجر أو رومانيا وهي اللي قالتلي أصرف الفلوس ولما نتقابل هديك كل اللي صرفته. كانت تحريات الأمن القومي قد أثبتت أن عماد يتصل بزهرة يوسف جريس على رقم 9726/980416 واقترحت الجهة الأمنية إجراء اتصال هاتفي بين عماد وزهرة وتسجيله تسجيلا رسميا واتجهت النيابة في يوم الثلاثاء 29/10/1996في تمام الساعة 9:45 إلى مبنى الأمن القومي وبعد الحصول على موافقة عماد عبد الحميد إسماعيل بإجراء المكالمة وتسجيلها. اتصل عماد بالرقم المدون وردت عليه زهرة يوسف جريس وسألها عن أحوالها فردت عليه شكرا لله واستفسر منها عن عدم اتصالها به فقررت له بأنها كانت في انتظار اتصاله بها فسألها يوم 22 فأجابته نعم ثم هنأها بقوله عقبال المائة والعشرين.واعتذر لها عن عدم اتصاله بها بسبب مرضه وأكد لها أنه ستجري له عملية جراحية وأنه يجهز أوراقه للسفر إلى المجر فسألته عن جدية ذلك واستفسر منها ما إذا كانت مستعدة للسفر وتاريخ سفرها وأكد لها بأنه يجري الاتصال من أحد السنترالات باستعمال الكارت وسألها عما إذا كان لديها صعوبة في الحصول على تأشيرة دخول المجر فأجابته بالنفي وأنهى إليها بمحاولة حصوله على تأشيرة دخول أسبانيا إلا أن طلبه قد رفض فسألته عن مكان اتصاله فقرر لها بأنه يتصل من الإسكندرية واستفسر منها عن آخر مرة اتصلت بأحمد فأجابته منذ فترة واستفسر عن تاريخ اتصال مني بأحمد فأجابته بأنها لا تعلم ثم طلب منها إبلاغ مني بأنه سيسافر إلى المجر وسألها عما إذا كانت ستصحبها إلى هناك فأجابته بأنها لا تدري ثم قال لها بأن المجر ليس بها عمل وأنها هي التي اقترحت عليه السفر إلى رومانيا أو المجر فردت عليه بالإيجاب فقرر لها بأنه اقترض تكاليف السفر فأجابته بأنها ستتصل به على منزله فقال لها بأنه هو الذي سيطلبها واستفسر منها معا سيتم معه هناك وعما إذا كان ميكي يسأل عنه فأجابته بأنه يسأل عنه ثم استفسر منها عن آخر مرة سألها ميكي عنه فأجابته منذ شهر وأنه كان بأمريكا فسألها عما إذا كان ميكي على وعده له بالعمل والمرتب الذي وعد به أم أنه عدل عن ذلك فأجابته بتأكيد حفاظه على وعده وطلب منها سؤال ميكي ومنى عما سيتم معه عقب وصوله إلى المجر وأشار لها بأن ظروفه المادية صعبة وأنه سيسافر ولن يعود ثانية إلى مصر وأنه لم يذكر لأحد أنه سيسافر إلى المجر لأن الكل يعلم عدم وجود فرص عمل هناك وأن تذكرة السفر كلفته ألف دولار وطلب منها سؤال ميكي عما سيتم معه وأنه سيتقاضى منها المبالغ التي دفعها فردت عليه بالإيجاب وقال لها بأنه سيتصل بها عقب تأكيد الحجز وسألها عما إذا كان ماهر سيتولى إجراءات سفرها وعن شادية وعما إذا كانت منى تريد الحضور إلى القاهرة فأجابته بعدم رغبتها في ذلك وسألها عن سبب تغير صوتها في هذه المكالمة وعما إذا كانت غير متوقعة اتصاله بها فأجابته بالنفي فقال لها بأن تليفون مسكنه لا يعمل وأنه سيتصل بها يوم الجمعة لتأكيد الحجز وطلب منها الحصول من ميكي على تفاصيل ما سيتم معه وعما إذا كان الأخير على استعداد لزيادة مرتبه إلى ألف وخمسمائة دولار فأجابته بأن هذا المبلغ كثير ثم طلب منها الحصول على إجابة من منى على استفساراته وسألته عن الجهة التي سيسافر اليها فقرر لها المجر وقال لها بأنه لا يريد أن يحدث معه بالمجر ما حدث معه بالأردن وإذا كان سيحدث معه ذلك فلن يسافر ثم قال لها بأنه سيتصل بها يوم الجمعة ليعلم ما سيتم معه وأنها سبق وأن تسلمت منه صورة جواز سفر وسألها عن رقم التليفون فطلبت منه الاتصال بالرقم الذي اتصل به فسألها عن رقم المصنع فأجابته 986244 والرقم الكودي04 كفر مندل وانتهت المكالمة بذلك. وبعد إنهاء المكالمة فتحت النيابة محضر آخر لتسجيل ملاحظات عماد على هذا الحوار.
عماد : نعم المكالمة مكانتش بالشكل الطبيعي اللي كان يتم بينا في المكالمات اللي قبل كده كان يبقى فيه تجاوب بينا في المكالمات اللي قبل كده يعني كنا بنتكلم كلام حب متبادل يتخلله الحديث عن الشغل وده واضح لما أنا سألتها في المكالمة دي عن ميكي قالت لي أيوة من شهر فسألتها ..سأل عني قال إيه فمردتش عليه واستغربت كمان لما قلتلها على اسم المجر وقالتلي دي فين وكمان سألتها آخر مرة منى اتصلت بأحمد امتى فقالت لي معرفش وأنا كنت كلمت أحمد من شهر تقريبا وسألته إذا كان حد اتصل بيه فقالي أن منى اتصلت بيه وسألته عن نمرة ليه في الإسكندرية ولما سألتها عن اللي هايتم معايا في المجر قالت أنها هتسأل وبعدين لقولي.
عماد: أنا لما كنت اتصل من السنترال كانت المكالمة ما تزدش عن دقيقتين ونصف اللي هي مدة الكارت ولما هي كانت بتتصل بيه كانت المكالمة بتاخذ حوالي نصف ساعة ولما كلمتني في العاشر من رمضان قعدت تكلمني حوالي ساعتين إلا ربع.
عماد: كان كل الحوار بيني وبين زهرة ومنى عن سبب الكلام اللي أنا قلته لشادية بالتنبيه على زهرة لقطع الاتصالات بي وقالوا لي متخافش من الكلام معانا بدليل أن شادية كانت موجودة في مصر واحنا قابلناها ومحصلش حاجة ومنى قالتلي مش أنا قلتلك في الأردن أن الشرطة في مصر مش حتعرف عنك حاجة وأدي انت نزلت من الأردن إلى مصر بعد ما كنت معانا هناك حد عرف حاجة وانتهت المكالمة. لم يتوقف الأمر عن هذا الحد حيث أن يوم الجمعة 1/11/1996 هو اليوم الذي قال عنه عماد لزهرة بأنه سيتصل بها وبالفعل توجهت النيابة بالمتهم إلى الأمن القومي وطلب عماد الرقم فردت عليه سيدة تدعى جاكلين طلب منها أن يتحدث إلى زهرة ثم انقطع الخط وعادوا عماد الاتصال مرة أخرى ودار هذا الحوار
عماد: أنا عماد يا زهرة
عماد: انت مريضة أو فيه حاجة مضايقاكي أنا بتصل بيكي من سنترال المنشية.
عماد: أنا بخلص إجراءات السفر ومعرفش هرجع امتى.
عماد: خلاص أدخلي أوضتك وكلميني لأني عايز " أطمن عليك " أنت مش عجباني عن ساعة المكالمة الأخيرة .
عماد : أيوة بس أنا في الإسكندرية لإنهاء إجراءات السفر وعايز أعرف انت مستعدة للسفر ولا لأ.
عماد: أنا حصلت على الفيزا وعايز أعرف ممكن تسافري امتى.
عماد : يعني أحجز امتى بالضبط
عماد: قلت لميكي ومتى إني كلمتك ولا لأ
عماد : هو فيه مشكلة في موضوع سفرك للمجر.
عماد: طيب لو أجلت السفر لحد إمتى.
عماد: أصل فيه خلاف بيني وبين الجماعة في البيت بسبب السفر ومعرفش هرجع امتى وعشان كده هكلمك أنا تاني بعد أسبوعين.
عماد: يعني ألغي الحجز ولا أجله؟
عماد:خلاص ماشي مع السلامة
عماد: ازيك يا زهرة عاملة ايه
عماد: كويس والحمد لله وأنا مستعد للسفر وأنا زعلان من ساعة المكالمة اللي فاتت. ثم استفسرت زهرة عن صحة عماد وسألها عن استعدادها للسفر وأكدت له أن شيئا لم يتغير فيها وأنا كانت نائمة.واستفسرت منه معا فعله فقال لها أنه حجز يوم 12 وأنها هي التي طلبت منه التأجيل واستفسر منها عما إذا كانت على استعداد للسفر فقررت له بعد أربعة أيام وخمسة وسألته عن البلد الذي سيسافر إليها وقال لها المجر كما اتفقنا فاستفسرت منه على موقع المجر فأكد لها بأنها بجوار فرنسا والنمسا فقالت له أنها لا يهمها المكان فسألها هل ستصحب معها منى فقالت له بأن ذلك احتمال وسألته عن مدة الفيزا التي حصل عليها فأجابها ثلاثة أشهر ، والحد لها بأنها ليست بحاجة إلى أي تأشيرة لدخول المجر وعرض عليها أن سيتخرج لها أي تأشيرة لأي دولة أخرى لو رغبت هي في ذلك إلا أنها طلبت منه عدم تغيير الفيزا التي حصل عليها وقال لها أن المجر اختيارها وأنه لا يوجد بها فرصة عمل وأنها أبلغته أيضا بتدبير الحال وأنها قررت له بأنها ستبلغ مني وأنه لا يعرف ماذا سيحدث معه ودار حوار مثير بينهما.
عماد: عرفتي الكلام ده منين.
عماد : أصل الفلوس اللي معايا مش هتكفي.
عماد: أيوة هكون موجود
عماد : انت اتكلمت مع ميكي
عماد : طيب عايز أعرف انتي هتكوني جاهزة للسفر امتى.
عماد: مش عايزة حاجة من مصر أجيبها لك معايا.
عماد: طيب أوراقي جاهزة لدخول إسرائيل
عماد : سلم لي على منى. وانتهت المكالمة على وعد بالاتصال غدا في تمام الساعة الثامنة مساء على منزله في تمام الساعة السابعة والنصف من اليوم المقرر لإجراء المكالمة جلس عماد في انتظار مكالمة زهرة التي اتصلت بالفعل واستفسرت منه عن أخباره وقالت بأنها تحاول الاتصال منذ نصف ساعة دون جدوى فسألها عن المكان الذي تتصل منه فأكدت له بأنها تتصل من منزلها وقالت له أنها سألت محامي في أمر دخوله إلى إسرائيل من اوروبا وأن المحامي أكد بأن ذلك ممكن في حالة زواجه من إسرائيلية وأن ذلك إذا تعثر فستقوم هي بكل شئ وعندما تحدث معها عن المجر تصنعت أنها لا تعرفها ، وسألته عن برنامجه هناك فقال لها أنه سينتظرها وليس لديه برنامج خاص بالرحلة وسألته عن موعد الحجز فقال لها يوم 12 فطلبت منه التأجيل أسبوعين آخرين وقالت له أنها ستطلبه يوم الجمعة فأخبرها بأنه سيتصل بها في منتصف الأسبوع ليعرف منها موعد سفرها ومن سيسافر معها فقررت بأنها ستسافر بمفردها وسألته إذا كان يحب المجئ لإسرائيل فوافقها على ذلك وسألته عن المكان الذي ستتصل منه فأجابها بأنه لا يعلم حتى الآن فسألته عن أحوال والدته واستفسرت منه عن سبب استعجاله في إنهاء المكالمة فأكد لها أنه غير مستعجل في ذلك وسألها إن كانت ستسافر أمريكا قريبا فنفت ذلك وسألها عن رغبتها في زيارة مصر ومعها منى للذهاب إلى الأقصر وأسوان فأكدت له بأنها ترفض ذلك فسألها عن السبب فسألته عن تصميمه على ذلك وقال لها أن الأحوال هذه الأيام هادئة ومناسبة لزيارة الأقصر وأسوان إلا أنها رفضت ذلك واستفسر منها عن سبب غضبها على مصر فقالت له بسبب وضع الكلبشات في يديه عندما قبض عليه بالفندق فأعاد عليها طلبه لها بزيارة القاهرة والزواج في مصر ثم السفر لإسرائيل فقالت له أنها لا تحب مصر فقال لها بأن مصر تحب الناس وأنه سيعد لها برنامجا لمدة ثلاثة أيام وسيقوم بالحجز في أحد الفنادق فطلبت منه نسيان مصر واتفق معها على أن يتصل بها تليفونيا يوم 15 ثم أبلغته أن باكر عيد ميلاد منى فقال لها بأنه كان يتمنى أن يكون موجود معهم وسألهم عن أخبار ميكي وأنتهت المكالمة التليفونية بينهما. في اليوم التالي تم إستدعاء عماد ليبدي تعليقه على هذه المكالمة حيث قال : في المكالمات اللي قبل كده وفي أول المكالمة الأخيرة أنا لاحظت أنها كانت بتسألني عن مكان المجر وفي نفس الوقت في آخر المكالمة قالتلي إني هخش إسرائيل من المجر وسألتني عن الفيزا بتاعتي ونهايتها إمتى وقالتلي إني هخش إسرائيل قبل ثلاثة شهور.
عماد: أسلوبها في المكالمات الأخيرة أنا مش فاهمه ويختلف عن أسلوبها في المكالمات اللي كانت بينا قبل القبض على وأنا حاسس أنها في المكالمات دي بتستعبط واحتمال يكون عندها شك إني مقبوض عليه.
عماد: عدم وضوحها معايا لدرجة إنها في المكالمة الأخيرة سألتني انت بتتكلم منين على الرغم أنها اللي بتتصل بيه والمفروض أن أكون في البيت.
عماد: أنا مش فاهم كلامها لأني قلتلها أن هي تيجي مصر ونتجوز هنا بدل السفر للمجر ولو كان هدفها من سفري المجر هو الزواج كانت توافق تيجي مصر ونتجوز هنا.
عماد: بالعكس بعد ما جيت من الأردن هي كانت بتلح علي أنها تيجي مصر وتقابلني وأنا كنت برفض وفي المكالمة الأخيرة لما عرضت عليها تيجي مصر رفضت وده دليل على أن فيه حاجة حصلت.
عماد : أيوة في أول مرة كنا في الأردن وكانت بتشتم في مصر يلعن أبوها مصر على أبو العرب كلهم وأنهم كلاب وكل شعوبهم محكومة بدكتاتورية واحنا في إسرائيل اللي عايشين في ديمقراطية وأنهم لو كانوا استمروا فلسطينيين بقم شحاتين وكانت بتقول لي أني إسرائيل أعطتهم كل حاجة وهكذا يبدو في الوقت الذي حاولت فيها زهرة يوسف جريس ومنى أحمد شواهنة بعث الطمأنينة في قلب عماد بألا يخشى الأجهزة المصرية وأن رجالهم في مصر كثيرون وأن الأجهزة الأمنية المصرية لا تجيد إلا الجلوس فوق المكاتب ـ وفي هذا الوقت ـ كانت الأجهزة الأمنية قد استوعبت كل شي بل وسجلت المكالمات التليفونية كدليل قاطع وتعدي ذلك إلى نقل الخط التليفوني من منزل عماد في القاهرة وتم تسجيل العديد من هذه المكالمات التي أوضحت العديد من الحقائق إلى جهات التحقيق وظهر واضحا سقوط رجال الموساد في قبضة رجال الأمن الذين لا يجيدون إلا الجلوس داخل المكاتب كما يزعمون!!!
(4)
هذه اللحظات لم تكن اعترافات عماد إسماعيل قد تطرقت من قريب أو بعيد إلى الخبر السري أو الملابس الحريمي الداخلية التي منحها له عزام أثناء وجوده في إسرائيل وربما اعتقد أن الأمر سيخلو من التورط بعد أن وضع تقريره المكتوب بخط يده دون الإشارة إلى هذا الأمر كما أنه في تحقيقات النيابة الأولية لم يكن الأمر قد اتضح بعد وبذلك لم تتطرق تحقيقات النيابة في البداية إلى قصة أغرب عملية تهريب للخبر السري داخل الملابس الحريمي التي كشفت عنها الجهات الأمنية رفيعة المستوى والتي أزالت الغموض عن أهم عناصر القضية ووضعت الشكوك حول مدى مصداقية عماد أثناء التحقيقات فماذا حدث.
تعالوا معنا نقرأ الحقيقة في السطور القادمة.
عندما تم تفتيش منزل عماد عبد الحميد إسماعيل عثر لديه على حقيبة بنفسجية اللون تحوي زجاجة عطر من إنتاج شركة كليفن كليف وزجاجة بلاستيكية بيضاء اللون ـشامبوـ وبه سراويل داخلية حريمي بيضاء اللون وعدد 7 أخرى سوداء اللون وسروال داخلي حريمي بيج اللون قطعة واحدة من النسيج على شكل فانيلة داخلية وسروال داخلي حريمي بكم رمادي اللون "بودي" وقطعتين أخرتين " بودي"بيضاء اللون حريمي.
إلى هذا الحد لم تكن الحقائق قد تكشفت بعد حتى وصل التقرير إلهام إلى نيابة أمن الدولة العليا في يوم 2/11/1996 والذي أفاد بأنه بفحص الحقيبة لم يعثر بها على أماكن إخفاء وبفحص محتويات زجاجة العطر تبين عدم إمكانية استخدامها في مجال الكتابة السرية وبتجربة استخدام خليط العطر والشامبو كمحلول بنسب مختلفة لإخفاء الكتابة الظاهرة تبين عدم إمكانية ذلك وبفحص محتويات زجاجة الشامبو تبين عدم صلاحيتها كأحبار سرية. وكانت المفاجآت التي تكمن في قطعتي " بودي" حيث تبين أنه باختبار مستخلص القطعتين في الماء المقطر تبين وجود رواسب ملحية لا تستخدم في مكونات التصنيع وبتحليل تلك الرواسب على وحدة جهاز الميكروسكوب الإليكتروني الماسح تبين وجود كافة العناصر المكونة للحبر السري المستخدم في التراسل السري وقد بقت تجربته وإظهاره بمظهر خاص وقد ارفقت نتيجة التجارب مع زجاجة سعة 50سم بها الرواسب الملية المتبقية من نتيجة الفحص أما باقي الملابس الداخلية فقد تبين عدم وجود أي رواسب سرية بطريقة التشبع بها.
تغيرت المفاهيم بعد هذه النتيجة المذهلة وأخذ التحقيق منحة جديدا في هذه القضية الخطيرة عندما بدأت نيابة أمن الدولة في محاصرة عماد بما آلت إليه نتائج هذا التقرير .
القنبلة:
عماد: الملابس اللي كانت موجودة عندي في البيت كانت عبارة عن ملابس داخلية حريمي أنا كنت واخدها من مصنع "سيجاف"دي أبيض وبعضها لونه سمني واحنا مسافرين من إسرائيل زهرة ادتني كيس فيه ملابس داخلية حريمي لونها أسود وادتني تي شيرتات ليه ولزمايلي وكان فيهم بلوزة حريمي على هيئة بودي لونه فيراني وقالتلي أن الحاجات دي هدية لأختي وطلبت مني أخلي حاجة منهم واحتفظ بيها على أساس أنها من ريحتها ولما جيت وزعت ملابس داخلية البيضة والسمني على أختي وأخت صاحبي وديع..
عماد: أنا كنت مع عزام ووجدي في يوم جمعة واحنا في إسرائيل نزلنا عشان نشتري ملابس وبعد ما خلصنا شراء عزام قال لنا احنا قريبين من مصنع عين الأسد ورحنا المصنع واتصورنا جواه احنا الثلاثة وطلب الرسومات بتاعة البديهات اللي بيعملها المصنع ده وطلبت من عزام عينانت من البديهات تبقى معايا وبعد ما خرجنا أداني 4بديهات من انتاج المصنع منهم الاثنين الموجودين الآن ، وأديت أخت وديع صاحبي اثنين منهم والتانيين شلتهم عندي في البيت .
عماد: عزام قال إن هو هيفسحنا بالعربية.
عماد: عشان تبقى معايا عينات من الشغل ده.
عماد: في الشنطة بتاعتي.
عماد: أيوة
عماد: أيوة وجدي كان سامح وأنا بقول لعزام إني عايز عينات من البديهات دي .
عماد: أنا ما كنتش فاكر أن لسه فيه حاجات من اللي أعطاها لي عزام موجودة عندي في البيت.
عماد : أنا معرفش عنها أي حاجة.
عماد : بعدما اتعرفنا على بعض في إسرائيل ابتدت تسألني عن أسرتي فأنا حكيت لها عن قرايبي كلهم فتفاجأت بها بتسألني إذا كان حد من قرايبي بيشتغل في وزارة الخارجية أو الداخلية.
عماد: أثناء وجودي في الأردن زهرة سألتني عن الخصخصة وعن أكبر الصناعات في العاشر من رمضان فقلتلها إن أكبر المصانع بتاعت الملابس قد مصانعكم كلها. وسألتني هما بيصدروا لمين وسألتني عن مرتبات العاملين بالعاشر من رمضان وسألتني عن أخبار المصريين في الأردن وعن بعض بيانات من أعرفهم وسألتني كمان عن أسماء الناس اللي بيهربوا المصريين للبنان فقلتلها واحد اسمه أحمد شاي والثاني اسمه خليفة وواحد اسمه سلطان وسألتني المصريين بيدخلوا لبنان إزاي فقلتلها إن فيه واحد مصري مشهور " بـ عبود البرنس" هو اللي بيدخل المصريين لبنان ويشغلهم هناك لأنه معاه إقامة وشغال في شركة مقاولات كبيرة وسألتني عن المصريين بيعدوا إزاي الحدود فقلتلها إن هوه بياخدهم على سوريا وبعدين يدخلهم لبنان من هناك وكل مصري عايز يخش لبنان يدفع لعبود 400دولار بعد ما يشتغل وسألتني عن اسم المطعم اللي أصحابي بيشتغلوا فيه وسألتني عن عدد المصانع اللي في العاشر من رمضان فقلتلها تزيد عن ألف مصنع فقالت لي مساحتها أديه فقلتلها أد إسرائيل كلها سألتني إذا كانت المصانع هناك صغيرة زي مصانعنا فقلتلها لا مصنعنا كبيرة أوي وسألتني عن متوسط عدد العمالة في المصنع وعن ظروف منح عزام مجموعة له من البديهات يقول عماد في اعترافاته " لما عزام قالي احنا قريبين من مصنع عين الأسد وممكن أجيبلك عينات البديهات ورحت المصنع وكان شبه فاض ومفهوش حد وأول ما دخلنا طلعنا على سطح المصنع ناخد صور من فوق ونزلنا بعد كده على غرفة السكرتارية اللي فيها العينات وطلبت الكتالوجات بتاعت البديهات ومقاساتها واعطوها لي واحنا نازلين ماشيين جوه وانا رحت ناحية العربية لقيت عزام جاي العربية ومعاه لفة وقالي دي عينات البديهات اللي انت عايزها بس ما تقولش لحد إني اديتك الحاجات دي وحطيت اللفة في الشنطة اللي كانت معايا ونادى على وجدي ورجعنا ثاني على مصنع سيجاف ولما وصلت الفندق فتحت اللفة اللي أعطاها ليه عزام فلقيت فيها 3 بديهات بحملات لونهم أبيض وبعد كده لما قابلت زهرة طلبت عينات من مصنعها وفي آخر يوم جابت لي العينات وتاني يوم من وصولنا مصر ..زهرة اتصلت بيه في البيت عشان تطمن عليه , وسألتني إذا كنت أديت الحاجات اللي هي أعطتها لي لأختي فقلتلها إن الملابس الداخلية اللي انت أديتها لي والتيشيرتات والبديهات اللي أدهالي عزام معايا في الشنطة فقالتلي طيب ما تديش حاجة لحد دلوقتي وخصوصا البديهات اللي انت أخذتها من عزام خليها معاك واحتفظ بها لأن مفيش حد من زمايلك معاه الحاجات دي وبعد أسبوع اتصلت تاني وسألتني إن أديت لأختي شويه ملابس داخلية بس وقلتلها إني اديت ملابس داخلية هدية لأخت واحد صاحبي وأديتها البلوزة اللي انتي اديتها لي فقالتلي انت وزعت الحاجات اللي أنا أديتها لك زي ما أنت عايز بس ما تفرطش في البديهات اللي أخذتها من عزام وقالتلي حافظ عليها أوي فقلتلها ما تخافيش أنا شايلها عندي في الدولاب . ولما سافرت الأردن قابلتها هناك وقالتلي إنها جايبة تي شيرتات وبلوزات وبديهات بس مش جايباهم معاها لأني هنزل بيهم إزاي إلى مصر!! ويضيف عماد قائلا: قلتلها أنا لسه متصرفتش في بديهات عزام وأغلب الحاجات اللي انت أديتها لي عندي في البيت ولما منى أحمد شواهنة كلمتني في موضوع العمل مع المخابرات الإسرائيلية تاني يوم وهم ماشيين زهرة ادتني 150دولار وقالتلي إن البديهات اللي عندك اللي انت واخدها من عزام احتفظ بيها لأنها مهمة بحيث هتعرف قيمتها بعدين فأنا سألتها البديهات دي فيها إيه فقالتلي مش دلوقتي خليها بعدين .
وكانت زهرة كل ما تتصل بيه تأكد علي أحافظ على البديهات اللي أدهالي عزام وفعلا حافظت عليهم ورفضت التصرف فيهم بأي شكل من الأشكال.
عماد: كان بيقول إن هو لما بيجي مصر ياخد "بوكت مني" عالي قوي حوالي 100دولار ولما يرجع إسرائيل مرتبه هيزيد.
وبقراءة متأنية لما سبق يتضح أن عماد كان قد سقط في حالة من التخبط فهو في البداية قد اخفى قصة البديهات ثم بدا يذكرها على استحياء عندما واجهته النيابة بما هو كامن داخل هذه البديهات بدأ يشرح للنيابة كيف كان عزام وزهرة حريصين على الحفاظ على هذه البديهات وبدا من خلال اعترافاته أنه كان يعلم أنها لم تكن بديهات عادية بدليل اهتمامهم بها والسؤال الدائم عنها ثم احتفاظه بها بهذا الشكل الملحوظ وتضيق النيابة الخناق وتتناقص المساحة التي يتحرك فيها عماد و يشعر بالجهد عندما بدأت النيابة الاقتراب أكثر من دائرة الحصار.
عماد: لأن المفروض كان اتفاقنا إن احنا هنتجوز ونقعد في الأردن وإسرائيل وفي نفس الوقت أعتقد أنه كلام غير مباشر عشان أفهمها على الحاجات بتاعة عزام لسه موجودة عندي في البيت ولا لأ
عماد : هي قالتلي إن البديهات دي تنفعني في شغلي في الشركة وإن مفيش حد من زمايلي معاه عينات زي دي!!!
عماد: هي قالتلي أخليها معايا وما أديهاش لأي حد ومفرطش فيها ولو عايز أهدي حاجة لأي حد أعطي من الحاجات اللي هي أعطتها لي.
عماد: هي قالتلي احتفظ بحاجة من الحاجات اللي هي أديتها لي ومش كلها وبعد كده في الإتصال أصرت على أني احتفظ بالبديهات اللي أعطاها لي عزام وأهدي من الحاجات بتاعتها وقالتلي أن حاجات عزام خاصة بشغلي.
عماد : هي قالتلي قبل ما تركت العربية حافظ عليها كويس قوي قوي وأنها حاجات مهمة وإني هعرف قيمتها بعدين وكان المفروض إني هسافر مصر في نفس اليوم؟
عماد: لكنا لوحدينا بعيد عن منى.
عماد: هي كانت بتأكد علي أني لازم أحتفظ بيها بشكل خاص بس ما قالتليش عليها.
عماد: أنا سألتها العينات دي فيها ايه قالتلي بعدين هتعرف بس حافظ عليها.
عماد: أنا سألتها كثير وهي كانت دايما بتقول هتعرف قيمتها بعدين بس حافظ عليها. حالة من التخبط تسيطر على عماد أثناء التحقيق بشأن البديهات حتى حاصرته النيابة بسؤالها
فأجابهم عماد بأنه صرح بهذه الوقائع في هذه الجلسة للتأكيد على أنه لم يكن يعرف ما بداخل هذه البديهات وأشار إلى أنه لو كان علم قبل ذلك ما كان قد تصرف فيها بأي طريقة .
عماد : لما قابلت شادية مع زمايلي لقيت عزام موجود في أوتيل"البارون" وسلمت عليه وقلتله أخبارك إيه فقالي تمام وقلتله أنت جيت للتدريب زي ما انت عايز فقال أيوة والموضوع فيه فلوس كويسة ومرتبي زاد وسألته اشمعنا انت اللي جيت فقال أن الميكانيكي الثاني اللي كان مفروض ييجي مقدرش ييجي فأنا قلتله: إن المصريين هيتعلموا منك كويس وهو كان مستني واحد في الأوتيل ولما جه يمشي من الأوتيل قال أنهم موجودين في فندق سونستا وهيقعد في مصر 24 يوم وأن أخوه بيشتغل في مصر وبيسافر كل يوم خميس بالليل وبيجي الأحد الظهر كانت المرة الوحيدة اللي شفته فيها.
عماد: هو قال انهم بيشتغلوا في مصنع في شبرا الخيمة بتاع ملابس صاحبه اسمه سمير سامي رياض.
عماد: هي كانت تقصد الشغل بتاع المخابرات الإسرائيلية .
عماد: المفروض أن زهرة ما تعرفش اللي دار بيني وبين منى لأني على الأقل مقلتلهاش حاجة على اللي حصل من منى لكن تأكيدها أول ما جيت من إسرائيل للمحافظة على البديهات اللي أخذتها من عزام وتأكيدها بعد عرض منى عليه العمل مع المخابرات يدل على أن سبب طلبها الاحتفاظ بالبديهات ده أكيد حاجة خاصة بالمخابرات الإسرائيلية لأن الواضح عليهم أنهم ما لهمش أي قيمة وده الظاهر وأنا فهمت أنها أكيد كانت تقصد شغل المخابرات.