لذلك وكما كان للـ "المحروسة " السبق كأول عائمة بحرية تعبر قناة السويس فى العام 1869 وعلى ظهره الملوك والأمراء , فستعود المحروسة لتذكرنا بمجدها القديم عندنا تمخر عباب قناة السويس الجديدة حاملة على متنها الملوك والامراء والرؤساء والوزراء فى مشهد يتكرر بعد 146 عام من الافتتاح الاول
تعود قصة بناء يخت «المحروسة» إلى عام 1863 حين أمر الخديوي إسماعيل بإنشائه، وأسندت المهمة لشركة «سامودا» بلندن، وتم الانتهاء منه في أبريل عام 1865، وكان طوله 411 قدما وعرضه 42 قدما وحمولته 3417 طنا، ويسير بالبخار بوقود الفحم بواسطة «طارات» جانبية بسرعة 16 عقدة في الساعة، وله مدخنتان ومسلح بثمانية مدافع من طراز «أرمسترونج»، استلمه الطاقم البحري المصري في أغسطس 1865 وتم الإبحار به من ميناء لندن في شهر أغسطس 1865 عبر نهر التايمز إلى ميناء الإسكندرية بمصر.
كما تم تزويده بالتلغراف عام 1912 وفي عام 1919 عاد اليخت إلى إنجلترا لدخول الحوض بميناء «بورت ثموث» لتغير وقود الفحم إلى مازوت وتمت إطالة اليخت 27 قدما من المؤخرة، وفي الفترة من عام 1949 تم تطوير وتعديل اليخت بالترسانة البحرية بـ«جنوه» في إيطاليا ليصبح عام 1952 من أحدث اليخوت.
وفى عام 1946 أبحر اليخت بأمر من جلالة الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان إلي ميناء جده ليبحر علي متنه جلالة الملك عبد العزيز آل سعود ملك السعودية إلي ميناء بورتوفيق المصري في زيارة جلالته لمصر بتاريخ 6-1-1946 حيث عاد به اليخت الي ميناء جده في 25-1-1946 بعد انتهاء زيارة جلالته لمصر .
ويعتبر يخت «المحروسة» (سمي بـ«الحرية» بعد ثورة يوليو 1952) واحدا من أكبر اليخوت في العالم بعد اليخت الخاص بالشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والذي يبلغ طوله 525 قدما.