ظهرت تموجات غير عادية في حلقات كوكب زحل، الأمر الذي يكشف عن تحولات داخلية غامضة للكوكب الغازي العملاق، ويعمل علماء الفلك ببطء على اكتشاف هذا اللغز الغريب.
وتدور مليارات حول حلقات الكوكب الغازي العملاق، البالغ قطرها 273 ألف كيلومتر، والتي تتكون في معظمها من الجليد مع القليل من الصخور.
وتتميز هذه الحلقات في المعتاد بأنها مليئة بالنشاط، مثل موجات ارتدادية في شكل أنماط الدوامات، لكنها تتجه في حركتها دائما إلى الخارج، حيث أن معظم هذه الأنشطة ناجمة عن جاذبية أقمار زحل البالغ عددها 62، والموجودة خارج نطاق هذه الحلقات.
الغريب الذي لاحظه العلماء مؤخرا، هو أن هذه الموجات الارتدادية بدأت تتجه إلى الداخل، مما دل علماء الفلك على أن شيئا غريبا يحدث داخل هذا الكوكب الغازي العملاق.
وكانت معظم نماذج العلماء لكوكب زحل والكواكب الغازية العملاقة الأخرى تفترض أنها تتكون من نواة كثيفة صغيرة ربما في حجم كوكب الأرض، تحيط بها دوائر عملاقة من الغازات والغبار الكوني، لكن من خلال دراسة موجات هذه الحلقات، وخاصة التي اكتشفت مؤخرا أنها تتجه إلى الداخل في اتجاه نواة الكوكب، وجد الباحثون أن الصورة أكثر تعقيدا بكثير.
وقال "فيليب نيكلسون"، عالم الكواكب بجامعة كورنيل في نيويورك: "الشيء الوحيد الذي قد ينتج هذا السلسلة من الموجات، هو أن نوعا من الاضطراب يحدث داخل نواة زحل الصلبة نفسها، ربما نوع من الاهتزازات أو الزلازل، أو ربما حدث تغير في دوران النواة حول محورها، لكن الأمور كلها تشير إلى أن تركيب هيكل الكوكب الداخلي ربما أكثر تعقيدا مما كنا نعتقد من قبل".
ويضيف نيكلسون: "حتى إذا ما حاولنا إرسال مركبة فضائية إلى الغلاف الجوي للكوكب، فلن تساعد بالضرورة كثيرا في معرفة ما يحدث هناك، لأن المركبة ستواصل التوغل في حلقات الكوكب الغازية حتى 5 أو 10 ضغط الغلاف الجوي للكوكب، قبل أن تنسحق تماما، بينما نحن في حاجة للذهاب أعمق بكثير لفهم غموض ما يحدث داخل نواة الكوكب".
http://arabic.rt.com/news/795434