أنشأ مقاتلو سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، برج مراقبة أسموه – برج التحدي – ، على مقربةٍ من السياج الأمني الفاصل بين الحدود الشرقية لقطاع غزة، وفلسطين المحتلة بمنطقة "أبو ريدة" ببلدة خزاعة شرق محافظة خان يونس.
ويعتبر برج المراقبة الذي يصل طوله إلى ثمانية أمتار، ويبعد عن السياج الأمني الفاصل بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة مسافة خمسمائة متر، ويقع مقابل بوابة "أبو ريدة" العسكرية، نقطة قوة لصالح المقاومة الفلسطينية، فيه تحدي للاحتلال، ورفع لمعنويات المواطنين الفلسطينيين، وفق ما أكده الكثير من المواطنين و المراقبين والخبراء العسكريين.
وبحسب – سرايا القدس- فإن هذه الخطوة تأتي ضمن سلسلة من الخطوات التي تعكف المقاومة على فرضها وتعزيزها، بهدف بث روح الطمأنينة في قلوب سكان المناطق الحدودية، وزرع روح المقاومة في الأجيال الفلسطينية القادمة، ولتأكيد انتصار المقاومة في معركة "البنيان المرصوص" وهزيمة الجيش الاسرائيلي، رغم التفاف "العدو" سياسياً على هذا الانتصار، وتنكره للاتفاق الذي وقعه في القاهرة قبل نحو عام ، بسبب الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية وتصب لصالحه في الوقت الراهن.
وقالت السرايا انه تم رصد حالة تخبط يعيشها جيش الاحتلال، الذي نشر جنوده خلف تبات رملية تبعد مسافة 800 متر عن مكان البرج، بالإضافة إلى مرور عدد من الآليات المصفحة على الطريق الترابي الذي يقع خلف السياج الأمني على بعد ثلاث مائة متر.
من جهةٍ أخرى عبر العديد من سكان المناطق المحاذية للشريط الحدودي ببلدة "خزاعة"، عن فرحتهم بالانجازات التي حققتها المقاومة في الآونة الأخيرة، مؤكدين أن وجود المقاومة منحهم الأمن، وحال دون استفراد جيش الاحتلال بهم، وحرمانهم من الوصول إلى أراضيهم المتاخمة للحدود.
ومن وجهة نظر تحليلية، يرى خبراء عسكريون ومحللين في الشأن الاسرائيلي أن المقاومة الفلسطينية تسعى لتثبيت قواعد جديدة من خلال بسط سيطرتها الكاملة على المناطق التي كان يعتبرها الاحتلال الاسرائيلي محرم الوصول إليها، مؤكدين أن المقاومة تريد إيصال عدة رسائل للاحتلال، أهمها، أنها استعادت قوتها، وأنها مستعدة لأي جولة تصعيد قادمة، وأن الهدوء الذي ينعم به المستوطنين بلا مقابل لن يدوم طويلاً، ورسائل لأبناء شعبها وأمتها أن المقاومة بخير وهي تعد العدة لأي مواجهة قادمة للذود عن شعبها، والدفاع عن كرامة أمتها.
ويرى الخبير العسكري والمختص في الشأن الاسرائيلي، محمد سليمان، أن ما تقوم به المقاومة يؤكد استمرارها في الإعداد والتجهيز للمواجهة المقبلة مع الاحتلال، الذي يتنكر لكل شيء تجاه غزة مقابل الهدوء الذي ينعم به مستوطنيه.
وقال الخبير العسكري :" أي عمل تقوم به المقاومة مهما كانت بساطته وتواضعه، يدلل على مدى جهوزية المقاتل الفلسطيني واستعداده التام لأي معركة جديدة مع العدو الصهيوني مهما كانت قسوتها وشدتها"، مؤكداً أن إنشاء برج مراقبة وإطلاق عليه اسم "برج التحدي" في الذكرى الأولى لمعركة "البنيان المرصوص" يحمل الكثير من الدلائل، التي من أهمها أن المقاومة استعادت عافيتها وقوتها.
وتطرق سليمان إلى الخطط التي أعدها الاحتلال لإخلاء غلاف غزة في أي مواجهة قادمة، قائلاً :" العدو الصهيوني يدرك جيداً أنه يصعب عليه القضاء على المقاومة أو حتى كسر شوكتها، وأن المواجهة مع غزة لن تجني له إلى مزيداً من الفشل".
وتابع حديثه:" لا يمكن للمستوطنين البقاء طويلاً في غلاف غزة، فحالات الخوف والهوس بلغت ذروتها، وقادة الاحتلال يدركون ذلك جيداً"، متوقعاً نزوح معظم المستوطنين القاطنين في غلاف غزة عند سماعهم دوي إطلاق رصاصة من غزة وليس صاروخ، أو خروج مجاهد لهم من تحت أقدامهم.
وأشار سليمان إلى قيام جيش الاحتلال في الآونة الأخيرة بإخلاء عدة مستوطنات في محيط غلاف غزة، بالإضافة إلى أن عشرات المستوطنين الذي تركوا منازلهم ومزارعهم وفروا إلى شمال فلسطين المحتلة في معركة "البنيان المرصوص" لم يعودوا إليها ثانية حتى بعد إعلان الهدنة، عدا عن التحصينات والتجهيزات التي وضعها على طول الشريط الحدودي، وداخل المستوطنات.