تحسبا لطوارئ في المغرب العربي البنتاغون يطلب نشر 20 طائرة مروحية في قاعدة «روتا» الاسبانية

Maysara al Matghari

عضو مميز
إنضم
5 يونيو 2015
المشاركات
2,487
التفاعل
10,577 12 0
الدولة
Morocco
ترغب الولايات المتحدة في رفع وجودها الجوي في قاعدة روتا جنوب إسبانيا عند مدخل مضيق جبل طارق، وقد يكون هذا له علاقة بالتطورات السياسية-الحربية التي تشهدها منطقة المغرب العربي وخاصة ليبيا علاوة على تونس مؤخراً، مما قد يتطلب إجلاء مواطنين أمريكيين أو غربيين. وأوردت جريدة «الباييس» في موقعها الرقمي نهاية الأسبوع طلباً تقدم به البنتاغون الى الحكومة الإسبانية المؤقتة التي يدير شوؤنها المحافظ ماريانو راخوي، وينص على نشر 20 طائرة مروحية في قاعدة روتا. وتبرز رفض حكومة مدريد الترخيص للطلب لأن الحكومة هي مؤقتة فقط ولا يمكنها اتخاذ قرارات هامة مثل هذا القرار.
وشهدت اسبانيا انتخابات تشريعية يوم 20 كانون الاول / ديسمبر الماضي، ولم تمنح الأغلبية لأي حزب، وفشلت الأحزاب طيلة هذه المدة في تشكيل حكومة ائتلاف. ويؤثر هذا الوضع السياسي على القرارات الهامة التي لا يمكن للحكومة إتخاذها مثل منح الرد إيجاباً على طلب البنتاغون في قاعدة روتا. وفي الوقت ذاته، ألغى العاهل الإسباني فيلبي السادس زيارات متعددة للخارج ومنها بريطانيا ودول جنوب آسيا بسبب غياب حكومة رسمية.
وتوجد الطائرات المروحية المذكورة في كل من أفغانستان والعراق، حيث كان يتم استعمالها في محاربة المخدرات في أفغانستان وكذلك تعقب الجماعات المسلحة في هذا البلد والعراق. ولا يريد البنتاغون نقلها الى قاعدتها الأصلية في ولاية فلوريدا الأمريكية بل تركها في منطقة قريبة من بؤر التوتر ويجري التركيز على قاعدة روتا العسكرية.
وتعتبر روتا قاعدة عسكرية مشتركة بين اسبانيا والولايات المتحدة منذ سنة 1953، وهي هامة واستراتيجية في مخططات البنتاغون لوقوعها عند المدخل الغربي لمضيق جبل طارق، وتفيد في التزود بالوقود والاستراحة والتداريب ورسو سفن وهبوط طائرات.
والطائرات المروحية التي يرغب البنتاغون في تركها في روتا مع بداية الصيف المقبل هي من نوع Boeing CH-46 و Sikorsky S-61 . ويتم استعمال الطائرة المروحية الأولى، البوينغ، في نقل القوات الخاصة لتنفيذ عمليات مسلحة وفي نقل التزويد اللوجيستي والانقاذ والإجلاء وانتشال مروحيات أخرى معطوبة. بينما يتم استعمال الثانية في عمليات الإجلاء.
وتنشر جريدة الباييس أن البنتاغون يرغب في ترك هذه المروحيات قريبة من المغرب العربي لاستعمالها في حالة وقوع مستجدات نظرا للتطورات التي تجري في المنطقة وأساساً الوضع المتفجر في ليبيا والوضع المتوتر في تونس بعد العمليات الإرهابية في بلدة بن قردان التي خلفت عشرات القتلى وقلق في الجزائر جراء الهجمات التي تستهدف المنشآت النفطية جنوب البلاد التي يعمل فيها أجانب. وعليه، سيتم استعمال هذه المروحيات في المساعدة في عمليات إجلاء المواطنين الأمريكيين إذا تطلب الأمر. وهذه الطائرات المروحية تضاف الى أخرى في اسبانيا وأخرى في قاعدة سنيغولا الإيطالية يرتكز عملها أساساً على شمال إفريقيا في الظروف الحالية.
وكانت اسبانيا قد رخصت منذ ثلاث سنوات للبنتاغون في أعقاب الهجوم على السفارة الأمريكية في ليبيا بنشر 850 من قوات المارينز في قاعدة مورون دي لفرونتيرا في اشبيلية، وصادقت السنة الماضية على رفع من هذا العدد إلى مستوى ثلاثة آلاف بسبب ارتفاع المخاطر في المغرب العربي.
وفي حالة وصول الحزب الاشتراكي الى الحكم أو استمرار الحزب الشعبي من المنتظر قبول الطلب الأمريكي، ذلك أن الحزبين وافقا باستمرار على الطلبات التي يتقدم بها البنتاغون الى مدريد. ومن أبرز هذه الإجراءات خلال 15 سنة الأخيرة، قبول الحكومة اليمينية لخوسي ماريا أثنار (1996-2004) بتوسيع قاعدة روتا بطلب من البنتاغون.
وبدوره، صادق رئيس الحكومة الاشتراكية خوسي لويس رودريغيث سبتيرو (2004-2011) على استضافة قاعدة روتا سفن الذراع الصاروخية الموجهة لإعتراض صواريخ ضد أمن أوروبا والولايات المتحدة، وأخيراً قبول حكومة ماريانو راخوي الحالية التي هي في وضع مؤقت نشر قوات مارينز في قاعدة مورون في اشبيلية في الأندلس منذ سنتين.
وإذا تشكل ائتلاف يساري بمشاركة حزب بوديموس سيكون من الصعب قبول طلب البنتاغون لأن هذا الحزب يعارض سياسات واشنطن في البحر الأبيض المتوسط ويدعو الى إغلاق قاعدة روتا بل والانسحاب من الحلف الأطلسي.

 
عودة
أعلى