بارجة أمريكية صادرت أجزاء صواريخ إيرانية في بحر عمان

ذكر مسؤولون أمريكيون أن بارجة أمريكية صادرت أجزاء صواريخ يعتقد أنها تعود لإيران في خليج عمان، وذلك في وقت تضغط فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب على طهران للحد من أنشطتها الإقليمية.

وقال المسؤولون، الذين تحدثوا يوم الأربعاء شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، إن مدمرة الصواريخ الموجهة “فورست شيرمان” احتجزت قاربا صغيرا الأسبوع الماضي قبل أن تعتليه مفرزة من خفر السواحل وتعثر على أجزاء الصواريخ.

وأضاف المسؤولون أن طاقم القارب الصغير نقل إلى خفر السواحل اليمني، وأن أجزاء الصواريخ في حيازة الولايات المتحدة حاليا.

وقال أحد المسؤولين إنه طبقا للمعلومات الأولية، فإن الأسلحة كانت متجهة للمقاتلين الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

وخلال السنوات الأخيرة اعترضت سفن حربية أمريكية زوارق وصادرت أسلحة اعتبرتها إيرانية متجهة على الأرجح للمقاتلين الحوثيين. وقال المسؤول إن الاختلاف هذه المرة يتمثل في طبيعة الأجزاء.

وبموجب قرار للأمم المتحدة فإنه يحظر على طهران تقديم أو بيع أو نقل أسلحة خارج البلاد ما لم تحصل على موافقة من مجلس الأمن. ويحظر قرار منفصل للأمم المتحدة بشأن اليمن تقديم أسلحة لقادة الحوثيين.

الدعم العسكري الإيراني للحوثيين.. خبراء وصواريخ ومصانع سلاح سرية

 

كشف موقع“وور أون ذا روكس” وهو موقع متخصص بأخبار الحروب والنزاعات، نشر سابقا زيادة أعداد القتلى من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني في اليمن، بالرغم من التعتيم الإعلامي المفروض على هكذا قتلى؛ ومعظم عمليات الحرس الثوري تكون في العادة على الحدود السعودية، واقتحام المواقع السعودية.

تحليل الصحف الخليجية فقد قتل وأسر 44 من الناشطين في الحرس الثوري وحزب الله في الحرب الأهلية. ولم يعلق حزب الله والحرس الثوري على قتلاه في اليمن مقارنة مع البيانات الإعلامية حول قتلاهم في كل من العراق وسوريا.

ما يثير قلق وكالات مخابرات غربية “بشكل خاص هو أن إيران وحزب الله والحوثيين وهِبوا القدرة على إنتاج صواريخ أرض-بحر من شأنها أن تهدد الملاحة الدولية”. وتؤكد هذه المعلومات أن هذه الصواريخ ذكية. وعلاوة على ذلك فإن هذه المصانع المبنية تحت الأرض تصنع صواريخ على مدى 500كم التي تهدد المملكة العربية السعودية وإسرائيل”.

وتشير صحيفة فيليت الألمانية إلى أن إيران قامت ببناء معامل لصناعة السلاح وتطويرها في مناطق سيطرة الحوثيين بعمق 50 قدماً تحت مستور سطح الأرض ويتم تعزيزه مع أسقف سميكة مبطنة، ويشرف عليه “الباسدران” وهي قوة الحرس الثوري. ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها “دي فيلت” من وكالات مخابرات غربية، فإن المسؤول عن هذه العملية هو مهرداد أخلاقي هو رئيس منظمة الصناعات الفضائية (AIO) في وزارة الدفاع الإيرانية والمدير السابق لشركة SBIG، حيث شغل منصب مدير مشروع لتطوير صواريخ فتح 110 ونقلها إلى حزب الله.

الصواريخ البالستية

لا يقتصر الدعم الإيراني للحوثيين على المستشارين -مع ندرتهم- بل على الصواريخ البالستية التي تثير الكثير من القلق للمملكة العربية السعودية، وحصل الحوثيون بالفعل على مخازن صواريخ بالستية من مخازن الجيش اليمني، لكن من الصعب عليهم تشغيلها لذلك بتعاون من قوات الحرس الجمهوري التي تتبع بولائها لنجل علي عبدالله صالح الموجود في الإمارات، وتمكنوا من إطلاق قرابة 33 صاروخاً على الأراضي السعودية.

في الواقع، فإن المخاوف بشأن مخازن الصواريخ في اليمن أثبتت أنها مصدر قلق رئيسي للمملكة العربية السعودية وحلفائها من دول مجلس التعاون الخليجي منذ أن وافق الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على التخلي عن السلطة السياسية في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 مقابل الحصانة من الملاحقة القضائية. وكان أحد الأهداف الرئيسية للفترة الانتقالية السياسية اليمنية إزالة مخزونات الصواريخ الباليستية من أيدي الحرس الجمهوري اليمني، وهي قوة عسكرية نخبة مستقلة ذاتيا، تتلقى الأوامر مباشرة من علي عبدالله صالح وسقطت تحت قيادة ابنه. وعندما فشلت تلك الجهود، حاول السعوديون تدمير المخزونات، وهي خطوة كانت فعالة إلى حد ما وأسهمت إسهاما كبيرا في الصراع الحالي، كما تشير مؤسسة جيمس تاون الأمريكيَّة في دراسة نشرت 30 يونيو/حزيران الماضي.

وبالرغم من الحظر البحري وتعقيد وصول السلاح إلى الحوثيين إلا أن طهران تتمكن من إيصاله عبر عدة طرق بحرية وبرية، وأكد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال جوزيف دانفورد، في مقابلة مع مجلة (Breaking Defense)، أن إيران لم تغير تصرفاتها العدوانية فما زالت تدعم الحوثيين بصواريخ كروز ومعدات متطورة للاستهداف السفن على مضيق باب المندب. تمكن الحوثيون بالفعل من استهداف سفينتين الشهر الماضي للتحالف العربي.