محتويات هذا المقال ☟
الحرب في أفغانستان تصبح أكثر وحشية تزامنا مع انسحاب القوات الأمريكية..
حيث أدى انخفاض الضربات الجوية في أفغانستان إلى ارتفاع الاشتباكات البرية بين مقاتلي طالبان وقوات الجيش الأفغاني.
في مناطق مكتظة بالسكان دخلتها طالبان مؤخرًا، وفقًا لتقرير صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية.
وقالت الصحيفة: إن المرحلة الحالية من تراجع الضربات الجوية جعل أفغانستان تدخل مرحلة أكثر وحشية من القتال بين القوات الحكومية الأفغانية وطالبان.
ودللت الصحيفة على ذلك بأحداث الاشتباكات في منطقة تقع على بعد بضع مئات من الأمتار من مقاطعة هلمند.
حيث انتقلت القوات الحكومية بقيادة الجنرال سامي سادات لتطهير الجيوب في هذه المنطقة بأحيائها المكتظة بالسكان.
سيرا على الأقدام، حيثما كانت تنفذ الطائرات الأفغانية ضربات جوية سابقًا.
وقالت الصحيفة إن تلك المنطقة التي دخلتها القوات الأفغانية كانت ملغومة بكثافة بمقاتلي طالبان، حيث شهدت أسابيع .
من الاشتباكات التي تركت الشوارع ممزقة.
طالبان تتوسع في أفغانستان
وأوضحت الصحيفة أن طالبان وسعت نفوذها ببطء عبر أفغانستان خلال الأشهر الماضية بعد توقيع اتفاق الانسحاب .
مع الولايات المتحدة، حيث سمح توقف العمليات الهجومية الأمريكية، وخاصة الضربات الجوية والغارات، للجماعة .
بحشد المقاتلين والإمدادات وتدمير المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.
وبحلول الأول من مايو/آيار، وهو التاريخ الذي يوافق بدء الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية من أفغانستان، كانت طالبان.
قد حشدت مئات المقاتلين في هلمند، ومع تسليم الجيش الأمريكي آخر قواعده إلى الحكومة الأفغانية، شنت طالبان هجوما.
واسعا على عاصمة الإقليم لشكر جاه، واجتاحت أراضي في ثلاث مقاطعات بما في ذلك نوى.
وتؤكد الصحيفة أن نوى التي اعتادت أن تسيطر عليها طالبان عدة مرات على مدى العقدين الماضيين، يؤكد السكان .
أن معركة استعادتها مختلفة هذه المرة، حيث استمرت أسابيع وليس لأيام وكلا الجانبين يستخدمان أسلحة أثقل.
وتشير المعركة في هلمند إلى كيف يمكن أن تتطور الحرب في أفغانستان بمجرد انسحاب الولايات المتحدة وقوات الناتو الأخرى بالكامل من البلاد.
تصاعد العنف
وبحسب واشنطن بوست، خلال الشهر الماضي تصاعدت أعمال العنف وشنت حركة طالبان موجة من الهجمات .
على عواصم المحافظات، مما أدى إلى انهيار القوات الحكومية في عدة قواعد.
وتابعت الصحيفة، أن المناطق التي تتراجع فيها الآن سيطرة الجيش الأفغاني، يتجه الطرفان بشكل متزايد إلى تكتيكات أكثر قسوة.
وأفادت الصحيفة بأن مقاتلي طالبان يقومون بتغطية الأراضي بالقنابل والمتفجرات المفخخة، بينما تطلق القوات الحكومية .
الأفغانية عمليات برية مرهقة مغطاة بدعم جوي مكثف.
ومن بين المقاطعات الثماني التي سيطرت فيها حركة طالبان على أراضيها الشهر الماضي، تقدم الجيش الأفغاني.
في ثلاث مقاطعات وهي بغلان في الشمال ولغمان في الشرق وهلمند حول عاصمتها لشكر جاه.
خسائر مدنية كبيرة
وأوردت الصحيفة بيانات تفيد بأن الخسائر في صفوف المدنيين في مايو أعلى بثلاث مرات تقريبًا من الشهر السابق.
حيث قُتل أكثر من 300 مدني وأصيب أكثر من 690، وفقًا للنتائج الأولية للجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان.
وشكل الأطفال عددًا وصل إلى 378 قتيلاً من المدنيين في مايو / أيار، كما قالت الأمم المتحدة إن الضربات الجوية الأفغانية .
ومتفجرات تابعة لطالبان أسفرت عن مقتل العديد من المدنيين في سلسلة تغريدات حذرت من خسائر فادحة في صفوف المدنيين في الأيام الأخيرة.
وأكدت الحكومة الأفغانية أن عدد الضحايا في صفوف القوات الأفغانية في هلمند يبلغ ضعف عدد الضحايا عندما كان الجيش يحظى بدعم جوي أمريكي وثيق.
وبحسب وجهة نظر تقييمات المخابرات الأمريكية، فتتوقع أن تحصل طالبان على مكاسب واسعة النطاق على الأرض .
بعد الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية، ويؤيد وجهة النظر نفسها هاشم فدائي، شيخ قبيلة من ولاية هلمند، والذي يتوقع .
استمرار موجة العنف المتصاعدة لعقود.