المشيرحسني الزعيم: اللحظات الرهيبة لاعتقاله واعدامه

ولدى جلاء القوات الأجنبية- البريطانية ، والفرنسية - من سوريا في إبريل 1946 ، رفض النظام السوري الذي يقوده الرئيس شكري القوتلي - الذي يؤمن بالحياد مع جميع المحاور الإقليمية والدولية - إتفاقية التابلاين( ) ، كما رفض قرار الهدنة بين الدول العربية ، وإسرائيل الذي أصدرته الأمم المتحدة ، وسلك مسلكاً متشدداً تجاه إسرائيل برفضه إجراء أية تسوية بالنسبة للاجئين الفلسطينيين وطالب بلواء الإسكندرونة ، وقد تزامن ذلك مع إستراتيجية الولايات المتحدة التي كانت ترى وضع سوريا داخل إطار نفوذها الإقليمي( )، بوصفها تمثل منطقة مهمة في الشرق الأوسط ، حيث تمر خطوط البترول ضمن أراضيها ، إضافة لأهمية طرقها الجوية الإستراتيجية ، وأهمية الاحتكارات الأمريكية فيها ومساهمتها الرئيسي في الأزمات السياسية بسبب موقعها كمدخل لشرق المتوسط ونشاطها الكبير حكومة وشعباً في الشؤون السياسية ، والثقافية للعالم العربي وقد كان الهدف من تدخل الولايات المتحدة هو إيجاد زعيم معاد للشيوعية ويرغب في السلام مع إسرائيل ويحقق مصالحها الاقتصادية ،

وقد كان قائد الأركان السوري حسني الزعيم هو الرجل المطلوب لذلك ، حيث عمل بعد انقلابه على الحكم في سوريا على ما يلي( ):

1- عقد إتفاقية الهدنة مع إسرائيل .
2- قبل المساعدات الأمريكية التي رفضها نظام الرئيس السوري السابق شكري القوتلي .
3- حسن العلاقات مع تركيا حليفة الغرب .
4- عمل على تحطيم الشيوعية ، والقوى اليسارية في سوريا .
5- صدق على امتياز شركة أرامكو القاضي بأن تقوم شركة خط أنابيب التايلاين بنقل النفط السعودي إلى البحر المتوسط .



وقد أكد هذه الأمور مسؤول المخابرات الأمريكية في دمشق في كتابه لعبة الأمم بقوله: " انتهينا إلى خيارين بخصوص سوريا ، فهي مقبلة إما على ثورة دموية مسلحة يقودها الانتهازيون الاشتراكيون ، أو حركة عسكرية بدعم سري منا ..... وبالطبع كنا مع خيارنا..... كان انقلاب الزعيم من إعدادنا وتنظيمنا ..... وقد حافظ الانقلاب كما رسمنا له على صبغة سورية بحتة أمام الجميع "( )، وبالفعل قامت المخابرات الأمريكية بالتخطيط لهذا الانقلاب في السفارة الأمريكية في دمشق ، حيث كان قائد الانقلاب حسني الزعيم قبيل انقلابه على علاقة جيدة مع الملحق العسكري الأمريكي ، وطاف عشية الانقلاب كل من قائد الانقلاب ، والسفير الأمريكي على متن سيارة مكشوفة في شوارع دمشق ، وقد برر مايلز كوبلاند هذا الانقلاب بأنه كان ضرورياً من أجل الديمقراطية في سوريا ، بحيث تكون مبنية على الإرادة الشعبية ، وإلا فإن فوضى ثورة شعبية قد تطيح بالنظام الحاكم وتنشيء ديكتاتورية قاسية( )؛ لذلك كانت الولايات المتحدة وحليفتاها فرنسا وبريطانيا قد قررت عدم بيع السلاح لسوريا قبيل حرب 1948 لإدراكها ما سيؤول إليه تردى أداء الجيش السوري على نفسية الشعب السوري الذي يعتبر أن جيشه قادر على توحيد أجزاء الوطن السوري( ) .
 
ولدى جلاء القوات الأجنبية- البريطانية ، والفرنسية - من سوريا في إبريل 1946 ، رفض النظام السوري الذي يقوده الرئيس شكري القوتلي - الذي يؤمن بالحياد مع جميع المحاور الإقليمية والدولية - إتفاقية التابلاين( ) ، كما رفض قرار الهدنة بين الدول العربية ، وإسرائيل الذي أصدرته الأمم المتحدة ، وسلك مسلكاً متشدداً تجاه إسرائيل برفضه إجراء أية تسوية بالنسبة للاجئين الفلسطينيين وطالب بلواء الإسكندرونة ، وقد تزامن ذلك مع إستراتيجية الولايات المتحدة التي كانت ترى وضع سوريا داخل إطار نفوذها الإقليمي( )، بوصفها تمثل منطقة مهمة في الشرق الأوسط ، حيث تمر خطوط البترول ضمن أراضيها ، إضافة لأهمية طرقها الجوية الإستراتيجية ، وأهمية الاحتكارات الأمريكية فيها ومساهمتها الرئيسي في الأزمات السياسية بسبب موقعها كمدخل لشرق المتوسط ونشاطها الكبير حكومة وشعباً في الشؤون السياسية ، والثقافية للعالم العربي وقد كان الهدف من تدخل الولايات المتحدة هو إيجاد زعيم معاد للشيوعية ويرغب في السلام مع إسرائيل ويحقق مصالحها الاقتصادية ،

وقد كان قائد الأركان السوري حسني الزعيم هو الرجل المطلوب لذلك ، حيث عمل بعد انقلابه على الحكم في سوريا على ما يلي( ):

1- عقد إتفاقية الهدنة مع إسرائيل .
2- قبل المساعدات الأمريكية التي رفضها نظام الرئيس السوري السابق شكري القوتلي .
3- حسن العلاقات مع تركيا حليفة الغرب .
4- عمل على تحطيم الشيوعية ، والقوى اليسارية في سوريا .
5- صدق على امتياز شركة أرامكو القاضي بأن تقوم شركة خط أنابيب التايلاين بنقل النفط السعودي إلى البحر المتوسط .



وقد أكد هذه الأمور مسؤول المخابرات الأمريكية في دمشق في كتابه لعبة الأمم بقوله: " انتهينا إلى خيارين بخصوص سوريا ، فهي مقبلة إما على ثورة دموية مسلحة يقودها الانتهازيون الاشتراكيون ، أو حركة عسكرية بدعم سري منا ..... وبالطبع كنا مع خيارنا..... كان انقلاب الزعيم من إعدادنا وتنظيمنا ..... وقد حافظ الانقلاب كما رسمنا له على صبغة سورية بحتة أمام الجميع "( )، وبالفعل قامت المخابرات الأمريكية بالتخطيط لهذا الانقلاب في السفارة الأمريكية في دمشق ، حيث كان قائد الانقلاب حسني الزعيم قبيل انقلابه على علاقة جيدة مع الملحق العسكري الأمريكي ، وطاف عشية الانقلاب كل من قائد الانقلاب ، والسفير الأمريكي على متن سيارة مكشوفة في شوارع دمشق ، وقد برر مايلز كوبلاند هذا الانقلاب بأنه كان ضرورياً من أجل الديمقراطية في سوريا ، بحيث تكون مبنية على الإرادة الشعبية ، وإلا فإن فوضى ثورة شعبية قد تطيح بالنظام الحاكم وتنشيء ديكتاتورية قاسية( )؛ لذلك كانت الولايات المتحدة وحليفتاها فرنسا وبريطانيا قد قررت عدم بيع السلاح لسوريا قبيل حرب 1948 لإدراكها ما سيؤول إليه تردى أداء الجيش السوري على نفسية الشعب السوري الذي يعتبر أن جيشه قادر على توحيد أجزاء الوطن السوري( ) .
 
سامي جمعة )) من أشهر ضباط المخابرات السورية في الخمسينات من القرن الماضي(( الذي يقدم حسني الزعيم كصنيعة للحلقة الماسونية الدمشقية التي من أركانها بديع المؤيد، رفيق رضا سعيد، فوصوله إلى أعلى المراتب لم يكن إلاّ إستكمالاً لخطة هذه الحلقة وإرتباطاتها الخارجية..


إن العقيد سعيد حبي رئيس سامي جمعة في الشعبة الثانية((مخابرات الجيش)) 1949 كان يعرف أن ثمة اجتماعات تدور ما بين حسني الزعيم والضباط اليهود، للوصول إلى اتفاق ما، ولكنه لم يكن يتوقع أن يرى بأم العين موسى شاريت متنكراً بثياب عسكرية وحاملا رتبة مقدم برفقة قائد الشرطة العسكرية المقدم إبراهيم الحسيني وهو خارج من اجتماع مع حسني الزعيم في بلودان.. وقد كان سامي جمعة مكلفاً بالحراسة كرجل أمن.
 
عودة
أعلى