إن من أبرز أشكال وتكتيكات الطيران التي تتبعها المروحيات الهجومية في تقدمها عبر بيئة تهديد عالية، ما يطلق عليه اصطلاحاً "الطيران بين العوارض والطيات الأرضية" Nap Of the Earth Flight وهو أسلوب للطيران على ارتفاع منخفض جداً تستخدمه عادة الطائرات ثابتة الجناح والمروحيات بقصد تفادي الكشف والرصد المعادي. لقد طور أسلوب الطيران هذا خلال الحرب الفيتنامية لتجاوز معضلة وخطر الإسقاط بواسطة الصواريخ الباحثة عن الحرارة heat seeking missiles حيث اعتاد الطيارين الأمريكيين الطيران على ارتفاعات عالية لتجنب المدافع ونيران الأسلحة الخفيفة.
وتستفيد المروحيات في تكتيكات التجوال هذه من طيرانها بين المعالم الجغرافية للتضاريس السطحية واستعمالها كغطاء، فيتم استغلال الوديان والطيات الأرضية للطيران خلالها أو على مستوى سقفهم تقريباً، والبقاء تحت حدود غطاء الكشف الراداري المعادي، مستخدمة أحياناً تكتيكات معانقة وملازمة الأرض في هذا الأسلوب من الطيران (وفق القاعدة التي تقول أن الهدف الذي لا تستطيع رؤيته هو عادتاً الهدف الذي لا تستطيع ضربه) وتكون سرعة طيران المروحية هنا أكثر انخفاضاً مقارنة بسرعة الطائرة ثابتة الجناح، كما تكون لديها قابلية أكبر على المناورة maneuver ability، بحيث تستطيع المروحيات الطيران على ارتفاع بضعة أقدام من قمم الأشجار وخطوط الكهرباء، أو حتى أسفل منها، كما تستطيع الحوم والاختفاء خلف الأشجار والمباني، بحيث يظهر منها فقط منظومة الرادار المثبت على سارية المروحة أو مجسات الرصد والتوجيه الأخرى مع الحد الأدنى الكافي لإطلاق أسلحتهم والاختباء مرة أخرى.