ناشيونال إنترست: خطط الجيش الأمريكي لحروب المستقبل

H.N.A 95

عضو مميز
إنضم
22 مارس 2015
المشاركات
3,271
التفاعل
6,381 0 0
201509240514992.Jpeg


نشرت مجلة "ناشيونال إنترست" مقالاً للخبير الأمني الأمريكي "ليو كروز" تناول فيه رؤية جديدة للجيش الأمريكي لتلبية مجموعة واسعة من المتطلبات الثابتة وتحديات الصراع في المستقبل، مؤكداً أن الطلب على الوجود العسكري الأمريكي ارتفع بصورة أعلى من أي فترة أخرى برغم تقلص حجم الجيش بعد عدد من الحروب السابقة.

ويرى الكاتب أن المفتاح لتحديد كيفية إحداث تغيير في الجيش الأمريكي هو أن نفهم أولاً ما هو نوع البيئة الأمنية المستقبلية التي من المرجح أن يواجهها، مشيراً إلى أن التحديات المستقبلية ستمتد من جهات فاعلة غير حكومية تصدّر الإرهاب وتقوّض الدول القائمة إلى قوى إقليمية ستستخدم القوة العسكرية التقليدية.

ولكن نظراً لانتشار التكنولوجيا، والاستخدام الواسع والفعال لوسائل الإعلام الاجتماعي، وعجز الدول المتزايد عن السيطرة والتحكم، تكتسب الجهات الفاعلة غير الحكومية قوة أكبر وتمتلك أدوات تشبه الدولة وتمحو الخط الفاصل بين الأنواع التقليدية وغير النظامية للصراع، بحسب ما أفاد الكاتب.

من ناحية أخرى، تبدي الدول الأكثر تقدماً مثل روسيا استعداداً متزايداً لاستخدام القوة العسكرية، بالإضافة إلى غيرها من الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية والاتصالات، لترهيب جيرانها والتحكم في سلوكها.

علاوة على ذلك، ستؤدي زيادة التنافس على الغذاء والماء والطاقة داخل البلدان والمناطق الحضرية مترامية الأطراف إلى المزيد من عدم الاستقرار والصراعات ذات المستوى الأدنى داخل الدول وبين بعضها بعضاً. ومن الممكن أن تؤدي آثار تغير المناخ وأنماط الطقس القاسية إلى أزمات إنسانية، بما في ذلك زعزعة استقرار الدول والهجرات الجماعية للسكان والأوبئة. وأخيراً، فإن إمكانية انتشار أسلحة الدمار الشامل إلى الدول المارقة أو الجماعات الإرهابية أمر قابل للتحقيق بصورة كبيرة، بحسب الكاتب.

بيئة أمنية معقدةوأوضح الكاتب أنه بينما كان الجيش الأمريكي في الماضي يخطط لعدو معين أو نوع محدد من الحرب، فإن البيئة الأمنية المستقبلية المتوقعة لا تسمح بمثل هذا الترف. فعلى النقيض لما حدث خلال الحرب الباردة عندما كانت الولايات المتحدة قادرة على التركيز بشكل حصري تقريباً على ردع وهزيمة الاتحاد السوفيتي ومؤخراً تحقيق الاستقرار ومكافحة التمرد في العراق وأفغانستان، فإن السنوات القادمة لا تنطوي على تهديد فردي واضح وإنما سيواجه الجيش الأمريكي بيئة أمنية مستقبلية معقدة مع تحديات ومتطلبات عديدة لا يمكن التنبؤ بها. وسيطرح الخصوم المتقدمين تكنولوجياً، سواء الدول والجهات الفاعلة غير الحكومية، اختباراً قاسياً للمزايا العسكرية التقليدية مع تقديم تحديات جديدة، وعلى الأخص في مجال الإنترنت.

بيئة الصراعات المستقبليةويرجح الكاتب أن يؤدي انتشار أسلحة الدمار الشامل منذ نهاية الحرب الباردة إلى التركيز على خبرات الجيش في النشر السريع للاستيلاء على أسلحة الدمار الشامل، منوهاً إلى أن الصراعات المستقبلية التي من المحتمل أن تشارك فيها الولايات المتحدة ستقع في بيئات سيكون السكان المؤثرون فيها هم العنصر الأكثر تحدياً والأكثر أهمية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة، وهو الدور الذي يناسب الجيش تماماً.

وبينما يستهدف الجيش الرئيسي للأمة تأمين المكاسب الاستراتيجية على الأرض، فمن المحتمل أن ينتشر الجيش في مزيد من الأماكن ويقوم بتنفيذ المزيد من المهام عن أي وقت مضى.

وشدد الكاتب على ضرورة أن يكون الجيش مستعداً لأي أزمة في الوقت الذي لا يعرف أحد متى ستنشأ أي من هذه التحديات أو التهديدات.

وسيتطلب الرد على مجموعة متنوعة من التحديات في المستقبل إحداث تحوّل في الجيش بطريقة لا تعتمد بشكل كبير على التجارب أو العمليات السابقة التي عفا عليها الزمن، وإنما يجب على جيش المستقبل أن يكون مصمَّماً ومدرباً ومجهزاً ومداراً بطريقة تمكّنه من تحقيق أفضل رد على مجموعة واسعة من التهديدات والمطالب.

وتحقيق مثل هذا الجيش المتطور المنشود، كما يوضح الكاتب، يتطلب البناء على تاريخ الجيش الطويل من التكيف وقوة القيادة لإحداث تغيير في الجيش، بما في ذلك الناس والتنظيم والثقافة.

وسيتطلب ذلك، وفقاً للكاتب، إعادة تعلم مهارات الصراع عالية الكثافة التي تقلصت في السنوات الأخيرة والاحتفاظ بتلك المهارات التي اكتسبها الجيش في العراق وأفغانستان والبناء عليها لتعزيز القدرات الأمريكية على تنفيذ العمليات داخل مجموعات السكان.

وأكد الكاتب ضرورة عدم تقليل الجيش من مجموعة معينة من المهارات والأولويات على حساب الأخرى؛ إذ من المرجح أن تكون التوليفة من هذه المهارات ضرورية لتحقيق النصر.

ولإحداث هذا التحول في الجيش الأمريكي، يرى الكاتب ضرورة زيادة الجيش الأمريكي من الاستثمار في البشر. وبتجنيد الجنود والمدنيين وتدريبهم وتطويرهم، يجب أن يضمن الجيش كونهم أكثر مرونة للاستجابة للظروف المتغيرة، وأكثر خبرة في أداء مهامهم، وأكثر ابتكاراً في إيجاد حلول لها.

الاستثمار في تغيير وحدات الجيشويعرج الكاتب إلى نقطة حاسمة بشأن ضرورة الاستثمار في تغيير وحدات الجيش لإحداث التطوير المرغوب، مؤكداً ضرورة زيادة التعاون مع الخدمات والوكالات الحكومية الأخرى، وضرورة تحسين الجيش الأمريكي قدرته على الانتشار السريع واستمرار العمليات على الصعيد العالمي، مع تعزيز القدرة على تخصيص قوات لمهام معينة.

ومن الضروري لكل هذه التغييرات، بحسب الكاتب، وضع قوة متعددة ومتوازنة توفر مجموعة واسعة من القدرات عبر جميع مكونات الجيش (بمعنى الجيش النظامي وجيش الاحتياط والحرس الوطني) لتلبية الطلبات الناشئة مع تحقيق التوازن بين الأولويات.

ويلفت الكاتب في ختام مقاله إلى أن الجيش الأمريكي اليوم هو القوة الأكثر تدريباً وخبرة واحترافاً في العالم، وهو الأكبر قوة في التاريخ الأمريكي الذي يمتد لـ 240 سنة، "ولكن التغيير أمر ضروري وجوهري بالنسبة للجيش من أجل سلامة وأمن الأمة".


http://24.ae/mobile/article.aspx?ArticleId=188938
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى