روسيا تُطمئن مواطنيها بشأن تكاليف العملية السورية
لم تمر أيام على بدء العملية الجوية الروسية في سورية والتي انطلقت في 30 سبتمبر/ أيلول الماضي، إلا وسارع كبار المسؤولين الروس، بمن فيهم رئيس الوزراء دميتري مدفيديف، لطمأنة المواطنين أن تنفيذ المهمة يأتي ضمن ميزانية وزارة الدفاع ولن يشكل عبئا إضافيا على الاقتصاد الروسي هذا العام.
ومنذ بداية أول عملية عسكرية خارج نطاق الاتحاد السوفييتي السابق بعد تفككه، نفذ الطيران الحربي الروسي قرابة 100 طلعة في سورية. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أكثر من 50 طائرة ومروحية تشارك في العملية، فيما قدّر خبراء عسكريون عدد أفراد القوات الروسية في سورية بنحو ألفي عسكري.
في المقابل، ذكرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا"، في مقال نشر في عددها الصادر أمس، أن قوات الجيش الروسي نفذت 480 طلعة جوية في بحري البلطيق وبارنتس الشماليين فقط في عام 2014، فيما أجرت القوات الجوية الروسية أكثر من ألفي تدريب خلال الفترة من ديسمبر/ كانون الأول إلى أبريل/ نيسان الماضيين.
ومقارنة بهذه الأرقام، من البديهي أن الغارات الروسية في سورية، وإن ازدادت كثافتها واستمرت لمدة بضعة أشهر، لن تشكل أي عبء يذكر على الميزانية العسكرية الروسية لعام 2015 والبالغة نحو 50 مليار دولار، حسب الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الجوية الروسية تستخدم في سورية ذخائر قديمة تم تحديثها لآخر مرة في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، وبذلك أوشكت فترة صلاحيتها على الانتهاء. ولما كان إتلاف الذخيرة المنتهية الصلاحية عملية مكلفة ومعقدة من النواحي الفنية واللوجستية والبيئية، فإن استخدامها القتالي يعتبر أقل سبل التخلص منها كلفة.
"
روسيا تواجه أزمة اقتصادية خانقة منذ أكثر من عام، وذلك وسط تهاوي أسعار النفط
"
وبذلك يبدو من الوهلة الأولى أن التدخل العسكري في سورية لا يشكل عبئا على الاقتصاد الروسي، وخاصة أن سعر صرف العملة الروسية (الروبل) ظل مستقرا أمام الدولار واليورو بعد بدء العملية، وحتى عزز مواقعه بعض الشيء.
لكن العملية العسكرية في سورية قد تنطوي على مخاطر اقتصادية في حالة إطالة أمدها واستمرار تدهور العلاقات بين روسيا والدول الغربية وتراجع ثقة المستثمرين.
وترى آنا كوكوريفا، الخبيرة بشركة "ألباري" للتداول، أن التدخل في سورية يعتبر خطراً على الروبل أكثر منه فرصة لتعزيز مواقعه.
وتقول كوكوريفا، لـ"العربي الجديد": "لم يتأثر الروبل والبورصات والمؤشرات الروسية بالعملية العسكرية في سورية حتى الآن. يجب انتظار نتائجها، ولو مرحليا، وردود أفعال المجتمع الدولي عليها، قبل أن يبدي المستثمرون ردود أفعالهم". وتشير الخبيرة إلى أن المستثمرين حاليا يتوخون الحذر وينتظرون.
يذكر أن روسيا تواجه أزمة اقتصادية خانقة منذ أكثر من عام، وذلك وسط تهاوي أسعار النفط بنسبة حوالي 60% والعقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب الوضع في أوكرانيا.
- See more at: http://www.alaraby.co.uk/economy/20...ن-تكاليف-العملية-السورية#sthash.bfYo7vxR.dpuf
لم تمر أيام على بدء العملية الجوية الروسية في سورية والتي انطلقت في 30 سبتمبر/ أيلول الماضي، إلا وسارع كبار المسؤولين الروس، بمن فيهم رئيس الوزراء دميتري مدفيديف، لطمأنة المواطنين أن تنفيذ المهمة يأتي ضمن ميزانية وزارة الدفاع ولن يشكل عبئا إضافيا على الاقتصاد الروسي هذا العام.
ومنذ بداية أول عملية عسكرية خارج نطاق الاتحاد السوفييتي السابق بعد تفككه، نفذ الطيران الحربي الروسي قرابة 100 طلعة في سورية. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أكثر من 50 طائرة ومروحية تشارك في العملية، فيما قدّر خبراء عسكريون عدد أفراد القوات الروسية في سورية بنحو ألفي عسكري.
في المقابل، ذكرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا"، في مقال نشر في عددها الصادر أمس، أن قوات الجيش الروسي نفذت 480 طلعة جوية في بحري البلطيق وبارنتس الشماليين فقط في عام 2014، فيما أجرت القوات الجوية الروسية أكثر من ألفي تدريب خلال الفترة من ديسمبر/ كانون الأول إلى أبريل/ نيسان الماضيين.
ومقارنة بهذه الأرقام، من البديهي أن الغارات الروسية في سورية، وإن ازدادت كثافتها واستمرت لمدة بضعة أشهر، لن تشكل أي عبء يذكر على الميزانية العسكرية الروسية لعام 2015 والبالغة نحو 50 مليار دولار، حسب الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الجوية الروسية تستخدم في سورية ذخائر قديمة تم تحديثها لآخر مرة في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، وبذلك أوشكت فترة صلاحيتها على الانتهاء. ولما كان إتلاف الذخيرة المنتهية الصلاحية عملية مكلفة ومعقدة من النواحي الفنية واللوجستية والبيئية، فإن استخدامها القتالي يعتبر أقل سبل التخلص منها كلفة.
"
روسيا تواجه أزمة اقتصادية خانقة منذ أكثر من عام، وذلك وسط تهاوي أسعار النفط
"
وبذلك يبدو من الوهلة الأولى أن التدخل العسكري في سورية لا يشكل عبئا على الاقتصاد الروسي، وخاصة أن سعر صرف العملة الروسية (الروبل) ظل مستقرا أمام الدولار واليورو بعد بدء العملية، وحتى عزز مواقعه بعض الشيء.
لكن العملية العسكرية في سورية قد تنطوي على مخاطر اقتصادية في حالة إطالة أمدها واستمرار تدهور العلاقات بين روسيا والدول الغربية وتراجع ثقة المستثمرين.
وترى آنا كوكوريفا، الخبيرة بشركة "ألباري" للتداول، أن التدخل في سورية يعتبر خطراً على الروبل أكثر منه فرصة لتعزيز مواقعه.
وتقول كوكوريفا، لـ"العربي الجديد": "لم يتأثر الروبل والبورصات والمؤشرات الروسية بالعملية العسكرية في سورية حتى الآن. يجب انتظار نتائجها، ولو مرحليا، وردود أفعال المجتمع الدولي عليها، قبل أن يبدي المستثمرون ردود أفعالهم". وتشير الخبيرة إلى أن المستثمرين حاليا يتوخون الحذر وينتظرون.
يذكر أن روسيا تواجه أزمة اقتصادية خانقة منذ أكثر من عام، وذلك وسط تهاوي أسعار النفط بنسبة حوالي 60% والعقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب الوضع في أوكرانيا.
- See more at: http://www.alaraby.co.uk/economy/20...ن-تكاليف-العملية-السورية#sthash.bfYo7vxR.dpuf