فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش
جيش الخلافة وصاحب بشرة النبي
هذا رد خاص لك وعلى من يقولون ان القسطنطينيه قد فتحت اقراء بتمعن
لقد مدح النبي عليه الصلاة والسلام الجيش الذى سيحقق هذا الفتح وكذلك الأمير الذي سيقود هذا الفتح:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لتفتحنّ القسطنطينية فلنعمَ الأمير أميرُها ولنعمَ الجيشُ ذلك الجيش" (رواه الإمام أحمد في مسنده).
عندما غزا الأتراك العلمانيون القوميون المدينة ومضوا قدما فى إنشاء الجمهورية التركية العلمانية الحديثة سنة 1923, فإنهم اختاروا اسم "اسطانبول" ليكون الاسم الرسمي للمدينة ومنعوا استخدام أياً من الأسماء السابقة للمدينة, وكنتيجة لذلك تراجع اسم "القسطنطينية" من المفردات الشائعة. وبالفعل يبدو الآن أن هذا الاسم قد دخل متحف التاريخ.
"اسطانبول" لم يكن اسماً جديداً. بل كان أحد أسماء عديدة استخدمت من قبل للمدينة. ولكن كان الإسم الأكثر شهرة للمدينة بدون أي شك اسم "القسطنطينية". ويبدو أن الأمر بتحريم استخدام أي اسم آخر للمدينة كان موجها بالأساس ضد استخدام هذا الإسم الأكثر شهرة. وهناك سبب لتغيير اسم المدينة ومنع استخدام أي اسم آخر لها وهذا المقال يشرح هذا السبب.
من الشائع أن نبوءة النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) قد تحققت بالفعل سنة 1453 عندما غزا الأتراك العثمانيون بقيادة السلطان الشاب محمد (مِهْمِت) الفاتح مدينة القسطنطينية. ولكن الحديث المذكور بأسفل يوضح أن الغزو سيحدث فى آخر الزمان قبل ظهور المسيح الدجال بشخصه(بهيئة بشر) مباشرة ويعلن أنه المسيح:
" .... وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ الَّذِي حَدَّثَهُ أَوْ مَنْكِبِهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ هَاهُنَا أَوْ كَمَا أَنَّكَ قَاعِدٌ يَعْنِي مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ . (سنن أبي داود).
إن القوميين الأتراك العلمانيين اللادينيين بالأساس لم يريدوا للمسلمين أن يدركوا أن فتح القسطنطينية الذي تنبأ بة النبى محمد (صلى الله علية وسلم) لم يحدث بعد, ويبدو أن هذا على الأقل أحد أسباب تغييرهم لاسم المدينة. فلقد استخدم النبى محمد (صلى الله علية وسلم) اسم "القسطنطينية" عندما تنبأ للمدينة. ولم يستخدم أي اسم آخر. ولذلك فإنة عندما تنخفض قيمة الاسم إلى المتحف فإنه أصبح من الممكن جداً أن يتم توجيه انتباه المسلمين بعيداً عن الآثار المترتبة على النبوءة.
أشرنا سالفاً أننا الآن فى تلك اللحظة التاريخية التى تزدهر فيها القدس في حين أن المدينة المنورة فى حالة من الخراب. وهذا يعنى بوضوح أن العالم الآن على شفا حروب عظيمة والتى بدورها سوف تتسبب فى تحقق النبوءة بفتح المسلمين للقسطنطينية. وهذا الفتح لن يحرر المدينة فقط من الحكم التركى القومى اللادينى ولكنه أيضاً سيحررها ويخلصها من أحضان حلف الناتو الصهيونى السام.
وفي حال أن نُطالَب بتقديم المزيد من الأدلة لإثبات أطروحتنا, فإننا نقدم المزيد من الدلائل التى تثبت بدون شك أن الغزو العثمانى للقسطنطينية عام 1453 لا يمكن أن يكون الفتح الذى تنبأ به النبى محمد (صلى الله عليه وسلم).
لاحظ الآتى:
الجيش الذي غزا القسطنطينية كان مكوناً من عدة وحدات. بعضها كان مكوّن من متطوعين انجذبوا إلى إمكانية نهب المدينة. آخرون كانوا قوات نظامية مدربة جيداً تم جلبها من جميع أطراف الإمبراطورية العثمانية. ولكن كان قلب الجيش العثمانى مكوناً من وحدة النخبة ذات التدريب الأفضل التى كانت تدعى "الإنكشارية – يِنِيتْشَارِى بالتركية". وكانت مكونة من أطفال مسيحيين أخذوا بالقوة من آباءهم (في الأماكن التى غزاها العثمانيون), وتمّ تحويلهم للإسلام بالقوة وتدريبهم أفضل تدريبات حربية ممكنة. وكان ولاؤهم الكامل لشخص السلطان. ولم يحدث أبداً في تاريخ الإسلام أن قام المسلمون بهذا العمل المشين بأن يأخذوا الأطفال المسيحيين ويحولوهم للإسلام بالقوة, ثم يستخدموهم بهذة الطريقة كنخبة للقوى المحاربة التى من المفترض أن تحارب باسم الإسلام. وكان هذا خطيئة صريحة, وإحراج فظيع وخرق مباشر لأوامر الله في القرآن بتحريم إجبار الناس على الدخول فى الإسلام. وكانت النتيجة المتوقعة هى خلق كراهية وعداوة أبدية للإسلام والمسلمين في المناطق التى تم فيها خطف الأطفال المسيحيين. هذه المناطق المسيحية الشرقية كانت تمثل "الروم" الذين تنبأ النبى أن المسلمين سيدخلون معهم في تحالف في آخر الزمان.
وعندما تمكن الجيش العثمانى من اختراق دفاعات المدينة ونجحوا أخيراً فى دخولها كغزاة, كانت النتيجة "قتل ونهب واغتصاب وحرق واستعباد". ربما كانت ولا تزال هذه هى الطريقة التى يتصرف بها جيوش الغزاة عندما يغزون مدينة ما, ولكن لم تكن هذه هي طريقة الإسلام التي شملت الاحترام والحماية للأرواح ولشرف النساء والأطفال والشيوخ وهؤلاء - كالقساوسة- الذين كانت حياتهم مكرسة للدين. وبالفعل توجد دلائل أنه حتى الكنائس المسيحية والأديرة تم تدنيسها بهذا الجيش الهائج الموصوف بالإسلامي الذى اقتحم المدينة وشرع فى الاغتصاب والنهب والقتل حتى داخل الكنائس. وقد سمح السلطان لهذا أن يستمر بدون أى قيود لأى أخلاقيات وقواعد للحرب لمدة ثلاثة أيام. ولم يكن العثمانيون مهتمين بحقيقة أن القسطنطينية كانت عاصمة المسيحية البيزنطية (أو الروم). وهذا النهج من جانب الجيش العثمانى ضمن كراهية بيزنطة الأبدية للإسلام. ولكن سلوك السلطان نفسه بعدما دخل المدينة كان يرثى له. فلقد أعطى الأمر المخزي الخاطىء بتحويل الكاتدرائية البيزنطية الكبيرة هاجيا صوفيا, والتى تأسست قبل ذلك بألف عام بأمر من الإمبراطور جَسْتِنْيَان, إلى مسجد!!.
عندما فتح المسلمون القدس في زمن خلافة عمر بن الخطاب, رفض باطريارك القدس, سوفرونيوس, تسليم المدينة لأى أحد إلا الخليفة نفسه. واضطر عمر أن أن يسافر من المدينة إلى القدس ليتسلم مفاتيح المدينة. وأثناء وجوده في جولة بين الكنائس المقدسة في القدس حان وقت الصلاة وعرض الباطريارك بكرم على عمر أن يصلي حيث كان في كنيسة القيامة. ولكن عمر رفض لأنه خشى أن يمثل هذا أساساً للمسلمين فيما بعد لأن يطالبوا بتحويل الكنيسة إلى مسجد. تحويل العثمانيين هاجيا صوفيا إلى مسجد لم يكن أمراً اعتيادياً. فقد كانت أعظم وأروع كنيسة في العالم المسيحى كله. واحتفظت بمكانتها تلك لمدة ألف عام. بتحويل الكنيسة إلى مسجد فإن السلطان لم يحرج العالم الإسلامي فحسب, ولكنه أيضاً أغمد سكيناً مسمومة في قلب المسيحية الشرقية البيزنطية, الشىء الذى لا يمكن أبداً أن يُنسى. في حين أن آخرين يمكنهم أن يحولوا كنائس أو أديرة أو حتى مساجد (كما حدث في قرطبة) فإن أميراً قد مدحه النبى محمد بنفسه لا يمكن أن يهبط لهذا المستوى المشين من السلوك.
ويمكننا أن نذكر شيئاً أخيراً وهو أن السلاطين العثمانيين لم يتزوجوا أبداً- لأنهم لم يريدوا أن يكونوا مرهونين باحترام الحقوق الشرعية التى منحها الإسلام للزوجة والأخوة (بالنسبة لأمور خلافة الحكم ونظام الحكم الوراثى). ولذلك فقد اقتصروا على مضاجعة الجواري. الإسلام حدد عدد الزوجات الأقصى بأربع زوجات, ولكن لم يكن هناك أي قيود على عدد ملكات اليمين التى يمكن للرجل أن يمتلكهن وأن يضاجعهن. وبذلك فقد كان للسلاطين العثمانيين إسطبل من العبيد أسمَوه "الحريم". وهؤلاء النساء كنّ غالباً قد أخذن من المناطق المسيحية التى غزوها. ولم يكن لهنّ أية حقوق. وقد أمر نبى الإسلام:
" إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم"- حديث صحيح.
وبذلك فقد استعاد الإسلام الإنسانية للعبيد وأعطاهم حقوقاً. السلاطين العثمانيون, في الجانب الآخر, كانوا يضاجعون الجواري حتى إذا حملت ووضعت مولوداً ذكراً, كان ينهي العلاقة معها. وكان يفعل هذا ليضمن ألا يكون لها أطفالاً آخرين, وبذلك فلن يكون هناك منازع لابنها لو كان ليصبح سلطاناً فيما بعد. ولكن النبى (صلى الله عليه وسلم) صرح أن "الزواج شطر الإيمان". وليس من الممكن أبداً أن النبي المبارك كان ليتغاضى عن هذا السلوك من جانب السلاطين العثمانيين.
وإنه من الواضح لهذا الكاتب أن السلطان محمد الفاتح لا يمكن أن يتأهل ليكون هو الأمير المذكور في الحديث, ولا يمكن للجيش العثمانى الذى قاده أن يتأهل ليكون هو المذكور في الحديث أيضاً. والنتيجة هى أن فتح المسلمين لاستانبول أو القسطنطينية هو حدث لم يحدث بعد. ونشجع القارئ أن يبحث في الأمر أكثر ويصل لاستنتاجه الخاص,,.
تحياتي