الحرب تكشف نوع الصواريخ الإيرانية في ترسانة «حزب الله» وفعاليتها
دبي - رياض قهوجي الحياة
يتابع المحللون العسكريون باهتمام كبير ترسانة «حزب الله » من الأسلحة الصاروخية التي يعتقد بأن غالبيتها من انتاج المصانع الايرانية. وينصب الاهتمام بشكل رئيسي على الصواريخ الجديدة التي استخدمها الحزب منذ اندلاع الحرب الأخيرة في لبنان. ويبدو، حتى الآن، أن تقارير الاستخبارات الاسرائيلية والغربية، التي تناقلتها الصحف الدولية خلال الشهور الأخيرة، عن تسلم «حزب الله» آلاف الصواريخ من ايران ومن ضمنها صواريخ يفوق مداها 150 كلم لم تكن بعيدة عن الحقيقة.
وتجدر الاشارة الى أن غالبية الصواريخ التي تنتجها هيئة الصناعات الفضائية الايرانية تم تطويرها بعد استنساخها من أنظمة صواريخ روسية أو أميركية أو صينية الصنع كانت في حوزة القوات المسلحة الايرانية قبل وخلال الحرب العراقية - الايرانية.
الصاروخ الصيني طراز «سي - 802 »
كما أن ايران حصلت في السنوات الأخيرة على تراخيص من الصين وروسيا لتصنيع بعض الصواريخ مثل صاروخ «نور»، وهو نسخة عن الصاروخ الصيني طراز «سي - 802 » الذي يعتقد بأنه استخدم في ضرب الفرقاطة الاسرائيلية «ساعر». كما أن ايران تتعاون بشكل وثيق مع كوريا الشمالية على تطوير صواريخها الباليستية مثل «شهاب - 3 ».
وبحسب مصادر عسكرية أميركية وأوروبية، سلمت ايران «حزب الله» صواريخ تكتيكية موجهة مضادة للسفن والمدرعات، وصواريخ ميدانية غير تكتيكية تستخدم لقصف المستعمرات والمنشآت العسكرية والصناعية في العمق الاسرائيلي. وهذه الأخيرة تصنف في فئتين: الأولى هي القذائف الصاروخية التي تعرف أيضا باسم «كاتيوشا» أو «غراد». والثانية الصواريخ الميدانية الثقيلة المتحركة. وهذه المرة الأولى التي تستخدم فيها غالبية الصواريخ الايرانية المطورة خلال العقد الماضي في معركة حقيقية، ويراها بعض المراقبين فرصة للقوات الايرانية لامتحان هذه الأسلحة، وخاصة التكتيكية منها، ضد دبابات وسفن مطورة بناء على تكنولوجيا أميركية كالتي تستخدمها اسرائيل. وسيمكن ذلك القوات الايرانية من الاستعداد بشكل أفضل لمواجهة عسكرية محتملة مع أميركا .
تشكل القذائف الصاروخية الغالبية العظمى من ترسانة «حزب الله» التي يقدر حجمها بحوالي 12000 صاروخ. وأكثر هذه الصواريخ استخداماً حتى الآن هما صاروخا «حاسب» و «أراش». وصاروخ «حاسب» مطور من الصاروخ الصيني «تايب - 63» من عيار 107 ملم ويبلغ مداه الأقصى 8.5 كلم. أما صاروخ «أراش» فهو مطور من الصاروخ الروسي من طراز «بي ام -21» من عيار 122 ملم ويبلغ مداه الأقصى 29 كلم. وهذان الصاروخان موجودان في ترسانة «حزب الله» منذ سنوات، واستخدمهما ضد اسرائيل في المواجهات التي شهدتها حقبة التسعينت. ويتميزان بخفة وزنهما وسهولة نقلهما واستخدامهما من قبل طاقم مكون من شخصين فقط. لكن وزن الرأس الحربي لصاروخ «حاسب» يبلغ ستة كيلوغرامات ولصاروخ «أراش » 18 كلغ، ما يجعل قدرتهما التدميرية ضعيفة نسبيا مما يفسر الأضرار المادية المحدودة في المستعمرات والمدن الاسرائيلية والعدد القليل للاصابات البشرية .
أما القذائف الصاروخية التي دخلت المعركة أخيراً فيعتقد بأنها من طراز «شاهين - 2» و «فجر - 3» و «فجر - 5» و «ام - 220». صاروخ «شاهين - 2» هو مطور من صاروخ روسي طراز «بي أم - 24» من عيار 333 ملم ويبلغ مداه الأقصى 30 كلم. أما «فجر - 3» و «فجر - 5» فهما مطوران من الصاروخ الروسي طراز «بي ام - 27 أوراغان». وفي حين يبلغ مدى «فجر - 3»، وهو من عيار 240 ملم، حوالي 43 كلم، يبلغ مدى «فجر - 5» حوالي 75 كلم وهو من عيار 333 ملم. ويعتقد الخبراء بأن «حزب الله» يستخدم صواريخ «فجر - 3» وصواريخ «ام - 220» السورية الصنع عيار 240 ملم والتي يبلغ مداها الأقصى 50 كلم في قصف مدن حيفا وطبريا والمناطق المحيطة بهما، في حين أفادت مصادرعسكرية اسرائيلية أن الصواريخ التي سقطت قرب بلدتي العفولة وبيسان كانت من طراز «فجر - 5». وتحتاج هذه القذائف الصاروخية الجديدة الى طواقم أكبر لا يقل عدد أفراد الطاقم الواحد فيها عن أربعة أشخاص، وذلك لثقل وزنها الذي يراوح بين 400 و900 كلغ، مما يجعل عملية اطلاقها أكثر صعوبة وتعقيدا خاصة تحت القصف. لكن وزن الرأس الحربي لهذه الصواريخ ثقيل ويراوح بين 50 و90 كلغ لصاروخي «ام - 220» و «فجر - 3» وحوالي 150 كلغ لصاروخ «فجر- 5».
أما الصواريخ التي تخشى اسرائيل أن تكون حقاً في حوزة «حزب الله»، وبأن يقدم الأخير على استخدامها في ضرب تل أبيب ووسط اسرائيل، فهي الصواريخ الميدانية الثقيلة المتحركة مثل صواريخ «زلزال» وصواريخ «نازيات». وسلسلة «زلزال» طورتها المصانع الايرانية، بمساعدة كورية. وهي تعتبر من عائلة الصواريخ الباليستية القصيرة المدى. ويبلغ مدى صواريخ «زلزال» بين 125 و260 كلم وهي مزودة بنظام توجيه اوكراني الصنع. الا أن المصادر الغربية تستبعد وجود هذه الصواريخ لدى «حزب الله» وترجح امتلاك الحزب لصواريخ «نازيات - 6» و «نازيات - 10»، وهي مطورة عن الصاروخ الروسي طراز «فروغ »، ويبلغ مداها 100 و140 كلم. وتطلق هذه الصواريخ من منصات متحركة تشبه الى حد كبير الحفارات التي قامت الطائرات الاسرائيلية بقصفها في موقف للسيارات في شرق بيروت قبل اسبوعين. ويبلغ وزن الرأس الحربي لصاروخ «نازيات - 6 » حوالي 150 كلغ و «نازيات - 10» حوالي 230 كلغ، وهما مزودان بنظام توجيه حديثا اوكراني الصنع، مما يمكنهما من ضرب أهداف ضمن دائرة قطرية صغيرة .
* باحث في الشؤون الاستراتيجية.