الحياة اليومية في مصر القديمة

حكم مصارعه

عضو مميز
إنضم
27 نوفمبر 2014
المشاركات
4,272
التفاعل
5,255 0 0
يمكنك التعرف على الكثير من الأنشطة اليومية والحياة الاجتماعية للمصريين القدماء، من خلال الرسومات الحائطية والرسوم المنحوتة التي تزين مقابرهم. كما يمكنك مشاهدة أمثلة من هذه الصور الجدارية بالإضافة إلى مجوهراتهم الثمينة وطعامهم وأثاثهم، والأدوات التي كان يحتاجها المصريون القدماء في العالم الآخر.

أدوات الحياة اليومية
كان المصريون القدماء أشد ما يكونون حرصا على تصوير أنشطة حياتهم اليومية في تصاوير الحوائط والنقوش منذ عهد الدولة القديمة.
ومن ثم زخرفوا مقاصير قبورهم بمناظر تتسم بالحيوية لمختلف أوجه النشاط والأعمال المنزلية، بحيث يتذكرون تفاصيل حياتهم في الأرض، ويعرضون أملاكهم ومنجزاتهم لخلفائهم.
ومن ناحية أخرى، اعتاد المتوفون من السادة، اصطحاب ما كان لهم إلى قبورهم، بما تتألف منه من طعام وشراب، وقطع الأثاث وأدوات ومعدات وحلي، وذلك لاستعمالها في رحلتهم في العالم الآخر.
وهي أمتعة تكشف عن أفكار مبتكرة وذوق سليم، وصنع كامل قويم.


تماثيل الخدم
6_62x62.jpg

كان نبلاء المصريين القدماء، أملا في التمتع بحياتهم الأخرى، حريصين على تزويد قبورهم بتماثيل خدمهم لخدمتهم في العالم الآخر.
وقد حوى قبر ني عنخ ببي، الذي عثر عليه في مير، عددا كبيرا من تماثيل تصور خدما من ذكور وإناث يتولون أعمالا مختلفة، من إعداد الدقيق وخبيز الخبز، وشواء الطير أو عصر الجعة.
ومن أكثر هذه التماثيل أصالة، ذلك التمثال للخادم الذي يحمل حقائب سيده.

الأقزام في مصر القديمة
15223_62x62.jpg

عرف من الأقزام في مصر القديمة نوعان: الأقزام الإفريقية، والأقزام المصرية. وكانت الأقزام الإفريقية أقزام بالوراثة، منشأها في الغابات الاستوائية بأواسط أفريقيا. وكان المصريون قد اجتلبوهم خلال تجارتهم في النوبة. وقد جيئ بأول قزم من بلاد بونت، أيام الملك اسيسي، عاهل الأسرة الخامسة، على حين اجتلب حرخوف قزم آخر من بلاد يام في النوبة العليا من أجل الملك الطفل بيبي الثاني.
وكان منوطا بالأقزام الإفريقية، أداء الرقص المسمى "الرقص للأرباب" أو أداء الرقص في القصر الملكي لإدخال السرور على قلب الملك.
وقد كان في الأقزام المصرية تشويه جسدي، حيث كانوا يتميزون برأس كبير وجذع طبيعي وأطراف قصيرة. وكان أكثر ما يكلفون به هو رعاية الحيوانات الأليفة وصناعة الحلي.
ومنذ بداية الدولة الوسطى أصبحوا يظهرون كأتباع لسادتهم. وكان أشهر الأقزام المصرية يسمى "سنب" وقد عاش في عصر الأسرة الخامسة، وكان موظفا كبيرا يتمتع بكثير من الألقاب الاجتماعية والدينية والشرفية. وتزوج من امرأة ذات بنية طبيعية، ودفن في قبر فخم قريب من هرم خوفو بجبانة الجيزة.

زخرفة المقابر
15115_62x62.jpg

كان المصري القديم حريصا، إيماناً منه بالبعث، على بناء قبره ليتخذه في العالم الآخر دارا أبدية له.
وكانت هذه الحياة الأخرى تعتمد فضلا عن بناء القبر، على حفظ الجسد، وإمدادات الطعام والشراب.
وكان القبر من ناحية أخرى، يزخرف عادة بمناظر تصور أعمال الزراعة وتربية الحيوان. ففي حالة قطع القبر في موقع جيد الحجر، كان يفضل تنفيذ هذه الزخارف على هيئة نقوش. أما إذا كانت طبقة الصخر لا يتوفر بها سطح ناعم، فكانت تصور المناظر على خلفية من ملاط، إما على جص خشن ومزيج من طين وقش، أو من طين بني. وكان مثل هذا الملاط يغطى فيما بعد، بطبقة أكثر نعومة من جص خالص، أو طبقة غليظة من اللون.

نقوش مقصورة المقبرة
15137_62x62.jpg

تعتبر مقصورة المقبرة مكان للم شمل العائلة في مصر القديمة. وبداية من الدولة القديمة، كانت تصور صورا من الحياة اليومية على الجدران، إما بطريقة النقش البارز أو بالرسم.
وقد كانت صور التسلية، من المشاهد المتكررة المعهودة، خصوصا في جبانة سقارة، والتي كانت مصدرا لبعض زخارف الجدران الهامة التي تعرض في المتحف المصري.
هذه الصور تظهر عائلة المتوفى، ومتاع بيته، بالإضافة إلى إنجازاته التي يرغب في تذكرها في الحياة الآخرة.

إجتماع أسري
9586_62x62.jpg

كانت المقبرة، وفق العقيدة المصرية القديمة في الحياة الأخرى، مكان اجتماع الأسرة من موتى أو أحياء.
إذ يعتقدون أن أرواح الموتى تقبل حين يدعوها الكهان للإسهام في الشعائر الجنزية وتقديم القرابين.
وكان يقبل أعضاء الأسرة على زيارة الراحلين المتوفين ليقدموا القرابين ويقيموا الصلوات من أجلهم.
وتبين زخارف جدران المقابر والنقوش على الألواح مناظر أعضاء الأسرة وهم يقدمون القرابين ويتلون الصيغ الجنائزية، التي ستظل محفوظة ما دامت النقوش باقية.

المطبخ المصري
11325_62x62.jpg

بدأ المصريون منذ الدولة القديمة، في وضع تماثيل صغيرة من الحجر الجيري والخشب، للخدم وهم يعملون، في مقاصير القبور لخدمة المتوفى في العالم الآخر.
إذ يصورون وهم يقومون بخبيز الخبز وطحن الغلال، وعصر الجعة وشواء الطيور وذبح الثيران.
كما صورت المناظر والنقوش الموجودة على جدران القبور، الموضوعات نفسها، بما تبين من رجال ونساء منهمكين في تنظيف وإعداد السمك والطير، مستعملين نوعا خاصا من آنية الفخار للطبخ في التنور أو الموقد.

مقابر أميرات الدير البحري
19574_62x62.jpg

عثر على ستة قبور لأميرات في نطاق معبد منتوحتب الثاني الجنزي بالدير البحري.
وقد حفرت هذه القبور في المرحلة الأولى من بناء المعبد. وعندما وسع هذا الأخير، أخفيت القبور الستة تحت المعبد الملكي. وكان في كل من القبور الستة تابوت لأميرة يتألف من ستة ألواح متصل بعضها ببعض بشرائط من معدن، ومزخرف بنقوش دقيقة أنيقة تعرض مظاهر الحياة اليومية والقرابين.
وهنا نجد نموذجا من التوابيت التي عثر عليها، وهو يخص الملكة كاويت.

أدوات الصيد، وألعاب توت عنخ آمون
19613_62x62.jpg


اتخذ المصريون القدماء من الرياضة والألعاب، وسائل للتسلية، ومن أمثلة ذلك، استعمالهم أدوات الصيد كالبومرانج أي عصا الرماية، والسيوف والسكاكين، والخناجر والأقواس والسهام، إلى جانب العربات الحربية.
ولقد مارس المصريون، على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية، لعبة السنت أو المرور، منذ بداية عصر الأسرات.
وفي عصر الدولة الحديثة، مثلت هذه اللعبة في الصيغة السحرية رقم سبع عشرة من كتاب الموتى، وكان الغرض منها إعطاء المتوفى النصائح الضرورية، عن كيفية التغلب على كل المصاعب والعقبات، التي يمكن أن يقابلها في العالم الآخر.
وقد مثلت الصورة الملحقة بهذه التعويذة السحرية، المتوفى جالسا تحت مظلة، منفردا أو مع زوجته، وهو يلاعب خصما غير مرئي، وربما كان الغرض من ذلك اختبار مواهبه اللازمة لحياته بعد البعث.

مراكب توت-عنخ-أمون
EGY00238-EM-2-41_62x62.jpg

كان نهر النيل هو الطريق الرئيسي للانتقال في مصر القديمة. ومن ثم كانت الزوارق والسفن وسيلة مهمة جدا للنقل.
وكان من المدهش العثور في قبر توت-عنخ-أمون، علي 35 نموذجا لزوارق خشبية من مختلف الأشكال، ولمختلف أنواع الاستعمال، وهي نماذج لزوارق الصيد أو الشحن أو النقل، بأشرعة أو بغير أشرعة، ومنها ما كانت له كبائن مزخرفة لإيواء الملك وحاشيته.
كما عثر أيضا على نماذج لزوارق من البردي، صنعت من خشب مطلي، وزوارق للشمس مزودة بمقعد للرب.
وكانت هذه الزوارق، وكلها ترمز لنقل الملك وهو رب الشمس في رحلته، على امتداد مياه العالم الآخر لاستكمال دورة البعث.

حلي الدولة الوسطى

6439_62x62.jpg


كانت أعظم المنجزات في إنتاج الحلي قد بدأت في الأسرة الأولى، بإبداع الحلي التي عثر عليها في قبر الملك جر.
ومن اليسير تتبع حلي الدولة القديمة فيما عثر عليه من آثار بهرم سخم خت، وما صنع من أجل الملكة حتب حرس أم خوفو.
ويبدو التقدم الهائل في تصميم الحلي وإنتاجها، من تلك الأشكال الأصيلة، ومما أحرز من فن الأسرة الثانية عشرة.
وقد عثر على تلك الحلي في قبور أميرات تلك الأسرة بدهشور واللاهون وهوارة، ومعظمها اليوم محفوظ بالمتحف المصرى من روائع أساور الذهب والخلاخيل، والصدريات والدلايات، والسلاسل والتيجان وغيرها، مما صنع بعناية فائقة وتصميمات أنيقة، وبما كانت مزخرفة به من أحجار شبه كريمة متعددة الألوان.


نماذج لأدوات البيت
445_62x62.jpg


كان قد كشف عن قبر الشريف مكت-رع المحفور في الصخر، غير المنقوش، والذي يعود للأسرة الحادية عشرة، في عام ألف وتسعمائة وتسعة عشر وألف وتسعمائة وعشرين، قرب معبد منتوحتب الثاني الجنزي بالدير البحري.
حيث أودعت نماذج صغيرة منتقاة بعناية من الخشب، تمثل أمتعة بيت الشريف ومختلف مصانعه، وكذا ضيعته وحديقته، فضلا عن سفنه وزوارق صيده.
وقد أودعت النماذج في بئر القبر، لنفع المتوفى في العالم الآخر.
وقد قسمت المجموعة بين المتحف المصري بالقاهرة، ومتحف المتروبوليتان بنيويورك.


الزيوت والدهون العطرية في مصر القديمة
476_62x62.jpg

نتج المصريون القدامى زيوتا ودهانات عطرية، استعملت للطبخ والشعائر والتجمل والإنارة والتسخين والتحنيط. وكانوا يستوردون زيوتا من سوريا وليبيا، ومواد صمغية وبذورا من الأقاليم الأفريقية. وكانت الزيوت كذلك تستخرج من الزهور العطرية بالعصر أو الغلي.
وقد صورت مناظر صناعة الزيوت ضمن زخارف حوائط القبور. كما عرفت أسماء الزيوت من قوائم القربان.
وقد عثر على بقايا من الزيوت في الأوعية والأواني، وخاصة ما كان منها من قبر توت عنخ أمون.

spacer.gif

نموذج مصغر لجمع من الجنود
14-2-EM-3--945-_62x62.jpg

مرت مصر، في الفترة ما بين الأسرات السابعة حتى العاشرة، والمعروفة بعصر الانتقال الأول، بحقبة من الفوضى والحروب الأهلية والمجاعات.
وحاول حكام مختلف الأقاليم الاستقلال، ومن ثم اضطروا إلى إنشاء جيوشهم الخاصة، لا لحماية أقاليمهم فحسب، بل لمحاربة الأقاليم المجاورة للاستيلاء عليها.
وبالإضافة إلى ما صوروا من نماذج لخدم بيوتهم، أن مالوا إلى أن تكون جيوشهم كذلك في نماذج صغيرة لخدمتهم في العالم الآخر.
spacer.gif

تابوت سبي
930_62x62.jpg

جمع الكهان المصريون من النصوص الجنزية والشعائرية، ما ييسر رحلة المتوفى في العالم الآخر.
كانوا إنما يهدفون إلى إمداده بالعلم، عن رحلة الشمس، وعن المخلوقات والشياطين التي تحيا هناك. وكيف يستطيع التغلب على كل الصعاب والعوائق التي قد تهدد رحلته، وبالتغلب على هذه العوائق كان يضمن البعث.
وقد كان في الدولة القديمة، أن كتب ما يسمى بنصوص الأهرام على حوائط غرف الدفن في الأهرام.
ثم تطورت هذه النصوص فيما بعد، إلى ما يسمى بنصوص التوابيت في الدولة الوسطى، وزودت برسوم العالم السفلي وألوان القربان. وقد ظهر ذلك في تابوت سبي.
ثم كان في الدولة الحديثة أن وقع تطور آخر، حيث عرض كتاب الموتى الأفكار نفسها عن العالم الآخر.

http://www.eternalegypt.org/Eternal...action.display.story&story_id=5&language_id=3
 
عودة
أعلى