الدولة الأموية من النشأة إلى الزوال: (2) تأسيس الملك (من الفتنة الكبرى إلى عام الجماعة)

إنضم
7 مارس 2022
المشاركات
16,785
التفاعل
25,031 513 13
الدولة
Egypt
بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الأول: المدينة الحزينة.. وبيعة تحت ظلال السيوف



في الأيام الخمسة التي تلت مقتل عثمان (ذي الحجة 35 هـ)، كانت المدينة المنورة تعيش "كابوساً" لم يرَ العرب مثله قط. مدينة الرسول ﷺ، التي كانت تخرج منها الجيوش لفتح العالم، أصبحت اليوم أسيرة في يد "الغافقي بن حرب" (قائد المتمردين ) الذي تجرأ ونصب نفسه إماماً للصلاة في مسجد النبي ﷺ.كان "الغوغاء" يسيطرون على الشوارع، وسيوفهم تقطر دماً، بينما لزم كبار الصحابة (علي، طلحة، الزبير، سعد) بيوتهم، وأغلقوا عليهم أبوابهم، والذهول يعقد ألسنتهم.



أولاً: الفراغ القاتل (البحث عن "محلل" للجريمة)



أدرك قادة الفتنة (الأشتر، الغافقي، حرقوص) أنهم وقعوا في ورطة. لقد قتلوا الخليفة، لكنهم لا يملكون شرعية الحكم. وإذا انفض الناس عنهم دون تنصيب خليفة جديد، فإن جيوش الشام والعراق ستزحف عليهم وتبيدهم عن بكرة أبيهم.كانوا بحاجة ماسة إلى "غطاء شرعي" يحميهم.

ذهبوا في البداية إلى "سعد بن أبي وقاص" (فاتح العراق)، وقالوا له: "أنت من أهل الشورى، فمد يدك نبايعك".فنظر إليهم سعد باحتقار وقال: "لا، حتى يبايع الناس كلهم، وحتى يبايع طلحة والزبير".ثم ذهبوا إلى "عبد الله بن عمر"، فرفض بشدة.لم يبقَ أمامهم إلا "علي بن أبي طالب".




ثانياً: علي بن أبي طالب.. الخيار المر



تجمع المتمردون حول دار علي، ومعهم جمع من أهل المدينة الخائفين، وهتفوا باسمه.خرج إليهم علي، وكان الحزن والغضب يعصران قلبه. قالوا له: "إن هذا الرجل قد قُتل (يقصدون عثمان)، ولابد للناس من إمام، ولا نجد أحداً أحق بها منك".فرد علي زاجراً: "ليس ذلك إليكم! إنما ذلك لأهل الشورى وأهل بدر، فمن رضي به فهو الخليفة".

لكن "الأشتر النخعي" وأصحابه لم يكونوا في وارد التفاوض. ضيقوا الخناق، وقالوا لعلي بلهجة التهديد المبطن: "إن الناس قد صنعوا ما ترى (من قتل عثمان)، وإن افترقوا ولم يولوا أحداً، فسد الأمر.. فمد يدك".نظر علي إلى حال المدينة، ورأى أن "الدولة" تلفظ أنفاسها الأخيرة، وأن امتناعه يعني "الفوضى الشاملة" وسفك المزيد من الدماء، وربما ضياع الدين نفسه.فقبل البيعة.. لا طمعاً في السلطة، بل تضحيةً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.




بيعة "اليد المغلولة"



في المسجد النبوي، جلس علي للبيعة. كان المشهد غريباً ومؤلماً؛ الخليفة الجديد يجلس والقتلة (قتلة سلفه) يحيطون به، بسيوفهم ودروعهم، وكأنهم هم "الحرس الجمهوري" الجديد!جيء بـ طلحة والزبير. تذكر بعض الروايات (وإن كان فيها مقال) أنهما بايعا وهما "كارهان" تحت وطأة تهديد السيوف التي كانت تحيط بالمكان، ويقال إن طلحة بايع بيده التي شُلت يوم أحد دفاعاً عن النبي ﷺ، فتطير الناس وقالوا: "بيعة بيده شلاء.. لا تتم".



ثالثاً: الاعتزال.. الصمت الذي يصرخ



وسط هذا الصخب، اختار نفر من كبار الصحابة "الاعتزال". كان على رأسهم سعد بن أبي وقاص و عبد الله بن عمر و أسامة بن زيد.قال سعد لعلي: "يا أمير المؤمنين، لا أبايع حتى يبايع الناس كلهم، والله لا ترى مني بأساً".أما ابن عمر، فقال: "لا أوقظ فتنة نائمة، ولا أنام عن فتنة يقظة".كان موقفهم رسالة صامتة بأن هذه البيعة، وإن كانت صحيحة شرعاً لضرورة الوقت، إلا أنها "ناقصة" ومعيبة بوجود القتلة.



رابعاً: الزلزال يصل دمشق (قميص عثمان)



بينما كانت المدينة تغرق في الحيرة، وصل الخبر إلى دمشق، ولكن ليس كخبر عادي، بل كمشهد تراجيدي متكامل.دخل "النعمان بن بشير" (الصحابي الأنصاري) دمشق، ومعه "قميص عثمان" الملطخ بالدماء، و"أصابع نائلة" المقطوعة معلقة فيه.لم يضيع معاوية وقتاً. صعد المنبر في المسجد الجامع، ونشر القميص الدامي أمام أعين الناس .




لم يحتج معاوية لخطبة عصماء. كان منظر الدماء والأصابع كافياً لإشعال النار في صدور أهل الشام. ضج المسجد بالبكاء والنحيب لمدة سنة كاملة (كما يروي المؤرخون مبالغة في وصف الحزن).أقسم أهل الشام قسماً جماعياً مرعباً: "والله لا يمسون النساء، ولا ينامون على الفرش، حتى يقتلوا قتلة عثمان أو تفنى أرواحهم".تحولت الشام من "ولاية تابعة" إلى "معسكر ثأر" مستقل، يرفض السمع والطاعة لمن يؤوي القتلة.







خامساً: قرارات علي.. الجراحة المستعجلة



بمجرد أن استقر الأمر لعلي، قرر إجراء "عملية جراحية" شاملة لتطهير جسد الدولة من ولاة عثمان الذين كان الثوار يشتكون منهم، ظناً منه أن هذا سيهدئ النفوس ويسحب الذريعة من المتمردين.



نصيحة "المغيرة" و"ابن عباس"



جاء "المغيرة بن شعبة" (داهية ثقيف) إلى علي، وقال له ناصحاً: "يا أمير المؤمنين، إن معاوية في الشام، وهو قوي وله نفوذ، فأقره على عمله حتى يستقر لك الأمر ويبايعك الناس، ثم اعزل من شئت بعد ذلك".رفض علي هذا المنطق "السياسي البحت"، وقال بمبدئية صارمة: "لا والله، لا أداهن في ديني، ولا أستعين بالذين أضلوا".فعاد المغيرة في اليوم التالي وقال: "إذن اعزلهم جميعاً". (وكان يقصد أن النصيحة الأولى كانت للدنيا، والثانية للآخرة، أو ربما يائساً من إقناعه).

أصدر علي قراراته الحاسمة بعزل جميع ولاة عثمان، وعلى رأسهم معاوية بن أبي سفيان (والي الشام)، وعبد الله بن عامر (والي البصرة)، وعبد الله بن سعد (والي مصر).أرسل ولاته الجدد:


  • سهيل بن حنيف إلى الشام.
  • قيس بن سعد بن عبادة إلى مصر.
  • عثمان بن حنيف إلى البصرة.


سادساً: الرد الصادم.. "ارجع إلى صاحبك"



نجح ولاة مصر والبصرة في استلام مهامهم (بصعوبة)، لكن المفاجأة كانت في الشام.وصل سهيل بن حنيف (والي علي الجديد) إلى مشارف الشام (تبوك)، فلقيته خيول معاوية. سألوه: "من أنت؟". قال: "أمير بعثني أمير المؤمنين علي".فقالوا له ببرود واستعلاء: "إن كان بعثك عثمان فحي هلا، وإن كان بعثك غيره فارجع.. لا سمع ولا طاعة إلا لخليفة يقتص من القتلة".عاد سهيل إلى المدينة مكسور الخاطر، وأدرك علي أن الحرب قادمة لا محالة.

و لقد فشلت "الجراحة" التي أجراها علي بعزل الولاة في استئصال الداء، بل زادته اشتعالاً في الشام. والآن، بدأت الرسل تحمل رسائل الحرب بدلاً من رسائل البيعة.
 

الفصل الثاني: الشرخ العظيم (منطق "الدولة" ضد منطق "الدم")



بينما كان علي بن أبي طالب يحاول لملمة شتات الدولة في المدينة، كانت دمشق تعيش حالة من الغليان غير المسبوق. لم يعد مسجد دمشق مكاناً للصلاة فحسب، بل تحول إلى "ساحة تحشيد".علق معاوية قميص عثمان الملطخ بالدماء، وأصابع نائلة المقطوعة، على المنبر. وكان الرجال يمرون عليه فيبكون، ثم يتحول بكاؤهم إلى غضب، ثم إلى قسم مغلظ بالثأر.لم يكن معاوية في هذه اللحظة يطلب "خلافة" لنفسه – كما يظن البعض خطأً – بل كان يطلب "رأساً برأس": قتلة عثمان مقابل الطاعة .



أولاً: رسول علي إلى الشام (مهمة جرير المستحيلة)



أدرك علي أن الصدام مع الشام يعني فناء العرب، فقرر استنفاد كل الفرص الدبلوماسية. أرسل الصحابي الجليل "جرير بن عبد الله البجلي" (سيد قومه) إلى معاوية، يحمل رسالة حازمة: "أما بعد.. فإن الناس قد قتلوا عثمان عن غير مشورة مني، وبايعوني عن مشورة منهم واجتماع، فادخل فيما دخل فيه الناس".

وصل جرير إلى دمشق، فوجدها تغلي. دخل على معاوية، فماطله معاوية أياماً، وهو يستشير رؤوس أهل الشام ويشحن هممهم.ثم جاء الرد الصادم. لم يكتب معاوية حرفاً واحداً، بل دفع لجرير طوماراً (رسالة ملفوفة) "أبيض" ليس فيه سوى العنوان: "من معاوية إلى علي".تعجب جرير وسأله: "ما هذا؟".قال معاوية ببرود الواثق: "أخبر صاحبك أني تركت خلفي ستين ألف شيخ يبكون تحت قميص عثمان، لا يرضون إلا بالقَوَد (القصاص) من قتلة عثمان، فإن سلمهم إلينا بايعنا، وإلا فالسيف".

عاد جرير إلى علي بالخبر اليقين: "يا أمير المؤمنين، القوم لا يريدون إلا الحرب أو القصاص".



ثانياً: تشريح "الموقفين" (لماذا اختلف الأصحاب؟)



هنا يجب أن نقف وقفة متأنية لنفهم "فلسفة الصراع". لم يكن صراعاً بين "حق وباطل" مطلقين، بل كان صراعاً بين "صوابين" أو "أولويتين" في وقت فتنة عمياء:



1. منطق "الدولة والشرعية" (موقف علي بن أبي طالب)



كان علي ينظر للأمور بنظرة "رجل الدولة المسؤول عن الأمة بأكملها".

  • رأيه: القصاص حق، ولكن "الدولة" أهم. الدولة الآن في حالة فوضى، والقتلة آلاف (قبائل كاملة) يسيطرون على مفاصل الجيش والمدينة.
  • حجته: إذا حاولتُ قتلهم الآن، ستندلع حرب أهلية داخل المدينة وسأفنى أنا وجيشي وتضيع الدولة والدين.
  • الحل عنده: يجب أن يبايع معاوية أولاً لتوحيد الصف، فإذا استتب الأمن وقويت الدولة، قُدم الجناة للمحاكمة العادلة والاقتصاص منهم. تأخير القصاص هنا "ضرورة شرعية" لحفظ بيضة الإسلام .


2. منطق "الثأر والعدالة" (موقف معاوية وأهل الشام)



كان معاوية ينظر للأمور بنظرة "ولي الدم" الذي يرى هيبة الخلافة قد ديست.

  • رأيه: كيف نبايع خليفة يجلس القتلة حول منبره، ويمسكون بسيوفهم في جيشه؟ هذا يعني أن دم الخليفة قد ضاع هدراً، وأن "شريعة الغاب" قد حكمت.
  • حجته: القتلة معروفون (رؤوس الفتنة)، وتسليمهم واجب شرعي فوري لا يسقط بالتقادم ولا بالمصلحة.
  • الحل عنده: لا سمع ولا طاعة حتى يُقتل القتلة. "نحن لا نقاتل علياً على الخلافة، بل نقاتله لأنه يؤوي القتلة".


ثالثاً: انقسام الصحابة (المواقف الثلاثة)



أمام هذا المشهد المعقد، انقسم مجتمع الصحابة والتابعين إلى ثلاثة تيارات، كما رصدها المؤرخون بدقة:

  1. تيار "أهل العراق" (مع علي):رأوا أن الحق مع علي، لأنه الخليفة الشرعي الذي بايعه المهاجرون والأنصار، وأن خروج معاوية عليه هو "بغي" يجب قتاله بنص القرآن: {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ}. كان في هذا الجيش عمار بن ياسر، وقيس بن سعد، والأشتر النخعي (رغم دوره في الفتنة).
  2. تيار "أهل الشام" (مع معاوية):رأوا أن الحق مع معاوية في المطالبة بدم عثمان المظلوم، واستدلوا بآية: {وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا}. كان معهم صحابة كبار مثل النعمان بن بشير، ومسلمة بن مخلد، وأبو الأعور السلمي، وبالطبع عمرو بن العاص الذي التحق بهم لاحقاً.
  3. تيار "المعتزلين" (الأغلبية الصامتة):وهؤلاء هم السواد الأعظم من كبار الصحابة، مثل سعد بن أبي وقاص، عبد الله بن عمر، محمد بن مسلمة، أسامة بن زيد.رأوا أنها "فتنة" التبس فيها الحق بالباطل، وأن سيف المسلم لا ينبغي أن يرفع في وجه أخيه.
    • قيل لسعد بن أبي وقاص: "ألا تقاتل وأنت من أهل الشورى؟". فقال: "ائتوني بسيف له لسان ينطق، يقول لي: هذا مؤمن وهذا كافر، فأقاتل".
    • وقيل لابن عمر: "أنت أحق الناس بها". فقال: "والله لا أريق فيها محجمة دم" .


رابعاً: دهاء عمرو بن العاص (التحاق الداهية بمعاوية)



شعر معاوية أنه بحاجة إلى عقل سياسي يوازيه أو يفوقه، فتذكر "عمرو بن العاص". كان عمرو معتزلاً في فلسطين، غاضباً من عثمان لأنه عزله عن مصر، لكنه كان أشد غضباً لمقتله.راسله معاوية: "إنك قد كنت شريكنا في دم عثمان (أي بالمطالبة)، فاقدم علي لنتشاور".جاء عمرو، ودارت بين الداهيتين مفاوضات صريحة "على المكشوف".قال عمرو لمعاوية: "أما والله إنك لتعلم أني لست أجهل أن علياً أحق بهذا الأمر منك.. ولكني أريد مصر".اتفقا: لعمرو "ولاية مصر" طعمة (مدى الحياة) إذا انتصروا، مقابل أن يهب عقله ودهائه لمعاوية في هذه الحرب. وبهذا التحالف، كسب معاوية "أثقل وزن سياسي وعسكري" في العرب.
الآن، لم يعد هناك مفر من الصدام. لكن المفاجأة الكبرى أن الصدام الأول لن يكون بين علي ومعاوية.. بل سيخرج طرف ثالث من قلب مكة، يقلب الطاولة على الجميع. السيدة عائشة، وطلحة، والزبير يخرجون للمطالبة بدم عثمان أيضاً، ولكن وجهتهم ليست الشام، بل البصرة
 

الفصل الثالث: الجرح الأول (يوم الجمل: المأساة التي لم يردها أحد)



بينما كان علي بن أبي طالب يحاول تثبيت أركان حكمه في المدينة، كانت مكة المكرمة تشهد تجمعاً من نوع آخر. كانت "أم المؤمنين" عائشة بنت أبي بكر تؤدي مناسك الحج حين وصلها نبأ مقتل عثمان. ذُهلت السيدة عائشة، وقالت كلمتها الشهيرة: "قُتل والله مظلوماً، لأطلبن بدمه".لم تعد عائشة إلى المدينة، بل مكثت في مكة، ورفعت راية "القصاص"، فاجتمع حولها بنو أمية الذين فروا من المدينة، وكثير من قريش.



أولاً: التحاق الشيخين (طلحة والزبير)



في تلك الأثناء، خرج الصحابيان الجليلان طلحة بن عبيد الله و الزبير بن العوام من المدينة سراً، والتحقا بعائشة في مكة.كان لهما موقف واضح: لقد بايعنا علياً "والسيف على رقابنا" (كما تذكر بعض الروايات)، والآن نحن في حلٍ من تلك البيعة لأن الخليفة عاجز عن إقامة الحد على القتلة الذين يسرحون ويمرحون في جيشه.




اجتمع "المثلث القيادي" (عائشة، طلحة، الزبير) في مكة، ومعهم بنو أمية (مروان بن الحكم وسعيد بن العاص).طُرح السؤال المصيري: إلى أين نتجه؟

  • قال البعض: إلى الشام، عند معاوية. (رُفض الاقتراح، لأن معاوية يكفي نفسه، ولأنهم أرادوا حركة مستقلة).
  • قال آخرون: نعود إلى المدينة ونقاتل القتلة. (رُفض لاستحالة ذلك عسكرياً في ظل سيطرة الغوغاء).
  • استقر الرأي على الذهاب إلى "البصرة" في العراق. فالكوفة "شيعة لعلي"، والشام "شيعة لمعاوية"، أما البصرة ففيها رجال ومال، ويمكن أن تكون قاعدة انطلاق للمطالبة بالدم.



ثانياً: خروج "جيش الإصلاح"



خرجت أم المؤمنين عائشة في هودجها على جملها المسمى "عسكر"، ومعها طلحة والزبير، في جيش قوامه ثلاثة آلاف مقاتل، منادين بشعار واحد: "الإصلاح والقصاص". لم يعلنوا خلع علي، ولم يدعوا الخلافة لأنفسهم، بل كان هدفهم: "تطهير جيش الخليفة من القتلة".

وصلوا إلى البصرة، وبعد مناوشات مع واليها (عثمان بن حنيف)، استطاعوا السيطرة عليها، وطردوا الوالي، وأقاموا فيها الدعوة للقصاص، فاجتمع عليهم خلق كثير من أهل البصرة الناقمين على قتلة عثمان.



ثالثاً: علي يغادر المدينة (نهاية عاصمة النبي)



لما سمع علي بن أبي طالب بخروجهم، أدرك أن الفتق قد اتسع. لم يكن أمامه خيار إلا الخروج بجيشه لملاقاتهم قبل أن يستفحل الأمر.خرج علي من المدينة المنورة، وكانت تلك آخر مرة يخرج فيها خليفة من "مدينة الرسول" ليتخذها عاصمة، فلم تعد إليها الخلافة أبداً بعدها.اتجه علي بجيشه صوب الكوفة، فاستنفر أهلها، وانضم إليه الآلاف، وسار بهم نحو البصرة.



رابعاً: بارقة الأمل (مفاوضات السلام)



نزل الجيشان متقابلين. جيش علي، وجيش طلحة والزبير وعائشة.لكن، وللأمانة التاريخية، لم يكن أي من الطرفين يريد القتال.

  • أرسل علي الصحابي "القعقاع بن عمرو التميمي" سفيراً إلى القوم.
  • دخل القعقاع على عائشة وطلحة والزبير، وقال: "يا قوم، إن ما تطلبون (القصاص) حق، ولكن لا يُدرك إلا بالتمكين، فاصبروا حتى يستقر الأمر لعلي، ثم يقيدكم من القتلة".
  • لانت قلوبهم، ورأوا في كلام القعقاع وجاهة. قالوا: "إن كف علي عن حماية هؤلاء القتلة، فنحن معه، والصلح خير".
عاد القعقاع إلى علي بالبشارة: "القوم جنحوا للسلم".بات المسلمون تلك الليلة في سعادة غامرة، يرفعون أيديهم بالدعاء أن يحقن الله الدماء. نام المعسكران قريري الأعين، وظنوا أن الغمة قد انقشعت.



خامساً: مؤامرة الظلام (السبئية يشعلون الفتيل)



لكن.. كان هناك طرف ثالث لا ينام، طرف يرى في "الصلح" نهايته المحتومة. إنهم "قتلة عثمان" (السبئية والغوغاء) الذين اندسوا في جيش علي.اجتمع رؤوس الفتنة (الأشتر، وعبد الله بن سبأ، وغيرهم) في خيمة مظلمة بليل.قالوا: "والله لئن تم الصلح بين علي وطلحة والزبير، ليكونن دمنا هو الثمن. لا بد من إشعال الحرب الآن!" .




الخطة الشيطانية:في غبش الفجر، وقبل أن يستيقظ الناس للصلاة، تسللت مجموعة من السبئية وهاجموا معسكر طلحة والزبير بالسهام.

  • فزع جيش طلحة والزبير وصاحوا: "غدر بنا علي! هجم علينا ليلاً!".
  • وفي المقابل، عاد السبئية إلى معسكر علي وصاحوا: "غدر بنا طلحة والزبير! هجموا علينا!".
  • ظن علي أن القوم غدروا، وظن القوم أن علياً غدر. واختلط الحابل بالنابل، وخرج الأمر من يد العقلاء.


سادساً: المذبحة (يوم الجمل)



طلعت الشمس على مشهد مأساوي؛ المسلمون يقتتلون، والصحابة في مواجهة الصحابة.

  • كانت المعركة تدور حول "الجمل" الذي تركبه السيدة عائشة. كان الهودج كأنه "راية" الجيش، فاستمات أهل البصرة في الدفاع عنه، وكلما قُتل واحد أمسك بخطام الجمل آخر، حتى قُتل حول الجمل خلق كثير.
  • نادى علي في جيشه: "لا تتبعوا مدبراً، ولا تجهزوا على جريح، ولا تفتحوا باباً". كان يقاتل وهو يبكي.


سقوط الصاحبين



  • طلحة بن عبيد الله: أصابه سهم طائش (قيل إنه من مروان بن الحكم، وقيل غير ذلك) في ساقه، فنزف حتى مات، وهو يقول: "إلى الله المشتكى، إنما خرجنا للإصلاح".
  • الزبير بن العوام: ذكره علي بحديث للنبي ﷺ: "لتقاتلن علياً وأنت له ظالم". فتذكر الزبير وانسحب من المعركة، لكنه تتبعه رجل يدعى "ابن جرموز" وقتله غدراً وهو يصلي في وادٍ بعيد.لما جيء بسيف الزبير إلى علي، قبّله وبكى وقال: "سيف طالما جلى الكرب عن وجه رسول الله ﷺ.. بشر قاتل ابن صفية بالنار".


سابعاً: عقر الجمل والنهاية الحزينة



رأى علي أن الفتنة لن تخمد ما دامت عائشة في الميدان والناس يقتتلون حول جملها. فنادى: "اعقروا الجمل، فإنه شيطان".ضُرب الجمل فسقط، وسقط الهودج، وهدأت المعركة فجأة.أسرع محمد بن أبي بكر (أخو عائشة، وكان في جيش علي) وتفقد أخته، فوجدها بخير لم تصب بأذى، إلا أنها كانت في صدمة مما جرى.

جاء علي بن أبي طالب، ووقف أمام هودجها، وقال بمرارة: "غفر الله لك يا أماه".قالت بصوت متهدج: "ولك يا بني.. ما كان إلا خيراً".



ثامنًا: وداع يليق بأم المؤمنين



انتهت المعركة بانتصار جيش علي، لكنه كان "نصراً بطعم العلقم". سار علي بين القتلى يترحم عليهم من الفريقين ويقول: "ليتني مت قبل هذا بعشرين سنة".أكرم علي السيدة عائشة غاية الإكرام، وجهزها للعودة إلى المدينة، وسيّر معها أربعين امرأة من نساء البصرة يخدمنها، وأرسل معها أخاها محمد بن أبي بكر، وودعها وداعاً مهيباً.




عادت السيدة عائشة إلى المدينة، ولزمت بيتها نادمة باكية، فكانت كلما قرأت قول الله: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} تبكي حتى تبل خمارها.
معاوية لم يشارك في الجمل، بل راقب المشهد بذكاء. والآن، بعد أن أنهك جيش علي في قتال إخوانه، وبعد أن زادت الأحقاد، أصبح موقف أهل الشام أقوى. "القميص" لا يزال مرفوعاً، والقتلة (السبئية) الذين أشعلوا حرب الجمل لا يزالون في جيش علي، مما أكد نظرية معاوية: "علي مغلوب على أمره، والقتلة هم أصحاب القرار".

الآن.. لم يعد هناك حاجز بين "علي" و"معاوية". الطريق مفتوح للمواجهة الكبرى.
 

الفصل الرابع: صفين.. الحرب التي شيبت الولدان



قبل أن تشرق شمس الصدام الجديد، دعنا نقف دقيقة صمت على أطلال "البصرة". لقد انتهى "يوم الجمل" (36 هـ) بنصر عسكري لعلي بن أبي طالب، لكنه كان نصراً بطعم العلقم.

  • حصاد الألم: خسر المسلمون في ساعات معدودة آلافاً من خيرة رجالهم (قيل 10 آلاف قتيل من الفريقين). وقُتل صحابيان من "العشرة المبشرين بالجنة" (طلحة والزبير).
  • الصدمة النفسية: زُلزل العالم الإسلامي زلزالاً شديداً. لأول مرة، يرى المسلم سيفه يقطر من دم أخيه المسلم. سقطت الهيبة، وانكسر الحاجز النفسي، وأدرك الجميع أن "حرمة الدم" التي عصمتهم لسنوات قد انتُهكت.بكى علي على القتلى حتى ابتلت لحيته، وقال قولته الشهيرة: "وددت أني مت قبل هذا بعشرين سنة". لكنه، وبرغم الألم، استطاع أن يُحيّد "جبهة البصرة"، ولم يبقَ أمامه سوى العقبة الكبرى: الشام.


أولاً: الزحف الكبير (عندما يتحرك الجبلان)



أرسل علي بن أبي طالب جرير بن عبد الله البجلي مرة أخيرة إلى معاوية، فعاد بخفي حنين. أدرك علي أن السيف هو الحل الوحيد لتوحيد الدولة، فجهز جيشاً جراراً من أهل الكوفة والبصرة (قيل 90 ألفاً)، وزحف بهم شمالاً نحو الشام.في المقابل، أعلن معاوية "النفير العام". تحرك جيش الشام (قيل 85 ألفاً)، جيش موحد، مدرب، يدين بالولاء التام لقائده، ويحمل عقيدة "الثأر" لدم عثمان.

التقى الجبلان في منطقة "صفين" على ضفاف الفرات. مشهد لم تره العرب في جاهلية ولا إسلام: عشرات الآلاف من الصحابة والتابعين يقفون وجهاً لوجه، والسيوف مشرعة.



ثانياً: القتال على الماء (أول الغيث)



وصل جيش معاوية أولاً وسيطر على "الشريعة" (مورد الماء) ومنع جيش علي من الوصول إليه.ضج جيش العراق بالعطش، فأرسل علي إلى معاوية: "إنا جئنا لغير الماء.. فخلوا بيننا وبينه". فرفض معاوية (بمشورة عمرو بن العاص أو غيره، وقيل باجتهاد منه للضغط العسكري).شن جيش علي هجوماً كاسحاً بقيادة الأشتر النخعي، فكشفوا أهل الشام عن الماء وسيطروا عليه. وهنا تجلت "أخلاق النبوة" في علي؛ إذ سمح لجيش معاوية بالورود والشرب، قائلاً: "لا أمنعهم ماءً جعله الله لكل كبد رطبة".



ثالثاً: مبارزات لا تنتهي (حرب استنزاف)



استمرت المناوشات شهراً كاملاً (شهر ذي الحجة). كان الفريقان يتجنبان الصدام الشامل، أملاً في صلح يحقن الدماء.كان علي يخرج بنفسه أحياناً، وكان معاوية يراقب من خيمته.في تلك الأيام، برزت أسماء أبطال خلدهم التاريخ، مثل "هاشم المرقال" من جيش علي، و "حوشب ذو ظليم" من جيش معاوية. كانت مبارزات فروسية نبيلة، لكنها كانت تزيد النار اشتعالاً.



رابعاً: مقتل عمار بن ياسر (الزلزال العقائدي)



مع بداية شهر صفر (37 هـ)، اندلع القتال الشامل. وفي أحد الأيام، خرج الصحابي الجليل عمار بن ياسر (وكان في جيش علي وقد ناهز التسعين عاماً) يطلب القتال.كان النبي ﷺ قد قال لعمار قديماً: "ويح عمار.. تقتله الفئة الباغية".كان هذا الحديث مشهوراً بين الصحابة، وكان أهل الشام يتأولونه أو يشكون فيه.قاتل عمار قتال الأبطال وهو يرتجز: "اليوم ألقى الأحبة.. محمداً وحزبه". حتى أصابه رمح من جيش معاوية فسقط شهيداً .




أثر المقتل:كان مقتل عمار "صدمة عقائدية" لجيش معاوية. اضطربت الصفوف، وقال الناس: "عمار تقتله الفئة الباغية! إذن نحن البغاة؟!". وكاد الجيش ينفرط.تدارك معاوية الموقف بذكاء وسرعة بديهة، فقال للناس: "نحن لم نقتله.. إنما قتله من أخرجه وجاء به تحت سيوفنا!".هدأت النفوس قليلاً بهذه الحجة السياسية، لكن الشك كان قد تسرب للقلوب.



خامساً: ليلة الهرير (عندما بكت السيوف)



وصلت الحرب إلى ذروتها في "ليلة الهرير".في تلك الليلة، التحم الجيشان التحاماً لم يُسمع بمثله. نفدت السهام، وتكسرت الرماح، فصار القتال بالسيوف والخناجر، ثم بالأيدي والحجارة، وحتى بـ "العض".لم يكن يُسمع إلا "الهرير" (صوت لا يُفهم من شدة الإجهاد والألم)، وأصوات السيوف تضرب الجماجم. استمر القتال ليلة كاملة حتى مطلع الفجر.سقط في تلك الليلة وحدها آلاف القتلى. كان علي يكبّر مع كل ضربة سيف، وكان الأشتر النخعي يخرق صفوف الشام خرقاً.

مع بزوغ الفجر، بدأت كفة النصر تميل لصالح جيش علي. كان جيش الشام يترنح، ومالك الأشتر يقترب من خيمة معاوية. أيقن معاوية أن الهزيمة العسكرية وشيكة، وأن نهايته قد اقتربت.



سادساً: خدعة المصاحف (طوق النجاة)



في تلك اللحظة الحاسمة، التفت معاوية إلى داهيته عمرو بن العاص وقال: "ما العمل؟".أخرج عمرو ورقته الأخيرة، ورقة "الدهاء" التي ستوقف "السيف". قال: "ارفعوا المصاحف على أسنّة الرماح، وقولوا: بيننا وبينكم كتاب الله".

نفذ جيش الشام الخطة فوراً. ارتفعت مئات المصاحف (وقيل 500 مصحف) في الهواء، وصرخ أهل الشام بصوت واحد:


"يا أهل العراق.. من لنساء المسلمين إن فنيتم؟ من لثغور الإسلام إن هلكنا؟ الله الله في دماء المسلمين.. هذا كتاب الله حكم بيننا وبينكم" .

الانقسام في جيش علي:كانت الحيلة "ضربة معلم". توقف القراء (العباد المتشددون) في جيش علي عن القتال فوراً، وقالوا: "أُجيبوا كتاب الله".صرخ علي فيهم: "عباد الله! إنها خديعة.. أنا أعلم بالقوم منكم، واصلوا القتال، النصر صبر ساعة".لكنهم هددوه: "إن لم تقبل التحكيم، سلمناك لمعاوية كما سُلم عثمان، أو قتلناك".نظر علي حوله، فوجد نفسه وحيداً بين جيش متمرد، وجيش عدو، فاضطر – والقلب يعتصر ألماً – أن يأمر "الأشتر" بالانسحاب وهو على أبواب النصر.
 

الفصل الخامس: حرب العقول (التحكيم.. ولعبة الشطرنج الكبرى)



توقف القتال في صفين، لكن الحرب لم تنتهِ. كانت الجثث تملأ السهل (عشرات الآلاف من القتلى)، ورائحة الدم تزكم الأنوف. وفي تلك اللحظة التي ارتفعت فيها المصاحف على أسنة الرماح، أدرك علي بن أبي طالب ببصيرته الثاقبة أن ما يحدث ليس دعوة للحق، بل "خديعة حرب".صرخ في جيشه: "عباد الله! امضوا على حقكم وصدقكم.. إنها خديعة، إنهم ليسوا بأصحاب قرآن".لكن "القراء" (العباد المتشددون في جيشه) أحاطوا به، وقد أثرت فيهم المصاحف، وهددوه قائلين: "أيدعى إلى كتاب الله فنأبى؟ لئن لم تجبهم لنسلمنك إليهم" .وافق علي مكرهاً، وتوقف القتال، لتبدأ معركة من نوع آخر: معركة المفاوضات.



أولاً: اختيار الفرسان (عمرو مقابل أبي موسى)



جاء وقت اختيار الحكمين.

  • في معسكر الشام: لم يكن هناك نقاش. أشار أهل الشام ومعاوية بإصبع واحد إلى داهية العرب "عمرو بن العاص". كان عمرو يمثل معاوية تمثيلاً تاماً، يعرف ما يريد، ويفهم ألاعيب السياسة.
  • في معسكر العراق: أراد علي أن يختار رجلاً داهية يوازي عمراً، فرشح "عبد الله بن عباس" (حبر الأمة وسياسيها). لكن المتمردين في جيشه رفضوا وقالوا: "لا، هو منك (من قرابتك).. نريد رجلاً محايداً". رشح علي "الأشتر النخعي"، فرفضوا أيضاً. وفرضوا عليه "أبو موسى الأشعري".كان أبو موسى صحابياً جليلاً، عابداً، زاهداً، لكنه كان "اعتزالياً" في طبعه، يكره الحرب، ولم يكن يملك دهاء عمرو بن العاص السياسي.قال علي محذراً: "إني لا أثق بذكائه (أي دهاء أبي موسى السياسي) في هذا المقام، وعمرو رجل ماكر". لكنهم أصروا، فرضخ علي مرة أخرى .


ثانياً: وثيقة التحكيم (الدستور الذي أوقف الحرب)



اجتمع الوفدان في شهر صفر سنة 37 هـ لكتابة وثيقة الهدنة.

  • اعترض عمرو بن العاص على كتابة: "هذا ما تقاضى عليه أمير المؤمنين علي". قال: "لو كنا نقر بأنه أمير المؤمنين ما قاتلناه". فمحاها علي (تأسياً بالنبي ﷺ في الحديبية)، وكُتبت: "هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان".
  • نص الاتفاق: أن يحكم الحكمان بكتاب الله، فإن لم يجدا فبسنة رسول الله العادلة الجامعة غير المفرقة. وأعطى الناس العهود للحكمين بالأمان ليحكما بما يريان .
تفرق الجيشان، وعاد علي إلى الكوفة (وهو يعض أصابع الندم على جيش يخذله)، وعاد معاوية إلى الشام (وهو يبتسم لنجاح خطته في كسب الوقت).



ثالثاً: اللقاء التاريخي في "أذرح" (بين الحقيقة والأسطورة)



بعد أشهر، التقى الحكمان (أبو موسى وعمرو) في "أذرح" (أو دومة الجندل) ومعهما وفود كبيرة، وحضر عبد الله بن عمر، وسعد بن أبي وقاص، وغيرهم من كبار الصحابة المعتزلين.



1. رواية "الخديعة المسرحية" (التي يجب نسفها)



تنتشر في كتب التاريخ والأدب رواية درامية تقول: إن عمراً خدع أبا موسى، واتفقا على خلع علي ومعاوية، فتقدم أبو موسى وقال: "خلعت صاحبي كما أخلع خاتمي هذا". ثم قام عمرو وقال: "وأنا أثبت صاحبي معاوية كما أثبت خاتمي هذا". فدبت الفوضى.هذه الرواية، كما يحققها المؤرخون والعلماء (مثل ابن العربي وابن تيمية وابن كثير)، هي رواية باطلة ومكذوبة لعدة أسباب:

  • لا يعقل أن يخدع صحابي جليل مثل أبي موسى بهذه السذاجة.
  • لم يكن موضوع "الخلافة" هو المطروح أصلاً للنقاش، بل موضوع "القصاص وقتلة عثمان".
  • الرواة الأصليون لهذه القصة هم من الغلاة الكذابين (أبي مخنف) .


2. ما الذي حدث فعلاً؟ (انتصار الدهاء الصامت)



الحقيقة التاريخية التي يرجحها المحققون هي أن الحكمين اتفقا على نقطة جوهرية:

  • إدانة قتلة عثمان: اتفقا على أن عثمان قُتل مظلوماً، وأن على علي أن يسلم القتلة أو يقتص منهم.
  • الخلاف في الآلية: أصر عمرو بن العاص (ممثلاً لمعاوية) على أن معاوية هو ولي الدم وله حق القصاص والولاية في الشام حتى يتم ذلك. بينما رأى أبو موسى أن الأمر يجب أن يعود شورى بين المسلمين لاختيار خليفة جديد يرضي الطرفين.
  • النتيجة: لم يصلا إلى حل نهائي ينهي الخلاف، فانفض المجلس بلا "خليفة موحد".
أين يكمن انتصار معاوية وعمرو إذن؟الانتصار لم يكن في "خلع علي" مسرحياً، بل في:

  1. تحييد جيش علي: خرج معاوية من "قفص الاتهام" (كمتمرد) إلى "ند ومفاوض" مكافئ للخليفة.
  2. شق صف العراق: بمجرد عودة علي للكوفة، انشق عنه آلاف من جيشه (الخوارج) بحجة "لا حكم إلا لله"، فدخل علي في حرب داخلية طاحنة معهم، بينما بقي صف معاوية في الشام موحداً متماسكاً.
لقد تحول الصراع الآن من "حرب متكافئة" في صفين، إلى "انهيار تدريجي" لسلطة الخلافة في العراق، وصعود صاروخي للنجم الأموي.
 

الفصل السادس: الخنجر المسموم (انقلاب الموازين وسقوط الإمام)



عاد علي بن أبي طالب بجيشه من "صفين" إلى الكوفة، وهو يظن أن الهدنة ستمنحه وقتاً لترتيب الصفوف. لكنه فوجئ بتمرد لم يخرج من صفوف العدو، بل من قلب جيشه!انشق اثنا عشر ألفاً من "القراء" (الذين أجبروه بالأمس على قبول التحكيم!)، وخرجوا إلى منطقة "حروراء" وهم يهتفون بشعارهم الجديد الذي سيصبح وبالاً على الأمة: "لا حكم إلا لله".قالوا لعلي: "أشركتَ في حكم الله الرجال.. لقد كفرتَ وكفرنا، ونحن تبنا، فإن تبت كما تبنا كنا معك، وإلا نابذناك".نظر إليهم علي بحزن وقال كلمته الشهيرة: "كلمة حق أريد بها باطل".



أولاً: مناظرة العقول (ابن عباس والخوارج)



أراد علي أن يقيم الحجة عليهم قبل السيف، فأرسل إليهم حبر الأمة "عبد الله بن عباس".دخل ابن عباس معسكرهم، فرأى قوماً لم يرَ أشد منهم اجتهاداً في العبادة؛ جباههم قرحة من السجود، وأيديهم كأنها ثفن الإبل، وعليهم قمص مرحضة (رخيصة).قالوا له: "مرحبا بك يا ابن عباس.. ما جاء بك؟".قال: "جئتكم من عند أصحاب رسول الله ﷺ، وليس فيكم أحد منهم، لأبلغكم عنهم".

ثم دارت مناظرة تاريخية فكك فيها ابن عباس شبهاتهم الثلاث:

  1. قالوا: "حكّم الرجال في دين الله". فرد ابن عباس: "الله تعالى أمر بتحكيم الرجال في شقاق بين زوجين {فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ...}، فكيف بدمائكم؟".
  2. قالوا: "قاتل ولم يسبِ ولم يغنم". فرد ابن عباس: "أتسبون أمكم عائشة؟! فإن قلتم ليست أمنا كفرتم، وإن استحللتم سبيها كفرتم".
  3. قالوا: "محا نفسه من إمرة المؤمنين". فرد ابن عباس: "رسول الله ﷺ محا اسمه يوم الحديبية حين قال له سهيل بن عمرو: لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك، فكتب: محمد بن عبد الله".
بهذه الحجة الدامغة، رجع منهم ألفان (وفي روايات أربعة آلاف) مع ابن عباس، وبقي الباقون على ضلالهم، مصرين على تكفير علي وعثمان وعامة المسلمين .






ثانياً: "النهروان".. استئصال الورم



لم يكتفِ الخوارج بالتكفير، بل بدؤوا "الفساد في الأرض". قطعوا الطرق، وروعوا الآمنين. وكانت الجريمة البشعة التي ارتكبوها بحق الصحابي "عبد الله بن خباب بن الأرت" وزوجته الحامل (ذبحوهما وبقروا بطن الزوجة) هي القشة التي قصمت ظهر البعير.كان علي يجهز جيشه للعودة إلى قتال معاوية في الشام، لكنه أدرك أنه لا يستطيع ترك هذا "الخنجر المسموم" في ظهره.حول وجهة الجيش نحو "النهروان" حيث يعسكر الخوارج. قاتلهم علي قتالاً شديداً، وأبادهم عن بكرة أبيهم (لم ينجُ منهم إلا قلة)، وكان من بينهم قائدهم "ذو الثديـة" الذي أخبر النبي ﷺ بعلامته.انتصر علي، لكن جيشه أنهكته الحروب المتتالية، فرفضوا المسير بعد ذلك إلى الشام، وقالوا: "يا أمير المؤمنين، نفدت نبالنا، وكلت سيوفنا، فارجع بنا نستعد". فعاد بهم للكوفة، وبذلك توقفت حملته العسكرية ضد معاوية.



ثالثاً: سقوط الجناح الغربي (مصر في يد معاوية)



بينما كان علي غارقاً في دماء النهروان ومشاكل الكوفة، كان معاوية وداهيته عمرو بن العاص يقتنصان الفرص.أدرك عمرو أن "مصر" هي الخاصرة الرخوة لعلي، وأن واليها "محمد بن أبي بكر" شاب قليل الخبرة ولا يملك حاضنة شعبية قوية، خاصة مع وجود "العثمانية" (أنصار عثمان) بكثرة هناك.قال عمرو لمعاوية: "اكفني أهل الشام، أكفك أهل مصر".سار عمرو بجيش قوامه ستة آلاف مقاتل. لم يحتج لقتال طويل؛ فقد انضم إليه أهل مصر الناقمين على قتلة عثمان. هُزم جيش محمد بن أبي بكر، وقُتل الوالي الشاب، وسقطت مصر في يد معاوية سنة 38 هـ .




أثر السقوط:كان وقع الخبر صاعقاً على علي في الكوفة. فقد خسر "خزانة القمح والمال"، وأصبح فك الكماشة (الشام ومصر) يطبق عليه. وحين وصله خبر مقتل محمد بن أبي بكر، حزن عليه حزناً شديداً وقال: "كان لي ربيباً، وكنت له والداً".



رابعاً: مؤامرة الفجر (اجتماع الأشباح)



مرت سنة 39 و 40 هـ، والدولة منقسمة، والحروب سجال. في هذه الأثناء، اجتمع ثلاثة من بقايا الخوارج في مكة، وهم يتذاكرون قتلاهم في النهروان.قالوا: "ماذا نصنع بالبقاء بعدهم؟ فلو شرينا أنفسنا وقتلنا أئمة الضلال فأرحنا البلاد منهم".اتفق الثلاثة على خطة شيطانية لتصفية رؤوس الصراع في ليلة واحدة (17 رمضان 40 هـ):

  1. عبد الرحمن بن ملجم المرادي: تكفل بقتل علي بن أبي طالب في الكوفة.
  2. البرك بن عبد الله: تكفل بقتل معاوية بن أبي سفيان في دمشق.
  3. عمرو بن بكر التميمي: تكفل بقتل عمرو بن العاص في مصر.


خامساً: ليلة القدر.. وليلة الغدر



جاءت الليلة الموعدة.

  • في دمشق: كمن "البرك" لمعاوية وهو خارج لصلاة الفجر، فطعنه في إليته (مؤخرته). نجا معاوية، لكنه خُتم (عولج بالكي) وعاش، وقُتل البرك.
  • في مصر: أصيب عمرو بن العاص بمغص شديد تلك الليلة، فلم يخرج للصلاة، وأمر "خارجة بن حذافة" (رئيس الشرطة) أن يصلي بالناس. فظنه الخارجي عمراً، فقتله. ولما أُخذ وسأل: "من قتلت؟" قالوا: "خارجة". فقال كلمته الشهيرة: "أردتُ عمراً وأراد اللهُ خارجة".
  • في الكوفة (الفاجعة): كان علي يخرج لصلاة الفجر وهو يوقظ الناس: "الصلاة.. الصلاة". كمن له الشقي ابن ملجم، وضربه بسيف مسموم على رأسه وهو يقول: "الحكم لله لا لك يا علي". سال دم الإمام في المحراب، وحُمل إلى داره.


سادساً: رحيل الإمام وبكاء الخصم



فاضت روح علي بن أبي طالب (شهيد المحراب) في 21 رمضان سنة 40 هـ. وبموته، طويت صفحة "الخلافة الراشدة" فعلياً، ودخلت الأمة في نفق مظلم.



معاوية يبكي علياً



وصل الخبر إلى دمشق. كان معاوية جالساً مع زوجته، فجاءه النعي.لم يشمت، ولم يفرح، بل استرجع (قال: إنا لله وإنا إليه راجعون) وبكى.قالت له زوجته: "أتبكيه وقد كنت تقاتله؟".فقال معاوية بإنصاف الخصم الشريف: "ويحك! إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم".وفي رواية أخرى قال: "ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب".

بمقتل علي، تهاوت الجبهة العراقية. بايع الناس ابنه الحسن، لكن الحسن ورث جيشاً مفككاً، ممزقاً، خذل أباه من قبل، وتنهشه الخيانات والخوارج.في المقابل، كان معاوية في الشام يزداد قوة، وقد انضمت إليه مصر، واستقرت له الأمور.

أصبح الطريق ممهداً لحدث واحد أخير: تسليم الراية.
 

الفصل السابع: عام الجماعة (ميلاد الملك وحقن الدماء)



في صبيحة الحادي والعشرين من رمضان سنة 40 هـ، كانت الكوفة تموج بالحزن. دُفن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سراً (خشية أن ينبش الخوارج قبره)، ووقف ابنه الأكبر الحسن يخطب في الناس وعيناه تفيضان دمعاً.بايعه أهل الكوفة (قيل أربعون ألفاً) كانوا قد بايعوا أباه على الموت من قبل. لكن الحسن، الذي ورث ملامح جده المصطفى ﷺ وحكمته، كان يقرأ الوجوه ويعلم ما في الصدور.عندما مدوا أيديهم للبيعة، اشترط عليهم شرطاً غريباً أثار ريبتهم: "تسمعون وتطيعون، وتسالمون من سالمت، وتحاربون من حاربت".همهم أهل "الفتنة" وقالوا: "ما هذا بصاحب حرب". لكنهم بايعوه على مضض، لتبدأ خلافة "الحسن" التي استمرت ستة أشهر، وكانت جسراً عبرت عليه الأمة من الفوضى إلى الاستقرار.






أولاً: المعتزلون.. تنفس الصعداء



كيف استقبل كبار الصحابة المعتزلين (سعد بن أبي وقاص، ابن عمر، أسامة بن زيد) هذا الخبر؟كانوا يراقبون المشهد بقلق، لكنهم استبشروا خيراً بتولي الحسن. كانوا يعلمون "سلميته" ونفوره من الفتنة. لم يبايعوه فوراً (لأن البيعة لم تستقر بعد)، لكنهم لم يعارضوه. كانوا ينتظرون تلك "اللحظة الموعودة" التي أخبر بها النبي ﷺ حين أشار للحسن وقال: "إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين".






ثانياً: الزحف المزدوج (مناورة الحرب والسلام)



لم يكد الحسن يستقر في الكوفة، حتى تحرك معاوية بجيش الشام (60 ألفاً) صوب العراق، عازماً على حسم الأمر.وجد الحسن نفسه مضطراً للخروج، لا حباً في الحرب، بل لإظهار القوة لتحسين شروط التفاوض، أو ربما ليرى اللهُ منه عذراً.جهز الحسن جيشاً، وجعل على مقدمته القائد الصلب "قيس بن سعد بن عبادة" (في 12 ألف مقاتل)، وسار الحسن ببقية الجيش حتى نزل في "المدائن".



ثالثاً: الطعنة الغادرة (جيش يخذل قائده)



في المدائن، تكشفت للحسن الحقيقة المرة التي كان يخشاها: جيشه هو عدوه الحقيقي.انتشرت إشاعة في المعسكر: "قُتل قيس بن سعد.. ألا فانفروا".هاج الغوغاء وماجوا، وهجموا على خيمة الحسن نفسه (قائدهم وخليفتهم)! نهبوا متاعه، حتى أن أحدهم جذب المصلى من تحته، وطعنه آخر (من الخوارج اسمه الجراح بن سنان) بخنجر مسموم في فخذه وهو يصيح: "أشركت يا حسن كما أشرك أبوك".حُمل الحسن جريحاً ينزف إلى "القصر الأبيض" في المدائن، وهناك اتخذ قراره التاريخي: "كيف أقاتل بقوم يفتكون بقائدهم وينهبون خيمته؟ إن الملك أهون من سفك قطرة دم واحدة".






رابعاً: المفاوضات الكبرى (الصحيفة البيضاء)



أرسل الحسن رسائل سرية لمعاوية يلمح بالصلح. التقط معاوية الإشارة بذكاء، وأرسل فوراً وفداً رفيعاً (عبد الله بن عامر وعبد الرحمن بن سمرة) ومعهم "صحيفة بيضاء" مختومة بخاتم معاوية في أسفلها.قالوا للحسن: "اكتب فيها ما شئت من الشروط، فهي لك".






شروط الحسن (دستور الصلح)



لم يكتب الحسن شروطاً لمصلحة شخصية، بل كتب شروطاً تضمن أمن الأمة:

  1. العمل بكتاب الله وسنة نبيه: (أي الحكم بالعدل).
  2. الأمن العام: أن يكون الناس آمنين في كل مكان، أسودهم وأحمرهم، خاصة شيعة علي وأهل بيته (لا ملاحقات أمنية ولا انتقام).

  3. المال: أن يُترك ما في "بيت مال الكوفة" للحسن ليقضي به ديونه ويكفي به من حوله (وفي روايات أنه اشترط خراج "دارابجرد" ليعيل أبناء شهداء الجمل وصفين).

  4. الحقن الكامل للدماء: لا يُطالب أحد بدم ماضٍ (طي صفحة الماضي تماماً).


خامساً: عام الجماعة (41 هـ)



وافق معاوية على كل الشروط. وفي يوم مشهود في "مسجد الكوفة"، دخل الجيشان: جيش الشام منتصراً بدهاء قائده، وجيش العراق منكسراً بخذلانه لإمامه.صعد الحسن المنبر، وحمد الله وأثنى عليه، ثم قال كلماته التي أبكت العيون وأنقذت الرقاب:


"أيها الناس.. إنما نحن أمراؤكم وضيفانكم، ونحن أهل بيت نبيكم.. وإن أكيس الكيس التقى، وأحمق الحمق الفجور.. ألا وإن هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية، إما أن يكون حقاً لي تركته لمعاوية إرادة لصلاح هذه الأمة وحقن دمائهم، وإما أن يكون حقاً لامرئ كان أحق به مني، ففعلت ذلك".ثم التفت نحو معاوية وسلمه الأمر.

كبر الناس تكبيرة اهتزت لها أركان الكوفة. التقى الخصوم الذين تقاتلوا بالأمس، وتعانقوا باكين. سمي هذا العام "عام الجماعة"، لأن الأمة اجتمعت فيه على خليفة واحد بعد سنوات من الفرقة.



سادساً: ميلاد الملك (الدولة الأموية)



دخل معاوية الكوفة ليس كوالٍ، بل كـ "أمير للمؤمنين" وملك للعرب. بايعته الأمة عن بكرة أبيها، حتى كبار الصحابة المعتزلين (سعد وابن عمر) جاؤوا وبايعوا، مستبشرين بانتهاء الفتنة.يقول المصدر: "أجمعت الأمة على معاوية وبايعه علماء الصحابة والتابعين ورضوا إمامته، ورأوا أنه خير من يلي أمر المسلمين في تلك المرحلة".




أوفى معاوية بعهوده (في الجملة)، فأكرم الحسن والحسين، وأغدق عليهما الأموال، وحفظ دماء أهل العراق، وبدأ في إعادة بناء الدولة.عاد الحسن إلى المدينة المنورة، ليعيش هناك سيداً مطاعاً، عابداً، بعيداً عن السياسة، بعد أن أدى الأمانة وحقن الدماء.
هكذا انتصر "منطق الدولة والواقعية" الذي مثله معاوية، على "منطق الثورية المثالية" الذي مثله أهل العراق، بفضل تضحية الحسن وحكمته.لقد نجح الأمويون في تجاوز الفتنة، لكنهم خرجوا منها بدرس قاسٍ: "السيف والمال هما عماد الملك". وهذا الدرس هو الذي سيشكل سياستهم طوال الـ 90 عاماً القادمة.
 
انتهي الجزء الثاني بفضل الله

في انتظار تقييمكم و رائيكم
إن شاء الله باقيلي الميدتيرم بتاع الأناتومي والبايو اخلصهم على خير واقرأ الجزء الأول والثاني واديهم تقييمات
وكدا كدا من غير ما اقرأ أناملك مبدعة
على وضعك❤️
 
انتهي الجزء الثاني بفضل الله

في انتظار تقييمكم و رائيكم
التقييم ممتاز ماشاء الله عليك..

بس كنت اتمنى تجزئة المحتوى الي من الثوره الكلية الي التفاصيل..


واتمنى اامواصله الي الدوله العباسية العثمانية والدويلات وكتابة تااريخ الفترة في المقدمة من.. الي

مرورا الي الزمن الحالي... اعلم انه جهد وعمل ولكنه يبقى

بارك الله فيكم
 
إن شاء الله باقيلي الميدتيرم بتاع الأناتومي والبايو اخلصهم على خير واقرأ الجزء الأول والثاني واديهم تقييمات
وكدا كدا من غير ما اقرأ أناملك مبدعة
على وضعك❤️
ربنا يوفقك يا غالي انا اصلا بقالي فتره ملبوخ في الدراسه و التحضيرات لمشروع التخرج ما صدقت فضيت قلت اعمل الموضوع ده لاني مجهزه بقالي فتره ان شاء الله هيعجبك
 
التقييم ممتاز ماشاء الله عليك..

بس كنت اتمنى تجزئة المحتوى الي من الثوره الكلية الي التفاصيل..


واتمنى اامواصله الي الدوله العباسية العثمانية والدويلات وكتابة تااريخ الفترة في المقدمة من.. الي

مرورا الي الزمن الحالي... اعلم انه جهد وعمل ولكنه يبقى

بارك الله فيكم
حبيبي يا استاذنا

ممكن توضح قصدك تجزئة المحتوى الي من الثوره الكلية الي التفاصيل معلش

بالنسبه للمواصله فهو هدف كويس بس الله اعلم هعمله و لا لا بس اتمني اعمله فعلا علشان نتبادل العلم مع بعض
 
كم توقعت في المقدمة لهذه السلسلة أنها ستكون عبارة نقل أجوف مجرد نسخ ولصق ولا يوجد فيها أي فكرة ومليئة بالمهادنة وخالية من أي نقد مجرد سرد لسيرة الكل يعرفها
 
كم توقعت في المقدمة لهذه السلسلة أنها ستكون عبارة نقل أجوف مجرد نسخ ولصق ولا يوجد فيها أي فكرة ومليئة بالمهادنة وخالية من أي نقد مجرد سرد لسيرة الكل يعرفها
ما الي انا عملته بتهيالي الصح انا دوري اسرد الحدث زي ما حصل بالظبط دون انحياز لاي طرف يعني مش علشان عامل الموضوع عن الدوله الامويه هكون مطالب بالتطبيل لهم و ذم سيدنا علي رضي الله عنه

بالعكس انا بطرح الحدث زي ما حصل بالظبط و طرحت وجهه نظر الاتنين رضي الله عنهم , اما بقي موضوع النقد و طرح الافكار فده انتم بتعملوه بعد ما انهي الموضوع علشان نتناقش و كده لكن انا مش هحطه في السرد

انا عن نفسي شايف ان الطرفين للاسف غلطوا و الطرف الوحيد الي كان صح هم الي اعتزلوا الفتنه و امتثلوا لامر الرسول صلي الله عليه و سلم و هم فعلا الي انهوا الفتنه عن طريق سيدنا الحسن رضي الله عنه كما بشر سيدنا محمد
 
حبيبي يا استاذنا

ممكن توضح قصدك تجزئة المحتوى الي من الثوره الكلية الي التفاصيل معلش

بالنسبه للمواصله فهو هدف كويس بس الله اعلم هعمله و لا لا بس اتمني اعمله فعلا علشان نتبادل العلم مع بعض

العفو يالغالي
معليش يمكن الاستعجال ماقدرت اوصل الي ابغى.
اقصد توجد تفاصيل كثيره صغيره وهذا جهد حقيقه ماهو سهل ومتعوب عليه
لكن ...يمكن تضيع الصوره الأكبر.. وترابط الموضوع..خصوصا إذا يوجد اعضاء. أو غير اعضاء ربما لم يقرا تاريخ تلك الفترة الي قيام الدوله الأموية...

والدوله الأموية فيها الكثير... ف خلينا نستمتع وحنا نقرا التاريخ :)


الأحداث الرئيسيه وانت الاستاذ يالغالي
بييعة عثمان.. والفتوحات الإسلامية في عهده

ظهور الخوارج.. أسباب خروجهم ع عثمان. قادتهم.. موقف الصحابه رضي الله عنهم منهم.

المدينه المنوره في تلك الفتره.

لماذا لم يقاتل عثمان بن عفان رضي الله عنه الخوارج.

قصة مقتله رضي الله عنه

تورطهم بدم عثمان وبيعهتهم لعلي

معركة صفين.. الأسباب والنتائج


إلى اتفاق الخوارج ع مقتل علي ومعاوية وعمروبن العاص في ليله واحده


هذا مجرد رأى.. وشكرا لك
 
العفو يالغالي
معليش يمكن الاستعجال ماقدرت اوصل الي ابغى.
اقصد توجد تفاصيل كثيره صغيره وهذا جهد حقيقه ماهو سهل ومتعوب عليه
لكن ...يمكن تضيع الصوره الأكبر.. وترابط الموضوع..خصوصا إذا يوجد اعضاء. أو غير اعضاء ربما لم يقرا تاريخ تلك الفترة الي قيام الدوله الأموية...

والدوله الأموية فيها الكثير... ف خلينا نستمتع وحنا نقرا التاريخ :)


الأحداث الرئيسيه وانت الاستاذ يالغالي
بييعة عثمان.. والفتوحات الإسلامية في عهده

ظهور الخوارج.. أسباب خروجهم ع عثمان. قادتهم.. موقف الصحابه رضي الله عنهم منهم.

المدينه المنوره في تلك الفتره.

لماذا لم يقاتل عثمان بن عفان رضي الله عنه الخوارج.

قصة مقتله رضي الله عنه

تورطهم بدم عثمان وبيعهتهم لعلي

معركة صفين.. الأسباب والنتائج


إلى اتفاق الخوارج ع مقتل علي ومعاوية وعمروبن العاص في ليله واحده


هذا مجرد رأى.. وشكرا لك
الدولة الأموية من النشأة إلى الزوال: (1) الأمويون قبل الملك من النشأة حتى الفتنة الكبرى

انا كنت ذكرت الاحداث دي في الجزء الاول اخي الكريم فبالتالي مكنش في داعي لذكرها تاني و عموما شكرا جدا لملاحظتك
 
عودة
أعلى