محتويات هذا المقال ☟
ما الذي منع أمريكا من عمل عسكري في النيجر ضد زعماء الإنقلاب؟
كان الموقف الأمريكي ملفت للنظر حيال أحداث النيجر ولم تتحرك لقمع الإنقلاب وإعادة السلطة لحلفائها هناك . وهذا الأمر تناولة المحللون بإسهاب محاولين تقديم تفسير منطقي للتصرفات الأمريكية .
والمعروف أن للولايات المتحدة تواجد عسكري بارز في النيجر، ورغم ذلك لم تشن حربا مباشرة ضد الإرهاب هناك. كما فعلت في أفغانستان، ولم تبدِ حماسا لدعوات إقليمية لإنهاء انقلاب 26 يوليو العسكري بالقوة في البلاد.
ويوضح باحثون في شؤون إفريقيا والجماعات الإرهابيةما وراء تردد واشنطن في استخدام القوة العسكرية بشكل مباشر سواء ضد انقلاب. النيجر، أو ضد الجماعات الإرهابية، رغم تنامي نفوذ تنظيمات داعش والقاعدة وغيرها.
التحركات الأميركية حتى الآن في النيجر
• أكدت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، صابرينا سينغ، في بيان نشره موقع الوزارة الإلكتروني، الثلاثاء. أنه ليس هناك أي تغيير في الوجود العسكري في النيجر، والتي يتواجد بها أكثر ألف جندي، وأن ما تم إيقافة فقط (بعد الانقلاب) هو التدريب العسكري.
• زارت نائبة وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، النيجر، الإثنين، ولكن لم تصل لنتائج؛ حيث وصف اللقاءات هناك “بالصعبة جدا”.
- هددت المسؤولة الأميركية قادة الانقلاب بملف المساعدات قائلة إنها حذرت من تعرض هذه المساعدات لخطر كبير. حال بقي الوضع على ما هو عليه، كما حذرت في تصريحات صحفية في نيامي من خطر استدعاء مقاتلي “فاغنر”.
• وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكين، أكد الثلاثاء في لقاء مع هيئة “بي بي سي” أن الدبلوماسية هي النهج الأفضل . في تسوية أزمة النيجر، محذرا بدوره من استغلال “فاغنر” الانقلاب.
وتعاني دول منطقة الساحل، من حركات التمرد والأنشطة الإرهابية في السنوات العشر الأخيرة، وفي نفسي الوقت يتنامى. فيها السخط ضد كل وجود عسكري فرنسي أو أميركي.
ما الذي منع أمريكا من عمل عسكري في النيجر ضد زعماء الإنقلاب؟
في تقدير الباحث الأميركي سكوت مورغان، المتخصص في شؤون إفريقيا والأمن القومي، فإن ما يمنع استخدام الولايات المتحدة . للقوة في النيجر ومنطقة الساحل الآن يعود إلى:
• الولايات المتحدة ما يزال يتردد حولها صدى تجربتها في أفغانستان (فشلها في دحر الإرهاب رغم بقائها هناك 20 عاما وهي تقاتل).
• تعرض القوات الأميركية لكمين مميت في النيجر عام 2017 (أودى بحياة عدد من الجنود).
- الآن هي تركز بشكل مفرط على الوضع في أوكرانيا.
– المثير للاهتمام أن استجابة إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بدت أسرع وتبدي أكثر قلقا في أزمة النيجر.مما كانت عليه عند اندلاع القتال في السودان.
أمريكا غير جاهزة للتدخل
من جانبها، تُرجع الخبيرة الأميركية المتخصصة في الشؤون الدولية، إيرينا تسوكرمان، ضعف احتمال التدخل الأميركي عسكريا الآن إلى:
• لا توجد إستراتيجية متسقة مطبقة لمعالجة قضية الإرهاب هناك؛ ما يمنع واشنطن من الدخول في مواجهات مفتوحة.
• الولايات المتحدة كانت تعتمد على الجهود التي تقودها القوات الفرنسية في منطقة الساحل.
- الانشغال بصراع النفوذ الدائر في المنطقة بين الولايات المتحدة وبين روسيا والصين.
- وجود أنظمة حكم داعمة لروسيا محيطة بالنيجر، مثل مالي وبوركينا فاسو، ويوجد بها مقاتلين في عدة دول جارة أيضا.
– بخصوص مستقبل القوات الأميركية في النيجر، فهو غير واضح، بالنظر لدعوة حكومة النيجر لـ”فاغنر” لمساعدتها،. ووجود مشاعر قوية معادية للغرب في المنطقة.
• ولكن في نهاية المطاف، ستضطر الولايات المتحدة لمواجهة التهديد الإرهابي، كما اضطرت سابقا عبر قواتها في إفريقيا “أفريكوم”. محاربة حركة الشباب افي الصومال، رغم قضاءها سنوات سابقة في الحل الدبلوماسي.
المجلس العسكري في النيجر يعلن تشكيل حكومة جديدة
وفي آخر الأخبار من النيجر أعلن المجلس العسكري في النيجر، عبر التلفزيون الرسمي الخميس، تشكيل حكومة جديدة تضم 21 وزيرا.
وتوصف الحكومة الجديدة بـ”التوافقية”، وتضم “وزراء اقتصاديين ومدنيين وعسكريين”، من بينهم 4 سيدات
ويأتي إعلان الحكومة الجديدة في نفس اليوم الذي من المنتظر أن يجتمع فيه زعماء المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا . “إيكواس” في العاصمة النيجيرية أبوجا لبحث الخطوات المقبلة لإعادة رئيس النيجر المحتجز محمد بازوم إلى السلطة.
وهددت إيكواس، خلال قمة عُقدت في 30 يوليو باحتمال استخدامها القوة العسكرية في النيجر، إذا لم يُعد قادة الانقلاب . تسليم السلطة إلى بازوم في غضون أسبوع، لكن المهلة انتهت دون أن يحدث أي تغيير.
وأُطيح ببازوم في 26 يوليو بعدما اعتقله أفراد من حرسه في مقر الرئاسة.
تحالف غربي ضد فاغنر في إفريقيا
رغم إعلان وزارة الدفاع الأميركية أن البنتاغون لم يشهد أي مساعدة حتى الآن من مجموعة فاغنر الروسية لقادة الانقلاب في النيجر، إلا أن الخارجية الأميركية حذرت من مخاطر تمدد المجموعة، مستفيدة من حالة عدم الاستقرار التي تشهدها البلاد، مشيرة إلى أن فاغنر قد تعلن عن نفسها في أجزاء من منطقة الساحل الإفريقي.
التحذير الأميركي يأتي بُعيد أيام من تحذير وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو، من استغلال مجموعة فاغنر الروسية للمشهد المضطرب في النيجر لدعم القادة العسكريين الجُدد.
بدوره، أبدى الرئيس المحتجز محمد بازوم مخاوفه بشأن نفوذ فاغنر في إفريقيا. وبحسبه، فإن حوالي 1500 من مقاتليها أرسلوا مؤخرًا إلى إفريقيا من دون أن يحدد مكان انتشارهم.
قراءة في الأحداث وفقا للخبراء
روسيا تدعم أي حكومة شرعية، لكن فاغنر لا يمكن أن تتخلى عن دعوة يقدمها لها قادة الانقلاب في النيجر.
النيجر تملك موارد طبيعية قوية ومهمة.
روسيا لن تأبه لا بفرنسا ولا بأميركا.
هناك مصالح لفاغنر ومصالح لروسيا لرفع حجم التأثير والنفوذ في إفريقيا.
النيجر إن سقطت في يد روسيا كشريك مهم، ربما تسقط معها دول أخرى من الساحل.
حين تدخل فاغنر دولة ما، فإن الموت والدمار يتبعانها.
قادة الانقلاب سيتجهون نحو روسيا، وإلى فاغنر بالتحديد لتلقي الدعم.
لقد كان مفاجئا أن نرى مدى التقدم الذي أحدثته روسيا في إفريقيا خلال السنوات القليلة الماضية.
الحكومة الروسية باتت تعطي أولوية كبيرة لإفريقيا.
يبدو أن الأفارقة يتقاسمون الرؤية الروسية.
الموقع العربي للدفاع والتسليح | Facebook