أمريكا تستعد لإختبار صاروخين محظورين من جديد وروسيا تحذر

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن واشنطن تخطط لإجراء اختبارات لصاروخين جديدين حتى نهاية العام الجاري، كانا محظورين في إطار معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.

وقال قائد قوات الصواريخ الاستراتيجية، الفريق الأول سيرغي كاراكايف في حديث لجريدة “كراسنايا زفيزدا” (النجم الأحمر) التابعة لوزارة الدفاع الروسية: “حتى نهاية عام 2019، تخطط الولايات المتحدة الأمريكية لإجراء اختبارات لصاروخين جديدين بمدى 1000 كيلومتر و3000 كيلومتر، علاوة على ذلك كوسائل هجومية قصيرة ومتوسطة المدى لا أحد اليوم بوسعه أن يعطي ضمانات بأن تكون غير مزودة برؤوس نووية”​​​.

وكان البنتاغون قد اختبر في الـ12 من الشهر الجاري إطلاق صاروخ باليستي موجه أرضيا متوسط المدى، كان محظورا في إطار “معاهدة الصواريخ” بين موسكو وواشنطن.

وخرجت الولايات المتحدة، في الـ2 من أغسطس الماضي من معاهدة القضاء على الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى التي أبرمتها مع الاتحاد السوفيتي عام 1987.

وحذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مرارا، الولايات المتحدة من أن بلاده ستتخذ إجراءات مناسبة حال إقدام الحكومة الأمريكية على تصميم ونشر مثل هذه الصواريخ في أراضي الدول الأخرى، داعيا مع ذلك إلى إجراء مفاوضات حول إبرام معاهدة جديدة لمنع اندلاع سباق تسلح جديد.

معاهدة “القوى النووية المتوسطة”

ووقعت أمريكا وروسيا معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى “معاهدة القوى النووية المتوسطة” (أي إن إف) عام 1987، وتعهد الطرفان الرئيس الأمريكي رونالد ريغان والزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف، بعدم صنع أو تجريب أو نشر أي صواريخ باليستية أو مجنحة أو متوسطة، وتدمير كافة منظومات الصواريخ، التي يتراوح مداها المتوسط ما بين 1000-5500 كيلومتر، ومداها القصير ما بين 500─1000 كيلومتر.

وبحلول مايو/ آذار 1991، تم تنفيذ المعاهدة بشكل كامل، حيث دمر الاتحاد السوفياتي 1792 صاروخا باليستيا ومجنحا تطلق من الأرض، ودمرت الولايات المتحدة الأمريكية 859 صاروخا. وتشير نصوص المعاهدة إلى أنها غير محددة المدة، ويحق لكل طرف منها الانسحاب بعد تقديم أدلة مقنعة للخروج، بحسب موقع “أرمز كنترول” الأمريكي.

ولفت الموقع إلى أن صواريخ “إس إس — 20” المتوسطة المتطورة، التي نشرتها روسيا كانت مصدر رعب للدول الغربية، لأن مداها يصل إلى خمسة آلاف كيلومتر وتتمتع بالدقة العالية في إصابة أهداف في أوروبا الغربية، وشمال أفريقيا، والشرق الأوسط، كما يمكنها ضرب أهداف في ولاية ألاسكا الأمريكية.

وبدأت المفاوضات بين أمريكا والاتحاد السوفييتي للحد من الصواريخ النووية قصيرة ومتوسطة المدى من كلا الطرفين، واستقر الأمر إلى عدم نشر واشنطن صواريخها في أوروبا مقابل خفض موسكو لعدد الصواريخ، واستمرت المناقشات حول بنودها إلى أن دخلت حيز التنفيذ رسميا عام 1988.

وتقول مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية إن واشنطن تلقي اللوم على روسيا، في إعلانها المحتمل الانسحاب من المعاهدة النووية، بزعم انتهاك موسكو للمعاهدة، مضيفة: “لكن هدف واشنطن من الانسحاب من الاتفاقية هو الدخول في حقبة جديدة من المنافسة الاستراتيجية مع الصين في مياه المحيط الهادئ جنوب شرق آسيا، بحسب المجلة”.

ولأن الصين لم توقع على المعاهدة، فإنها تقوم بتطوير قدرات صاروخية تعتبرها واشنطن تهديدا لقواتها في المحيط الهادئ، جنوب شرق آسيا.

ونقلت مجلة “ذي إيكونوميست” عن كريستوفر جونسون، عميل وكالة الاستخبارات الأمريكية “سي آي إيه” السابق: “يمكن للأيام الأولى أن تحدد مصير أي حرب مستقبلية، وامتلاك قدرات عسكرية تمكن أمريكا من الوصول إلى قلب الأراضي الصينية يمثل أهمية كبيرة بالنسبة للجيش الأمريكي في أي مواجهة مع الجيش الصيني”.

وأضاف: “إذا لم تملك أمريكا القدرة على ضرب قواعد الصواريخ المضادة للسفن، الموجودة داخل الأراضي الصينية، ستقتصر قدراتها العسكرية في المنطقة على قواعدها الموجودة في اليابان، وسيكون إرسال سفنها الحربية إلى المياه القريبة من سواحل الصين مخاطرة غير مقبولة”.