الأسطول الأمريكي تحت العلم الأوكراني

إنضم
31 يوليو 2008
المشاركات
3,288
التفاعل
52 0 0
102672051.jpg


بقلم: إيليا كرامنيك، المعلق العسكري لوكالة "نوفوستي"
أثار تصريح وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس حول احتمال تسليم الأسطول البحري الأوكراني سفن حربية أمريكية اهتماما كبيرا من جديد بموضوع المواجهة الروسية الأوكرانية المحتملة في البحر الأسود. فكيف سيتغير ميزان القوى في مسرح العمليات العسكرية بالمنطقة إذا حصل الأسطول البحري الأوكراني على سفن من صنع أمريكي؟
حاليا تتصف القوات البحرية الأوكرانية بمستوى منخفض جدا من التأهب القتالي. ولا تخرج إلى البحر الأسود بانتظام إلا سفينة أوكرانية حربية واحدة وهي سفينة الحراسة "غيتمان ساغايداتشني". أما السفن المماثلة لها مثل "سيفاستوبول" و"نيقولايف" و"دنيبروبتروفسك" التي كانت قد صنعت في السبعينات من القرن الماضي فقد بيعت في أسواق الخردة. وفيما يتعلق بالجزء المتبقي من القطع البحرية القتالية الذي تشكل معظمه الزوارق فهو في حالة يرثى له، ولذا تخرج الزوارق المذكورة إلى البحر في مناسبات كبيرة فقط.
وفي ضوء هذا الوضع تبقى إمكانية الحصول على سفن أمريكية بعد تصليحها وتجهيزها بأسلحة معاصرة نسبيا مثل فرقاطة O.H. Perry (هذه الفرقاطات تحديدا عادة ما يسلمها الأمريكان لحلفائهم) فكرة جذابة جدا بالنسبة لأوكرانيا. غير أنه بعد دراسة هذه الإمكانية يجب الانتباه إلى أن الحصول على هذه السفن لا يحل المشاكل الهيكلية للقوات البحرية الأوكرانية التي تكمن في النقص الكبير في الكوادر والتمويل. وهذا سيؤدي فقط إلى زيادة عدد السفن دون أن يؤثر ذلك على قدرات الأسطول. وإلى جانب المشاكل في الكوادر والتمويل سيتوجب حل مشكلة صيانة السفن الأمريكية بشكل دوري.
وهناك حل آخر أفضل من الأول هو تسليم السفن (الأمريكية) مع تقديم دعم فني ومالي لاستعمالها وصيانتها. وهذا من شأنه أن يرفع من قدرات القوات البحرية الأوكرانية، لكن ليس باستطاعته أن يغير ميزان القوى في البحر الأسود - فليس بمقدور عدة فرقاطات أن تتصدى لطراد صاروخي واحد تابع لأسطول البحر الأسود الروسي.
والحل الأفضل (ولكن الأقل احتمالا) مما سبق ذكره هو منح أوكرانيا سفنا أمريكية حربية حديثة بطواقمها التي ستكون وظيفتها تقديم الخدمات الاستشارة والتدريبية. وسيكون بإمكان هذه السفن أن تتخذ إحدى قواعد الناتو في إيطاليا مقرا لها، وعند الضرورة تقوم بعبور مضايق البحر الأسود تحت العلم الأوكراني. وليس بوسعنا سوى التكهن بما سيفضي إليه ذلك.
وفي الختام، تجدر الإشارة إلى أنه في ضوء الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة لا يجب أن ننسى أن ما أعلن عنه غيتس قد يكون خطوة من الخطوات العديدة ضمن الحملة الانتخابية لا علاقة لها بالنوايا الحقيقية للإدارة الأمريكية.
والشيء الأهم هو أن إدارة بوش كانت قد تبنت كل قراراتها الإستراتيجية وما نراه الآن في العراق وأفغانستان وكوسوفو والبورصات العالمية ما هو إلا نتائج هذه القرارات. أما القرارات الإستراتيجية الجديدة فسيتخذها أناس جدد في البيت الأبيض بواشنطن.
 
عودة
أعلى