مخابرات اليابان: تندوف غير آمنة .. والبوليساريو منظمة إرهابية
هسبريس - طارق بنهدا
الأحد 03 يوليوز 2016 - 12:10
بعدما كشفت وكالة استخبارات الأمن العام اليابانية علاقات واضحة بين أعضاء من تنظيم "جبهة البوليساريو" الانفصالي وتنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" و"القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، صنف التقرير السنوي للوكالة التابعة لوزارة العدل اليابانية، مخيمات المحتجزين بتندوف، الواقعة في الجنوب الغربي الجزائري، منطقة غير آمنة.
ووفقا للتقرير السنوي حول "وضعية الإرهاب في العالم" للعام 2016 الصادر عن وكالة استخبارات الأمن العام اليابانية، فإن تندوف تعدّ منطقة غير آمنة بسبب تسجيل حالات من الاختطافات، فيما بثت الوكالة تحذيرات ومخاوف من انعدام مقومات الأمن بتندوف بسبب تردي الوضع الأمني في منطقة الساحل جنوب الصحراء، وتزايد النشاطات الإرهابية بمنطقة الساحل وبليبيا.
ويأتي التقرير المذكور كامتداد للتقارير السابقة التي توالت خلال السنوات الثلاثة الأخيرة من الوكالة الاستخباراتية اليابانية، في وقت كشف فيه تقريرها للعام 2011 وجود علاقات بين أعضاء من تنظيم "جبهة البوليساريو" الانفصالي وتنظيمي "القاعدة في شبه الجزيرة العربية والمغرب الإسلامي"؛ حيث صنف التقرير الاستخباراتي بوضوح كامل البوليساريو ضمن لائحة "المنظمات الإرهابية" التي تهدد الأمن القومي الياباني.
الرزرازي: نشاطات البوليساريو مشبوهة
وفي تعليق على نتائج التقرير الياباني، قال المصطفى الرزرازي، أستاذ محاضر بجامعة "سابورو غاكوين" باليابان، إن الوثيقة هي امتداد للتقارير الصادرة عن الوكالة نفسها منذ عام 2011، على أنّ وجود العلاقات بين تنظيم "القاعدة" وغيرها من التنظيمات الجهادية وبين جبهة البوليساريو يثير جدلا واسعا في أوساط المختصين والإعلاميين وأجهزة الاستخبارات الدولية.
الرزرازي أضاف، في تصريح لهسبريس، أن دراسة المقاييس اليابانية في تحليل وتصنيف المنظمات المهددة للأمن القومي الياباني ترتكز على مقياسين اثنين؛ يتمثل الأول في مقياس المنظمات المتورطة في أعمال إرهابية (Acte Terroriste) داخل أو خارج التراب الياباني، والثاني مقياس التنظيمات المتورطة في أنشطة إرهابية (Activité Terroriste) معتبرا أن ما جاء في التقرير "يعكس هذه الروح التي عبّرت عنها وكالة استخبارات الأمن العام اليابانية في تقاريرها لأعوام 2011، و2013، ثم 2014".
ويتوقع نائب رئيس الفريق الدولي للدراسات العابرة للأقاليم والأقاليم الصاعدة بطوكيو عودة ملف تورط البوليساريو وبعض قادة الجيش الجزائري في عمليات تواطؤ مع تنظيمات إرهابية إلى سطح الأخبار، بعد إنتاج الجبهة الانفصالية لخطاب يحاول التبرؤ من الإرهاب منذ 2013، مشددا على ذلك وفق ومؤشرَيْن: "يتمثل الأول في ارتفاع حدة لغة التهديد بالعودة إلى السلاح من طرف البوليساريو".
ويرى المتحدث أن البوليساريو تصنف ضمن المنظمات المؤمنة بالعنف السياسي "حين ترفع شعار العودة إلى الكفاح المسلح كلما حقق المغرب انتصارا دبلوماسيا أو كلما وجدت نفسها في مأزق جديد أمام المنتظم الدولي"، مضيفا أن هوية العنف للجبهة ظهرت واضحة "حين أجهض المجتمع الدولي المحاولات اليائسة في دفع الأمين العام للأمم المتحدة إلى تبني خيارات غير قانونية، حينها هددت البوليساريو، مرة أخرى، نهاية شهر أبريل الماضي، بالعودة إلى السلاح".
أما المؤشر الثاني، بحسب الرزرازي، فيتمثل في ما قال إنها فضيحة التسريبات الأمريكية التي كشفت تورط قادة الجيش الجزائري في اتفاقات مع المختار بلمختار، القيادي في تنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي"، "هدفت إلى تشجيعه على ضرب مصالح المغرب بإقليم الصحراء"، معتبرا أن هذا الواقع سيدفع بالمنتظم الدولي إلى اتخاذ موقف واضح من النشاطات المشبوهة للجبهة "رغم الحماية التي توفرها الدبلوماسية الجزائرية".