محتويات هذا المقال ☟
ليس من باب الصدفة أن يقتل جنرال أمريكي أحد المخططين لمقتل سليماني تواجد على متن الطائرة المتحطمة في افغانستان وتدور تحليلات كثيرة والبعض تحدث عن أن أيران كانت وراء إسقاط الطائرة الأمريكية في أفغانستان .
په غزني کې د امریکايي اشغالګرو یوه الوتکه رانسکوره شوه، ګڼ لوړ رتبه افسران په کې ووژل شول https://t.co/QWN6cbdb2w pic.twitter.com/qeqypA7qFH
— Zabihullah (..ذبـــــیح الله م ) (@Zabehulah_M33) January 27, 2020
وما يزال الغموض قائما بشأن سقوط طائرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية، وسط أفغانستان، قبل أيام، كانت تقل ضباطا في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “CIA”، بحسب حركة “طالبان”، فيما زعمت وسائل إعلام إيرانية أن أحدهم، وهو “مايكل داندريا”، كان من بين المسؤولين الرئيسيين عن اغتيال الجنرال “قاسم سليماني” في العراق، مطلع كانون الثاني/ يناير الماضي.
في المقابل، نفت واشنطن أن تكون نيران معادية قد تسببت بالحادث، وأعلنت لاحقا أن طيارين اثنين فقط لقيا حتفهما فيه، مكتفية بالتأكيد أنها تواصل التحقيقات، بينما لم يكن إعلان طالبان واضحا، إذ اكتفى المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، عبر “تويتر”، بالإشارة إلى “سقوط” الطائرة، قبل أن يؤكدلوسائل إعلام غربية المسؤولية عن إسقاطها.
The first scene of #USAF E-11A plane after shot down by Taliban! pic.twitter.com/gzAfeIi5Ac
— Omar Atal (@OmarAtal_) January 27, 2020
بدوره، رفض مسؤول أفغاني التعليق بهذا الخصوص ما يترك الباب مفتوحا أمام التكهنات، ويزيد من أهمية التساؤلات عن ما إذا كانت واشنطن تخفي معلومات لتجنب انهيار المفاوضات التي تهدف من خلالها إلى إنهاء أطول حرب خارجية في تاريخها، وكذلك عن مستوى التعاون والتنسيق بين طالبان وطهران، وما إذا كانت أجنحة داخل الحركة تتحرك في منأى عن قيادتها، ما يخلق ثغرات تتيح لأطراف إقليمية ودولية تحقيق نفوذ على الأرض، واستخدامه لتصفية حسابات.
ليست “طالبان واحدة”
أشارت عدة تقارير على مدار السنوات الماضية إلى انقسامات داخل طالبان، لا سيما بعد رحيل زعيمها الأسبق “ملا محمد عمر”، جراء نزاع بشأن خلافته، وكذلك حول سياسات الحركة في المرحلة المقبلة، والموقف من العملية السياسية والتفاوض مع الولايات المتحدة على ترتيبات إنهاء الحرب.
و يبدو جليا أن طالبان تحاول جاهدة إخفاء تلك التصدعات، وإظهار أنها ما تزال مظلة جامعة لكل مقاومي “الاحتلال الأمريكي”، على اختلاف توجهاتهم، وهو ما يظهر في تأكيدها المضي في العملية السياسية التي يقودها ممثلو الحركة في الخارج منذ عام 2018، والمدفوعة برغبة شعبية واسعة بإنهاء الحرب المريرة، من جهة، وتبنيها في الوقت ذاته العمليات المسلحة، وإن تزامن بعضها مع اجتماعات سلام في الدوحة أو موسكو أو غيرهما.
نفوذ إيران
أعلنت إيران عزمها على الانتقام لمقتل سليماني، الذي كان قائدا لفيلق القدس بالحرس الثوري، مؤكدة أن جميع نقاط تواجد الولايات المتحدة في المنطقة هي أهداف محتملة، بما في ذلك أفغانستان، التي أكد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أن طهران تتمتع فيها بعلاقات قوية مع “طالبان”.
وكانت عدة تقارير غربية قد حذرت بالفعل من “عواقب وخيمة” لتأخر حسم واشنطن مفاوضاتها مع الحركة، حيث ستتمكن الأجنحة الأكثر ميلا للخيار المسلح من استلام زمام المبادرة، ولن ترفض بالتأكيد عروضا سخية بالدعم من أي طرف، بما في ذلك إيران.
وفي الواقع، فإن العلاقات بين الجانبين ليست وليدة اللحظة، وكانت قيادات في الحركة تجري بالفعل زيارات إلى طهران من وقت لآخر، رغم التاريخ العدائي بينهما قبل الغزو الأمريكي عام 2001.
ومنتصف كانون الثاني/ يناير الماضي، أفاد تقرير لموقع “مليتاري تايمز” بأن الحرس الثوري عمل على تدريب عناصر طالبان منذ عام 2010، وزودها بأسلحة، أهمها أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف، ما يجعل إقدام أجنحة في الحركة على إسقاط الطائرة الأمريكية في إطار “الانتقام الإيراني” أمرا غير مستبعد.
وفي الوقت ذاته، فإن إيران أيضا تظهر دعما لعملية السلام، وربما لوحدة طالبان أيضا، فقد تحدثت مرارا عن خوفها من تمكن “تنظيم الدولة” من التغلغل والانتشار في أفغانستان، وهو ما يعكس رسمها سياسية شاملة ومتوازنه تمكنها من الوصول إلى مختلف تيارات الحركة، تقدم في إطارها ضمانات بشأن نواياها، ودعما غير مشروط، وتحوز في المقابل القدرة على تسخير تلك الحالة المعقدة لتحقيق أهداف محددة، فضلا عن حماية الأمن القومي للبلاد.