مصطفى كامل :
في يوم 4 نيسان/ أبريل 2004 بدأت معركة الفلوجة الأولى حينما شنّ الاحتلال الأميركي هجوماً عنيفاً على درة تاج المقاومة مدينة الفلوجة غرب العراق، بمشاركة خمسة آلاف جندي من قوات المارينز والمرتزقة.
قبل المعركة بيومين كنت في ضيافة رجل كريم ماجد من أهل الفلوجة ، ورأيت كيف بدأت قوات الاحتلال بتطويق المدينة. تمكنت من دخول الفلوجة خلال المعركة وكتبت تقريراً صحفياً أسميته (في الطريق إلى الفلوجة) من 4 حلقات، نشرته في صحيفة النهار اللبنانية. رويت فيه مشاهداتي عن المعركة. لن أنسى مما حييت مشاهد عشرات الآليات العسكرية التابعة لقوات الاحتلال الأميركي وهي محترقة على جانبي الطريق بين بغداد و الفلوجة (نحو 55 كيلومترا).
وشهدت عند عودتي في منطقة الرضوانية احتراق 26 آلية عسكرية في معركة لم يتحدث الإعلام عنها حتى الآن، باستثناء ما رويته في تقريري.
وحاولت ثانية دخول الفلوجة فلم أتمكن، لكنني زرتها في نهاية المعركة وشهدت رضوخ العدو الأميركي لمطالب أهلها وفكّه الحصار عنها. وصوّرت ذلك برفقة الأخ عمر المنصوري. وخلالها حصل لنا موقف سخيف من أحد مراسلي قناة (!) الذي أراد أن (يتبرع) بنا للعدو، لولا تفهّم ضابط أميركي للموقف .