الملك حور محب
الملك حور محب يعيد الأمن والرخاء لشعب
مصر
فى أواخر عهد الأسرة الثامنة عشرة الفرعونية مرت مصر بفترة ضعف وأضطراب بدأت من أواخر عهد ( أمنحتب الرابع) المعروف بأسم إخناتون
وكادت البلاد تقع فى هاوية الإنقسام الداخلى والإنحلال ،، لولا أن قيض الله لها زعيماً من عامة الشعب أهلته مواهبه وشخصيته لتسلم زمام الأمور وإنقاذ الوطن وهو ( حور محب ) الذى كان من ضباط الجيش فى عهد إخناتون وقائد الجيش فى عهد توت عنخ أمون ،، ولم يكن طامعاً ولا راغباً فى أن يؤسس أسرة ملكية ،، ولا أن يكون ملكاً
تولى حور محب الملك لأن الظروف دفعته إلى ذلك دفعاً ،، لإنقاذ البلاد من الهاوية التى تردت فيها
وقد تزوج حور محب من الأميرة موت نجمت أخت الملكة نفرتيتى ليكتسب شرعية الحكم ،، كما كانت تقتضى الأمور فى العصر الفرعونى عندما يكون الملك الجديد لا ينتمى للأسرة الحاكمة السابقة
وقد شيد حور محب فى معبد الكرنك بوابة من الجرانيت ويمتد من هذه البوابة طريق الكباش إلى الجنوب حتى معبد الإلهة موت ثم يأخذ طريقاً أخر إلى معبد الأقصر
وقد أستطاع هذا الملك أن يعيد الإستقرار للبلاد ولإستكمال هذا الإستقرار حارب الحيثيين وعقد مع ملك خيتا معاهدة ضمنت له أستقرار الأمور مؤقتاً على الحدود وتفرغ للإصلاح الداخلى حتى تستعيد البلاد قوتها وهيبتها
كتب عنه الدكتور أحمد بدوى بعنوان ( حور محب أبو الشعب وصديق الفلاح ) ما ملخصه :
( كان يؤذيه ما رأى من حال الشعب ،، فالفلاح المسكين قد أهمل حاله وأشتد بؤسه بعد أن تجرع مرارة العيش قبل أيام حور محب ،، فعزم على إصلاح شأنه وتأمين رزقه وتوفير سعادته
فعمد إلى إصدار قانون ينظم حياة الأمه أملاه بنفسه على كتابه
كما حدد القانون شروط تعيين القضاة فى محاكم الدولة فأختارهم من أحسن الناس سيرة وأكرمهم خلقاً ،، وأجرأهم قلباً ، وأطهرهم لساناً ، وأعفهم يداً وحرم على القضاة أن يصادقوا أحداً من الناس ، أو يتهادوا مع الناس ، أو تكون بينهم وبين الناس معاملات مالية
وهكذا كان حور محب رجل حزم وعزم لا يلين فى الحق ولا تأخذه فى تنفيذه لومة لائم ،، وقال الملك حور محب عن القانون الذي وضعه :
( إنى قد وضعته لضمان رفاهية شعبى )
ويعتبر الملك حور محب أخر ملوك الأسرة الثامنة عشرة وقد حكم مصر ما يقرب من 12 سنة ،، من حوالى سنة 1319 قبل الميلاد إلى حوالى سنة 1307 قبل الميلاد
نقلاً عن كتاب ( تاريخ الحركة القومية فى مصر القديمة )– من فجر التاريخ إلى الفتح العربى- تأليف عبد الرحمن الرافعى – دار المعارف - صفحة 102 ، 103 – وكتاب هؤلاء حكموا مصر – حمدى عثمان – صفحة 67