ساحاتها الأسلحة المتطورة والنانوتكنولوجي وثلوج القطب الجنوبي ... حروب علمية بين روسيا

dodehaytham

عضو
إنضم
18 مايو 2008
المشاركات
68
التفاعل
0 0 0
RussianTruck_13.jpg_200_-1.jpg
يتفرّد الجيش الروسي بامتلاك منصات متحركة للصواريخ العابرة للقارات صعّدت حرب القوقاز الأخيرة مظاهر المواجهة الروسية - الأميركية في شكل حاد وغير مسبوق منذ تفكّك الدولة السوفياتية، وغياب القوة العظمى الثانية في السابق عن الخريطة السياسية العالمية. ومع أن أجواء العلاقة بين البلدين تلبّدت بغيوم المواجهة خلال السنوات الأخيرة، لكن الأكيد أن الحرب الروسية - الجورجية زادت من سخونة الموقف على صعيد العلاقات الروسية مع الغرب عموماً، ومع الولايات المتحدة على وجه الخصوص. ويرى محلّلون روس أنها أطلقت مرحلة جديدة من التنافس لم تعد تقتصر على التسابق لاحتلال أسواق الطاقة والسلاح، بل ينتظر أن تتسع وتتشعب لتطاول مجالات أخرى، وخصوصاً الحقل العلمي.
ومن شبه المؤكد أن العنوان الخفي للحرب الروسية -الجورجية الأخيرة هو التنافس بين موسكو وواشنطن على النفوذ في الفضاء السوفياتي السابق، وهو المنطقة التي تعتبرها روسيا المعاصرة منطقة نفوذها الحيوي وحديقتها الخلفية استراتيجياً.
والأهم أن التسابق بين موسكو وواشنطن لم يعد محصوراً في المجالات العسكرية والسياسية، بل انسحب على مناح أخرى في شكْل يذكّر نسبياً بمشاهد التنافس بين الدولتين الأعظم خلال حقبة الحرب الباردة في القرن الماضي.
أموال «النانوتكنولوجيا»
بدأت المواجهة الجديدة تقتحم مجالات لم يكن أحد في روسيا يجرؤ حتى على التفكير بمنافسة الولايات المتحدة فيها وعلى رأسها المجالات العلمية والصناعات المرتبطة بالتقنية الفائقة الدقة (وتعرف باسم النانوتكنولوجيا Nanotechnology)، وخطط توسيع غزو الفضاء واقتحام باطن الأرض وغيرها.
فقد أعلن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أخيراً، في اجتماع حكومي خصص لمناقشة مسائل تطوير العلوم وأنظمة التعليم في روسيا، أنه سيخصّص نحو 600 بليون روبل (25 بليون دولار) حتى عام 2010 لأغراض تطوير التقنيات العالية في البلاد. ولا شك في أن تخصيص هذا المبلغ للإنفاق على تطوير البنى التحتية العلمية في العامين المقبلين، يعدّ مؤشراً مهماً إلى استعادة العافية اقتصادياً والقدرة على الإنفاق على مجالات التطوير العلمي، وكذلك إلى توجّه الاهتمام الروسي نحو محاولة تضييق الفجوة التي أحدثها الغياب الروسي علمياً في السنوات التي أعقبت انهيار الدولة السوفياتية. ويلاحظ أيضاً أن هذه الموازنة موجّهة للإنفاق على برامج فيدرالية تتصل بمسألة تطوير عمليات البحث العلمي، مع ملاحظة أنها لا تشكّل سوى إحدى الموازنات المخصصة للانفاق على التطوير التقني والعلمي في روسيا. فمثلاً رصدت موازنة منفصلة لبرامج الفضاء التي تلاقي اهتماماً عالياً، وكذلك الحال بالنسبة الى برامج تطوير التقنيات الدقيقة «نانوتكنولوجيا» التي أعطيت اهتماماً فيدرالياً كبيراً، وخصصت لها موازنة هائلة تصل قيمتها إلى عشرات البلايين من الدولارات.
ومن بين البرامج الحكومية التي تحدث عنها بوتين البرنامج الفيديرالي الذي يحمل اسم «الكوادر العلمية والعلمية - التربوية لروسيا الحديثة». ومن المزمع البدء في تنفيذه العام المقبل. ويهدف الى رفع كفاءة الخبراء المحليين، وإنشاء نظام فعّال لتحفيز قدوم العلماء الشباب الواعدين. وخصّص قرابة 80 بليون روبل لتمويل هذا البرنامج.
وبعيداً من لغة الأرقام والموازنات المخصصة، ثمة مجالات أساسية شهدت تطويراً كبيراً واهتماماً بالغاً من جانب صناع القرار الروس خلال السنوات الأخيرة، ما جعلها حقولاً لمعارك علمية تسعى فيها روسيا لمنافسة الولايات المتحدة واحتلال موقع مرموق عالمياً، وبضراوة لا تقل عما تشهده منطقة القوقاز حربياً.
ولعل الساحة العلمية الأكثر خطورة في حروب العلم بين موسكو وواشنطن، تتمثل في التقنيات الدقيقة المسماة نانوتكنولوجيا، بحسب آراء جهر بها خبراء روس أخيراً. وخصصت الحكومة الروسية للنانوتكنولوجيا موازنة مذهلة، وأعطتها اهتماماً فائقاً تجلى في إنشاء مجلس يرأسه رئيس الوزراء فلاديمير بوتين ويضم 38 من أبرز رجال الدولة في مجالات السياسة والاقتصاد والعلوم. ووصف بوتين النانوتكنولوجيا بأنها القطاع الذي سيكون سلاح روسيا الأمضى في القرن الحادي والعشرين. وبحسب أرقام رسمية أنفقت موسكو هذا العام وحده نحو 130 بليون روبل لتطوير النانوتكنولوجيا.
وللتوضيح يكفي القول إن تسمية هذه التكنولوجيا الفائقة التطور «نانو» تطلق على نسبة الحجم عندما تكون أصغر بمليون مرة، ما يعني أن واحد نانو متر يساوي واحداً على مليون من ملليمتر، أي أصغر بمئة ألف مرة من شعرة عادية في رأس الإنسان.
وبكلمات أخرى تقوم صناعة النانوتكنولوجيا على إدخال تغيرات في تركيبة ذرات عناصر المواد وهيكليتها. وبحسب آراء علمية سائدة، ليس من الممكن راهناً تصور الصناعات التي ستقوم على هذه التقنية. إذ تستطيع أن تمتد إلى مناحي الحياة كلها. ويرى البعض أنها أحدثت نقلة نوعية في الحياة البشرية أخطر من اختراع الكهرباء وستظهر آثارها خلال السنوات المقبلة. ويثير ذلك الأمر جدلاً واسعاً في أوساط العلماء حالياً، إذ يرى فريق منهم مخاطر لا تحصى قد تجلبها التقنيات الجديدة على البشرية وبينها، كما يتوقع المتشائمون، ظهور أجيال بيولوجية على شكل الإنسان. فمن الأمثلة على الصناعات التي ترتكز حالياً الى هذه التقنية، تلك التي تسعى لابتكار نوع خاص من وقود الصواريخ السريع الاشتعال، إضافة إلى أدوية بإمكانها قهر أمراض مستعصية مثل السرطان. والأمثلة لا تنتهي.
نار تحت ثلوج القطبين
والأرجح أن الساحة الأبرز التي يجهد الخبراء الروس للتفوق فيها تتمثّل في قطاع الصناعات العلمية العسكرية. فكما قال لـ «الحياة» جويس الفرويد عالم الفيزياء المشهور الذي نال جائزة نوبل قبل سنوات، وصلت العلوم في روسيا إلى وضع شبه كارثي. ورأى أن ذلك الأمر نجم من عمليات التفكيك والإهمال التي تعرضت إليها مجمعات الصناعات العلمية العسكرية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ومشكلة هجرة العقول، ما أعاد قدرات روسيا سنوات طويلة إلى الوراء. وزاد التراجع العلمي من خطورة موقف روسيا لأن قدرتها على مواجهة المخاطر الخارجية تقلصت في شكل ملموس. وفي المقابل كما يقول العالم الروسي، فإن القاعدة الصناعية العلمية الغنية الموروثة عن الدولة العظمى ظلت تمتلك مقومات النهضة والعودة إلى سابق عهدها، بفضل الخبرة الكبيرة المتراكمة والثروات المادية والبشرية العملاقة لدى روسيا.
ويبدو أن التحدي الأبرز خلال السنوات الأخيرة الذي واجهته روسيا وشكل حافزاً قوياً لتسريع عمليات التطوير التقني والعلمي وإعادة الاهتمام إليها، كان في خطط واشنطن توسيع حلف الأطلسي شرقاً وإنشاء منظومة الردع الصاروخية في شرق أوروبا، ما يحمل شبح فقدان روسيا قدرتها على الردع النووي وشلّ حركة ذراعها الصاروخية على نحوٍ يخلّ بموازين القوى في أوروبا ويعرّض أمنها الإستراتيجي لخطر عظيم. وبكلمات أوضح، يكفي القول ان التوازن الراهن يضمن عدم شن هجوم صاروخي على روسيا لأنها قادرة على الرد المتكافئ. وتتكفّل الدرع الصاروخية الأميركية، في حال إنجازها، بإفقاد روسيا هذه القدرة وبتحويلها إلى دولة نووية ضعيفة أمام القدرات الأميركية، لا تختلف كثيراً عن نموذج باكستان مثلاً.
ونهض العلماء الروس لمواجهة هذا التحدي، مع ملاحظة أن روسيا ليست قادرة على إرهاق موازنتها ببرامج علمية صناعية باهظة الأثمان. فما زالت حاضرة في الأذهان تجربة المحاولة السوفياتية لمجاراة برنامج «حرب النجوم» الذي أطلقه الرئيس الأميركي رونالد ريغان في ثمانينات القرن الماضي. لذلك كان الرد الروسي زيادة التجارب العلمية التي تهدف الى صنع تقنيات أرخص ثمناً وأكثر فعالية لمواجهة ما يصفه الروس بعبارة «المخاطر الجديدة». ويبدو أن تجارب السنوات الأخيرة حققت نجاحات كبيرة لم يعْلن عن تفاصيلها. لكن القادة العسكريين والسياسيين تحدثوا أكثر من مرة عن تمكن روسيا من استنباط تقنيات حديثة ومتطورة ورخيصة الثمن وقادرة على اختراق أفضل درع صاروخية بسهولة.
ولا يقتصر هذا الحديث على القدرات الصاروخية التي يعتقد البعض أن عمادها نظام «توبول» الأقوى عالمياً راهناً، بل ينسحب أيضاً على تطوير قدرات الرصد والمراقبة عبر شبكات رادار طوّرها الروس لتصبح فائقة القدرة والحساسية.
وتأتي عمليات اقتحام باطن الأرض وبعثات الاستكشاف العلمي في قعر المتجمد الشمالي وبحيرة بايكال في سيبيريا لتؤشر إلى مجال يسعى فيه الروس للمنافسة في المجالات العلمية التقنية.
وما زالت طرية في الذاكرة تلك الضجة التي ثارت قبل شهور قليلة عندما أرسلت موسكو أول بعثة علمية تمكنت من الوصول إلى قاع المتجمد الشمالي في إنجاز اعتبر العلماء أنه يضاهي من حيث أهميته وصول أول إنسان إلى سطح القمر. وبديهي القول إن ثمة طموحات سياسية واقتصادية كامنة خلف السباق العلمي. فقد سعت روسيا من خلال إرسالها تلك البعثة إلى إثبات امتداد الجرف القاري إلى أراضيها، ما يعني تلقائياً حقها في امتلاك ثروات هائلة من النفط والغاز والثروات الأخرى التي حمتها لعقود طويلة طبقات سميكة من الجليد في هذه المنطقة. وما أن أعلنت موسكو عن نجاح حملتها العلمية حتى هبّت الولايات المتحدة وبلدان أخرى للاحتجاج وإعلان حقها في تقاسم ثروات المنطقة مع روسيا. وأخيراً قامت بعثة علمية روسية جديدة بتحقيق إنجاز جديد عندما تمكنت مركبتا الغوص من طراز «مير» من الوصول إلى قعر بحيرة «بايكال» بمشاركة خبراء من «معهد جيولوجيا النفط والغاز» في نوفوسيبيرسك التابع للفرع السيبيري لـ «أكاديمية العلوم الروسية». ويعتزم المشاركون في البعثة دراسة مواقع النضوح النفطي الطبيعي في «بايكال».
وستواصل البعثة العلمية عملها لسنتين. ومن المفترض أن تجري في إطارها ما يقارب 160 عملية غوص في مختلف مناطق البحيرة.
وتعدّ بحيرة بايكال من البحيرات العظمى، وتقع في شرق سيبيريا وتعتبر أعمق بحيرة مياه عذبة ومن أقدم بحيرات الكرة الأرضية.
 
هذا شئ مقلق فعلا
كنت أتمنى أن تظل روسيا نائمة حتى لا تحفز أميركا على أنتاج أسلحة فتاكة
فأميركا الأقدر على الفوز بذلك السباق وما سيحدث هو أننا كعرب سنتفرج على الأسلحة الجيدة الفتاكة
مش كفاية الصين كانت سبب فى زيادة استعدادات أميركا التسلحية
ليه كده بس يا بوتن
متقدرش يعنى تعمل أبحاث سرية ولا لازم تخلى الأمريكان يستعدولك
 
لا .......سباق تسلح جديد لن تكسبه أمريكا مجددا
 
عودة
أعلى