المشيرحسني الزعيم: اللحظات الرهيبة لاعتقاله واعدامه

لادئاني

مراسلين المنتدى
إنضم
28 مارس 2013
المشاركات
25,052
التفاعل
30,391 0 0
وثائقي : إعدام الرئيس السوري - حسني الزعيم - ورئيس وزراءه 1949
=========


حسني الزعيم (( 1891-1949)) (( كردي -دمشق)) كان رئيس أركان الجيش السوري 1947 -1949 ثم نفذ أول انقلاب عسكري في الجمهوريات العربية المستقلة ونصب نفسه رئيساً للجمهورية في 30-3-1949 وخلع رئيس الجمهورية شكري القوتلي ورئيس الوزراء خالد العظم واعتقل كل الوزراء وسجنهم ...

وقف حسني الزعيم الذي دعمته أميركا بالانقلابه مع محور (( السعودية - مصر الملكية)) ضد محور الهاشميين (( العراق - الأردن)) وقتل مؤسس الحزب القومي السوري أنطون سعادة الموالي لبريطانية ونوري السعيد بالعراق

شكل الحرس الجمهوري الخاص به من الشركس والكرد حصراً .. ورئيس الوزراء محسن البرازي من كرد حماة وقائد وكان لايثق بالعرب ولا بالدروز

كان يحب شرب الخمور كعادة غالب ضباط الجيش السوري

كان يتآسى بكمال أتاتورك كثيراً ويعتبره قدوته بالحياة

وقع على اتفاقة الهدنة1948 وعلى اتفاقية التلابلين الأمريكية وأبدى استعداده للقاء بن غوريون

أصدر بمراسم بمنع الطربوش والرتب المدنية(( باشا- أفندي -آغا- بيك ..))و منع لبس البيجاما والمساواة بين الرجل والمرأة

أراد بناء دولة عصرية علمانية على النمط الأتاتوركي

رقى بنفسه بعد انقلابه من رتبة زعيم((عميد)) الى رتبة فريق ففريق أول فمشير خلال عدةأيام فقط وشكل حكومة كان فيها هو نفسه وزير الدفاع ووزير الداخلية ورئيس الجمهورية وقائداً للجيش وللشرطة

اعتمد في انقلابه على الضباط المسيحيين والأرمن (( بهيج كلاس - انطون بستاني-باصيل صوايا- ارام قرة مونيان )) وعلى الضباط الكرد ((أديب الشيشكلي - فوزي سلو - محمود شوكت -سامي الحناوي -بكري قوطرش )) وعلى الضباط الشركس ((خالد جادا - رفعت خانكان)) وعلى ضابط علوي((عزيزعبدالكريم))



اعدامه:
---


قرر العراق الهاشمي بالتعاون مع الضباط الدروز بالجيش السوري والحزب القومي السوري الاطاحة بحكم بالزعيم عبر انقلاب عسكري نفذه مؤيدو الهاشميين سامي الحناوي والضباط الدروز

بقى شهادة الضابط فضل أبو منصور الضابط الدرزي ، وهو الضابط الذي اقتحم القصر الجمهوري واعتقل حسني الزعيم وأوصله إلى الإعدام، من أهم الشهادات، على الساعات الأخيرة من حياة حسني الزعيم واللحظات الأخيرة لحياة الزعيم ورئيس وزرائه محسن البرازي، ولكن شهادته تبقى غير واضحة في مقتل كل من الزعيم والبرازي، بحيث لم يذكر من قام بإطلاق الرصاص عليهما، إنما يذكر أن عدداً من الجنود هم من أطلقوا الرصاص عليهما، فهل لا يريد أبو منصور الإفصاح عن حقيقة لا يريد أن تُعرف! أو حقاً الحقيقة ضاعت مع عدد من الجنود!؟

فضل أبو منصور كان شاهداً على الدقائق الأخيرة من عهد الرئيس حسني الزعيم، واللحظات الأخيرة من حياته والرصاصات التي أنهت سيرة حياة أول قائد انقلاب عسكري في بلاد الشام.
 
رواية الضابط فضل الله أبو منصور

/ شركسي / أحد ضباط الانقلاب عن الزعيم / ينتمي للحزب القومي السوري :
--------


يروي الضابط فضل أبو منصور، كيف تم اقتحام القصر الجمهوري حيث كان يقيم الزعيم وزوجته، وكيف اقتاده أسيراً وأوصله إلى حتفه!:

(أسندت إلي المهمة الرئيسية التي أخذتها وهي دخول الشام واعتقال رئيس الجمهورية حسني الزعيم، فانطلقتُ للقيام بهذه المهمة على رأس ست مصفحات وستين جندياً تنقلهم سيارات، ولما وصل الرتل إلى مسافة حوالي ثلاثماية متر عن القصر ترجلت من سيارتي ومشيت بعد أن قسّمت مصفحاتي قسمين... رجال الحرس، كان عددهم يناهز الثلاثين، وكلهم من الشراكسة وكان رئيسهم متغيباً عمداً بموجب اتفاق سابق مع رجال الانقلاب، وبموجب رشوة قيّمة أغرته فأبعدته..

تمت عملية التطويق "مشيت إلى باب القصر يرافقني أدهم شركسي والرقيب فايز عدوان، وقرعت الباب بقوة فلم أسمع جواباً وكررت القرع ثانية وثالثة والليل ساج والهدوء شامل والصمت تام، واصلت قرع الباب بشدة، فإذا بالأنوار الكهربائية تشع وإذ بحسني الزعيم يطل من الشرفة صائحاً: ما هذا؟.. ما هذا؟.. من هنا؟.. ماذا جرى؟ أجبته بلهجة الأمر الصارم: استسلمْ حالاً، فكل شيء قد انتهى، وإلا دمرت هذا القصر على رأسك! فانتفض وتراجع مذعوراً! عاجلته بوابل من رشيشتي، إلا أنه دخل القصر وتوارى فيه.. فأطلقت رصاص رشيشتي على باب القصر حتى حطمته ودخلت وإذا بحسني الزعيم ينزل من الدور الثاني وهو يرتدي بنطلونه فوق ثياب النوم وزوجته وراءه تصيح: حسني، حسني، إلى أين يا حسني؟ وقبل أن يتمكن من الرد على زوجته دنوت منه واعتقلته، ثم صفعته صفعة كان لها في أرجاء القصر دوي... فقال محتجاً: لا تضربني يا رجل. هذا لا يجوز، احترم كرامتي العسكرية!

أجبته بقسوة نمَّ عنها صوتي المتهدج: أنا أول من يحترم الكرامة العسكرية... أما من كان مثلك فلا كرامة له ولا شرف، أما أقسمت للزعيم سعادة يمين الولاء وقدمت له مسدسك عربوناً لتلك اليمين ثم خنته وأرسلته إلى الموت؟ قال حسني: والله يا بابا أنا بريء... اتهموني بذلك ولكنني بريء. فانتهرته قائلاً: هيا بنا، اخرج، لا مجال لكثرة الكلام!

و مشى حسني إلى الخارج صاغراً وهو يحاول أن يكبت الخوف الذي أخذ يبدو بوضوح في قسمات وجهه وحركاته المرتبكة، وكنت في ثياب الميدان، وقد أرخيت لحيتي السوداء الكثة فبدوت أشعث رهيباً. لم يعرفني حسني في بادئ الأمر، وحسبني شركسياً، فأخذ يخاطبني باللغة التركية ولكنني أمرته بالتزام الصمت، ثم أدخلته إلى المصفحة التي كانت تنتظر على الباب الخارجي وسرت به صوب المزة.

كان حسني في المصفحة ساهماً تائه النظرات، كأنه لا يصدق ما يرى ويسمع... كأنه يحسب نفسه في منام مخيف.. ثم تحرك محاولاً إنقاذ نفسه وتفرّس في وجهي فعرفني، وتظاهر بشيء من الارتياح ثم قال لي: يا فضل الله أنا بين يديك، معي ثمانون ألف ليرة (( 32000 دولار))، خذ منها ستين ألفاً لك ووزع عشرين ألفاً على جنودك وأطلق سراحي، دعني أهرب إلى خارج البلاد. فسألته: من أين لك هذه الثروة؟ ألست أنت القائل إنك دخلت الحكم فقيراً وستخرج منه فقيراً؟ كيف انقلب فقرك ثراءً؟ فأخذ يتمتم: والله يا بابا أنا بريء، أنا بريء.. هذه مؤامرة عليّ دبرها الإنكليز لتقويض استقلال البلاد... والله أنا بريء، أنا أحبكم، أنا جندي مثلكم. أجابه فايز عدوان: لو كنت تحبنا لما باشرت تسريحنا دون سبب ونحن في الجبهة نقاتل أعداء الوطن، أنت لا تخاف الله ولا تحب أحداً. قال: والله يا إخواني أنا مظلوم، الذي سرّحكم هو عبد الله عطفة رئيس الأركان العامة، أما أنا فقد أصدرت أمراً لتشغيلكم في خط التابلاين.

عند هذا الحد أمرت حسني بالصمت وحظرت عليه مخاطبة الجنود، فساد على المصفحة صمت ثقيل، إذ لزم حسني الصمت، وقد بدا على ملامحه الرعب الشديد من هول المفاجأة، فكان ينظر إلى مسدسي المصوب إلى رأسه، وإلى رشيشات الجنود المحيطة به فتلمع عيناه ذعراً.

سارت المصفحة على طريق المزة إلى حيث كان الحناوي وأركانه ينتظرون خارج المدينة حتى تأتيهم الأخبار عن نتيجة مغامرتي. ولما وصلت إلى مفرق كيوان وجهت رسولاً ينقل خبر اعتقال حسني الزعيم إلى الحناوي ويسأله: "ماذا تريدون أن أعمل بالأسير؟

ما كاد الرسول ينطلق على دراجته النارية حتى تكلم حسني وسألني: - من هو قائد الانقلاب؟.. أيكون أنور بنود؟ أجبته بالنفي ولم أذكر اسم أحد، فاستطرد قائلاً: إذن فهو الزعيم سامي الحناوي؟ فنهرته قائلاً: - هذا لا يعنيك الآن ولا يهمك، ستعرف ما يجب أن تعرفه بعد قليل. ولما تأخرت الدراجة رأيت أن طول الانتظار على مفرق كيوان لا يوافق، فأمرت آمر المصفحة فايز عدوان من "الكفر" بمواصلة السير على طريق المزة القنيطرة. ولما ابتعدت عن المدينة، انحرفت عن الطريق صوب اليسار وأقمت أنتظر.

كنت أظن أن الجميع المنقلبين زحفوا معي إلى دمشق، ولكنني علمت فيما بعد أنهم تريثوا حتى يروا نتيجة قيامي بمهمتي، ولما وصلت إلى مفرق كيوان من القصر الجمهوري بتلك السرعة التي عدت بها، ظن كثيرون أني فشلت ولذت بالفرار، فكادوا يفرون هم أيضاً.. وعاد الرسول بعد نصف ساعة ليقول لي: القيادة تطلب إليك أن تبقى هنا حتى يأتيك منها إشعار بما ينبغي أن تعمل، وكانت الساعة قد بلغت الثانية والنصف بعد منتصف الليل، أي إن عملية الانقلاب واعتقال رئيس الجمهورية انتهت في ربع ساعة.. وأقمت أنتظر في المصفحة دون أن أحوِّل نظري عن حسني الزعيم حتى الساعة الثالثة والدقيقة 45.


حسني الزعيم كان يلبس بنطلونه العسكري المختص برتبة مشير وقميصاً تحتانياً من القطن، مما يدل على أنه هبَّ من فراشه مذعوراً ولبس بنطلونه بسرعة دون أن يجد متسعاً من الوقت ليلبس شيئاً آخر، لذلك أحسّ بالبرد وخاطبني قائلاً: يا فضل الله أعطني معطفك، بردان! فخلعت معطفي وهو قصير من نوع "تراوكار" وأعطيته إياه فارتداه شاكراً، (تعليق: وبعد إعدام حسني الزعيم تم خلع هذا المعطف عنه واسترده الضابط أبو منصور وهو لم يزل يحتفظ به) ثم طلب سيكارة، فأشعلت واحدة من النوع المختص بالجيش وقدمتها له فأخذ يدخنها ساهماً وقد بدا عليه شيء من الارتياح لأنني أعطيته كل ما طلب، وخُيل إليه أن هذه المسايرة تدعو إلى التفاؤل. فحاول من جديد أن يخاطب الجنود ولكنني أمرته
34%285%29.jpg

بالصمت فقال: إلى أين تريدون أن تأخذوني؟ قلت: - إلى مكان يليق بك، فلا تخف.

قال: دعوني أنزل قليلاً من المصفحة.. أريد أن أقضي حاجة! قلت: اقض حاجتك هنا في المصفحة ولا حرج عليك! فأطاع دون أن يفوه بكلمة، وقضى حاجته في المصفحة!.


في الساعة الثالثة والدقيقة 45 وصل الرئيس عصام مريود ، والملازم أول حسن حكيم، والملازم عبد الغني دهمان، في مصفحة، تتبعهم سيارة كبيرة ملأى بالجنود، ومعهم معتقل آخر هو رئيس الوزراء محسن البرازي، يرافقه ابنه، بقي الابن في المصفحة على الطريق وجاءني الجنود بمحسن جرياً على الأقدام، فإذا هو في ثياب النوم "البيجاما" يرتعد خوفاً ويردد بصوت مرتجف: ارحموني.. ليس لي أية علاقة بما جرى.. ارحموني.. ارحموا أطفالي دخيلكم! وتكلم الرئيس عصام مريود فقال لي: حَكَمت القيادة على حسني الزعيم ومحسن البرازي بالإعدام.

ويجب أن يتم التنفيذ فوراً.. هذا هو قرار المجلس الحربي! فأمسكت حسني الزعيم بيدي اليسرى، ومحسن البرازي بيدي اليمنى، وسرت بهما إلى المكان الذي تقرر أن يلاقيا فيه حتفهما وهو يقع على مقربة من مقبرة كانت للفرنسيين في مكان منخفض، وقد أدرت وجهيهما صوب الشرق، صوب دمشق.

وكان الجنود في موقف التأهب لإطلاق النار.. أوقفتهما جنباً إلى جنب، وتراجعت مفسحاً للجنود مجال التنفيذ، فإذا بمحسن البرازي يصيح: دخيلكم.. ارحموني.. أطفالي.. أنا بريء! وإذا بحسني الزعيم يشجعه باللغة الفرنسية قائلاً:
n, ayez pas peur, ils ne nous tuerons pas c,est impossible
أي لا تخف لن يقتلونا، هذا مستحيل. وما كاد حسني يصل إلى هذا الحد من كلامه حتى انطلق الرصاص يمزق الرجُلين ويمزق أزيزه سكون الليل ولم يكن الفجر قد بزغ بعد).


والسياسي السوري المعروف أكرم الحوراني يؤيد رواية الضابط الدزي الموالي للحزب القومي السوري فضل الله أبو منصور هذه حين يتطرق في مذكراته عن حادثة إعدام الرئيس حسني الزعيم.​
 
رواية خالد البرازي: ابن رئيس الوزراء المغتال يروي كيف تم اغتيال والده أمامه

=======

روى خالد البرازي، ابن رئيس الوزراء محسن البرازي والذي رافقه (معتقلاً) إلى ساحة الإعدام لأحد أصدقائه ليلة إعدام والده وحسني الزعيم فيقول: (دخل الجند منزلنا في الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، وأطلقوا الرصاص إرهاباً، فأطلّ أبي يستطلع الخبر. وإذ بهم يقبضون عليه ويضربونه ويضعونه في سيارة جيب. ووضعوني أنا في السيارة المصفحة،

و ساروا بنا إلى مركز أركان حرب الجيش، فأخذوا والدي وصعدوا به إلى مركز القيادة بينما ظللت أنا في المصفحة، وبعد وقت قصير عادوا به وانطلقت السيارات باتجاه قلعة المزة، وعلى بعد مئتي متر تقريباً من قرية المزة رأيت حسني الزعيم واقفاً وحوله الجند على بضعة أمتار من الطريق العام. فأنزل الجند والدي من السيارة وقادوه إلى قرب الزعيم وأطلقوا عليه الرصاص، فسقطا مضرّجين بدمائهما).

==
 
رواية أكرم الحوراني مؤسس البعث وأحد مستشاري الزعيم في انقلابه ثم انشقاقه عنه:
===


يبدو ان رواية فضل الله ابو منصور صحيحة بناء على حادثتين جرتا معي:

الحادثة الأولى: قبل انقلاب الحناوي بثلاثة أسابيع، كنت أسهر في النادي العائلي بالقصاع مع بعض القاددة البعثيين مع الاستاذ نخلة كلاس ورفاق آخرين عندما أقبل علينا عصام مريود (( ضابط بالجيش موالي للحزب القومي السوري)) ثملا وقد أخذ منه السكر مأخذه، فراح يشتم حسني الزعيم ويتوعد بالقضاء عليه، فنصحته بأن لا يكرر هذا الحديث مرة أخرى في مكان عام لأن عيون ابراهيم الحسيني بالمرصاد.

الحادثة الثانية: في ليلة الانقلاب على الزعيم وأنا نائم في بيتي دار اليقظة في زقاق صخر استيقظت على طرق شديد فأطللت من النافذة فاذا بالضابط عصام مريود ومصفحة واقفة عند رأس الشارع.

نزلت وفتحت له الباب فقال:

- ان شئت جلبت لك الان محسن البرازي ليقبل حذاءك.

كنت لا أزال بين النوم واليقظة في تلك الساعة المتأخرة من الليل. وكان عصام مخمورا وقد زاده السكر هياجا، فقلت له:

- ما هذا الكلام يا عصام؟ .. من قال لك انني أرضى بذلك؟ .. ان محسن البرازي أستاذي في الحقوق ولن أرضى ان أراه بمثل هذا الموقف، ثم أغلقت الباب بعصبية.



لقد تكتم ضابط الحناوي عن تفاصيل مصرع حسني الزعيم ومحسن البرازي خشية من ثأر آل البرازي. وكان عصام مريود يدعي أنه سلمهما أحياء الى ضباط آخرين، وبعد اغتيال سامي الحناوي على يد حرشو البرازي ثأرا لابن عمه محسن البرازي كشف فضل ابو منصور عن تفاصيل مصرعهما


المصدر:مذكرات أكرم الحوراني

---
===


أكرم الحوراني كان من أبرز مساعدي حسني الزعيم في الانقلاب: "كان أكرم الحوراني منهمكاً في إعداد البلاغات والبيانات التي صدرت في ذلك اليوم لتذاع من الإذاعة السورية" (صفحة 30)، و"كان أكرم الحوراني هو الذي يخطط له (أي لحسني الزعيم) هذه البيانات ويضمنها ما يجول في رأسه هو، لا ما يجول في رأس الزعيم" ولكن بعدما ثبت الزعيم حكمه قام بابعاد الحوراني مما سبب حقدا للحوراني عليه تجلى بالمساهمة في الانقلاب على الزعيم ومساهمته بتحريض الضباط الدروز والقوميين على الزعيم واعدامه وليس سجنه
==
 
رواية الضابط العلوي محمد معروف عن إعدام الزعيم حسني الزعيم
========
كان محمد معروف أحد الضباط الذين شاركوا في انقلاب سامي الحناوي على حسني الزعيم ، وعضواً في المجلس الحربي الذي تم تشكيله بعد الانقلاب.

يذكر العقيد معروف في لقاء صحفي، إنه بعد اعتقال حسني الزعيم، كان المطلوب أن يؤخذ الزعيم إلى مبنى الأركان ولكن عصام مريود بدل أن يأتي بحسني الزعيم إلى الأركان جاء به إلى بيت أكرم الحوراني فقال له الحوراني «روح صرفو» وهذا ما حصل.​


ويُقال إنه ضربه وركله برجله أيضاً. واقتيد الزعيم إلى مكان اسمه «الشراطيط»، وقال حسني الزعيم للجنود «أنا عملت لأجلكم».. ولما كاد يحصل انقسام بين هؤلاء عاجله أحدهم بمسدسه وقتله ودفنوه في المكان. ويعود ليقول في هذا اللقاء إن الذي قتل حسني الزعيم هو عصام مريود وبعض الضباط القوميين السوريين لأن الزعيم (يقصد حسني الزعيم) سلّم رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أنطوان سعادة للسلطات اللبنانية التي أعدمته، وينفي العقيد معروف في كتابه (أيام عشتها) أن يكون أمر إعدام الزعيم صدر عن العقيد سامي الحناوي


فيقول: (وصلت أخبار إعدام الزعيم ومحسن البرازي وكان وقعها سيئاً خاصة إعدام البرازي. وعندما أخبرت الزعيم سامي الحناوي بالإعدام كان تأثره كبيراً وغضب غضباً شديداً، وقال لي: “ألم تكن الأوامر خطية وصريحة بعدم سفك الدماء؟ فكيف أعدموه بدون أمر مني؟) ولكن هذا لم يمنع المجلس الحربي من أصدر بلاغ ينص: (حسني الزعيم اتهم بتبديد ثروة البلاد وانتهاك حرمة قوانينها وحرية أبنائها، وأن حكمه تميز بالجمع بين الفوضى والتعسف.

وأن المجلس الحربي الأعلى وبعد محاكمة عادلة ثبت له أن الزعيم مجرم، فنفّذ فيه وبرئيس وزرائه حكم الإعدام).



 

رواية أمير الدروز - حسن الأطرش - عن اعدام حسني الزعيم
=======


روى حسن الأطرش: أنه قابل (أكرم الحوراني - مؤسس حزب البعث ) الذي رأى وجوب إزاحة الزعيم، وأن الضباط الدروز يجب أن يسهموا في إزاحته، فقال: “لم أوافق على مقتل حسني الزعيم، ويكفي أن يقبض عليه ويودع السجن·

· ولكن الحوراني قام من وراء ظهري بعقد اتفاق مع عدد من الضباط الدروز الذين كان لمعظمهم صلات بالحزب القومي السوري، وكان لديهم سببان للسعي إلى الانتقام، وذلك أنهم دروز وقوميون سوريون متحمسون للثآر".

و كان حسني الزعيم قد أمر كتيبة مدرعة بالتوجه إلى جبل الدروز حيث يوجد المتآمرون المتمردون، فهم يملكون كمية من السلاح، ويستعدون للتمرد

وكان على رأس الانقلابيين الضابطان الدرزيان “أمين أبو عساف وفضل الله أبو منصور” من جبل الدروز، الذي انقلب عليه حسني الزعيم حين ساورته الشكوك في تآمر سكانه عليه متعاونين مع الهاشميين وحزب الشعب الحلبي الموالي للهاشميين ·وقد أرسل الزعيم قوة كبيرة إلى حامية السويداء ليلقي الرعب في نفوس سكان الجبل·· ولذلك تعاون الضباط الدروز وزعماء الجبل وأكرم الحوراني للإطاحة بالزعيم
 
التعديل الأخير:

في 14/ آب/1949م، أطيح بحسني الزعيم في انقلاب قام به الحناوي قائد اللواء الأول·وقد أثار هذا الانقلاب تكهنات من أن هناك أيادي خارجية تورطت فيه

كان الانقلاب نكبة حادة لأصدقاء الزعيم السابقين، فأعلن الملك فاروق الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام في مصر·كما أن الصحافة الأمريكية حزنت على الزعيم، حيث صورته بأتاتورك سوريا، ورثته كبار صحفها

وكانت أصابع الاتهام موجهة إلى بريطانيا، فقد نشرت صحيفة “فرانس تيرو” الفرنسية تقول: “إن نظام الزعيم كان معادياً لكل المشاريع البريطانية في سوريا، وذكر باتريك سيل أن الحناوي كان خيار العراق للإطاحة بحسني الزعيم ·

. وتتفق معظم المصادر على أن الحكومة العراقية، وقد امتعضت من اتجاه الزعيم وسياسته الممالئة لمصر، تاقت لترى في دمشق حكومة على صلة ودية معها، وكانت مستعدة لأن تدفع مقابل إزاحته·· وقد دفعت الكثير من أجل ذلك·فكان الزعيم الحناوي وصهره أسعد طلس ومساعدوه في الجيش هم وسيلة السياسة العراقية، إضافة إلى تأييد حزب الشعب

والحقيقة أن القيادة العراقية كانت قد رتبت للانقلاب، واتفقتمع الضابط السوري الطيار “عصام مريود”، لتكون طائراته على أهبة الاستعداد لنقل الانقلابيين إلى بغداد إذا فشلت تلك المحاولة

وسرت شائعة قوية بين الناس ورجال الصحافة أنّ اغتيال حسني الزعيم ومحسن البرازي، لم يكلف الوصي على عرش العراق ونوري السعيد أكثر من مائلة ألف دينار، وزعت بمعرفة أحد المقربين جداً من الحناوي، على المتآمرين .وقد انكشف دور العراق برد الفعل الفوري، إذ أرسل كلٌ من الملك عبد الله، ونوري السعيد بتهانيهما مع وفودهما إلى الزعيم الجديد في دمشق فور نجاح الانقلاب

 
التعديل الأخير:
هذا الموضوع: ملف اغتيال العقيد عدنان المالكي بالتفصيل ...!

وهذا الموضوع شذرات من تاريخ الاغتيال السياسي للضباط العسكريين الكبار في الجيش السوري والذي كان لكل منهما طموحات بعيدة تحطمت على يد الدول المحيطة والخارجية والمحلية
 
اعاصير دمشق قصة الانقلابات السورية بقلم شاهد عيان 1
==

لقد سرح شكري القوتلي نصف الجيش ، واقدم على التصنيف المجحف لأسباب سياسية بعيدة كل البعد عن مصلحة الجيش ومصلحة البلاد ، وذلك قبل نشوب حرب فلسطين ، فأخذ الاستياء يزداد وينتشر في صفوف الجيش . ولما نشبت الحرب ومُنيت قواتنا بهزيمة سمخ غدا الاستياء نقمة عارمة وغضبا يتأجج .
لما استلم حسني الزعيم القيادة انصرف فورا الى درس شكاوى الضباط ، وتلبية مطالبهم . اخذ يتصل بهم ، كبارا وصغارا ، ويستمع الى آرائهم بكل انتباه ، فأخذت الحال تتحسن بصورة مطردة ، سواء أكان من ناحية الاسلحة ام من ناحية الاغذية .

وانتهت حرب فلسطين بالهدنة المعلومة ، وفي نفس كل أفراد الجيش خيبة مرة ، ونقمة على الأوضاع بصورة عامة وعلى رجال السياسة الذين كان استهتارهم سبب النكبة . كان في نفس كل واحد منا حسرة واقتناع باننا ، على ضعف امكانياتنا وقلة عددنا كنا نستطيع أن ننقذ فلسطين لولا-----
و(لولا) هذه تجسدت في شكري القوتلي لما هو ، ولما يرمز اليه .

وقد مهدت النقمة واختلاط حسني الزعيم بالضباط للانقلاب الأول الذي أطاح بشكري القوتلي . واكتسب حسني الزعيم شعبية كبيرة في اوساط الجيش حين جعل التغذية جيدة ، وحقق مع المتعهدين المتلاعبين وسجن المقدم حسن غنام ووفر بعض اسباب الترفيه لقطعات الجيش في الجبهة .

لما وثق حسني الزعيم من قوته ومكانته في الجيش ، قرر، بالاتفاق مع رفقائه ، القيام بالانقلاب ، وكان اعوانه كثيرين ، اهمهم المقدم اديب الشيشكلي ((كردي-حموي))، وهو جندي ممتاز ، وافر الذكاء ، والرئيس ابراهيم الحسيني ((فلسطيني-عكا))، والمقدم محمود بنيان (( عربي))--

وكان الجو مهيئا ، فنظم حسني الزعيم جمهرة من المدرعات والمشاة وسلم قيادتها للمقدم اديب الشيشكلي وجعل مركزها في قطنا ، ثم شرع يتخذ التدابير الانقلابية بكل حزم وكل دقة ، وفي صباح 29 أذار 1949 احتل دمشق عسكريا واعتقل رئيس الجمهورية شكري القوتلي ورجال حكومته ، وفسما من ضباط الجيش الذين كانوا يدينون بالولاء للحزب الوطني ورجال الحكومة .

كان هذا الانقلاب الاول من نوعه في تاريخ سوريا الحديث ، وقد قابله الجيش والشعب ، في بادئ الأمر بالسرور والابتهاج والارتياح لأنه قضى على ما اشتهر به عهد القوتلي من الميوعة والاستهتار والمحسوبية وتسخير المصالح العامة للأغراض الشخصية .

ولكن بعد مرور أسابيع قليلة أخذت تظهر حقيقة حسني الزعيم ---لقد سكر الرجل بالنصر الذي أحرزه ، وبالشعبية الكبيرة التي نالها قأماط اللثام عن طموحه الى الديكتاتورة المطلقة ، واسفر عن غروره الاهوج الذي لا يقف عند حد ، فاذا بتصرفاته الشاذة تستفز الجيش اولا ، ثم تثير الاستياء والخيبة في اوساط الشعب وفي صفوف الاحزاب .

في الجيش اقدم على تسريح عدد كبير من الضباط والجنود ، وهم ما يزالون في الجبهة ، وقد مضى عليهم سنة وستة اشهر تقريبا وهم في خطوط النار . صدر الامر بتسريحهم فجأة وبصورة اعتباطية ، دون تعويض ، وفوق ذلك انتزعت منهم البستهم العسكرية وارسلوا الى قراهم حفاة عراة لا يملكون شروى نقير ، ولا يجدون عملا يرد عنهم غائلة العوز والفقر والجوع ---
ورأت دمشق مشهدا لم تقع العيون على مثله في التاريخ---

رأت رجلا يتجسد العزم في قسمات وجهه وتلمع البسالة في عينيه ، وقد راح يتجول في الشوارع والأزقة والاسواق متسولا يستجدي الاكف ، يمشي حافيا ، حاسرا ، ويرتدي كيس جنفيص تلمع عليه اوسمة البطولة والنضال في معارك فلسطين---وكلما بسط يده للمارة يقول : ((حسنة لهذا الرقيب في الجيش السوري ، صدقة لهذا المقاتل الذي سرحوه من الجبهة دون انذار ، ودون سبب، ودون تعويض --

ان أعمال حسني الزعيم الشاذة ، وسياسته الخرقاء ، هي التي جعلتنا نفكر بضرورة العمل للقيام بانقلاب جديد . فحسني الزعيم هو الذي حكم -بشذوذه وغرابة أطواره - على عهده بالانهيار ، وعلى نفسه بالموت .

بدأت الاتصالات تجري ، بصورة مباشرة ، بين الضباط الناقمين ،فاتجهت الأنظار الى اللواء المتمركز على الجبهة الفلسطينية ، بقيادة العميد سامي الحناوي .

التحضير للانقلاب على حسني الزعيم:
===

كان هذا اللواء (( الفرقة الأولى حالياً)) يتألف من ثلاثة أفواج مشاة عدد كل فوج 1700 مقاتل وسرية القيادة المؤلفة من 200 مقاتل وفوج المدرعات الأول وفيه حوالي 70 قطعة الية مدرعة .

وفي ليلة من اوائل ايلول 1949 ، جاء الحناوي سرا من الجبهة ، تحت ستر الظلام ، فوصل في الساعة الثالثة عشر ليلا الى مكان الاجتماع السري الحاسم ، الى مرتفع حرش عين زيوان الواقع على مسافة خمسة كيلومترات غربي القنيطرة ، حيث كان يعسكر فوج المدرعات الأول .

في ذلك المكان وفي خيمة عسكرية منفردة اجتمع ثلاثة : الزعيم سامي الحناوي (كردي-ادلب)، والمقدم امين ابو عساف(درزي) آمر فوج المدرعات الاول ، والملازم الاول فضل الله ابو منصور (درزي) ، كاتب هذه المذكرات ، واخذنا نبحث الحالة الراهنة ، والخطر الذي يهدد البلاد ، وتفاصيل حركة الانقاذ التي لا بد منها .

واتفقنا على بذل كل الجهود للقيام بالانقلاب والقضاء على عهد حسني الزعيم ، وقررنا، في حال الفشل ان ننسحب الى جبل الدروز ، لانشاء خط دفاع هناك ، يمكننا من مواصلة النضال .

ولما تم الاتفاق على كل شيئ ، أقسمنا بشرفنا وبالله العظيم على القيام بالعمل الخطير الذي انتدبنا له انفسنا ، تلبية منا لنداء الوطن المحفوف بالاخطار .
كُلف الحناوي بالاتصالات الشعبية . وبقي على ابو عساف وعليَ الاتصال بضباط الجيش .

وفي تلك الأثناء أحس حسني الزعيم بأن هناك حركة خفية تستهدف عهده ، فاطلق جواسيسه يبحثون ، وبث العيون والارصاد قي كل مكان ، وأحاط نفسه بتدابير وقائية من كل نوع ، فغدت كل حركة مشبوهة تشكل خطرا على صاحبها ، وكل كلمة مبهمة تجعل قائلها في موضع الشبهة .

هكذا أصبح شعار المعركة ((الضربة الرابحة لمن سبق ) واصبح كسب الوقت وسرعة التنفيذ شرطين جوهريين من شروط النجاح .

وقد باشر حسني الزعيم تصفية الذين يرتاب بهم ويخشى نقمتهم ، فاخذ يُسرح بعض الجنود والضباط ، بعد ان كان قد سرح العقيد اديب الشيشكلي ، وكان ينوي الاستعانة بضباط اجانب من الاتراك وغيرهم ، لاقامة حراسة قوية تحميه من كل اعتداء . الا أن الضباط السوريين سبقوه الى العمل فتمكنوا من القضاء عليه.

13 آب 1949 ، كان فوج المدرعات الاول متمركزاً في معسكرات قطنا الواقعة على مسافة 30 كم من دمشق غربا ، وفي الساعة الحادية عشرة ليلا ، عقد اجتماع حضره كل من :

الزعيم سامي الحناوي ، العقيد علم الدين قواص (علوي)، امقدم آمين ابو عساف ، الملازم الأول فصل الله ابو منصور آمر المدرعات ، الرائد محمد دياب ، الرائد عصام مريود ، الرائد محمود رفاعي ، الرائد فريد سيف درويش ، الملازم مصطفى دواليبي ، الملازم حسن حدة ، الرائد محمد معروف (علوي)، الملازم يعقوب مبيض ، الملازم الأول مصطفى المالكي ، الملازم الأول انطون خوري ، الملازم الاول حسين الحكيم (اسماعيلي) ، الملازم غالب شقفة ، الملازم عبد الغني دهمان ، الملازم نور الدين كنج (علوي)، الملازم بكري الزبري .

قي ذلك الاجتماع التاريخي تقرر الانقلاب فورا ، اي في ليل 13-14 آب ، وكان قد تم الاتفاق مع ضباط حامية دمشق الذين اخذوا يراقبون ما يجري وهم على اتم الاستعداد لمجابهة الطوارئ ، ومن هؤلاء الضباط : الرائد زياد الاتاسي ، الرائد توفيق الشوفي ---

كتبنا المهمات على اوراق صغيرة ، وتركنا للضباط حرية اختيار العمل الذي يريدون القيام به .

و لما طُرحت مهمة احتلال قصر الرئاسة واعتقال حسني الزعيم ، ساد صمت ثقيل وعلا الاصفرار بعض الوجوه ، فمددت يدي الى الورقة واخذتها قائلا : ((هذه مهمتي --والله لو اخذها غيري لما رضيت ))
فارتفعت الأيدي تحييني : (( يحيا ابو منصور !--)) وشرب الحاضرون نخبي ، كؤوسا مترعة من الوسكي .

وفي الساعة الثالثة عشرة ليلا ، اي بعد مرور ثلاث ساعات على بدء الاجتماع وزعت المهمات خطياً على الضباط فأُعلن سامي الحناوي قائدا للانقلاب ، والعقيد علم الدين معاون قائد الانقلاب ، والمقدم امين ابو عساف قائد الجمهرة ، أما أنا -وكنت ملازما أولا- فقد أُسندت الي المهمة الرئيسية التي اخذتها وهي دخول الشام واعتقال رئيس الجمهورية حسني الزعيم ، فانطلقت للقيام بهذه المهمة على رأس ست مصفحات وستين جنديا تنقلهم سيارات .

وانطلق في الوقت نفسه ، كل من الرئيس عصام مريود ، والملازم الاول حسين الحكيم ، والملازم عبد الغني دهان على رأس ثلاث مصفحات وثلاثين جنديا لاعتقال محسن البرازي ، رئيس الوزارة .

وسار الرائد محمد دياب والملازم نزر الين كنج مع ثلاث مصفحات وثلاثين جنديا لاحتلال مركز شرطة دمشق .

ومشى الرائد محمود رفاعي والملازم بكري الزبري مع ثلاث مصفحات وثلاثين جنديا لاحتلال البنك والمحافظة عليه .

ومشى الملازم حسين حدة مع ثلاث مصفحات وثلاثين جنديا لاحتلال قلعة الدرك.

اما القوة الباقية ، وهي مؤلفة من ست مصفحات وفوج مشاة وكل من العميد سامي الحناوي ، والعقيد علم اليدين ، والمقدم امين ابو عساف ، والرائد خالد جادة ، والملازم الاول يعقوب مبيض ، والملازم انطون خوري ، فقد كانت مهمتهم احتلال مركز الاركان العامة والتمركز فيه .

واسندت الى الرئيس مخمد معروف مهمة اعتقال بعض الضباط المعروفين بولائهم لحسني الزعيم وبعض الشخصيات السياسية المشبوهة .

وقد كان نظام الزحف على الوجه التالي :

اولا - الزعيم سامي الحناوي مع اركانه وقائد الجمهرة امين ابو عساف .

ثانيا -الملازم الاول فصل الله ابو منصور مع فرقته في المقدمة .

ثالثا -الرائد عصام مريود وفرقته .

رابعا-الرائد محمود رفاعي مع فرقته .

خامسا - الرائد فريد سيد درويش مع فرقته .

سادسا- الملازم حسين حده مع فرقته .

سابعا - الملازم يعقوب مبيض في المؤخرة مع القوة الاحتياطية .




 

يواصل الضابط الدرزي - فضل الله أبو منصور - سرد مذكراته عن انقلابهم على حسني الزعيم
===



وصل الزاحفون الى مدخل دمشق-مفرق كيوان في الساعة الواحدة والدقيقة 45 ليلا ن وهناك توقفوا مدة اربع دقائق . في تلك الفترة الوجيزة جاءني الحناوي وقال لي :

- يا أخي فضل الله ، اني اتكل عليك لانتصار حركتنا ، وارجو لك التوفيق في المهمة المسندة اليك ، ولكن في الوقن مفسه ادعوك الى تنفيذلا الخطة باسرع ما يمكن . ونحن سنبقى هنا ننتظر علما منك ، لنقرر خطوتنا الآتية على ضوء ما سيحدث .

انطلقت بمصفحاتي ورجالي ، في ليل صافي السماء . حتى بلغت مفرق شارع ابو رمانة ، حيث كان مقر حسني الزعيم . ومن هناك توجهت ، وانا على سيارتي في مقدمة المصفحات والجنود ، نحو ذلك المقر ، وكان الزجف قليل الجلبة والضوضاء .

ولما وصل الرتل الى مسافة حوالي ثلاثمائة متر عن القصر ترجلت من سيارتي ومشيت بعد ان قسمت مصفحاتي قسمين ، فجعلت ثلاثا منها على يميني وثلاثا على يساري ---

واستمر الزحف دون ضجيج لأن اصوات المحركات كانت مخنوقة تهدر على مهل---

وفجأة ظهرت دورية مؤلفة من اربع دراجات نارية من شرطة الجيش ، وكانت تقوم بجولة حول القصر من الخارج ، فتصديت لها ، وامرتها بالوقوف فوقفت واعتقلتها دون ان تبدي اية مقاومة ، وانتزعت اسلحتها ثم واصلت السير بهدوء حتى بلغت القصر .

كانت دمشق هادئة كأنها تغط في نوم عميق ، فلا يُسمع في هدأة الليل ، سوى تزمير سيارة بعيدة ، او خفق اجنجة الخفافيش في الظلام الحالك .
وادركت ان الساعة الحاسمة قد حانت ، واحسست في الوقت نفسه بقوة خارقة تدفعني الى العمل .​
كنت قد درست بكل دقة وضع الفصر ، مداخله ، مخارجه ، ابوابه ، نوافذه ، حدائقه ، شرفاته . وزعت جنودي بصورة تمكنهم من التمركز للقتال ، وصففت مصفحاتي بشكل يجعلها قادرة على الضرب والتدمير اذا دعت الحاجة .

كان القصر مربع الشكل ، يحيط به سور عالِ وسياج ، وله مدخلان فوضعت على كل مدخل مصفحة ووزعت المصفحات الأربع الباقية حول السور .

اما الجنود فقد امرتهم بالدخول الى الحديقة والتمركز تجاه مدخلي القصر الرئيسيين ---

في اثناء هذه العملية خرج موظف الامن العام الذي يقيم عادة على الباب الخارجي مع الخفير فاعتقلته فورا .

أما رجال الحرس فكان عددهم يناهز الثلاثين ، وكلهم من الشراكسة وكان رئيسهم متغيبا عمدا بموجب اتفاق سابق مع رجال الانقلاب ، وبموجب رشوة قيمة اغرته فابعدته .

وكان بين جنودي الاشداء رجل اسمه على جسمه ، اذ انه شركسي يدعى ادهم الشركسي ، فأمرته بمخاطبة رجال الحرس بلغتهم ، وبانذارهم بأن مقاومتهم لا تجدي لأن كل شيء قد انتهى والانقلاب قد تم--- فقام ادهم بهذه المهمة على الوجه الاكمل واستسلم رجال الحرس دون ان يقوموا باية محاولة او ان يطلقوا رصاصة واحدة !

ولما تمت عملية التطويق مشيت الى باب القصر يرافقني ادهم الشركسي والرقيب فايز عدوان ، وقرعت الباب بقوة ---فلم اسمع جوابا-- وكررت قرع الباب ثانية وثالثة والليل ساج ، والهدوء شامل ، والصمت تام ---- حتى خيل الى الجنود المتربصين انهم يسمعون نبض قلوبهم !
واصلت قرع الباب بشدة ، فاذا بالانوار الكهربائية تشع ، واذا بحسنس الزعيم يطل من الشرفة صائحا : ((ما هذا ؟ ما هذا ؟ من هنا--- ماذا جرى ؟ )) .​

اجبته بلهجة الامر الصارم :
-استسلم حالا ، فكل شيء قد انتهى ، والا دمرت هذا القصر على رأسك !​

فنتفض حسني الزعيم وتراجع مذعورا !
عاجلته بوابل من الرشاش ، إلا أنه دخل القصر وتوارى فيه .
ولما مزقت طلقات الرصاص سكون الليل ، حدثت في الحي موجة رعب --- ورأيت ان الانتظار مضيعة للوقت ، فاطلقت رصاص رشاشي على باب القصر حتى حطمنه ودخلت---
واذا بحسني الزعيم ينزل من الدور الثاني وهو يرتدي بنطلونه فوق ثياب النوم وزوجنه وراءه تصيح :
-حسني ، حسني ، الى اين يا حسني ؟​

وقبل ان يتمكن حسني من الرد على زوجته ، دنوت منه واعتقلته ثم صفعته صفعة كان لها في ارجاء القصر دوي---
- لا تضربني ، يا رجل، هذا لا يجوز ، احترم كرامتي العسكرية !​

اجبته بقسوة نم عنها صوتي المتهدج :
- انا اول من يحترم الكرامة العسكرية ، لأني اشعر بها واقدسها وابذل دمي في سبيلها ، اما من كان مثلك فلا كرامة له ولا شرف----اما اقسمت للزعيم سعادة يمين الولاء وقدمت له مسدسك عربونا لتلك اليمين ثم خنته وارسلته الى الموت حانثا بقسمك ، ناكثا بعهدك ؟​

قال حسني : والله يا بابا انا بريء -----اتهموني بذلك ولكني بريء .
فنتهرته قائلا:​
-هيا بنا ، اخرج ، لا مجال لكثرة الكلام !

ومشى حسني الى الخارج صاغرا وهو يحاول ان يكبت الخوفلا الذي اخذ يبدو بوضوح في قسمات وحهه بوضوح من خلال حركاته المرتبكة .
وكنت في ثياب الميدان ، وقد ارخيت لحيتي السوداء الكثة فبدوت اشعث رهيبا .
لم يعرفني حسني في بادئ المر ، وحسبني شركسيا ، فأخذ يخاطبني باللغة التركية ، ولكني امرته بالتزام الصمت ، ثم ادخلته الى المصفحة التي كانت تنتظر على الباب الخارجي وسرت به صوب المزه ---
كان حسني في المصفحة ساهما تائه النظرات ، كأنه لا يصدق ما يرى ويسمع---كأنه يحسب نفسه فيمنام مخيف ---ثم تحرك محاولا انقاذ نفسه وتفرس بوجهي فعرفني ، وتظاهر بشيئ من الارتياح

ثم قال لي:
-يا فضل الله ، انا بين يديك ، معي ثمانون الف ليرة ، خذ منها ىستين الفا ووزع عشرين الفا على جنودك واطلق سراخي ، دعني اهرب الى خارج البلاد .​

أجبته سائلا : من أين لك هذه الثروة ؟ ألست انت القائل انك دخلت الحكم فقيرا وستخرج منه فقيرا ؟ كيف انقلب فقرك ثراء ؟
فأخذ يتمتم :
- والله يا بابا انا بريئ ، انا بريئ ----هذه مؤامرة علي دبرها الانكليز لتقويض استقلال البلاد .​

قلت له :
- لا تخف على الاستقلال ، فنحن حريصون عليه ونعرف كيف تصونه . ورأى حسني المجال مفتوحا للاخذ والرد لعله يتمكن من استمالة الجنود وكسب عطفهم

فخاطبهم قائلا:
- انا جندي مثلكم ، انا احبكم ، انا والله بابا بريئ !​

اجابه فايز عدوان :
-لو كنت تحبنا لما ياشرت تسريحنا دون سبب ونحن في الجبهة نقاتل اعداء الوطن ---انت لا تخاف الله ولا تحب اجدا .​

قال : والله يا اخواني انا مظلوم ----الذي سرحكم هو عبدالله عطفه رئيس الاركان العامة . اما انا فقد اصدرت امرا لتشغيلكم في خط التابلاين .
عند هذا الحد أمرت حسني يالصمت وحظرت عليه مخاطبة الجنود ، فساد على المصفحة صمت ثقيل ، اذ لزم حسني الصمت ، وقد بدا على ملامحه الرعب الشديد من هول المفاجأة ، قكان ينظر الى مسدسي المصوب الى رأسه ، والى رشاشات الجنود المحيطة به فتلمع عيناه ذعرا .
سارت المصفحة على طريق المزة ، الى حيث كان الحناوي واركانه ينتظرون خارج المدينة حتى تأتيهم الأخبار ، ولما وصلت الى مفرق كيوان وجهت رسولا ينقل خبر اعتقال حسني الزعيم الى الحناوي ويسأله :
-(( ماذا تريدون ان اعمل بالسير ؟))​

ما كاد الرسول ينطلق على دراجنه النارية حتى تكلم حسني وسألني :
- (( من هو قائد الانقلاب ---أيكون انور بنود ؟))​

اجبته بالنفي ولم اذكر اسم احد ، فاستطرد حسني قائلا : (( اذن هو الزعيم سامي الحناوي ! )) فنهرته قائلا :
- (( هذا لا يعنيك الآن ولا يهمك ، ستعرف ما يجب ان تعرفه بعد قليل ))​

ولما تأخرت الدراجة رأيت ان طول الانتظار على مفرق كيوان لا يوافق فامرت آمر المصفحة ، فايز عدوان ، من الكفلر ، بمواصلة السير على طريق المزة - القنيطرة ، ولما ابتعدت عن المدينة ، انحرفت عن الطريق صوب اليسار واقمت انتظر .

كنت أظن ان الجميع قد زحفوا معي الى دمشق ، ولكني علمت فيما بعد انهم تريثوا حتى يروا نتيجة قيامي بمهمتي .

ولما وصلت الى مفرق كيوان ، عائدا من القصر الجمهوري ، بتلك السرعة التي عدت بها ، ظن كثيرون اني فشلت ولذت بالفرار ، فكادوا يفرون هم ايضا .

وعاد الرسول بعد نصف ساعة يقول لي : (( القيادة تطلب اليك ان تبقى هنا حتى يأتيك اشعار بما ينبغي ان تعمل ! ))

وكانت الساعة قد بلغت الثانية والنصف بعد نصف الليل ، اي ان عملية الانقلاب واعتقال رئيس الجمهورية انتهت في ربع ساعة ، ثم مضت نصف ساغة على الطريق بانتظار اوامر القيادة .

واقمت انتظر في المصفحة ، دون ان احول نظري عن حسني الزعيم حتى الساعة الثالثة والدقيقة 45 .
- الى اين تريدون ان تأخذوني ؟ قال الزعيم .​
قلت : الى نكان يليق بك ، قلا تخف !

قال: دعوني انزل قليلا من المصفحة ---اريد ان اقضي حاجة !
قلت : اقض جاجتك في المصفحة ولا حرج عليك !
فاطاع دون ان يفوه بكلمة ، وقضى حاجته في المصفحة !لا​

وفيالساعة الثالثة والدقيقة 45 وصل الرائد عصام مريود ، والملازم الاول حسن الحكيم والملازم عبد الغني دهمان في مصفحة تتبعهم سيارة كبيرة ملأى بالجنود ، ومعهم معتقل آخر هو رئيس الوزراء محسن برازي ، يرافقه تبنه .

بقي الابن في المصفحة على الطريق ، وجاءني الجنود بمحسن جريا على الاقدام . فاذا هو قي ثياب النوم يرتعد خوفا ويردد بصوت مرتجف : (( ارحموني --- ارحموا اطفالي ---ليس لي اية علاقة بما جرى ---ارحموني --ارحموا اطفالي --

وتكلم الرائد عصام مريود فقال لي : (( حكمت القيادة على حسني الزعيم ومحسن الرازي بالاعدام ، ويجب ان يتم التنفيذ فورا ---هذا هو قرار المجلس الحربي ! )

فأمسكت حسني الزعيم بيدي اليسرى ، ومحسن البرازي بيدي اليمنى ، وسرت بهما الى المكان الذي تقرر ان يلاقيا فيه حتفهما ، وهو يقع على مقربة من مقبرة كانت للفرتسيين في مكان منخفض ، وقد ادرت وجهيهما صوب الشرق ، صوب دمشق ، وكان الجنود في موقف التأهب لاطلاق النار --

اوقفتهما جنبا الى جنب ، وتراجعت مفسخا للجنود مجاللا التنفيذ ، فاذا بمحسن البرازي يصيح :(( دخيلكم ---ارجموني---اطفالي --انا بريئ ! )9
واذا بحسني الزعيم يشجعهى باللغة الفرنسية قائلا:: (( لا تخف ، لن يفتلونا ، هذا مستحيل !))​

وما كاد حسني يصل الى هذا الحد من كلامه حتى انطلق الرصاص يمزق الرجلين ويمزق ازيزه سكون الليل .

هكذا انهار حكم حسني الزعيم وبدأ عهد سامي الحناوي .
 

يواصل الضابط الدرزي - فضل الله أبو منصور - سرد مذكراته عن انقلابهم على حسني الزعيم والتخطيط للانقلاب على سامي الحناوي فيما بعد
===



لما استتب الامر لرجال الانقلاب الثاني ، بدأ ت تتضح امور اكانت خفية . لقد اشرت في فضل سابق الى اني ،لا بعد اعتقال حسني الزعيم اضطررت ان انتظر على طريق المزة مدة نصف ساعة قبل ان يصلني اي خبر من قائد الانقلاب سامي الحناوي .

اين كانت القوات الانقلابية المسلحة حين كنت احاصر القصر الجمهوري واعتقل حسني الزعيم ؟

لماذا تأخرت تلك القوات عن القيام فورا بالمهمات التي اسندت اليها في اجنماع قطنا ؟

قبل ان يعلم سامي الحناوي بنجاخ مخمتي وباني اعتقلت حسني الزعيم ، اخبره علم الدين قواص ان الحركة الانقلابية قد اخفقت لانه سمع طلقات نارية ، ورأى احدى مصفخاتي تعود بسرعى ، اي بعد ربع ساعة تقريبا على بدء مهاجمة القصر ؛فخيل اليه ان هذه الفترة الوجيزة لا يمكن ان تكفي لمحاصرة القصر ، واخضاع رجال الحرس ، واعتقال رئيس الجمهورية ، فنقل وجهة نظره فورا الى الزعيم
سامي تالحناوي وقال الن المحاولة قد فشلت ، وان الفرا اصبح امرا حتميا .

فأمر الحناوي سائق سيارته وحاشيته بالتوجه الى مطار المزة حيث كانت احدى الطائرات تنتظره للذهاب الى العراق برفقة كل من : معاونه علم الدين قواص ، وملاافقه خالد جادا ، وقائد الطائرة عصام مريود .

---ورأيت الجماعة يهمون بالتوجه الى مطار المزة ، فأرسلت الدراجة في أثرهم لتنقل اليهم الخبر اليقين ، ولتعلمهم أني متوجه بأسيري الى طريق الى طريق المزه ، واني بانتطار اوامر القيادة .
لقد كان لهذه الحادثة رجة قاسية في أعماقي ،

فأخذت اسائل نفسي :

لماذا اراد الحناوي الفرار الى العراق ؟ ألم نقسم ، الحناوي وابو عساف وانا ، في تلك الخيمة القائمة على هضبة حوش عين زيوان ، على أن ننشئ خط دفاع ومقاومة ونضال في جبل الدروز ، اذا اخفقت الحركة الانقبلابية ؟

كيف اجاز الحناوي لنفسه الحنث بذلك القسم ؟

وكيف اعتزم الفرار الى العراق ؟

لقد اتصل هو نفسه بالامير حسن الأطرش ، واتفق معه على انشاء تلك الجبهة الدفاعية ، فما الذي جعله يتناسى العهود والتفاقات ليفر الى العراق ؟

ما كدت اطلع على تلك المعلومات الخطيرة حتى اتصلت بأمين ابو عساف ونقلتها له ، فأخذته الدهشة واشكل عليه الامر .

ولم يكن ابو عساف وحده في ذلك الموقف المحفوف بالشك والارتياب ، بل كان معه ومعي لا اقل من عشرين ضابطا ، ساءهم ان ينكث الحناوي بعهده ، وان يحنث بيمينه ، ليفر الى العراق بدلا من ان يواصل النضال مع رجاله في جبل الدروز .

اخذ اولئك الضباط يجتمعون ويتباحثون ويدرسون الامر الواقع ، فعلموا ان الحناوي يعمل على اساس اتفاق بينه وبين كل من العقيد علم الدين قواص ، الرائد خالد جادا ، الرائد عصام مريود ، الرائد محمد معروف ، الرائد محمد دياب ، اسعد طلس - عديل الحناوي ولولب الحركة -
كان ذلك الاتفاق وحيا ((هابطا))ى من العراق تباركه بريطانيا ، فثبت لنا أن هناك أمورا مبيتة ، فكان هذا بدء التباعد بيننا وبين سامي الحناوي وحاشيته .

كان حسني الزعيم قد سرح كلا من العقبد اديب الشيشكلي والعقيد حمد الاطرش ، فلما تم انقلاب الحناوي اعيدا الى الخدمة في اليوم التالي بموجب قرار من المجلس الحربي الاعلى ، فتولى الشيشكلي قيادة اللواء الاول عوضا عن الزعيم الحناوي ، وتسلم حمد الاطرش قيادة سلاح المدرعات .

على أثر ذلك اتصلنا بالشيشكلي واطلعناه على ما تبين لنا من خفايا الانقلاب الثاني ثم اخذ الموقف ينجلي اذ انهمرت اموال -ومن خلفها الاصابع الانكليزية- على الحناوي وعلى انصاره الذين شرعوا يدعون للانضمام الى العراق ، يؤيدهم في ذلك حزب الشعب ،لا وهو يومذاك اكبر حزب سياسي في الجمهورية السورية .

وحسب الحناوي انه يستطيع ان يجمع حوله كل القوى فأرسل ضباط حاشيته يتصلون بزملائهم في الجيش للاطلاع على حقيقة مواقفهم ، ثم لدعوتهم الى تأييدلا سياسة الانضمام ، ولكننا التزمنا خطة التحفظ ثم اتفقنا مع الشيشكلي على تشكيل جبهة معارضة من الضباط والاحزاب ورجال السياسة ، فكانت تلك الخطوة البادرة الاولى من الاختلاف السافر الذينشب بيننا وبين الحناوي .

كان اقطاب جبهة الانضمام الى العراق :​

سامي الحناوي : رئيس الاركان العامة .
علم الدين قواص : معاون رئيس الاركان .
حمد الاطرش : قائد سلاح الفرسان .
خالد جادا : مرافق الحناوي .
عصام مريود : قائد سرب
محمد دياب : مدير شرطة حلب .
محمد معروف : قائد الشرطة العسكرية .
محمود الرفاعي : رئيس المكتب الثاني (( مخابرات عسكرية))
صبحي عبارة : ضابط في سلاح المدرعات .
سليمان ناجي : قائد مصلحة الهندسة .
وعدد كبير من صغار الضباط .


وتألفت الحبهة المعارضة من :

العقيد اديب الشيشكلي : قائد اللواء الأول
العقيد عبد العزيز عبد الكريم : قائد سلاح المدفعية
العقيد توفيق نظام الدين : مدير ادارة الجيش في الاركان العامة .
العقيد شوكت شقير : معاون رئيس الاركان الاداري
العقيد محمود بنيان : قائد قوى البادية .
محمد ناصر : رئيس الشعبة الثالثة في الاركان العامة

وعدد كبير ايضا من الضباط .

اما انا فكنت قد اتفقت مع اديب الشيشكلي على ان اتظاهر بالحياد ليحسب الحناوي اني معه ، فأستطيع بذلك ان اقدم اكثر ما يمكن من المساعدة للفريق المعارض .

اخذت الجبهة المعارضة تعقد اجتماعات سرية كل ليلة تقريبا لدرس الاوضاع واتخاذ التدابير اللازمة للحؤول دون الانضمام ، كما اخذت تتصل بالاحزاب ورجالات الدولة

فتنبه الحناوي الى ما يجري وفرض على المعارضين مراقبة شديدة ، ثم قرر، قبل الانقلاب باسبوع واحد ،لا ان يعتقل كبار المعارضين ، فمهد لذلك باجتماع كبير عقده في داره بشارع ابو رمانة وحضره اقطاب مؤيديه من الضباط والمدنيين وفي مقدمتهم المفدم محمود الرفاعي رئيس الشعبة الثانية والمقدم محمد معروف وعصام مريود والمقدم خالد جادا .

في ذلك الحين كنت اتولى قيادة المدرعات عوضا عن العقيد امين ابو عساف الذي كان يمضي مأذونية شهر في جبل الدروز ، وقد وقع الاجتماع الذي عقده الحناوي في منزله ، يوم الجمعة ، وهو يوم عطلة ، لذلك كنت ارتدي الثياب المدنية لتمضية عطلتي الاسبوعية في الندينة ، فان بيتي كان في القابون ، وفي داخل الثكنة .

وحوالي الساعة الثانية عشر نهارا رن جرس التلفون ، واذا بصوت يسأل :
- من أنت ؟

قلت : الرائد فضل الله ابو منصور .

قال : تكلم مع اللواء سامي الحناوي ,

وتكلم الحناوي فقال : يا فضل الله ، احضر حالا الى بيتي فاني بحاجة ماسة اليك .

قلت : حاضر ، سيدي اللواء ، اني الآت في الثياب المدنية لذلك سأتأخر قليلا ريثما اغير وارتدي البزة العسكرية .

قال : لا بأس احضر حالا كما انت فالوقت لا يسمح بالتأخر .

فغادرت بيتي فورا وتوجهت الى بيت الحناوي حيث استوقفني رئيس الحرس واعطى اشعارا بوصولي ليؤذن لي بالدخول ، وذلك اسلوب لم اكن اعهده من قبل ، مما يدل على ان اللواء كان ىمحتاطا من المفاجآت .

ولما دخلت استقبلنيالمرافق المقدم خالد جادا مرحبا ثم اخذ يعاتب قائلا : نحن نحبك يا قضل الله ، اهلا وسهلا بك ، فلماذا تقاطعنا وتبتعد عنا ؟ متى اسأنا اليك لتجفونا هكذا ؟ ألا تعلم اننا نحترمك ونقدرك ونود ان نبقى معك جنبا الى جنب ؟

قلت : والله ىيا خالد ، لا تباعد بيننا ولا جفاء ، انما نحن الآن في فترة تنظيم وتدريب ، وهذه المهمة تستغرق وقتي كله ، فالفوج الذي اتولى قيادته يتطلب مني القيام بهذا الواجب .

قال : الله يعطيك العافية . تفضل ، فاللواء الحناوي ينتظرك . ودخلت الغرفة التي اشار اليها المرافق فوجدت فيها الحناوي وضباطه الثلاثة اي محود الرفاعي ومحمد معروف وعصام مريود ، ثم دخل خالد جادا .

استقبلني الحناوي مرجبا ، ثم سألني ، بكل لطف ، عما اذا كنت مطلعا على اعمال العقداء المعارضين واجتماعاتهم والغاية التي يرمون اليها ، فاجبته بالنفي ، فاستطرد قائلا :

لست ادري ما هي الاساءة التي اغضبت اديب الشيشكلي وجعلته يبتعد عني وينقم علي ---لا كل ما في الامر اني ارجعته الى الجيش بعد ان سرحه حسني الزعيم ، وسلمته احسن قيادة ، ومحضته ثقتي ومحبتي ، فاذا به ينقلب علي دون سبب ويعُد الدسائس ويدير المؤامرات للقيام بانقلاب --- ففي الليلة الماضية ارسل هو وضباطه تهديدا بالتلفون الى حمد الاطرش----ثم الا ترى اعمال التشويش والارهاب والبلبلة التي يقومون بها مع الاحزاب وبعض الضباط لاشاعة الفوضى والاخلال بالأمن ؟----

وبعد سكوت قصير اخذ يعبث بقلم كان بين يديه ثم قال : يا فضل الله قل بربك ماذا يريدون ؟
وجرى بعد ذلك نقاش وتبادل آراء حول ترتيب خطة حاسمة للخلاص من المعارضين .
 
صاحب المقولة الخالدة الله يحكمني بهالبلد اربع وعشرين ساعة
كتب الله ان حكم البلد اربعة اشهر
اخر اعلان دخول شهر رمضان بيوم واحد لتلقي تهاني الوفود برئاسة الجمهورية !!!!!
 

حسني الزعيم الي اليسار بالبدلة العسكرية ويحمل عصا المشيرية
show_cdc55252-ab2d-4609-9d98-982c7dacf955.jpg


حسني الزعيم مع مرافقه الملازم أول رياض الكيلاني
show_2e61c827-c4b6-4cdc-a160-9301866a50d9.jpg

 


show_6e22370a-4561-4dd3-ba39-ff7415e01d0c.jpg


لضابط نامق كمال (( رئيس أركان الجيش السوري1962))يحمل العلم السوري امام الزعيم حسني الزعيم. يقف بينهما اللواء سامي الحناوي الذي أطاح بالزعيم وأمر بإعدامه في آب 1949. مرافق الزعيم الرئيس رياض كيلاني في اليمين (جانب الحناوي) وعلى اليسار قائد الجيش اللواء عبد الله عطفة​
 
show_photo12061664101.jpg


الزعيم حسني الزعيم صانع الانقلاب الأول في تاريخ سورية والعرب على الرئيس شكري القوتلي يوم 29 آذار 1949




show_7142536f-853e-4feb-8940-1ad683d59680.jpg

الرئيس حسني الزعيم و صديقه الشخصي فاروق الأول ملك مصر - القاهرة 1949



 
الانقلاب على الزعيم واعدامه:
==


وقع الإنقلاب الثاني في سوريا في صيف عام 1949 بقيادة الزعيم سامي الحناوي. تم إعتقال وإعدام الرئيس حسني الزعيم ورئيس حكومته محسن البرازي رمياً بالرصاص بتهمة الخيانة العظمة. لم يتسلم الحناوي مقاليد الحكم في سوريا ولكنه أصبح رئيساً لأركان الجيش وسلم الحكم للمدنيين الذين إنتخبوا هاشم الاتاسي رئيساً للبلاد. لم يستمر عهد الحناوي طويلاً حيث وقع إنقلاب عسكري جديد في كانون الأول 1949 نفذه العقيد أديب الشيشكلي أطاح بالحناوي من قيادة الجيش.

show_54560af5-389d-4617-8044-bcfc4152119f.jpg


 
صاحب المقولة الخالدة الله يحكمني بهالبلد اربع وعشرين ساعة
كتب الله ان حكم البلد اربعة اشهر
اخر اعلان دخول شهر رمضان بيوم واحد لتلقي تهاني الوفود برئاسة الجمهورية !!!!!

قال أتمنى أن احكم سورية ليوم واحد ثم أقتل ...

فعلاً حكم سورية لـ 100 يوم ثم قتل على يد حلفاء الأمس


سبحان المعز المذل
 

من نوادر وطرائف حسني الزعيم مع الطربوش:
يذكر أن الرئيس السوري حسني الزعيم (1897-1949) الذي حكم سورية اعتباراً من صباح 30 آذار 1949 ولمدة 137 يوماً حفل بالعديد من التصرفات النادرة والمضحكة في آن واحد ومن نوادره أنه أصدر مرسوما جمهوريا منع بموجبه الموظفين والمستخدمين لدى الحكومة من ارتداء الطربوش.؟ في حين كان السلطان العثماني سليمان القانوني أصدر فرماناً (مرسوماً) بتعميم ارتداء الطربوش في دوائر ومكاتب الجهات الرسمية العثمانية.​
ويذكر أن حسني الزعيم كان مهتماً بمظهره ومهتماً بمظهر المواطن أسوة بما تم في تركيا خلال عهد مصطفى كمال (أتاتورك) وتأثر حسني الزعيم بقانون «القيافة» الذي أصدره عام 1926 كمال أتاتورك منع بموجبه استعمال الطربوش في الأراضي التركية، وكان الزعيم يرفض اعتمار الطربوش خلافاً للتقليد المتبع لدى رئيس الجمهورية السابق شكري القوتلي وكبار سياسيي سورية آنذاك وكان عازماً على توحيد اللباس في سورية وإلغاء الطربوش نهائياً فكان أن وضع مشروعاً لتوحيد اللباس، وإلغاء الطربوش، وأمر ذات مرة الشرطة والدرك بمعاقبة كل من يظهر في الشارع مرتدياً البيجاما قبل أن يصدر مرسوما بذلك.​
ويروى أن الشيخ أحمد كفتارو مفتي دمشق 1949 ومفتي حافظ الأسد من 1964 الى وفاته 2005 ذكر عن حسني الزعيم أنه كان إنسانا مستعجلا ومتحمسا، وعندما استلم الحكم أراد علمنة البلاد على الطريقة الاتاتوركية بين ليلة وضحاها.. وكان كفتارو على صلة مع الزعيم، وكان أخو الزعيم شيخاً معروفاً..​

وعندما أمر الزعيم بمنع الطربوش ولبس البرنيطة.. زاره كفتارو وحاوره بطريقة كوميدية وذكية وبعد حديث ديني بسيط بدأ كفتارو يستنكر محاولة حسني الزعيم علمنة البلاد. «واستهجن» طلبه منع الطربوش والإصرار على لبس البرنيطة.

فقال له الشيخ كفتارو : السيد الرئيس، عندما يتم اكتشاف دواء جديد في الغرب تتم تجربته على الحيوانات بداية وبعد أن تتم التجارب عليه ويثبت نفعه يتم تعميم العلاج وطرحه بالسوق. هات لنا عدداً من الحمير ولنلبسها برنيطة.. ولنتركها فترة شهر أو شهرين.. فإن أصبحت هذه الحمير بعد شهرين ذكية وعاقلة.. فأنا معك ولكن صدقني بعد شهرين لن يكون لدينا إلا حمار ببرنيطة أو.... خواجا حمار..
 
انقلاب الزعيم جر وفتح على الشرق الاوسط باب الانقلابات و المؤامرات

من نوادر وطرائف حسني الزعيم مع الطربوش:

يذكر أن الرئيس السوري حسني الزعيم (1897-1949) الذي حكم سورية اعتباراً من صباح 30 آذار 1949 ولمدة 137 يوماً حفل بالعديد من التصرفات النادرة والمضحكة في آن واحد ومن نوادره أنه أصدر مرسوما جمهوريا منع بموجبه الموظفين والمستخدمين لدى الحكومة من ارتداء الطربوش.؟ في حين كان السلطان العثماني سليمان القانوني أصدر فرماناً (مرسوماً) بتعميم ارتداء الطربوش في دوائر ومكاتب الجهات الرسمية العثمانية.


ويذكر أن حسني الزعيم كان مهتماً بمظهره ومهتماً بمظهر المواطن أسوة بما تم في تركيا خلال عهد مصطفى كمال (أتاتورك) وتأثر حسني الزعيم بقانون «القيافة» الذي أصدره عام 1926 كمال أتاتورك منع بموجبه استعمال الطربوش في الأراضي التركية، وكان الزعيم يرفض اعتمار الطربوش خلافاً للتقليد المتبع لدى رئيس الجمهورية السابق شكري القوتلي وكبار سياسيي سورية آنذاك وكان عازماً على توحيد اللباس في سورية وإلغاء الطربوش نهائياً فكان أن وضع مشروعاً لتوحيد اللباس، وإلغاء الطربوش، وأمر ذات مرة الشرطة والدرك بمعاقبة كل من يظهر في الشارع مرتدياً البيجاما قبل أن يصدر مرسوما بذلك.

ويروى أن الشيخ أحمد كفتارو مفتي دمشق 1949 ومفتي حافظ الأسد من 1964 الى وفاته 2005 ذكر عن حسني الزعيم أنه كان إنسانا مستعجلا ومتحمسا، وعندما استلم الحكم أراد علمنة البلاد على الطريقة الاتاتوركية بين ليلة وضحاها.. وكان كفتارو على صلة مع الزعيم، وكان أخو الزعيم شيخاً معروفاً..

وعندما أمر الزعيم بمنع الطربوش ولبس البرنيطة.. زاره كفتارو وحاوره بطريقة كوميدية وذكية وبعد حديث ديني بسيط بدأ كفتارو يستنكر محاولة حسني الزعيم علمنة البلاد. «واستهجن» طلبه منع الطربوش والإصرار على لبس البرنيطة.

فقال له الشيخ كفتارو : السيد الرئيس، عندما يتم اكتشاف دواء جديد في الغرب تتم تجربته على الحيوانات بداية وبعد أن تتم التجارب عليه ويثبت نفعه يتم تعميم العلاج وطرحه بالسوق. هات لنا عدداً من الحمير ولنلبسها برنيطة.. ولنتركها فترة شهر أو شهرين.. فإن أصبحت هذه الحمير بعد شهرين ذكية وعاقلة.. فأنا معك ولكن صدقني بعد شهرين لن يكون لدينا إلا حمار ببرنيطة أو.... خواجا حمار..
 
عودة
أعلى