وزير الدفاع الاسرائيلى يستوضح احتمال عودة الجيش المصري إلى المواجهة مع إسرائيل

التقى وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد موشي يعلون مع رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الجنرال أفيف كوخفي في مقر وزارة الدفاع في الهاقيرياء بتل أبيب يوم الخميس 28 مارس.
هذا الاجتماع وبحسب مصدر يخدم في الجيش الإسرائيلي في إحدى القواعد العسكرية في بئر السبع يسبق جولة تفقدية يستعد وزير الدفاع الإسرائيلي للقيام بها إلى قيادة المنطقة الجنوبية وإلى السور الأمني الذي يقام على الحدود المصرية ليطلع بنفسه على الاستعدادات لمواجهة تهديدات محتملة من الحدود المصرية.
أثناء الاجتماع في مقر وزارة الدفاع كان وزير الدفاع مهتما إلى حد كبير بمعرفة هل الجيش المصري يمكنه العودة إلى خندق المواجهة ضد إسرائيل بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر عن طريق دعم المنظمات الفلسطينية في قطاع غزة مثل حماس والجهاد؟
هذا الاهتمام أيضا دفع وزير الدفاع يعلون إلى عقد مقارنة بين ما فعله الجيش المصري بعد الانقلاب العسكري في 1952 وتحديدا في أواخر النصف الأول من عقد الخمسينات حيث كان الجيش المصري يعاني من نقص كبير في السلاح والتدريب.
استحضر وزير الدفاع الإسرائيلي سابقة تشكيل وحدات فدائية لتعمل ضد إسرائيل قادها عقيد في الجيش المصري هو مصطفى حافظ والتي شنت سلسلة من العمليات داخل إسرائيل وصلت إلى مشارف تل أبيب.
الجنرال كوخفي رغم أنه طلب من وزير الدفاع إمهاله لمدة أسبوعين لكي يقدم إجابات وردود تتناسب مع أهمية هذه الأسئلة والعودة إلى وحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات وكذلك استخبارات الميدان وأقسام أخرى في الاستخبارات العسكرية لكنه مع ذلك لم يغادر مكتب وزير الدفاع قبل أن يقدم عرضا موجزا لوضع الجيش المصري الآن.
من النقاط الهامة واللافتة التي أوردها كوخفي:
1-أن الجيش المصري بحوزته أسلحة متطورة هي أسلحة أمريكية مثل:
سلاح الجو الذي يمتلك 505 طائرة مقاتلة من بينها 211 طائرة طراز F16 C/D وكذلك 230 مروحية بينها 35 أباتشي و19 شينوك.
سلاح البحرية أربع غواصات و72 سفينة قتالية.
سلاح الدروع 3380 دبابة بينها 880 من نوع أبراميز
حجم القوات المصرية 450 ألف فرد نظامي.
لكن لكي تعود مصر إلى خندق المواجهة مع إسرائيل تحتاج إلى قابليات وإمكانيات وتحضيرات كبيرة منها:
قرار سياسي بالعودة إلى المواجهة مع إسرائيل من قبل القيادة السياسية، مثل هذا القرار يتعذر اتخاذه وصنعه من قبل القيادة المصرية الحالية التي يرأسها محمد مرسي لاعتبارات داخلية وخارجية ولأن مصر في وضع لا يسمح لها بأن تستفز الولايات المتحدة والدول الأوروبية وهي تبحث عن مصادر تمويل من هذه الدول.
2-أن التقارير الاستخباراتية الميدانية التي تتلقاها شعبة أمان تشير إلى أن القيادات العليا في الأركان وقيادات الفرق والتشكيلات ليست متحمسة لخوض حرب جديدة مع إسرائيل، إما بسبب الوضع الحالي في مصر المتدهور وإما بسبب ثقافة السلام التي سادت في مصر منذ 1979 في عهد كل من السادات ومبارك.
3-أن الهم الأكبر للقيادة المصرية في الوقت الحاضر هو معالجة المشاكل الداخلية المزمنة الاقتصادية والاجتماعية وكذلك احتواء الصراعات والخلافات المحتدمة بين جميع القوى السياسية في الساحة المصرية والتي لا يبدو أنها قابلة للحل والعلاج في المدى القصير.
4-أن السلاح المتطور الموجود في مصر قد يتحول إلى سلاح غير فعال إذا ما قررت الولايات المتحدة فرض حظر على العتاد وقطع الغيار والمعدات الأخرى على مصر وهو ما سيجعل الجيش المصري في مواجهة مشاكل لوجيستية صعبة.
5-أن مصر وعلى ضوء التطورات العاصفة التي تشهدها المنطقة العربية لن تجد عمقا إستراتيجيا ولوجيستيا وماليا يدعم توجهها الجديد أي في العودة إلى المواجهة مع إسرائيل.
سوريا تواجه خطر التفكك والأردن لن يعود مرة أخرى إلى خندق المواجهة مع إسرائيل لأن معاهدة وادي عربة 1994 تحولت إلى شراكة أردنية إسرائيلية قائمة على عدة أبعاد وجوانب.
دول الخليج وعلى رأسها السعودية ليست على استعداد لأن تدعم أية سياسة عدائية ضد إسرائيل وهي التي طرحت المبادرة السعودية لإنهاء النزاع مع إسرائيل كما أنها في غير وارد التفكير في دعم أي عمل ضد إسرائيل، ناهيك عن أنها أهملت القضية الفلسطينية إهمالا أسهم في تهميش هذه القضية بل وتغييبها عن جدول الأعمال في الجامعة العربية وفي مؤتمرات القمة العربية.
ومن المؤمل أن يقدم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بعد أسبوعين هذا الملف بعد أن يتشاور مع رؤساء الأقسام وعلى الأخص رئيس قسم مصر في شعبة الاستخبارات العسكرية الذي يرأسه مهاجر من مصر بالإضافة إلى وحدة الأبحاث ومخابرات الميدان.
مقال مترجم من العبرية الى العربية
المصدر: الصحة والعالم