محتويات هذا المقال ☟
روسيا تختبر “Bastion” بصواريخ “Onyx” خلال مناورات القطب الشمالي 2025
أطلقت أنظمة الدفاع الساحلي “باستيون” التابعة للأسطول الشمالي الروسي صواريخ كروز بي-800 أونيكس الأسرع من الصوت المضادة للسفن. من قاعدة فرانز جوزيف لاند على أهداف بحرية محاكاة تبعد أكثر من 200 كيلومتر، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الروسية تاس.
و شكّلت هذه المناورة بالذخيرة الحية جزءًا من مناورات “زاباد-2025” الاستراتيجية المشتركة بين روسيا وبيلاروسيا، مما يؤكد تركيز موسكو المستمر . على الدفاع في القطب الشمالي.
وسلّطت هذه المناورة الضوء على قدرة روسيا على إنشاء مناطق منع وصول ومناطق حظر دخول عبر منطقة الشمال العالي. وهي منطقة تشهد تنافسًا جيوستراتيجيًا متزايدًا. ويكتسب هذا الحدث أهميةً لأنه يعكس سعي موسكو للتأكيد على استعدادها لتأمين مداخلها البحرية الشمالية ضد قوات الناتو المحتملة.
نظام Bastion وصواريخ Oniks: ركيزة الردع الروسي في القطب الشمالي
في ظل تصاعد التنافس الجيوسياسي على الممرات البحرية والموارد الطبيعية في القطب الشمالي. تواصل روسيا تعزيز قدراتها الدفاعية عبر نشر أنظمة متقدمة تجمع بين التقنية والفعالية العملياتية.
ويعد نظام Bastion الساحلي، المزوّد بصواريخ Oniks الأسرع من الصوت، أحد أبرز أدوات الردع البحري. التي توظّفها موسكو لحماية مصالحها في الشمال الأقصى، خاصة خلال مناورات “زاباد-2025”. التي حملت رسائل استراتيجية متعددة.
مواصفات نظام Bastion وصاروخ Oniks
- المنصة الدفاعية: يعرف نظام Bastion رسميًا باسم K-300P، وهو مثبت على . هيكل MZKT-7930 بعجلات 8×8، مما يمنحه قدرة عالية على التنقل في البيئات القاسية.
- التسليح: يحمل كل قاذف صاروخين من طراز P-800 Oniks، موضوعين. في حاويات محكمة الغلق للنقل والإطلاق.
- آلية الدفع: يستخدم الصاروخ معززًا بالوقود الصلب للإطلاق الأولي، . ثم ينتقل إلى محرك نفاث بالوقود السائل للطيران بسرعات تصل إلى 2.5 ماخ.
- التحليق والملاحة: صُمم للطيران على ارتفاع منخفض فوق سطح البحر، كما يمكنه التحليق . على ارتفاعات عالية لمدى أطول. ويعتمد على نظام ملاحة بالقصور الذاتي مدعوم بتحديثات. الأقمار الصناعية وتوجيه بالرادار النشط.
- المدى والرأس الحربي: يتراوح مداه بين 300 و600 كم، ويسلّح برأس حربي شديد الانفجار. أو شبه خارق للدروع بوزن 200–250 كغ، قادر على تحييد السفن الكبيرة.
ميزات تقنية تعزز صعوبة الاعتراض
- السرعة والمناورة: يتميز Oniks بسرعته الفائقة ومناوراته النهائية غير المنتظمة، مما يصعّب اعتراضه.
- التخفي الراداري: تصميمه يقلل من بصمته الرادارية، ويعقّد عمل أنظمة الدفاع الجوي الحديثة.
- التكامل الشبكي: يتكامل Bastion مع رادارات ما وراء الأفق وشبكات المراقبة الساحلية. لتشكيل منظومة استطلاع وضربات متعددة الطبقات.
خلفية تطوير النظام
- يعود تطوير Bastion وOniks إلى أواخر الحقبة السوفيتية، حيث. عملت شركة NPO Mashinostroyeniya على تحديثهما.
- صمم Oniks ليحل محل أنظمة P-35 وP-500، ودخل الخدمة في أوائل الألفية،. مع تصدير نسخ معدّلة مثل Yakhont.
- نشر النظام في مناطق استراتيجية مثل القرم وكالينينغراد وجزر الكوريل، كما استخدم في سوريا . ضد أهداف أرضية، مما يظهر تنوعه العملياتي.
مقارنة مع الأنظمة الغربية
- بالمقارنة مع صواريخ مثل Harpoon الأمريكي وYJ-12 الصيني، يتفوق Oniks في:
- السرعة الفائقة والدفع النفاث.
- القدرة على اختراق الدفاعات البحرية متعددة الطبقات.
- بينما تعتمد القوات الغربية على أنظمة إيجيس وصواريخ اعتراضية مثل SM-6، يشكّل Oniks. تحديًا حقيقيًا بسبب نهجه المنخفض ومراوغته النهائية.
الأهمية الاستراتيجية في القطب الشمالي
- في بيئة القطب الشمالي، حيث تعيق الجغرافيا والطقس أنظمة الرادار، يمنح Bastion . روسيا ميزة دفاعية واضحة.
- يستخدم النظام ليس فقط للردع، بل أيضًا لإبراز القوة في المياه المتنازع عليها، خاصة. مع فتح طرق الشحن نتيجة تغير المناخ.
التداعيات الجيوسياسية لنشر Bastion
- نشر Bastion في أرخبيل فرانز جوزيف لاند يعزز سيطرة روسيا على الممرات البحرية الشمالية.
- ترسل هذه الخطوة رسالة واضحة إلى الناتو حول استعداد موسكو للدفاع عن مصالحها في الشمال.
- كما تعقّد هذه القدرات التخطيط العملياتي للخصوم، وتُرسّخ مكانة روسيا كقوة عسكرية إقليمية.
يجسّد استخدام نظام Bastion-أونيكس خلال مناورات “زاباد-2025” كيف توظّف روسيا تقنيات الدفاع الساحلي المتقدمة. لتحقيق أهداف استراتيجية متعددة.
فبين تعزيز الردع، وتقييد حرية الحركة البحرية، وإبراز القوة في بيئة متغيرة، يشكّل هذا النظام حجر زاوية. في التخطيط العسكري الروسي للقطب الشمالي. ومع استمرار التغيرات المناخية والجيوسياسية،. يبدو أن هذه المنظومات ستلعب دورًا متزايدًا في رسم ملامح الأمن الإقليمي والدولي في السنوات القادمة.
الموقع العربي للدفاع والتسليح | Facebook