يعد الأمير محمد بن سلمان قائد “الثورة الإصلاحية” في السعودية
دينيس روس: في السعودية ثورة تلبس رداء الإصلاح
نشر السفير الأمريكي، ومستشار أوباما السابق مقالا في صحيفة “واشنطن بوست”، تحدث فيه عن سياسات السعودية و”رؤية المملكة 2030"، مشيرا إلى ما أسماه “تحولا محوريا في ظل الإصلاح الاقتصادي”.
وافتتح السياسي المخضرم
تحليله الذي اطلعت عليه “عربي21” بقوله إنه “من الصعب اليوم أن نكون متفائلين حول أي شيء في الشرق الأوسط. بيد، بعد أن قمتُ للتو بزيارة للمملكة العربية السعودية، ترأستُ خلالها مجموعة صغيرة من مسؤولين سابقين في الأمن القومي الأمريكي ينتمون إلى الحزبين الديمقراطي والجمهوري، غادرتها ويراودني شعور مفعم بالأمل حول مستقبل المملكة”.
وقال إنه “قد يبدو الأمر متناقضاً عندما يصوّر البعض السعوديين على أنهم “من يشعلون الحرائق ويقومون بإخمادها” في الصراع مع الإسلامويين المتطرفين. ففي حين ساهم التمويل السعودي للمدارس الدينية عالميَاً في انتشار نسخة غير متسامحة للغاية من الإسلام، أتساءل ما إذا كان أثرٌ متأخرٌ يجعل السعوديين يتميّزون بسلوكيات لم تعد قيادتهم تتبنّاها. وفي مطلق الأحوال، هذه بالتأكيد ليست حال السعودية التي واجهتها للتوّ”
ورأى روس، الذي شغل منصب كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط في الفترة 2009–2011، رأى المملكة بشكل مختلف في آخر زيارة له، مشيرا إلى “صحوة تجري في السعودية تقودها النخبة. وكما قال لنا أحد السعوديين، هناك “ثورة في البلاد تتزياً برداء الإصلاح الاقتصادي”.
وأضاف: “يُطلعنا العديد من الوزراء على أن أسابيع عمل تتألّف من 80 ساعة في الأسبوع أصبحت القاعدة حالياً. وعندما سألنا كيف يستجيب أولئك البيروقراطيون مع هذه المطالب الجديدة، قيل لنا إنه في الوقت الذي لا يُعرب فيه الجميع عن سعادتهم حيال مسار الأمور يشعر المسؤولون الأصغر سنّاً والشباب حالياً أنهم جزءٌ من شئ مهم وقد تبنّوا الواقع الجديد”.
أما من الناحية الرمزية، يتابع روس قوله بإنه كان “حضور المرأة لافتاً في اجتماعنا مع وزير الخارجية وزيارتنا إلى “كلية ريادة الأعمال” حيث كان نصف المشاركين في الاجتماع من النساء”.
وعلى الصعيد العملي، تبدو خطط السعوديين للتحوّل طموحة ومصمّمة بهدف تنويع الاقتصاد، ووضع حدّ لاعتماد المملكة المفرط على النفط، وإبقاء رؤوس الأموال في البلاد من أجل استثمارها محلياً، وتعزيز الشفافية والمساءلة على حد سواء، مع الإشارة إلى أن “الشفافية” و”المساءلة” لم يكونا مصطلحان استخدما في الماضي لوصف السعودية.
وبين أن الخطط الرامية إلى طرح نسبة صغيرة من أسهم “أرامكو” للاكتتاب العام ستتطلّب فتح دفاتر شركة النفط العملاقة السعودية، وإن دلّ ذلك على شيء فهو أنه إن كان أفراد العائلة المالكة قد استخدموا الشركة كصراف آلي خاص في الماضي، فلن يتمكّنوا من القيام بذلك بعد الآن.
وأردف أن ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كان جادا تماما عندما أبلغنا أنه لم يعُد للسعودية إيدولوجية سوى التنمية الوطنية والتحديث.
فبالنسبة له (وهنا يتحدث روس عن بن سلمان)، “ليس هناك خيار سوى السعي إلى تحقيق الأهداف الطموحة المحدّدة في “برنامج التحوّل الوطني” و”رؤية المملكة العربية السعودية 2030" القائمة على مضاعفة الإيرادات غير النفطية ثلاث أضعاف بحلول عام 2020، وإنشاء صندوق للاستثمارات العامة لاستغلال المعادن الأخرى، وتعزيز الصناعات البتروكيماوية والطاقة البديلة للسعوديين، وتطوير قطاع السياحة المحلي ومراكز الترفيه”.
وينقل روس عن ولي ولي العهد السعودي قوله إنه “يتمّ حاليا تنفيذ عملية إصلاح شاملة للنظام التعليمي، حيث أن هناك80,000 طالب يتابعون تحصيلهم العلمي في الخارج ويعودون إلى المملكة بعد اكتساب مهارات حديثة واستعداد ذهني جديد، كما تنخرط النساء بشكل متزايد في الوظائف في مختلف القطاعات”.
واختمم بقوله إن السعوديين ليسوا واهمين من واقع افتعال الإيرانيين للمشاكل في المنطقة أو تمويلهم حزب الله اللبناني وجماعات إرهابية أخرى.
وقال إن “من المفارقات، قد يكون السعوديون هم من يملكون فرصة أفضل لتحويل بلادهم وتطويرها بالفعل: فخلافاً للإيرانيين، قد لا تشكّل الأيديولوجيا التي يعتمدونها عائقاً، حيث أنهم رسموا خطة للتحديث، كما أن قادتهم — على عكس آية الله علي خامنئي — يرغبون في فتح بلادهم على العالم. وما كنت لأراهن على إخفاقهم”.
وبين أن على الرئيس المقبل للولايات المتحدة عليه “اقتراح حوار استراتيجي مع السعودية وإعداد خطة للطوارئ للتعامل مع التهديدات الأمنية بالشراكة مع المملكة،” إذ يرى أن ذلك سيساعد بشكل كبير في “طمأنة السعوديين في الوقت الذي تعتقد قياداتهم أن أمريكا فشلت في إدراك التهديد الذي تشكله إيران واستخدامها للميليشيات الشيعية لتقويض الحكومات العربية.”