النقطة العمياء في السياسة الأمريكية تجاه روسيا

إنضم
10 فبراير 2020
المشاركات
8,120
التفاعل
19,240 83 24
الدولة
Russian Federation
مقدمة:

لقد كانت السياسة الأمريكية وعلاقتها بروسيا موضع نقاش وتدقيق شديدين في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، تكمن وراء هذا النقاش نقطة عمياء تعيق الفهم الشامل لنوايا روسيا، مما يؤدي إلى تصور مشوه للبلاد. يدرس هذا المقال النقطة العمياء في السياسة الأمريكية تجاه روسيا، ودراسة عوامل مثل التحيز التاريخي، والمصالح الاستراتيجية، والإثارة الإعلامية، والاستقطاب السياسي. ومن خلال تحليل هذه العوامل، يمكننا الحصول على فهم أكثر دقة للديناميكيات المعقدة بين البلدين.

التحيز التاريخي:

أحد أسباب النقطة العمياء في السياسة الأميركية تجاه روسيا هو التحيز التاريخي العميق الذي استمر طوال فترة الحرب الباردة. لقد تركت الحقبة السوفييتية انطباعاً دائماً، فغذت النظرة إلى روسيا باعتبارها خصما وليس شريكا محتملا. ويشكل هذا العبء التاريخي نظرة صناع القرار السياسي الأميركيين إلى روسيا، الأمر الذي يحد من قدرتهم على النظر إلى البلاد بموضوعية.

المصالح الاستراتيجية:

هناك عامل آخر يساهم في تفاقم النقطة العمياء في السياسة الأميركية، وهو تصادم المصالح الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وروسيا. ولكل من البلدين طموحات متنافسة في مناطق مختلفة، مثل توسيع حلف شمال الأطلسي، والنفوذ في الشرق الأوسط، والسيطرة على موارد الطاقة. ونتيجة لذلك، ينظر صناع السياسات الأميركيون في كثير من الأحيان إلى التصرفات الروسية من خلال عدسة المنافسة، مما يساهم في خلق تصور عدائي مفرط.

الإثارة الإعلامية:

تلعب وسائل الإعلام دورا حاسما في تشكيل الرأي العام والمناقشات السياسية. ومع ذلك، فإنها غالبا ما تتغذى على الإثارة، التي يمكن أن تؤدي إلى فهم مشوه لتصرفات روسيا. وتميل وسائل الإعلام إلى التركيز على الجوانب السلبية، مثل التدخل في الانتخابات والهجمات السيبرانية، مما يؤدي إلى تأجيج المشاعر المعادية لروسيا دون تقديم منظور متوازن. تساهم هذه الإثارة في تعزيز النقطة العمياء من خلال إدامة الصور النمطية السلبية.

الاستقطاب السياسي:

ويشكل الاستقطاب السياسي داخل السياسة الأميركية عاملا مهما آخر يساهم في تفاقم النقطة العمياء تجاه روسيا. في السنوات الأخيرة، أصبح المشهد السياسي الأمريكي منقسما بشكل متزايد على طول الخطوط الحزبية. وكثيرا ما يؤدي هذا الاستقطاب إلى شيطنة روسيا أو مدحها على أساس التحيزات السياسية الفردية، مما يزيد من تشويه السرد ويمنع إجراء تحليل أكثر موضوعية للقضية.

سوء الفهم وغياب الحوار:

وتتعزز النقطة العمياء تجاه روسيا أيضا بسبب غياب الحوار البناء وقنوات الاتصال بين البلدين. وهذا الانهيار في التواصل يعيق التفاهم ويمنع بناء الثقة، مما يجعل من الصعب معالجة المخاوف والعمل نحو علاقة أكثر فائدة للطرفين.

الاختلافات الثقافية:

ومن الممكن أن تساهم الاختلافات الثقافية بين الولايات المتحدة وروسيا في تفاقم هذه النقطة العمياء. يمكن لهذه الاختلافات، بما في ذلك اللغة والروايات التاريخية والأعراف المجتمعية، أن تؤدي إلى سوء فهم وتفسيرات خاطئة للأفعال أو التصريحات، مما يزيد من إدامة النقطة العمياء في السياسة الأمريكية.

المبالغة في التركيز على الجوانب السلبية:

إحدى السمات المشتركة للنقطة العمياء تجاه روسيا هي المبالغة في التركيز على الجوانب السلبية مع تجاهل التطورات الإيجابية أو التقليل من أهميتها. وهذا التركيز على الأحداث والأفعال السلبية يعزز النظرة إلى روسيا كخصم، مما يمنع التقدم في المجالات ذات الاهتمام المشترك والتعاون.

عدم وجود فهم للسياق:

إن الافتقار إلى فهم السياق هو جانب آخر يساهم في النقطة العمياء في السياسة الأمريكية. إن الفشل في فهم العوامل التاريخية والجيوسياسية والاقتصادية المعقدة التي تشكل التصرفات الروسية يؤدي إلى تفسيرات تبسيطية ومضللة غالبا، مما يؤدي إلى إدامة النقطة العمياء.

الحقائق الجيوسياسية:

وأخيرا، يمكن أيضا أن تُعزى النقطة العمياء في السياسة الأمريكية تجاه روسيا إلى الحقائق الجيوسياسية في القرن الحادي والعشرين. ومع التحول الذي تشهده ديناميكيات القوة العالمية، لا يجوز لنا أن نتجاهل الدور الذي تلعبه روسيا باعتبارها لاعبا رئيسيا. إن الاعتراف بمكانة روسيا وفهمها في المشهد العالمي يمكن أن يساعد في تبديد النقطة العمياء وتعزيز نهج أكثر توازنا في المناقشات السياسية الأمريكية.

خاتمة:

إن النقطة العمياء في السياسة الأمريكية تجاه روسيا هي قضية متعددة الأوجه تنبع من التحيز التاريخي، والمصالح الاستراتيجية، والإثارة الإعلامية، والاستقطاب السياسي، وانهيار الاتصالات، والاختلافات الثقافية، والافتقار إلى فهم السياق. إن إدراك ومعالجة هذه العوامل أمر ضروري لتعزيز فهم أكثر دقة وموضوعية لنوايا روسيا، مما يمهد الطريق لمزيد من المشاركة والتعاون المثمر بين البلدين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* منقول
 
روسيا بالنسبة للغرب انتهت ويجب تفكيكها
هذا كلام الساسة الغربيين

وأيضاً بعد السيطرة على الأصول الروسية في أوروبا
 
عودة
أعلى