يزور قائد أركان الجيش الفرنسي الفريق بيار دو فيليي الجزائر غدًا في وقت يتساءل فيه مراقبون عما إذا كانت فرنسا تنوي القيام بعملية عسكرية محدودة ضد مواقع للمتطرفين تقول إنهم يتخذون من بعض المناطق الليبية مقارا لهم، وهو ما أشار إليه وزير الدفاع الفرنسي أكثر من مرة خلال الأيام الماضية.
وتستمر زيارة المسؤول الفرنسي ثلاثة أيام حسب سفارة فرنسا في الجزائر.
وقالت صحيفة «الخبر» الجزائرية، إن الزيارة تأتي في فترة تكثر فيها مساعٍ فرنسية ودولية لإقناع دول الجوار الليبي وعلى رأسها الجزائر ومصر، للعب دور لوقف دوامة العنف الذي تتخبط فيه ليبيا.
ويشمل برنامج زيارة رئيس أركان الجيش الفرنسي حسب الصحيفة، القطاعات العسكرية في مناطق الأغواط، الوادي، غرداية، إيليزي، وجانت، والتي تجاور الشريط الحدودي مع ليبيا وتونس، المعروفة بأنشطة الجماعات الإسلامية المسلحة هناك، إضافة إلى أنشطة المنظمات الإجرامية وشبكات التهريب.
وأشارت «الخبر» إلى أن السلطات الفرنسية تسعى لإقناع الجزائر بإرسال قوات عسكرية لإرساء الأمن والاستقرار في ليبيا، خاصة وأنه يشتبه في وجود خلايا نائمة هناك تسعى إلى إعلان ميلاد فرع لتنظيم «الدولة الإسلامية» في منطقة الساحل يكون مركزه ليبيا.
وكانت الصحافة الجزائرية قد أوردت في وقت سابق أن قوات «كومندوس» جزائرية تنشط بالفعل داخل الأراضي الليبية للقضاء على الإرهاب بمشاركة قوات خاصة أمريكية وفرنسية، فضلا عن جنود من تشاد، في حين اعتبر وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان قبل أيام أن على بلاده أن تتحرك في ليبيا وأن تعبئ الأسرة الدولية لإنقاذ هذا البلد.
واعتبر لودريان أن الانتشار العسكري الفرنسي قد يتوسع في اتجاه الحدود الليبية بالتنسيق مع الجزائر.
سيناريو “الدولة الفاشلة “ في طرابلس يخيف فرنسا
باريس تبحث مفاتيح الحل في الساحل وليبيا عبر البوابة الجزائرية
تكشف الزيارة التي يقوم بها رئيس هيئة أركان الجيش الفرنسي، الفريق بيار دوفيليي، للجزائر لمدة ثلاثة أيام ابتداء من اليوم، عن القلق الذي ينتاب الإدارة الفرنسية سياسيا وأمنيا من تفاعلات الوضع في المنطقة، بداية بالساحل، ولكن أكثر من ذلك احتمالات تحول ليبيا إلى ما يعرف بـ”الدولة الفاشلة”، مع عجز الدولة ذات السيادة عن الحفاظ على نفسها كوحدة سياسية وانفراط شرعيتها وعدم تحكمها على كامل ترابها، على حساب وحدات وتنظيمات “مناوئة” لا تخدم مصالح الدول التي كانت وراء صناعة الوضع الحالي.
تندرج الزيارة، بعد تلك التي قام بها رئيس أفريكوم، الجنرال دافيد رودريغاز، مند أيام، في سياق التطورات التي تعرفها المنطقة وتدعيم الترتيبات العسكرية الأمريكية، مع تواجد في النيجر وجيبوتي، والمساعي الفرنسية للتدخل “عسكريا” في ليبيا، بعد عملية “سيرفال” في المالي، ولكن باريس تدرك عدم إمكانية القيام بذلك دون غطاء دولي يضمن شرعية العملية، كما يحدث بالنسبة للعمليات الأمريكية التي تستهدف في الشرق الأوسط وخاصة العراق تنظيم “داعش”. وعليه، فإن باريس لن تتدخل عسكريا بالصورة التقليدية، بل سيكون تدخلها بالتنسيق والتوافق مع الأطراف الفاعلة وإشعار بلدان المنطقة منها الجزائر.
ويبدو أن الرسالة الأولى التي ستوجهها باريس للجانب الجزائري المتحفظ على تدخل عسكري في المنطقة، بواسطة رئيس الأركان الفرنسي، هي تقديم عرض حال عن الوضع الخطير الناجم عن سيناريو “الدولة الفاشلة” في ليبيا والدور المتنامي للميليشيات والتنظيمات الإسلامية المسلحة، وما ينجم عن فرض سيطرتها على الحدود المشتركة الجزائرية الليبية، والتقاطع القائم بين تنظيمات مثل أنصار الشريعة وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أو تنظيم مختار بلمختار وتنظيم “داعش”، مع التأكيد على أن العمليات وإن وجدت، فإنها لن تكون كلاسيكية، أي أنها ستكون على شاكلة العمليات التي تقوم بها الولايات المتحدة في العراق واليمن، عمليات “جراحية” مدعمة بعمل استعلامي واسع واختراقات، تساهم في ضرب معاقل التنظيمات المسلحة ورؤوسها بالخصوص.
وهذه الرسالة تهدف إلى تطمين الجانب الجزائريالذي دخل في خط وساطة على ما يبدو بين الفرقاء الليبيين بصورة غير مباشرة، تفاديا للوصول إلى طريق مسدود يساهم في تدعيم مواقع التنظيمات المسلحة على حساب أطراف “معتدلة” وسياسية، حيث تبقى الجزائر متحفظة على تدخل عسكري يمكن أن يجعل من ليبيا دولة فاشلة، على غرار ما حصل في العراق وأفغانستان، علما أن مفهوم الدولة الفاشلة الذي طوره الأمريكيون على يد مارتين فان كريفالد وويليام أولسون، ثم صامويل هينتنغتون، اعتبرت أن الحروب الأهلية وليس التقليدية أو ما عرف بالحروب غير الكلاوزفيتسية هي التي ستؤثر على الدول المركزية، وتجعلها دولا متفسخة لا يمكن السيطرة عليها، وبالتالي انتقال العدوى وفق نظرية الدومينو إلى دول أخرى. أما الرسالة الثانية التي ستتضمنها زيارة المسؤول الفرنسي، فإنها ستركز على هشاشة الوضع في منطقة الساحل، رغم عملية سيرفال، وهو ما دفع فرنسا إلى طلب الدعم الأمريكي من خلال الحصول على طائرات دون طيار في نهاية 2013 من طراز “ريبر أم كيو” وتكوين العسكريين الفرنسيين، وإقامة قاعدة لهم في النيجر لتدعيم المراقبة على حدود دول الساحل، والإشارة إلى أن هنالك “طلبا للدعم تقدمت به السلطات الليبية والرئيس التشادي إدريس ديبي إلى السلطات الفرنسية، بالنظر إلى استفحال الوضع في قوس الأزمات الذي يمتد من ليبيا، مرورا بتونس ودول الساحل، وإعادة تموقع التنظيمات المسلحة وشبكات السلاح، والتهديدات المتزايدة على المصالح الغربية، أمريكية وفرنسية، على حد سواء. فهل ستصل الرسائل الفرنسية؟
يزور قائد أركان الجيش الفرنسي الفريق بيار دو فيليي الجزائر غدًا في وقت يتساءل فيه مراقبون عما إذا كانت فرنسا تنوي القيام بعملية عسكرية محدودة ضد مواقع للمتطرفين تقول إنهم يتخذون من بعض المناطق الليبية مقارا لهم، وهو ما أشار إليه وزير الدفاع الفرنسي أكثر من مرة خلال الأيام الماضية.
وتستمر زيارة المسؤول الفرنسي ثلاثة أيام حسب سفارة فرنسا في الجزائر.
وقالت صحيفة «الخبر» الجزائرية، إن الزيارة تأتي في فترة تكثر فيها مساعٍ فرنسية ودولية لإقناع دول الجوار الليبي وعلى رأسها الجزائر ومصر، للعب دور لوقف دوامة العنف الذي تتخبط فيه ليبيا.
ويشمل برنامج زيارة رئيس أركان الجيش الفرنسي حسب الصحيفة، القطاعات العسكرية في مناطق الأغواط، الوادي، غرداية، إيليزي، وجانت، والتي تجاور الشريط الحدودي مع ليبيا وتونس، المعروفة بأنشطة الجماعات الإسلامية المسلحة هناك، إضافة إلى أنشطة المنظمات الإجرامية وشبكات التهريب.
وأشارت «الخبر» إلى أن السلطات الفرنسية تسعى لإقناع الجزائر بإرسال قوات عسكرية لإرساء الأمن والاستقرار في ليبيا، خاصة وأنه يشتبه في وجود خلايا نائمة هناك تسعى إلى إعلان ميلاد فرع لتنظيم «الدولة الإسلامية» في منطقة الساحل يكون مركزه ليبيا.
وكانت الصحافة الجزائرية قد أوردت في وقت سابق أن قوات «كومندوس» جزائرية تنشط بالفعل داخل الأراضي الليبية للقضاء على الإرهاب بمشاركة قوات خاصة أمريكية وفرنسية، فضلا عن جنود من تشاد، في حين اعتبر وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان قبل أيام أن على بلاده أن تتحرك في ليبيا وأن تعبئ الأسرة الدولية لإنقاذ هذا البلد.
واعتبر لودريان أن الانتشار العسكري الفرنسي قد يتوسع في اتجاه الحدود الليبية بالتنسيق مع الجزائر.
الباحث الإستراتيجي حسني عبيدي لـ”الخبر”
”يجب على الجزائر ألا تكون مقاول حرب لفرنسا في ليبيا”
”التقارب الجزائري المصري ”زواج متعة” أملته الظروف الأمنية”
”حياد الجزائر السلبي في ليبيا خطأ إستراتيجي كبير”
ما هي أسباب ودوافع زيارة قائد أركان الجيش الفرنسي إلى الجزائر؟
ثمة تعاون جزائري فرنسي مشترك منذ فترة، يتخذ طابعا سياسيا معلنا منذ زيارة هولاند، لكنه يتخفى في تعاون غير معلن عسكري بالأساس. ومؤشر ذلك القوي هو زيارة وزير الدفاع لودريان والزيارة الحالية لقائد أركان الجيش الفرنسي، إذ يبدو عكس ما تقوله الجزائر رسميا أن العلاقات العسكرية بين البلدين على وتيرة متواصلة. فرنسا لديها مشروع جديد، يتمثل في نقل القيادة العسكرية ”سرفال” من مالي إلى دول الساحل النيجر والتشاد، وهناك مؤشرات جديدة لتوسيع عملية سرفال لتشمل ليبيا. وفي هذا الإطار، يدخل دور الجزائر التي سبق لها أن لعبت دورا كبيرا في تسهيل العملية الجوية وأيضا في التعاون الاستخباراتي خلال العملية العسكرية الفرنسية في مالي.
ما هي أهداف فرنسا من إعلانها نية التدخل العسكري في ليبيا؟
كل المؤشرات تدل على أن هناك نية للتدخل عسكريا في ليبيا من جديد. قد تكون أزمة العراق الأخيرة هي من أخر ذلك، إلى جانب عدم حصول توافق أمريكي فرنسي على هذه العملية. لكن دوافع فرنسا في تدخلها العسكري في ليبيا، هي الخشية من انهزام تنظيم ”داعش” في العراق، وعودة عناصره إلى ليبيا، ما يجعلها تحت طائل التهديد المباشر.
ما هو الدور المنتظر من الجزائر في حال تدخل عسكري فرنسي وشيك على ليبيا؟
الجزائر هي الدولة الوحيدة التي لها الإمكانية لقيادة دور سياسي في الأزمة الليبية، لأن الحلول السياسية لم تستنفد بعد. الجزائر يجب ألا تكون أبدا مقاول حرب لفرنسا في ليبيا. هناك محاولة لتقسيم الأدوار، وفرنسا تبحث عمن يقوم بالحرب بدلا عنها. وفي هذا السياق، يمكن فهم سر الطائرات المصرية الإماراتية التي يقال إنها ضربت ليبيا. تساؤلات كثيرة تطرح حول قدرة طيارين إماراتيين على تنفيذ عملية من هذا النوع، وبالمقابل توجد قاعدة عسكرية فرنسية في الإمارات، وعند ربط هذه العناصر، يتضح أن هذه العملية كانت لجس نبض المنطقة في عملية عسكرية غربية على ليبيا، تم تسويقها على أنها عملية عربية.
ما هو الضرر الذي سيعود على الجزائر في حال التدخل العسكري الفرنسي على ليبيا؟
التدخل العسكري الفرنسي سيصب حتما في مصلحة الجنرال حفتر. وهذا سيؤدي بالميليشيات المحسوبة على تيار الإسلام السياسي إلى أن تصبح أكثر راديكالية. لذلك، سيعقد أي تدخل فرنسي من الوضع، خاصة أن الحلول السياسية ممكنة، لذلك من واجب الجزائر فرملة الطلب الفرنسي بشأن التدخل العسكري. أعتقد أن الوضع في ليبيا شبيه باليمن، فكلا البلدين شعبه مسلح، إلا أن اليمن استطاعت بمساعدة مجلس التعاون الخليجي أن تصل إلى حل سياسي، فلماذا لا يتكرر ذلك في ليبيا في إطار المؤسسات الإفريقية؟ والدور الأكبر يقع على عاتق الجزائر كونها قاطرة الاتحاد الإفريقي وليس مصر كما يقال. الجزائر كانت من الدول التي انتقدت التدخل العسكري الأول في ليبيا ومن مصلحتها أن يكون آخر الحلول هذه المرة أيضا.
كيف يمكن للدبلوماسية الجزائرية التعاطي مع معطى الحرب المنتظرة في ليبيا؟
الجزائر ضيعت فرصة كبيرة بإبقاء نفسها بعيدة عن الأحداث في ليبيا، فهي لم تفتح نافذة على المعارضة أو تقترب منها. عند تتبع تصريحات وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، نجد أنها تنتمي إلى أجواء الحرب الباردة. في الوقت الحالي، جميع البلدان تتدخل لحماية مصالحها، وبقاء الجزائر على الحياد السلبي خطأ إستراتيجي كبير. جهود الجزائر ينبغي أن تنصب على كيفية إبعاد أو ترحيل الخيار العسكري. الأمم المتحدة أوفدت مبعوثا لها في ليبيا، وهناك تهديد دولي لأمراء الحرب، والجزائر في هذه المساعي يمكن لها أن تكون رائدة. إذا كانت مصر تساعد حليفها الجنرال حفتر، فإن الجزائر من مصلحتها البقاء على مسافة واحدة من الجميع، ما يساعدها على استنزاف الحلول السياسية في مائدة حوار، فالتدخل العسكري ليس من مصلحة الجزائر، لأنه سيعمل على دعم طرف ضد طرف، ما سيزيد من حدة الصراع، وبالتالي إدامة الخطر على الحدود الجزائرية.
ما مدى حكمة أن تظل الجزائر ثابتة على موقف عدم التدخل في شؤون دول الجوار في ظل ما يشهده الوضع في ليبيا؟
لا ينبغي تصديق عبارة أن ”الجزائر لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى” كثيرا. من جهتي لا أستبعد أن الجزائر قامت بعمليات محدودة داخل التراب الليبي. الجزائر لديها أكثر من سبب في ذلك، خاصة أن لديها استثمارات بمليارات الدولارات في المجال النفطي بليبيا. حاليا ليبيا ليست قادرة حتى على حماية حدودها. والمعلومات المتوفرة تؤكد أن قوات تابعة لقبائل ”التبو” التشادية توغلت إلى أعماق التراب الليبي. هذا مؤشر خطير يدل على أن ليبيا أصبحت ساحة مفتوحة للجميع. الجزائر إذا لم تواكب الربيع العربي، عليها أن تواجه هزاته وارتداداته، والحسابات العقلانية في ظل هذا الواقع تقتضي من الجزائر عدم تبني موقف دوغمائي إيديولوجي، والتمسك بدلا عنه بالحياد الإيجابي.
هل للتقارب الجزائري المصري الملاحظ مؤخرا علاقة بما يجري في ليبيا؟
هذا التقارب أملته الظروف، ويمكن تشبيهه بـ«زواج متعة” وليس علاقة حب أو تفاهم. الوضع في ليبيا يتطلب تعاونا بين مصر والجزائر، لأن قضية السلاح وغياب الأمن ستجعل ليبيا منفذا مفتوحا إلى باقي دول الجوار، وكان من الضروري على الجزائر ومصر أن تتصديا لذلك حماية لأمنهما القومي.
بوتفليقة استدعى قيادة الجيش وقال للفرنسيين
”الجزائر ترفض فتح مجالها الجوي في حرب غربية على ليبيا”
استدعى الرئيس بوتفليقة، أول أمس الجمعة، أعضاء المجلس الوطني الأعلى للأمن، لاجتماع استثنائي بشأن نقطتين، الأولى هي الحرب المتوقعة في ليبيا والتي ستخوضها دول غربية طلبت من الجزائر تسهيلات لوجيستية وممرات جوية مفتوحة، أما الموضوع الثاني فهو مدى التعاون الذي يجب أن توفره الجزائر للحرب الكونية ضد تنظيم ”داعش”.
ويواجه الرئيس بوتفليقة ومعه صناع القرار في الجزائر صعوبة كبرى في تبرير أي قرار للتعاون مع حملة عسكرية غربية في ليبيا، لأن مبررات تقديم تسهيلات لوجيستية وفتح الأجواء غير موجودة في حالة ليبيا. وقال مصدرنا إن مسؤولا جزائريا كبيرا نقل لمسؤولين فرنسيين، على لسان الرئيس بوتفليقة، رسالة قصيرة مضمونها ”إن الجزائر لا يمكنها تبرير تقديم تسهيلات عسكرية لأية حملة عسكرية جوية في ليبيا أمام شعبها”. وأضاف مصدرنا أنه في حالة مالي كان القرار قابلا للتبرير، فقبل أشهر قليلة عن العملية العسكرية الفرنسية سيرفال، اختطف إرهابيون من مالي 7 دبلوماسيين جزائريين وأعدموا أحدهم، كما نفذوا 3 عمليات إرهابية كبيرة انطلقت كلها من إقليم أزواد، واستهدفت مخيم الرابوني في تيندوف ومقري قيادات الدرك في تمنراست وورڤلة، ولكن في حالة ليبيا فإن المبرر الوحيد هو انعكاسات سيطرة الجماعات السلفية الجهادية على ليبيا.
وأضاف مصدرنا أن رؤساء الفروع الرئيسية للجيش وقيادة مديرية الاستعلامات والأمن، تمت دعوتهم لحضور اجتماع قد يعقد يوم الأحد مع الرئيس بوتفليقة، لاتخاذ القرار النهائي. وعلمت الجزائر، حسب مصدرنا، أن قيادة الجيش والقوات المسلحة الفرنسية بدأت في التحضير لعمليات عسكرية جديدة في ليبيا، بالمشاركة مع قوات أمريكية. وقال مصدر أمني رفيع إن العمليات العسكرية ستستهدف هذه المرة تدمير أكثر من 800 هدف في ليبيا، هي معسكرات الكتائب السلفية الجهادية ومراكز تدريبها ومخازن السلاح، وطرق إمدادها. وتهدف الضربات الجوية لطرد الجماعات السلفية الجهادية من المدن الرئيسية الليبية وإبعادها عن المراكز الحيوية، وهي المطارات والموانئ، وحقول النفط. ولن يقل عدد الطائرات التي ستشارك في عمليات عسكرية في ليبيا عن 100، بالإضافة إلى طائرات من دون طيار وكتيبتي كومندوس وطائرات هيليكوبتر، وبوارج وصواريخ مجهزة بصواريخ جوالة، ويجري الإعداد للتدخل العسكري في ليبيا في باريس وواشنطن.
4 جنرالات وعقيدان يرافقون رئيس الأركان الفرنسي إلى الجزائر
بداية العد العكسي للحرب في ليبيا
يرافق الجنرال بيير دوفيلي، رئيس أركان الجيوش الفرنسية، 4 جنرالات وعقيدان من القيادات العسكرية وشخصيات مدنية، ما يؤكد أن الأمر يتجاوز لقاء روتينيا بل مناقشة تفاصيل
عمليات عسكرية قادمة، في ليبيا.
تعني زيارة رئيس الأركان الفرنسي للجزائر، حسب متابعين للشأن العسكري الإستراتيجي، أن القيادات السياسية في كل من الجزائر وباريس توصلت إلى اتفاق مبدئي في الإطار السياسي الإستراتيجي، وأن العسكريين سيناقشون تفاصيل تقنية للاتفاق السياسي، وهو ما يعني أن الحملة العسكرية في ليبيا باتت قضية أيام أو أسابيع. وينطلق المحللون من نقطتين جوهريتين، الأولى هي عدم وجود صفقة سلاح كبرى يجري التفاوض بشأنها الآن، أما الثانية فهي توقيت الزيارة. وتشير مصادرنا إلى أن لقاء مماثلا تم قبل شهرين عن التدخل العسكري الفرنسي في شمال مالي. وقال مصدر أمني إن تفاصيل العملية العسكرية ستناقش بين كبار قيادات الجيشين الفرنسي والجزائري، ولا تكمن الأهمية في زيارة رئيس أركان الجيوش الفرنسية حسب العقيد المتقاعد سعانو رشيد، بل إن الأهمية في تشكيلة الوفد المرافق للجنرال الأول في الجيش الفرنسي. ويعتقد المتحدث أن جدول الأعمال يتضمن مناقشة تفاصيل دقيقة في العمليات العسكرية التي لن تنجح دون مساعدة جزائرية. وكشف مصدر أمني جزائري رفيع أن التدخل العسكري الغربي في ليبيا سيقع في غضون أسابيع أو فترة لا تزيد عن 3 أشهر. وأشار مصدرنا إلى أن التدخل العسكري الغربي في ليبيا يتم التحضير له منذ أكثر من شهر، وتتفاوض فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية بشكل انفرادي مع تونس الجزائر ومصر، من أجل تسهيل. وأشار مصدر أمني رفيع إلى أن فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية ستتدخلان في ليبيا خلال فترة لن تزيد عن 3 أشهر في حالة تواصل تدهور الأوضاع. وأشار مصدرنا إلى أن فترة 3 أشهر لا صلة لها بالتحضير للعمليات، لكن الأمر يتعلق بالجهد العسكري المتوقع أن تبذله الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية في منطقة أهم هي العراق، بالإضافة إلى أن فرنسا تنتظر تطور الأوضاع في ليبيا من أجل التعامل مع الجماعات السلفية الجهادية، كما أن القوات الفرنسية والأمريكية تنتظر انتهاء عمليات الاستطلاع التي تنفذ منذ عدة أسابيع في ليبيا باستعمال عدة وسائل، منها أقمار صناعية ووسائل تنصت وطائرات تجسس مأهولة وأخرى من دون طيار.
وتشير مصادرنا إلى أن الحرب في ليبيا ستكون أكثر كلفة بكثير من حرب شمال مالي ومن الحرب الأولى التي أدت للإطاحة بنظام العقيد القذافي، بسبب عدم وجود حلفاء محليين قادرين على دحر الجماعات السلفية الجهادية، التي تشير تقديرات إلى أن قواتها يزيد عددها عن 100 ألف مقاتل. وقد أطلعت دول غربية الجزائر على مخططات التدخل التي يجري الإعداد لها ضد الجماعات السلفية الجهادية. وقال مصدر أمني جزائري رفيع إن المخططات التي يجري تحضيرها للتدخل في ليبيا ستشمل 3 مراحل، الأولى هي منع الجماعات السلفية الجهادية الموجودة في المدن الليبية من الاتصال مع بعضها، عن طريق تدمير خطوط المواصلات وشبكات الاتصال، ثم تأتي المرحلة الثانية وهي استهداف المعسكرات الرئيسية للتنظيمات السلفية في طرابلس ودرنة والزنتان وبنغازي ومصراتة، ثم استهداف القيادات الكبيرة في التنظيمات السلفية الجهادية.
وقال مصدرنا إن أي تدخل عسكري في ليبيا سيحتاج للتعاون من تونس والجزائر ومصر، لهذا فإن الدول الغربية أطلعت دول الجوار الثلاث على مخططات التدخل، من أجل التعاون وتقديم تسهيلات. وقد تتواصل العملية العسكرية لعدة أشهر لدعم قوات ليبية محلية موجودة على الأرض، على غرار سيناريو طالبان عندما داهمت الغارات الجوية تحالف الشمال، لكن دون إنزال قوات على الأرض إلا في حالات محددة، عندما يتعلق الأمر باعتقال أو تصفية أحد القياديين في الجماعات السلفية الجهادية الليبية.