روسيا تحدد الرؤيا المستقبلية لتطوير سلاح الجو الروسي

 أعلن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أن خطة تحديث سلاح وعتاد الجيش الروسي تقضي بتزويد الجيش بـ 1500 طائرة ومروحية جديدة، ومئتي نظام دفاع جوي جديد قبل عام 2020، بحيث يمثل العتاد العصري ما لا يقل عن 80% من طائرات الجيش الروسي، و75% من وسائل الدفاع الجوي.

 
وكانت وزارة الدفاع الروسية تعاقدت، في الفترة الممتدة من عام 2008 إلى 2009، على شراء 130 طائرة مقاتلة، علما أن الجيش الروسي يجب أن يحصل على 27 طائرة جديدة
 
من الصناعة المحلية، وأكثر من 50 مروحية و5 نظم دفاع جوي من طراز “أس-400” في العام الجاري (2010).
 
وقد ناقش بوتين تزويد القوات الجوية وقوات الدفاع الجوي الروسية بأسلحة ومعدات حديثة، في 1 آذار/ مارس، في اجتماع احتضنته شركة “سوخوي” لصناعة الطائرات، مع عدد من أعضاء حكومته وقادة القوات المسلحة ورؤساء الشركات الصناعية.
 
في السياق نفسه، أعلن بوتين أنه يتعين على قطاع التصنيع العسكري الروسي، في أعقاب تصنيع مقاتلة الجيل الخامس، أن يبدأ بتطوير طائرة استراتيجية جديدة حاملة للصواريخ. وقال : “من الضروري البدء في تطوير مجمع طيران مستقبلي طويل المدى، أي طائرات استراتيجية جديدة حاملة للصواريخ.”
 
 
وذكرت صحيفة “فيدوموستي” أن رئيس هيئة الأركان العامة الروسية نيقولاي ماكاروف أبلغ الرئيس الروسي، في أيلول/ سبتمبر 2009، أن الأسلحة التي يقتنيها الجيش الروسي تفتقد للجودة المطلوبة. وعلى الإثر، قام رئيس الحكومة بزيارات إلى مصانع الإنتاج الحربي ليقف على حقيقة الإنتاج، مختتما بزيارة شركة “سوخوي”، في الأول من آذار/ مارس 2010.
 
وأطلع بوتن من رئيس شركة “سوخوي” ميخائيل بوغوسيان على عرض خاص يبين عملية محاكاة لمقاتلة “ت-50” (T-50)   بالتزامن مع عمل نظام تحكم الطائرة المقاتلة.
 
وقال بوغوسيان إن مقاتلة الجيل الخامس الروسية ستدخل الخدمة العسكرية مجهزة بـ “محرك المرحلة الأولى” الذي تعمل به الطائرة التجريبية حاليا، منبها إلى أن صنع ما أسماه بـ “محرك المرحلة الثانية” يتطلب 10 إلى 12 عاما.وأشار إلى أن نظام تحريك الطائرة يتميز بدرجة عالية من الأمان، بفضل التقنيات الجديدة وانخفاض وزن النظام بنسبة 30% مقارنة مع الطائرات السابقة.
 
يذكر أن مقاتلة الجيل الخامس قد أتمت رحلتها التجريبية الثانية في 12 شباط/ فبراير الجاري بنجاح، منطلقة من مطار تابع لمصنع الطائرات في مدينة “كومسومولسك” في الشرق الأقصى الروسي، وحلقت في السماء لمدة 57 دقيقة.
 
ومن المنتظر أن تقوم إحدى الطائرات التي خاضت التجربتين الأولتين بالمزيد من الرحلات التجريبية، علما أن ثلاث طائرات أخرى من هذا الطراز ستنضم إليها لتقوم بالرحلات التجريبية في نهاية عام 2010 أو في بداية 2011.
 
وقد أعلن مصدر في شركة “سوخوي”، أن اختبارات التحليق الرئيسية على مقاتلة الجيل الخامسستبدأ في شهر نيسان/ أبريل المقبل في مدينة “جوكوفسكي”.
 
وتتميز المقاتلة التي ظهرت للمرة الأولى في مدينة كومسومولسك، في 23 أيلول/ ديسمبر 2009، بالقدرة على التحليق خلال مدة طويلة بسرعة تفوق سرعة الصوت، في النهار والليل، وفي أية ظروف جوية، بالإضافة إلى القدرة العالية على التخفي وحماية النفس.
 
ورأى بوتين أن مقاتلة الجيل الخامس الروسية من طراز “ت – 50” يجب أن تتخطى أكثر من 2000 عملية تحليق اختباري قبل البدء بالإنتاج التسلسلي، مؤكدا أن روسيا ستكمل هذا المشوار حتى النهاية، وأن القوات الروسية ستتسلم هذه الطائرة في موعدها المقرر.
 
وتتميز طائرة “ت-50” بقدرتها على قطع مسافة تصل إلى 5500 كيلومتر، بسرعة تصل إلى 2100 كلم في الساعة في الطلعة الواحدة. وهي تستطيع الإقلاع والهبوط من/ على ممر يبلغ طوله 300-400 متر. كما تحمل 8 صواريخ جو-جو من طراز “ر-77” وقنبلتين موجهتين ضخمتين تزن الواحدة منهما 1500 كلغ، وصاروخين بعيدي المدى من إنتاج مؤسسة “نوفاتور”. وتستطيع الصواريخ التي تتسلح بها “ت-50” مهاجمة الطائرات المعادية، مثل طائرة الإنذار المبكر “أواكس”   AWACSمن على بعد 400 كيلومتر.

وكان قائد القوات الجوية الروسية الجنرال ألكساندر زيلين قد أعلن في وقت سابق أن القوات الجوية ستبدأ بتسلم مقاتلات الجيل الخامس في عام 2015. وأشارإلى أنه من المنتظر الحصول على النتائج الرئيسية عن طريق برنامج اختبار الطيران في عام 2013.