مجاهدون لا قراصنة
تعرضت سواحل الشمال الأفريقي في تونس والجزائر والمغرب لغزو مسلح من قبل أسبانيا والبرتغال بعد أن سقطت دولة الإسلام في الأندلس في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، وهو الأمر الذي جعل أهالي الجزائر يستغيثون بالدولة العثمانية الفتية، ويطلبون عونها، فاستجابت لندائهم وضمت الجزائر لسلطانها وحمايتها، وبعثت بقوة من سلاح المدفعية، وألفين من الجنود الإنكشارية، وأذن السلطان سليم الأول لمن يشاء من رعاياه المسلمين بالسفر إلى الجزائر، والانخراط في صفوف المجاهدين تحت قيادة خير الدين بارباروسا الذي نجح في إنشاء هيكل دولة قوية، بفضل المساعدات التي تلقاها من الدولة العثمانية، واستطاع أن يوجه ضربات قوية للسواحل الأسبانية، وأن يجعل من الجزائر قاعدة بحرية.
خير الدين بارباروسا
وظلت الجزائر بعد وفاة خير الدين باربروسا سنة (953هـ= 1546م) القاعدة الأولى لقوات الجهاد البحري الإسلامي في المغرب العربي، والقاعدة الأمامية لقوات الدولة العثمانية في الحوض الغربي للبحر المتوسط، ومنطلق جهادها ضد القوى الاستعمارية المسيحية في ذلك الوقت. وكان الأسطول الإسلامي قد وصل إلى درجة عالية من القوة والتنظيم جعلته مرهوب الجانب مخشي البأس، واشتهر من قادة هذا الأسطول عدد من قادة البحرية تمكنوا من "إرهاب" الدول الاستعمارية، وتحرير المناطق الإسلامية الواقعة تحت الاحتلال في الساحل الشمالي الأفريقي، من أمثال: درجوت، وسنان، وصالح ريس.
وكانت السفن الإسلامية تباشر عمليات الجهاد ضد السفن المسيحية التي دأبت على التعرض للسفن الإسلامية في حوض البحر المتوسط ومصادرة حمولاتها وأسر ركابها، وكانت مراكب المسلمين التي يطلق عليها "مراكب الجهاد" تخرج من موانيها للدفاع عن السفن الإسلامية، ولم تخرج للقرصنة كما يزعم المؤرخون الغربيون، وإنما كانت تقوم بالدفاع عن الإسلام والعروبة ضد الخطر الأوربي الذي كان يتزايد يوما بعد يوم يريد التهام الشمال الأفريقي المسلم، وكانت كل من أسبانيا والبرتغال تريد الاستيلاء على المغرب العربي، وتحويل سكانه من الإسلام إلى المسيحية وطمس عروبته.
الجزائر دولة بحرية
وقد قامت البحرية الجزائرية بدورها على خير وجه، فهاجمت السواحل الشرقية لأسبانيا دون أن تجد من يقاومها، وكانت تعود في كل مرة بالأسرى والغنائم، كما هاجمت سواحل سردينيا وصقلية ونابولي، وهددت الصلات البحرية بين ممتلكات الإمبراطورية الأسبانية وممتلكاتها في إيطاليا، وكان رجال البحرية الجزائرية يهاجمون سفن الأعداء، ويأسرون بحارتها، ويستولون على السلع والبضائع التي تحملها.
وفشل الأوربيون في إيقاف عمل المجاهدين، وعجزت سفنهم الضخمة عن متابعة سفن المجاهدين الخفيفة وشل حركتها. وقد ساعد على نجاح المجاهدين مهارتهم العالية، وشجاعتهم الفائقة، وانضباطهم الدقيق، والتزامهم بتنفيذ المهام الموكلة إليهم.
وصار لرجال البحر الجزائريين مكانة مرموقة في مدينة الجزائر التي كان يعمها الفرح عند عودتهم، فكان التجار يشترون الرقيق والسلع التي يعودون بها، وكان نصيب البحارة من الغنائم كثيرا وهو ما أغرى الكثير بدخول البحرية والانتظام ضمن صفوفها، حتى إن عددا كبيرا من الأسرى المسيحيين كانوا يعلنون إسلامهم وينخرطون في سلك البحرية، وكان يطلق على هؤلاء اسم "العلوج".
تعرضت سواحل الشمال الأفريقي في تونس والجزائر والمغرب لغزو مسلح من قبل أسبانيا والبرتغال بعد أن سقطت دولة الإسلام في الأندلس في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، وهو الأمر الذي جعل أهالي الجزائر يستغيثون بالدولة العثمانية الفتية، ويطلبون عونها، فاستجابت لندائهم وضمت الجزائر لسلطانها وحمايتها، وبعثت بقوة من سلاح المدفعية، وألفين من الجنود الإنكشارية، وأذن السلطان سليم الأول لمن يشاء من رعاياه المسلمين بالسفر إلى الجزائر، والانخراط في صفوف المجاهدين تحت قيادة خير الدين بارباروسا الذي نجح في إنشاء هيكل دولة قوية، بفضل المساعدات التي تلقاها من الدولة العثمانية، واستطاع أن يوجه ضربات قوية للسواحل الأسبانية، وأن يجعل من الجزائر قاعدة بحرية.
خير الدين بارباروسا
وظلت الجزائر بعد وفاة خير الدين باربروسا سنة (953هـ= 1546م) القاعدة الأولى لقوات الجهاد البحري الإسلامي في المغرب العربي، والقاعدة الأمامية لقوات الدولة العثمانية في الحوض الغربي للبحر المتوسط، ومنطلق جهادها ضد القوى الاستعمارية المسيحية في ذلك الوقت. وكان الأسطول الإسلامي قد وصل إلى درجة عالية من القوة والتنظيم جعلته مرهوب الجانب مخشي البأس، واشتهر من قادة هذا الأسطول عدد من قادة البحرية تمكنوا من "إرهاب" الدول الاستعمارية، وتحرير المناطق الإسلامية الواقعة تحت الاحتلال في الساحل الشمالي الأفريقي، من أمثال: درجوت، وسنان، وصالح ريس.
وكانت السفن الإسلامية تباشر عمليات الجهاد ضد السفن المسيحية التي دأبت على التعرض للسفن الإسلامية في حوض البحر المتوسط ومصادرة حمولاتها وأسر ركابها، وكانت مراكب المسلمين التي يطلق عليها "مراكب الجهاد" تخرج من موانيها للدفاع عن السفن الإسلامية، ولم تخرج للقرصنة كما يزعم المؤرخون الغربيون، وإنما كانت تقوم بالدفاع عن الإسلام والعروبة ضد الخطر الأوربي الذي كان يتزايد يوما بعد يوم يريد التهام الشمال الأفريقي المسلم، وكانت كل من أسبانيا والبرتغال تريد الاستيلاء على المغرب العربي، وتحويل سكانه من الإسلام إلى المسيحية وطمس عروبته.
الجزائر دولة بحرية
وقد قامت البحرية الجزائرية بدورها على خير وجه، فهاجمت السواحل الشرقية لأسبانيا دون أن تجد من يقاومها، وكانت تعود في كل مرة بالأسرى والغنائم، كما هاجمت سواحل سردينيا وصقلية ونابولي، وهددت الصلات البحرية بين ممتلكات الإمبراطورية الأسبانية وممتلكاتها في إيطاليا، وكان رجال البحرية الجزائرية يهاجمون سفن الأعداء، ويأسرون بحارتها، ويستولون على السلع والبضائع التي تحملها.
وفشل الأوربيون في إيقاف عمل المجاهدين، وعجزت سفنهم الضخمة عن متابعة سفن المجاهدين الخفيفة وشل حركتها. وقد ساعد على نجاح المجاهدين مهارتهم العالية، وشجاعتهم الفائقة، وانضباطهم الدقيق، والتزامهم بتنفيذ المهام الموكلة إليهم.
وصار لرجال البحر الجزائريين مكانة مرموقة في مدينة الجزائر التي كان يعمها الفرح عند عودتهم، فكان التجار يشترون الرقيق والسلع التي يعودون بها، وكان نصيب البحارة من الغنائم كثيرا وهو ما أغرى الكثير بدخول البحرية والانتظام ضمن صفوفها، حتى إن عددا كبيرا من الأسرى المسيحيين كانوا يعلنون إسلامهم وينخرطون في سلك البحرية، وكان يطلق على هؤلاء اسم "العلوج".