بالصور.. رغم مرور 42 عاما على «زلزال أكتوبر».. إسرائيل ما زالت تدرس شخصية الرئيس محمد أنور السادات
0
0 طباعة
ربيع أحمد
الثلاثاء 06.10.2015 - 09:51 ص
42 عامًا مضت على حرب أكتوبر الخالدة ونصرها المجيد، الذي أعاد العزة للعرب بعد مرور 7 سنوات من نكسة 1967 المعروفة إعلاميًا في إسرائيل باسم (حرب الأيام الستة).
وتحظى حرب أكتوبر 1973 إعلاميًا في إسرائيل باسم (حرب يوم الغفران) لأنها صادفت عيد يوم الغفران عند اليهود، وفي مصر أسماها الرئيس الشهيد الراحل أنور السادات حرب الساعات الست، وذلك لأنها حسب وصفه "أفقدت العدو توازنه في ست ساعات".
وهذه واحدة من أشهر الجمل التي قالها الرئيس السادات في خطاب النصر، وقد وجه من خلال هذه الجملة رسالة مدوية لمن يعقلها في إسرائيل، بأن ما فعلته إسرائيل في ستة أيام (نكسة 1967) فعله الجيش المصري في ست ساعات فقط (حرب أكتوبر).
كان الرئيس السادات – رحمه الله - شخصية عميقة وقوية تتسم بالذكاء، لذلك أبت شخصيته أن تستقر وسط صفحات مسرد الأحداث التاريخية مثل زعماء كثيرين، وأخذت تقفز من بين صفحات الماضي وتفرض نفسها على صفحات الحاضر وربما المستقبل بإذن الله، لأن شخصية السادات هي شخصية من الماضي تقرأ بعيونها المستقبل.
وبالنسبة للإسرائيليين تبقى وتظل شخصية الرئيس السادات تستحق الدراسة والتعمق. وقد صدر مؤخراً كتاب بعنوان "جهاد السادات" للمستشرق الإسرائيلي شمعون مندَس وهو ضابط سابق في شعبة البحوث بالمخابرات الحربية الاسرائيلية وتم تسريحه منها برتبة مقدم عام 1985.
ويدور الكتاب حول شخصية الرئيس الراحل أنور السادات متخذًا من عنصر المفاجئة الاستراتيجي في حرب يوم الغفران (أكتوبر 1973) نقطة انطلاق للبحث في شخصيته.
وقد حاول المؤلف الوقوف على الأسباب الحقيقية التى تسببت في مباغتة الجيش الإسرائيلي في حرب أكتوبر 1973، وأرجع ذلك إلى العمل المتناغم والمنسق للمخابرات المصرية بقيادة الرئيس السادات.
ويرى المؤلف أن ذروة النجاح كانت عندما ألبس السادات عباءة التجسس لصالح إسرائيل لأشرف مروان المقرب منه، ونجاحه في إيهام المخابرات الإسرائيلية بأن لديها جاسوساً مهما على قدر جاسوسها الذي زرعته في سوريا المدعو "إيلى كوهين" والذي تم ضبطه وإعدامه، وهذا ما يعد تبرأة لأشراف مروان من الفرية الاسرائيلية بأنه عميل مزدوج.
غير أن الكتاب يقدم لنا رؤية جديدة وأعمق لشخصية الرئيس الراحل فيقدمه على أنه أول فرعون إسلامي.
وأبرز الكتاب حرص الرئيس السادات قبل الحرب على المزج بين الجديد والقديم ما جعل المخابرات الإسرائيلية تعجز عن قراءته، وقد بدأ الحرب كخليفة إسلامي وأنهاها كفرعون عصري، ثم تابع الكتاب بعرض تطورات ما بعد الحرب وتوقيع اتفاقية سلام بين مصر واسرائيل وهو ما ترتب عليه إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين وابتعاث سفير مصري إلى تل أبيب.
ونورد ما ذكره الكتاب نصاً في وصف شخصية الرئيس السادات حتى لا يفقد النص روعته، لإ يقول : "إن عظمة السادات تمثلت في انه لم يهرب من حقيقة هزيمة الجيش المصري في حرب الايام الستة عام 1967، في حين أن من هربوا من رعب الفشل الاسرائيلي الذي وقع قبل حرب يوم الغفران وخلالها كانوا قادة بالجيش الاسرائيلي وزعماء الدولة".
وهذه الفقرة تمثل شهادة على أمرين: الأول عظمة شخصية السادات كزعيم وقائد، والثاني اعتراف بأن إسرائيل هزمت حقاً في حرب أكتوبر 1973 ولم تنتصر كما تزعم.
ونختتم بما نقلته مجلة "الشرق الوسط" العبرية عن المؤلف شمعون مندس في كتابه حول رؤية إسرائيل للرئيس السادات، إذ قالت نصاً: "إن المخابرات الإسرائيلية التي درست شخصية السادات استخلصت – بمساعدة السادات نفسه – أنه أميّ سياسياً وعاجز عسكرياً. ولكن بعد ذلك ثبت لها أن السادات مثقف سياسياً يتمتع باستراتيجية عسكرية وصاحب رؤية تعود إلى 7 آلاف عام إلى الوراء ويرنو بناظريه إلى الخلود التاريخي.
بالصور.. رغم مرور 42 عاما على «زلزال أكتوبر».. إسرائيل ما زالت تدرس شخصية الرئيس محمد أنور السادات
بالصور.. رغم مرور 42 عاما على «زلزال أكتوبر».. إسرائيل ما زالت تدرس شخصية الرئيس محمد أنور السادات
بالصور.. رغم مرور 42 عاما على «زلزال أكتوبر».. إسرائيل ما زالت تدرس شخصية الرئيس محمد أنور السادات
http://www.el-balad.com/1733098