محتويات هذا المقال ☟
حركة طالبان ربما تكون أكثر عقلانية هذه المرة ويجب منحها الوقت لتشكيل الحكومة!
قال قائد أركان الجيش البريطاني، نيك كارتر، اليوم الأربعاء، إنه ينبغي أن يعطي العالم حركة طالبان متسعا لتشكيل حكومة جديدة في أفغانستان، وربما يكتشف بعدها أن المتمردين الذين تعامل معهم طيلة عقود على أنهم متشددون قد أصبحوا أكثر عقلانية.
وبين أنه على اتصال مع الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، مشيرا إلى أن كرزاي يجتمع مع طالبان اليوم.
وأضاف كارتر في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية: ”علينا أن نتحلى بالصبر، وعلينا أن نمسك أعصابنا وأن نمنحهم فرصة لتشكيل حكومة وأن نعطيهم متسعا لإظهار إمكاناتهم… ربما كانت طالبان هذه مختلفة عن طالبان التسعينيات التي يتذكرها الناس“.
طالبان العاقلة
وتابع قائلا: ”ربما نفاجأ – إن أعطيناهم مساحة – أن طالبان هذه أكثر عقلانية، لكن ما يجب علينا أن نتذكره جيدا أنها ليست منظمة متجانسة.. طالبان مجموعة من شخصيات قبلية متباينة جاءت من كل أطياف الريف الأفغاني“.
وتابع: ”ربما كانت هذه طالبان الأكثر تعقلا… إنها أقل قمعية. وإذا نظرنا للطريقة التي تحكم بها كابول في الوقت الراهن، فسنجد مؤشرات على أنها أكثر عقلانية“.
غير أن بعض قدامى المحاربين البريطانيين يساورهم الشك.
وقال تشارلي هربرت، الذي كان ضابطا برتبة ميجر جنرال في الجيش البريطاني، وخدم في أفغانستان، وعمل أيضا مستشارا كبيرا لحلف شمال الأطلسي: ”يجب ألا ينخدع الناس بهذه الكلمات المعسولة“.
وأضاف في حديث له: ”طالبان تحتاج اعترافا دوليا. لقد انتزعت السلطة بالقوة، وهي الآن تطمح بشدة لاعتراف دولي، اعتراف من الصين ومن روسيا ومن الغرب، هي بحاجة لذلك. لهذا ستستخدم بالطبع هذه الكلمات العذبة عن إتاحة فرص مساوية للنساء“.
وتابع هربرت أنه ”ما من دليل يظهر أن طالبان أصبحت أكثر اعتدالا“.
وأضاف: ”إنهم ينتظرون، يتحينون الفرصة إلى أن نخرج من كابول، ثم ستبدأ إراقة الدم حين لا يكون هناك صحفيون ولا هيئات دولية ترى ذلك“.
دعم الحلفاء
من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الأربعاء إن بلاده ستفعل كل ما بوسعها لتجنب حدوث أزمة إنسانية في أفغانستان، مضيفا أن طالبان تسيطر على الوضع في البلاد بأسرع من المتوقع.
ودعا جونسون في كلمة أمام البرلمان إلى مناقشة الوضع في أفغانستان، لكنه استبعد إجراء تحقيق بشأن الفترة التي قضتها بريطانيا هناك، قائلا إن ”معظم الأسئلة تم الرد عليها بالفعل“.
وأضاف: ”سنفعل كل ما في استطاعتنا لدعم من ساعدوا بعثة المملكة المتحدة في أفغانستان، وسنعمل بكل طاقتنا لدعم المنطقة الأوسع حول أفغانستان، وسنفعل كل ما يمكن لتجنب حدوث أزمة إنسانية“.
وقال جونسون إن الاعتقاد بأن أي بلد في حلف شمال الأطلسي يريد استئناف العمل العسكري في أفغانستان بعد سيطرة طالبان ما هو إلا ”وهم“.
وأكد أن ”هذه الفكرة انتهت مع المهمة القتالية في 2014، ولا أعتقد أن نشر عشرات الآلاف من الجنود البريطانيين لقتال طالبان هو خيار مطروح“.