محتويات هذا المقال ☟
جرت مناقشة واسعة مؤخراً في وسائل الإعلام حول عملية صياغة الميزانية العسكرية للعام 2015- 2016، وعلى الرغم من الانتقادات التي لا مبرر لها في بعض الأحيان والشائعات التي انتشرت حول تقليص محتمل للميزانية، إلا أننا يمكننا القول بأنه تم صياغتها بشكل دقيق، حيث أخذت بعين الاعتبار جميع احتياجات القوات المسلحة الروسية. ومن الطبيعي أن تجرى العديد من الاستشارات أثناء اعتماد الميزانية، لذا تعرضت للتصحيح والتعديل أكثر من مرة. ولهذا، ربما، ظهرت بعض التناقضات في تقديرات الخبراء.
يتعرض الجيش، في سياق الإصلاحات العسكرية، لبعض التغييرات. فشراء الأسلحة الجديدة وتحسين ظروف المعيشة في الثكنات وتطوير التقنيات الحديثة، كل هذه أصبحت ضمن قائمة المهام الملقاة على عاتق وزارة الدفاع الروسية. ولن تقتصر التغيرات على الجنود المحترفين في الجيش الروسي وإنما أيضاً على المجندين من ذوي الخدمة الإلزامية.
وفي هذه الأثناء تستمر عملية التجنيد لموسم الخريف، حيث أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شايغو مرة أخرى عن عزم وزارته جعل الخدمة في صفوف القوات المسلحة خدمة مريحة ومرموقة. وقد نشرت وكالة ريانوفستي تصريحاً للوزير الروسي الذي أدلى به أثناء الجلسة الموسعة للمجلس العمومي الروسي التابع لوزارة الدفاع حيث قال: “نحن ماضون في طريق جعل الخدمة العسكرية أكثر إنسانية، ولهذا سوف يكون لدى جنود الخدمة الإلزامية عطلة يومين كاملين، كما يمكنهم الخروج في إجازاتهم بثيابهم المدنية، بالإضافة إلى السماح لهم بالتواصل مع ذويهم واستخدام أجهزة الهواتف المحمولة والبريد الالكتروني والدردشة عن طريق السكايب”.
من المتوقع أن ينتهي العمل بشأن تنظيم ما يسمى بالبوفيهات المفتوحة في مطاعم الجيش الروسي، والآن أصبحت معظم الوحدات العسكرية تتناول طعامها بطريقة حديثة وخاصة فيما يتعلق بإعفاء الجنود من مهام ليست من اختصاصهم كتقشير البطاطس وتقطيع الخبز، مع العلم أن شركات مدنية متخصصة سوف تقوم بتوفير الغذاء للمجندين، وبذلك نسعى إلى تحسين جودة الطعام الذي يتغذى منه العسكريون. علاوة على ذلك سوف تخضع جميع المنتجات الغذائية لاختبارات صارمة وذلك لأن الشركات المتخصصة سوف تقوم بإبرام عقود مع شركة موردة للمواد الغذائية مسجلة وفق المعايير والتي لديها كافة الوثائق والشهادات اللازم، مع الإشارة إلى أن معظم الوحدات العسكرية أصبحت لديها قائمة متنوعة من الوجبات الغذائية الساخنة والسلطات والمشروبات.
تشارف عملية التجنيد الإلزامي للموسم الخريفي في الجيش الروسي على الانتهاء وبعدها سوف يتم تلخيص نتائج الإصلاحات الحالية للقوات المسلحة، ولكن يمكننا القول أن معظمها قد تحقق مما سيبعث ذلك بالتفاؤل في الأعوام المقبلة.