محتويات هذا المقال ☟
إيران تنشر صاروخا باليستيا جديدا من طراز “قاسم بصير” لمواجهة أنظمة الدفاع الجوي الأميركية الأكثر تقدما
أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية رسميًا عن تطوير صاروخ باليستي جديد متوسط المدى (MRBM) واختباره بنجاح. وهو صاروخ “قاسم بصير”. ويمثل هذا الصاروخ نسخة مطورة من سلسلة صواريخ “حاج قاسم” التي تعمل بالوقود الصلب، وقد كشف عنه خلال مقابلة تلفزيونية. مع وزير الدفاع العميد عزيز نصير زاده.
ويقال إن الصاروخ يتضمن تعديلات متعددة تهدف إلى تعزيز دقته، وقدرته على الصمود في مواجهة الدفاعات الصاروخية. ومقاومة الإجراءات المضادة الإلكترونية.
صاروخ “قاسم بصير”
صمم صاروخ “قاسم بصير” لضرب أهداف تقع على بُعد أكثر من 1200 كيلومتر، وقد قدّمته مصادر إيرانية كمنصة .قادرة على اختراق أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، بما في ذلك نظامي “ثاد” و”باتريوت”.
ووفقًا لوزارة الدفاع الإيرانية، طُوّر صاروخ “قاسم بصير” بناءً على معلومات تشغيلية من عمليات صاروخية سابقة عرفت باسم. “الوعد الحقيقي 1″ و”الوعد الحقيقي 2”. ويبدو أن هيكل الصاروخ مصنوع من مواد مركبة من ألياف الكربون، مما يقلل من الكتلة الهيكلية والمقطع العرضي للرادار.
ويقال إن وزن الرأس الحربي يبلغ حوالي 500 كيلوغرام. ويعتمد نظام الدفع على الوقود الصلب، مما يتيح سرعة أكبر في الإطلاق . وظروف تخزين أكثر استقرارًا مقارنةً بالبدائل التي تعمل بالوقود السائل.
أُطلق الصاروخ من مسافة تزيد عن 1200 كيلومتر خلال تجربة أُجريت في 16 أبريل/نيسان 2025، وأُفيد بأنه. أصاب هدفًا محددًا مسبقًا من بين عدة طعوم وهمية بأقل انحراف ودون استخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
مميزات صاروخ قاسم بصير
يتميز نظام توجيه صاروخ قاسم بصير بمستشعر تصوير حراري، مما يسمح للصاروخ بتحديد الأهداف وتوجيهها بدقة باستخدام. البصمات الحرارية خلال مرحلة الطيران النهائية.
وقد صرّح مسؤولون إيرانيون بأن الصاروخ لا يعتمد على أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية، بل يستخدم التصوير الكهروضوئي. ووحدات القياس بالقصور الذاتي (IMUs) على متنه.
ويدعم الباحث النهائي بأنظمة توجيه إضافية، مما يضمن التكرار والقدرة على تحديد الأهداف تلقائيًا. خلال مرحلة الاختبار. عمل الصاروخ في ظل تشويش إلكتروني عالي الكثافة، وأفادت وزارة الدفاع الإيرانية بأن هذا التشويش لم يكن له أي تأثير ملموس على أداء الصاروخ.
أشار معلقون دفاعيون إلى أن أنظمة التحكم في صاروخ قاسم بصير تمكّن مناورات مراوغة خلال المرحلة الأخيرة من الطيران.و تهدف هذه المناورات إلى إحباط محاولات الاعتراض عن طريق تغيير مسار الصاروخ بعد عودته.
بالإضافة إلى ذلك، زُوّد الصاروخ بمركبة عودة قابلة للمناورة (MaRV) تنفصل عن المعزز، وهي مصممة لتقليل السحب، . وتقليل قابلية رصد الرادار، وتحسين الكفاءة الباليستية.
ولا يوجد تأكيد على ما إذا كانت مركبة العودة القابلة للمناورة تجري مناورات انزلاق أو تخطي هوائي، على الرغم. من أن المصادر المتاحة تشير إلى أنها قد تجري حركات مراوغة شبه عشوائية بالقرب من منطقة الهدف.
بناءً على بيانات متاحة للعامة، يبدو أن صاروخ قاسم بصير يتميز بتصميم بسيط ومدمج، محسّن للإنتاج التسلسلي. ويقال إنه يمكن إطلاقه من منصات نقل ونصب وإطلاق متحركة (TELs)، بما في ذلك منصات تشبه الشاحنات المدنية، مما يزيد من سهولة الحركة . وإخفاء عمليات الإطلاق.
نظام التحكم في ناقل الدفع
وبينما يفتقر الصاروخ إلى نظام التحكم في ناقل الدفع، الموجود في أنظمة إيرانية أخرى مثل صواريخ سجيل أو إسكندر. يقال إنه يحقق قدرة كافية على المناورة من خلال أسطح التحكم الديناميكية الهوائية وتعديلات المسار في المرحلة النهائية. كما يتميز بثمانية زعانف تثبيت في الطرف الخلفي، بما يتوافق مع تصاميم الصواريخ الإيرانية متوسطة المدى الأخرى.
تشير التقديرات الفنية المستمدة من مصادر إيرانية وتحليلات الدفاع الإقليمي إلى أن الصاروخ قادر على الوصول إلى سرعات. مماثلة لصواريخ حاج قاسم السابقة، وربما تصل إلى 12 ماخ.
ويقدر طول الصاروخ بحوالي 11 مترًا، ويبلغ وزنه الإجمالي حوالي 7 أطنان. ورغم عدم نشر بيانات دقيقة حول المقطع الراداري. أو توافقه مع منصة الإطلاق، إلا أن استخدام مركبات الكربون والتوجيه البصري يشير إلى أن الصاروخ مصمم للعمل في بيئات متنازع . عليها حيث يتوقع الكشف المبكر والاعتراض بواسطة أنظمة الدفاع الجوي.
تزعم تصريحات وزير الدفاع الإيراني وحسابات تابعة للجيش أن قدرات صاروخ قاسم بصير تقلل من احتمالية نجاح اعتراضه . من قِبل أنظمة الدفاع المعادية. ووفقًا لهذه التقارير، تقدّر إيران أنه في ظل الظروف التشغيلية الحالية، لا تستطيع أنظمة الدفاع المعادية اعتراض. سوى حوالي 5% من صواريخ هذه الفئة.
ويتناقض هذا الرقم، المستند إلى الأداء المقارن خلال العمليات السابقة، مع معدلات اعتراض أعلى مبلغ عنها في الاشتباكات السابقة. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذه الادعاءات قد تنطوي على عناصر دعائية داخلية.
تحليلات مستقلة
تشير تحليلات مستقلة إلى أن صاروخ قاسم بصير، باعتباره عضوًا جديدًا في منصة صواريخ الحاج قاسم، يعطي الأولوية . للتركيبية وقابلية التوسع في الإنتاج. ويقال إن هناك نسخًا مستقبلية قيد التطوير، مع توقع مديات أطول تصل إلى 1800 كيلومتر.
وقد تشمل هذه الترقيات المحتملة دمج مركبات عائدة جديدة قابلة للمناورة ذات نسب رفع إلى سحب أعلى. أو أنظمة توجيه إضافية، بهدف زيادة الفعالية ضد الأهداف المحصنة أو المتحركة.
يعدّ صاروخ قاسم بصير حاليًا أطول الصواريخ الإيرانية مدىً، وفقًا للتقارير، مزوّدًا بباحث كهروضوئي، متجاوزًا نماذج سابقة . مثل صاروخ ذو الفقار بصير.
وتشير مصادر عامة، بما في ذلك مقاطع فيديو وتغطية إعلامية رسمية، إلى أن الصاروخ عرض على مسؤولين عسكريين في إطار . استعراضٍ لاستخدامه المحتمل ضد أهداف إقليمية، بما في ذلك تلك الموجودة داخل إسرائيل.
ويأتي توقيت الإعلان في أعقاب سلسلة من عروض تكنولوجيا الصواريخ التي أجرتها هيئات الدفاع الحكومية الإيرانية. بما في ذلك الكشف عن صاروخ “فاتح” الأسرع من الصوت.
الموقع العربي للدفاع والتسليح | Facebook