في رسالة “تطمينية”، استبعد ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي، أن تكون بلاده ستحارب مصر أو أي دولة أخرى بعد أن قررت إرسال قوات إلى ليبيا.
ونشر أقطاي سلسلة تغريدات بالعربية تضمنت تطمينات لمصر دون أن تخلو من اتهامات ضمنية: “من قال إن تركيا تريد الحرب ضد مصر أو ضد أي دولة.. تركيا تدافع عن الحكومة الشرعية في ليبيا بينما غيرها يدعم المتمردين والانقلابين.. لا تصدقوا إعلامكم فهو يكذب عليكم”.
من قال ان تركيا تريد الحرب ضد مصر أو ضد أي دولة… تركيا تدافع عن الحكومة الشرعية في ليبيا بينما غيرها يدعم المتمردين والانقلابيين .
لا تصدقوا اعلامكم فهو يكذب عليكم .
تركيا ليست ضد الشعب المصري ولا أي شعب في المتطقة. pic.twitter.com/oCI2GrpZDg— Yasin Aktay 🇹🇷 (@yaktay) January 5, 2020
وتابع: “تركيا لن تخوض حربا ضد أي شعب مسلم فكيف يقولون إننا سنحارب شعب مصر… تواجدنا في ليبيا تلبية لطلب الحكومة الشرعية وليس لمواجهة أي جيوش أخرى عربية أو أجنبية .. نسعى لوقف الحرب وغيرنا يسعى إلى إشعالها”.
تواجدنا في ليبيا تلبية لطلب الحكومة الشرعية وليس لمواجهة أي جيوش أخرى عربية أو أجنبية .. نسعى لوقف الحرب وغيرنا يسعى إلى اشعالها pic.twitter.com/QpUOLtBvY9
— Yasin Aktay 🇹🇷 (@yaktay) January 5, 2020
وكانت مصر وجهت قبل أيام تحذيرا لتركيا من مغبة أي تدخل عسكري تركي في ليبيا وتداعياته، مؤكدة أن مثل هذا التدخل سيؤثر سلبا على استقرار منطقة البحر المتوسط، وأن تركيا ستتحمل مسؤولية ذلك كاملة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أعلن الأحد، أن بلاده بدأت في توجيه جنود إلى ليبيا بشكل تدريجي، ضمن اتفاقية موقعة مع حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.
مصر تدين بأشد العبارات تفويض البرلمان التركي بنشر قوات في ليبيا
وكانت الخارجية المصرية بيانا، دانت فيه خطوة البرلمان التركي بتمرير المذكرة المقدمة من الرئيس رجب طيب أردوغان وتفويضه بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا.
وأكدت الخارجية أن التفويض الذي تم تأسيسا على مذكرة التفاهم الموقعة في اسطنبول يوم 27 نوفمبر 2019 بين فايز السراج والحكومة التركية حول التعاون الأمني والعسكري، يمثل انتهاكا لمقررات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن حول ليبيا بشكل صارخ، وخاصة القرار 1970 لسنة 2011 الذي أنشأ لجنة عقوبات ليبيا وحظر توريد الأسلحة والتعاون العسكري معها إلا بموافقة لجنة العقوبات.
وجددت القاهرة اعتراضها على مذكرتي التفاهم الباطلتين الموقعتين مؤخرا بين الجانب التركي والسراج، وعدم الاعتراف بأي إجراءات أو تصرفات أو آثار قانونية قد تنشأ عنهما، نتيجة مخالفة إجراءات إبرامهما للاتفاق السياسي الليبي الموقع بالصخيرات في ديسمبر 2015، وبالأخص المادة الثامنة التي لم تخول لرئيس حكومة الوفاق صلاحية توقيع الاتفاقيات بشكل منفرد، وخولت في ذلك المجلس الرئاسي مجتمعا، واشترطت مصادقة مجلس النواب على الاتفاقيات التي يبرمها المجلس الرئاسي.
ووجهت مصر تحذيرا لتركيا من مغبة أي تدخل عسكري تركي في ليبيا وتداعياته، مؤكدة أن مثل هذا التدخل سيؤثر سلبا على استقرار منطقة البحر المتوسط، وأن تركيا ستتحمل مسؤولية ذلك كاملة.
كما أكدت الدبلوماسية المصرية في بيانها، “على وحدة الموقف العربي الرافض لأي تدخل خارجي في ليبيا، والذي اعتمده مجلس جامعة الدول العربية في اجتماعه يوم 31 ديسمبر 2019، مذكرة بالدور الخطير الذي تلعبه تركيا بدعمها للتنظيمات الإرهابية وقيامها بنقل عناصر متطرفة من سوريا إلى ليبيا”.
وشددت على أن ذلك يبرز الحاجة الملحة لدعم استعادة منطق الدولة الوطنية ومؤسساتها في ليبيا مقابل منطق المليشيات والجماعات المسلحة الذي تدعمه تركيا ويعوق عودة الاستقرار في هذا البلد العربي، فضلا عن أي احتمال للتدخل العسكري التركي في ليبيا باعتبار أن هذا التطور إنما يهدد الأمن القومي العربي بصفة عامة، والأمن القومي المصري بصفة خاصة، مما يستوجب اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بحماية المصالح العربية من جراء مثل هذه التهديدات.
ودعت مصر المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته بشكل عاجل في التصدي لهذا التطور، المنذر بالتصعيد الإقليمي، وآثاره الوخيمة على جهود التوصل عبر “عملية برلين” لتسوية شاملة وقابلة للتنفيذ تقوم على معالجة كافة جوانب الأزمة الليبية من خلال المسار الأممي.