التاريخ يذكر أنّ الإمبراطورية العثمانية حاولت بشتى الطرق منع قيام دولة مستقلة في شبه الجزيرة العربية, حيث كانت وقتها محاولات إنشاء العربية السعودية.
المحاولة الثالثة نجحت وقت تفكك وخراب وتنامي الفساد في الإمبراطورية العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى.
* لاحظوا أنّ معظم الأقاليم العربية أثناء الحكم العثماني كان يحكمها أشخاص عثمانيون أتراك, وليس من العرب.
بالنسبة لمسألة قيام دولة عربية موحدة تحكم جميع الأقاليم العربية على غرار الإمبراطوريات الإسلامية السابقة, للأسف هذا لا يمكن تنفيذه في ذلك الوقت.
العربية السعودية هي الدولة العربية الوحيدة التي رسمت معالم حدودها بنفسها ولم تكن خاضعة للتقسيم.
كان العالم العربي تحت قيادة العثمانيين, ولكن من من العرب كان سيرضى بأن يتم حكمه من إقليم آخر ؟
هل يرضى عرب شبه الجزيرة العربية وقتها بدولة عربية تحكم من بغداد أو من دمشق ؟ أو العكس صحيح.
جميع الأقاليم العربية كانت تريد الإستقلال بأراضيها بشكل أكبر من الرغبة بحكم إمبراطوري آخر.
بالنسبة للحدود, أنا أرى أن حدود الدول العربية الحالية منطقية جداًَ, وتراعي الأبعاد الديموغرافية لكل إقليم.
المشكلة ليست في الحدود وإنفصال الأقاليم العربية عن بعضها, المشكلة هي الفساد المستشري في الدول العربية والتي جعلها متأخرة حضارياً وعلمياً وخاضعة لسيطرة سياسية.
قلما نجد حاكماً أو مسؤولاً على قدر من المسؤولية التي تجعله يتنحى عن حكمه للصالح العام.
مرض السلطة لدى العرب قديم قدم الإمبراطوريات الإسلامية القديمة, حينما كانت تسيطر سلالات معينة على الحكم وتتوارثه.