ديمقراطية الاسلام وتسلطية مُدّعيه

الرياضي

بكل روح رياضية
إنضم
8 فبراير 2010
المشاركات
4,699
التفاعل
939 0 0
ديمقراطية الاسلام وتسلطية مُدّعيه
بقلم/ محمّد العراقي
تزايدت الدعوات والادعاءات حد الزحام بصدد ديمقراطية المتبنيات وقربها ولصاقها من مناغمة حقوق الانسان في صدر عصر هذه الحقبة التي امتازت اكثر ما امتازت به بحراك الاعلام والصحافة والتغطية الاعلامية بشقيها بين كشف وغطاء بحسب انغام الديمقراطية التي يعزفها دكتاتوريو الغرب الذين هم متحالفين ضد امتنا منذ الازل ولما يزالوا على حالهم بل زادهم انهم يوظفون العملاء اليوم عوضا عنهم لتمشية مصالحهم من خلال اجندات مريبة شتى يتغنى اهلها بعرى العولمة ومقتضياتها مما يخلب العقول ودار ذلك الحراك في منطقتنا العربية والاسلامية حتى اننا عدنا لا نسمع الا القعقعة والضجيج من ابواقهم العميلة تلك ولما نبسط ايدينا نجد الفراغ والجعجعة عوضا عن الطحين ,
ولمن يتتبع ملامح ذلك يجد ان اولئك في غالبهم لايسعون الا الى مصالحهم التي يرجونها من خلال نيل مقاليد الحكم التي تكفل تمرير اجنداتهم في عصر الغاب الجديد ومصالح الذئاب التي تمكن الذئب من رقاب الغنم واضحى مجلس الامن مجلسا للذئاب والمردة الظوالم لايمرر الا قرارات العداء تجاه شعوب امة لم تحمل الى البشرية الا كل خير وذنبها انها حملت على جنحها الامال حتى نهاية الامد لبشرية سعيدة على الارض والسماء
ان الاسلام كنظام في محتواه السياسي كان اكثرا ديمقراطية من كل اجندات اولئك المدعين بتطفل على حقوق بني الانسان والانسانية برمتها بما تسببوا للبشرية جمعاء بما تسببوه من محن وحروب كونية متوالية حتى اليوم وثبت اجرامهم واستخفافهم بتلك الحقوق لا العكس ,الحقيقة ان مجتمعاتنا الاسلامية ليست بحاجة الى حراك عملاء الغرب ممن ينبرون في كل حين لادخال اي تحزب فكري يظهر العموم ويبطن الخصوص بصدد الحكم لاغيره خلال اي نهج وتعديل يخفي ما يخفي وراءه من مساعي لاتضمر الا الشرور لصالح امة مستهدفة جريحة لان ديننا الحنيف كان قد كفل تداول الحكم بطريق ديمقراطي خلال الية الشورى التي تقطع سبل الحكر والتسلط التي يحاول البعض تمريها بشتى الحجج والاجندات الطائفية والدينية منها والتي هي بالاصل سياسية تحاول القفز على ما تقدم وارسي لامتنا من نهج سليم حتى من قبل بني الجلدة والطوائف التي تتربع على صدر الاسلام الجريح وتضمر شتى الاجندات لعين ذلك الهدف الساعي وراء الحكم لي الا.
إن آلية تداول الحكم بالإسلام هي سليمة وسلمية بالاصل ومن قبل اذ تعتمد نهجا قانونيا شرعيا يكفل حسن المفاضلة بالشورى التي تولي التحقق والخيار عِبرَ نخبة من أولي الرأي السديد تتشكل من أشخاص عدول ذوي ضمائر حية يتكفلون بمصير الأمة بذلك الظرف الهام كلما دعت الحاجة لذلك ليحيلوا خيارهم إلى اصطفاء رمز يتحلى بصفات خاصة يتوخونها فيه لتؤهله لقيادة الأمة والقيام بذلك الواجب على أتم وجه وان يكون على قدر عال من المسؤولية فور قبول خوضها ومن منطلق التكليف لا التشريف لضمان صالح الأمة والرعايا من خلال تحقيق خدمة مصالح الناس ورعايتها .
وبذا يكون أمر تولي الحكم مسؤولية كبرى تقع على عاتق من يقع عليه الاختيار ليكلف بذلك الواجب ويبقى ضمن دائرة تقييمه من خلال مسيرة حكمه وتلك المسؤولية الكبرى التي يحاسبه الله عليها لكن هنالك من المسلمين من أعار أهمية خاصة لتلك المسؤولية وجيرها لأجل أجندة خاصة فعلى الرغم من إن دين الإسلام يسعى لتحرير الناس من الاستعباد والتسلط وهو نور قد عم هذا العالم عبر نشر دعوته على جنح الحرية والتخيير وآخى بين متبنيه على قدم المساواة والعدل ولم يفرق بين قريب وبعيد إلا من قبل التقوى والإيمان وليس على القربى والصلة كما يحاول أن يوحي لنا البعض لأجل أجندات مصلحية معلومة تجسدها غايات السعي وراء الحكم السياسي عبر ذلك السبيل وصولا لغاية وحلم التحكم بمصير هذه الأمة من خلال تمثيلها بتلك الصيغة الملتوية وكأن ذلك الدين هو حكر دكتاتوري متناقل ومقصور على فئة معينة ووجب على الأمة أن لا تحيد عن ذلك وتعطل إرادتها التي فرضها الدين الحنيف بالشورى لتقبل دون ذلك التسلط المراد دونما حل وعقد ولا حتى الرجوع للعقل بينما الإسلام لم يأت بفرض تسلطي لأية إرادة فئوية كما يحاول فرضها على الناس بعض رموز ومتبني ذلك الجانب الذي لم يفتأ يسعى عبر أتباعه لشق صف هذه الأمة.
إنما نجح دهاقنة أعداء هذه الأمة دوما بتعويق مسار تقدمها وإغراقها بسبل الخلافات من خلال استثمار أيقاد وإيقاظ عرى جذور الفتنة الطائفية وتداعياتها المتجذرة النائمة في بعض المجتمعات الإسلامية التي تحوي الخلط المتعايش بين الفريقين فهم في ذلك يكونوا قد تحكموا بفتيل انفجار لا ينضب خاصة بوجود عناصر التشدد والتعصب والانحياز لمبدأ العزة بالإثم وعدم الرسوخ إلى فضائل الاحتكام والوسطية بين الفريقين لتفويت الفرصة على الأعداء بإحداث الفتن التي تعوق إجماع تلك الأمة المستهدفة .
وقد زرعوا لإدامة عرى ذلك الصراع منابع فتن موزعة في أوصال جسد هذه الأمة فعندما راهن البعض على إضعاف العراق لإنهاء دوره في سدة دائرة قرارات المنطقة من خلال السعي الحثيث لتطبيق واستنساخ عرى التجربة اللبنانية الفوضوية الفاشلة التي تدور في ساقية الفشل التي خطها لها الأعداء فعوقت تقدم تلك البلاد العربية التي زرعت كخنجر يفت في عضد الآمال باتحاد هذه الأمة الجريحة التي كلما أمل أحرارها بخير صدت نفوسهم اثر صيحات الأسى والجراح التي تتسبب بها فتن وصراعات زعماء الطوائف والعصابات الطائفية والفئوية التي تحركها الدوافع المريبة التي تمتد خيوطها إلى خارج البلاد منطلقة من مكامن جحور أعداء هذه الأمة اللئام وأعوانهم الذين تم تجنيدهم وزرعهم كمحدثي فتن دائرة في كثير من أوصال هذه الأمة ومن بينها لبنان والعراق وبلدان أخرى ابتليت شعوبها ومجتمعاتها بدواعي وعرى ذلك الداء العضال بالتدريج ببرنامج معد بخبث شديد يروم المساس بأمن الأمة بل والمنطقة بأسرها بأجندة مصلحية مريبة لا يعير القائمون عليها إلا إدامة وتحقيق سبل صوالحهم دونما اكتراث لنواتج أخطار تداعيات العبث بصالح ومخاطر تلك المنطقة.
إن الدين الإسلامي قد امتاز عن غيره بأنه إنما أتى بالتخيير وقد انطلق راعيا لحرية الاعتناق لا فرضا كما يحاول البعض اليوم فرض أحقية واصلحية منهاج طائفته حتى على بني جلدتهم من عامة المسلمين بدكتاتورية عمياء تعود بالأذهان إلى مجازر ومظالم العصور الكنسية الطائفية السوداء المظلمة التي يكتب عنها التاريخ بخجل وحياء وذلك ما لا يصح في الإسلام أبدا كما انه يتقاطع ومبادئ حقوق الإنسان وأيضا مقتضيات العولمة التي يتغنى بها عملاء أمريكا والاتحاد الأوربي وأسيادهم وهنا يكون البرنامج عبثيا وكارثيا يستدعي التصدي له وتصنيفه ضمن أجندة ذلك الهوس العالمي لملاحقة وتحييد مساعي برامج الإرهاب الحقيقي الذي يتطلب الإشارة إليه وعزل منظماته اسوة بما يلاحق منها في الجانب الآخر من التشدد وعدم تسطيح التعامل مع ما يشار لبعضها بتلك الأنشطة المريبة على إنها منظمات مدنية وسياسية وخلافه لان ذلك التسطيح يعود بفقدان عنصر المصداقية في سدة القانون الدولي لمكافحة تلك الأنشطة العدائية التي تتسبب بتمزيق أوصال مجتمعاتنا بتلك المخاطرات والمجازفات الحمقاء وصولا إلى فتن اخرى قد تودي بصالح مستقبل أجيال عموم المجتمعات الإسلامية برمتها بذلك الاستهتار اللامسؤول مالم ينتهي من حيز افكار مرضى النفوس,وحتى ينتهي كل ذلك يراد من الخيرين أن يتحدوا ويتنادوا من عقلاء وحكماء لهذه الأمة باجمعهم من الخيرين ليخرجوا للنور مشروع إنقاذ وإصلاح ومعالجة يكفل التصدي وإنهاء سبل التفرقة والضياع بتلك المساعي الشريرة المستهترة بصالح كيان ومستقبل ووجود هذه الأمة والى ذلك المشروع الخير ليت العقلاء ساروا كي يسير الناس من خلفهم إلى الخير والموفقية ومن الله سبل توفيق الجميع حتى لايشتفي بنا جمع الاعداء.

 
عودة
أعلى