حرب اكتوبر - الجبهة السورية
حرب اكتوبر - الجبهة السورية
في السادس من اكتوبر ، عام 1973 ، بالساعة الثانية ظهرا ، اطلق الجيشين السوري والمصري هجوما مباغتا على القوات الاسرائيلية المرابطة بالجولان وسيناء ، بغرض استعادة الاراضي العربية التي احتلتها اسرائيل عام 1967 .
مع بداية الحرب شنت الطائرات السورية هجوما كبيرا على المواقع والتحصينات الإسرائيلية في عمق الجولان وهاجمت التجمعات العسكرية والدبابات ومرابض المدفعية الإسرائيلية ومحطات الرادارات وخطوط الامداد وحقق الجيش السوري نجاحا كبيرا وحسب الخطة المعدة بحيث انكشفت ارض المعركة امام القوات والدبابات السورية التي تقدمت عدة كيلو مترات في اليوم الاول من الحرب مما اربك وشتت الجيش الإسرائيلي الذى كان يتلقى الضربات في كل مكان من الجولان .
اندفعت الالاف من القوات البرية السورية إلى داخل مرتفعات الجولان تساندها قوة هائلة من الدبابات على الجبهة السورية بينما طيران سلاح الجو السوري يدك المواقع الإسرائيلية .
في الساعة الثانية تم تشغيل صافرات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل لإعلان حالة الطوارئ واستأنف الراديو الإسرائيلي الإرسال رغم العيد. وبدأ تجنيد قوات الاحتياط بضع ساعات قبل ذلك مما أدى إلى استئناف حركة السير في المدن مما أثار التساؤلات في الجمهور الإسرائيلي. وبالرغم من توقعات المصريين والسوريين، كان التجنيد الإسرائيلي سهلا نسبيا إذ بقي أغلبية الناس في بيوتهم أو إحتشدوا في الكنائس لأداء صلوات العيد. ولكن الوقت القصير الذي كان متوفرا للتجنيد وعدم تجهيز الجيش لحرب منع من الجيش الإسرائيلي الرد على الهجوم المصري السوري المشترك .
فتمكن في 7 اكتوبر من الإستيلاء على القاعدة الإسرائيلية الواقعة على كتف جبل الشيخ في عملية انزال بطولية استولى خلالها على مرصد جبل الشيخ وعلى أراضي في جنوب هضبة الجولان ورفع العلم السوري فوق اعلى قمة في جبل الشيخ ، واتراجعت العديد من الوحدات الإسرائيلية تحت قوة الضغط السوري . وأخلت إسرائيل المدنيين الإسرائيليين الذين أستوطنوا في الجولان حتى نهاية الحرب.
اصبحت القوات السورية قريبة من الدفاعات الاسرائيلية بنافا ، الا ان القادة السوريين لم يكونوا يرغبون في الخروج عن الخطة ، فاوقفوا الهجوم مما منح اسرائيل الفرصة لاعادة تجميع قواتها واستدعاء الاحتياطي .
في الثامن من اكتوبر ، شنت اسرائيل عدد من الهجمات المضادة الناجحة ادت لدفع القوات السورية للخلف ، وفي العاشر من اكتوبر تمكنت القوات الاسرائيلية من اعادة الاوضاع في الجولان الي حدود ما قبل الحرب .
اصبح على القادة الاسرائيلين اتخاذ القرار اذا ما كانوا سيكتفون بهذا ام سيندفعون داخل الاراضي السورية :
البعض كان يري عدم فعل ذلك نتيجة لحاجة القوات الاسرائيلية في سيناء لدعم كبير لان الموقف كان لا يزال في صالح مصر هناك ، بالاضافة لان سوريا تمتلك دفاعات قوية والغام ومدافع وصواريخ مضادة للدبابات فالقتال من موقف دفاعي سيكون افضل لاسرائيل .
بينما راي اخرون استكمال الطريق داخل الاراضي السورية واحتلال دمشق مما يؤدي لاخراج سوريا تماما من المعركة ، كما ان هذا سيؤدي لاستعادة مكانة اسرائيل بالعالم والمنطقة كقوة لا يستهان بها ، وسيمنحها ايضا ورقة قوية في المفاوضات اذا ما انتهت الحرب . خاصة وان اعادة نشر القوات بسيناء قد تستغرق اربعة ايام ولو انتهت الحرب قبل ذلك فهذه سيعني انتهائها بخسارة مناطق بالجنوب بدون مكاسب بالشمال .
ثم خرج القرار باستكمال الطريق الي داخل الاراضي السورية .
ومن 11 - 14 اكتوبر اندفعت القوات الاسرائيلية داخل الاراضي السورية ، ووضعت سوريا الكثير من الدفاعات لايقاف التقدم الاسرائيلي ، الا ان اسرائيل واصلت تقدمها ونجحت في الوصول الي 40 كم من دمشق حيث بدات في قصف اطراف دمشق مستخدمين المدفعية الثقيلة .
نتيجة للوضع المتردي على الجبهة السرورية ارسل العراقيين عشرات الالاف من الجنود مع مئات الدبابات والمدرعات لدعم الجبهة السورية ، المساندة العراقية كانت بمثابة مفاجاة استراتيجية عنيفة لاسرائيل حيث انهم توقعوا معرفة هذه التحركات قبل حدوثها باربع وعشرين ساعة على الاقل .
ادي الهجوم العراقي على الجناح الجنوبي للقوات الاسرائيلية المتقدمة لتراجع القوات الاسرائيلية لمنع اي عملية تطويق ، كما ادت الدفاعات العراقية والسورية المشتركة لفشل اسرائيل في الفوز باية اراضي جديدة . في 24 تشرين الأول (أكتوبر) تم تنفيذ وقف إطلاق النار . في أوائل عام 1974، شنت سوريا ، غير مقتنعة بالنتيجة التي انتهى إليها القتال في محاولة لاسترداد الاراضي التي احتلتها اسرائيل ، شنت حرب استنزاف ضد القوات الإسرائيلية في الجولان، تركزت على منطقة جبل الشيخ، واستمرت 82 يوماً كبدت فيها الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة .
توسطت الولايات المتحدة، في التوصل إلى اتفاق لفك الاشتباك العسكري بين سوريا وإسرائيل. نص الاتفاق الذي وقع في حزيران (يونيو) 1974 على انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها ) ومن شريط من الأراضي المحتلة عام 1967 يتضمن مدينة القنيطرة .
في 24 حزيران (يونيو) رفع الرئيس حافظ الأسد العلم السوري في سماء القنيطرة المحررة ، إلا أن الإسرائيليين كانوا قد عمدوا إلى تدمير المدينة بشكل منظم قبل انسحابهم، وقررت سوريا عدم إعادة إعمارها قبل عودة كل الجولان للسيادة السورية .
http://en.wikipedia.org/wiki/Yom_Kippur_War