- نمتلك "أحدث وأعقد" منظومة صواريخ في العالم
- كل دولة تعلم قدرات الدولة الأخرى.. لكن السر يكمُن في الاستخدام للأسلحة
- نمتلك أكبر ميدان رماية في منطقة الشرق الأوسط وافريقيا
- البحث العلمي في تطوير وتحديث الأسلحة هو سلاح المستقبل
وأضاف التراس، في كلمة بمناسبة مرور خمسة وأربعين عاما على إنشاء قوات الدفاع الجوى، أن قوات الدفاع الجوي هي القوة الرابعة في صفوف القوات المسلحة المصرية الباسلة بجانب القوات البرية والبحرية والجوية، ويرجع تاريخ إنشاء هذه القوات إلى الأول من فبراير عام 68.
وتابع، خلال كلمة له بمناسبة الاحتفال بعيد قوات الدفاع الجوي: «من الدروس المستفادة من حرب 67، كان أهمها ضرورة تشكيل قوة مستقلة تكون قادرة على حماية سماء مصر ومجابهة التفوق الجوى للعدو، وقد قامت قوات الدفاع الجوى فور صدور قرار إنشائها بإعداد الخطط لتدريب مقاتليها والتخطيط لإنشاء حائط الصواريخ للتصدي للهجمات الجوية المعادية وبذل الرجال جهودهم وحشدوا كل الطاقات».
وبسؤاله عن سبب اختيار الثلاثين من يونيو عيدا لقوات الدفاع الجوي، أوضح: "طبقا للقرار الجمهوري رقم 199 الصادر في الأول من فبراير 1968، تم البدء في إنشاء قوات الدفاع الجوى لتمثل القوة الرابعة في قواتنا المسلحة الباسلة، هو ذكرى إتمام إنشاء حائط لصواريخ تحت ضغط هجمات العدو الجوى المتواصلة بأحدث الطائرات "فانتوم، سكاى هوك" ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوى المتيسرة في ذلك الوقت، ومن خلال التدريب الواقعي في ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الاستنزاف، وتمكنت قوات الدفاع الجوى اعتبارا من 30 يونيو وخلال الأسبوع الأول من شهر يوليو عام 1970 من إسقاط العديد من الطائرات طراز "فانتوم، سكاى هوك"، وأسر العديد من الطيارين الإسرائيليين وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وأطلق عليه "أسبوع تساقط الفانتوم"، وتوالت انتصارات رجال الدفاع الجوى، ويعتبر يوم الثلاثين من يونيو عام 1970 هو البداية الحقيقية لاسترداد الأرض والكرامة بإقامة حائط الصواريخ الذي منع طائرات العدو من الاقتراب من سماء الجبهة، فاتخذت قوات الدفاع الجوى هذا اليوم عيدا لها".
وكشف التراس دور قوات الدفاع الجوي في حرب 48 والعدوان الثلاثي عام 56، حيث قال: «في يوم 14 مايو عام 48 تم إعلان قيام دولة إسرائيل بعد انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، وفى يوم 31 من نفس الشهر صدر الأمر بإنشاء قوات الدفاع الإسرائيلية، تكونت من ثلاث أفرع رئيسية هي القوات "البرية والجوية والبحرية"، وكان للقوات الجوية الإسرائيلية أهمية كبيرة عن باقي الأفرع الأخرى لقدرتها على نقل المعركة إلى أي مكان خارج الأراضي الإسرائيلية، وتم تجميع الطيارين المتطوعين من أوروبا وأمريكا وجنوب أفريقيا حتى بلغ عدد الطيارين 40 طيارا كانوا أصحاب خبرة قتال في الحرب العالمية الثانية».
وأضاف: "وفى ذلك الوقت من عام 48 لم يكن تم تشكيل قوات الدفاع الجوى كقوة رئيسية بالقوات المسلحة، حيث كانت عبارة عن عناصر تعمل ضمن سلاح المدفعية، وكان حجم المدفعية المضادة للطائرات المصرية في ذلك الوقت عبارة عن 2 آلاى مدفعية 3.7 بوصة م ط وآلاى مدفعية 40 مم م ط وآلاى أنوار كاشفة، وتولت مهمة حماية المدن الرئيسية بسيناء مع توفير الحماية الجوية لوحدات المشاة ضد هجمات العدو الجوية، وقامت بقصف خزانات المياه والوقود بالمستعمرات التي أنشأتها إسرائيل، وقد خاضت بطاريات المدفعية المضادة للطائرات هذه المعارك ببراعة وشجاعة".
وأكد أن "الوضع اختلف في حرب عام 56، حيث تم توقيع اتفاقية السلاح عام 1955 بين مصر والاتحاد السوفييتى، حيث تقرر مد مصر بالمدافع (85 مم، 37 مم، الرشاشات الخفيفة أعيرة 12.7 مم)، وبدأت وحدات المدفعية في إعادة البناء والتدريب الشاق، وقامت وحدات المدفعية فى حرب عام 56 بتوفير الحماية الجوية لمدن القناة والقاهرة الدفاع بإصرار عن كوبرى الفردان، وإسقاط أعداد كبيرة من الطائرات الإسرائيلية والبريطانية، وإبادة معظم أفراد المجموعة الأولى من قوات الكوماندوز التي قامت بعمل إسقاط مظلي غرب بورسعيد وبورفؤاد".
وبسؤاله عن معنى كلمة "حائط الصواريخ" وكيف تم إنشاء هذا الحائط، أوضح: "حائط الصواريخ هو تجميع قتالي متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات في أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة (رئيسية / تبادلية / هيكلية) قادرة على صد وتدمير الطائرات المعادية في إطار توفير الدفاع الجوى للتجميع الرئيسي للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات غرب القناة مع القدرة على تحقيق امتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن 15 كيلومترا شرق القناة".
وتابع: "هذه المواقع تم إنشاؤها وتحصينها تمهيدا لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها، وقد تم بناء هذا الحائط في ظروف بالغة الصعوبة، حيث كان الصراع بين الذراع الطولية لإسرائيل المتمثلة في قواتها الجوية وبين رجال القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع شركات الإنشاءات المدنية في ظل توفير دفاع جوى عن هذه المواقع بالمدفعية المضادة للطائرات، وذلك لمنع إنشاء هذه التحصينات، ورغم التضحيات العظيمة التي تحملها رجال المدفعية المضادة للطائرات، كان العدو ينجح في معظم الأحيان في إصابة أو هدم ما تم تشييده، وقام رجال الدفاع الجوى بالدراسة والتخطيط والعمل المستمر وإنجاز هذه المهمة، وكان الاتفاق على أن يتم بناء حائط الصواريخ باتباع أحد الخيارين:
الخيار الأول:
القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام واحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات.
الخيار الثاني:
الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة على وثبات أطلق عليها "أسلوب الزحف البطيء"، وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق واحتلاله تحت حماية النطاق الخلفي له، وهكذا، وهو ما استقر الرأي عليه وفعلا تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة وتم احتلالها دون أي رد فعل من العدو، وتم التخطيط لاحتلال ثلاثة نطاقات جديدة تمتد من منتصف المسافة بين غرب القناة والقاهرة، وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام في تناسق كامل وبدقة عالية فى التوقيت المحدد كسيمفونية متكاملة تعزف أعظم الألحان، جسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوى وكانت ملحمة وعطاءً لهؤلاء الرجال فى الصبر والتصميم والتحدى، وعلى أثر ذلك لم يجرؤ العدو الجوى على الاقتراب من قناة السويس، فكانت البداية الحقيقية للفتح والإعداد والتجهيز لخوض حرب التحرير بحرية كاملة وبدون تدخل العدو الجوى".
وكشف قائد قوات الدفاع الجوى عن كيفية استطاعة مقاتل الدفاع الجوى تحقيق المعادلة الصعبة بين التكنولوجيا المتطورة وسهولة الاستخدام في حرب أكتوبر 73، حيث قال: "أجمع العديد من المفكرين على أن حرب أكتوبر 73 تعتبر نقطة تحول مهمة في تاريخ الحروب، فلقد أبرزت تلك الحرب أن التكنولوجيا أصبحت تمثل عنصرا ذا أهمية فى الحروب الحديثة، ولعل أهم المشاكل التي تواجه الجيوش الحديثة تلك المشكلة الناشئة من الاتجاه المتزايد نحو استخدام الأسلحة المتطورة المعقدة، فمعظم هذه الأسلحة تتطلب أطقما قتال ذات مستوى تعليمي وثقافي عال نسبيا، الأمر الذي يؤكد أن القوة العسكرية لأي دولة لم تعد تقاس بصورة مطلقة طبقا للعناصر المكونة لها من تسليح وقوة بشرية، وإنما أصبحت تقاس بصورة نسبية طبقا لنوعية القوة البشرية وقدرتها على استيعاب الأسلحة والمعدات المتطورة، وكان أحد الحلول لمواجهة هذه المشكلة هو زيادة فترة التجنيد، لتوفير الوقت اللازم كي تتمكن أطقم القتال من استيعاب الأسلحة، وهو ما يتعارض مع خطط التنمية الاقتصادية للدول".
وأضاف: "كان هناك حل آخر يتمثل في تصنيع وجلب أسلحة متطورة سهلة الاستخدام، ويتطلب هذا الحل تكاليف باهظة لتنفيذه، ولعل ذلك يفسر الاهتمام البالغ بالصواريخ المحمولة على الكتف للنتائج الرائعة التي حققها خلال حرب أكتوبر 73، فهذه الصواريخ تعتبر نموذجا رائعا لما يجب أن تتجه إليه التكنولوجيا في المجال العسكري من سهولة الاستخدام ورخص الثمن، وقد تم تنفيذ منظومة للانتقاء والتوزيع للأفراد ذوى المؤهلات العليا والدرجات العلمية المناسبة لاستقدامهم للتجنيد بقوات الدفاع الجوى للعمل على المعدات ذات التقنيات الحديثة المتطورة لسهولة استيعابهم لهذه المعدات".
واستفاض قائد قوات الدفاع الجوي الحديث عن المنظومة المتكاملة التي تشتمل على العديد من الأنظمة المتنوعة بالدفاع الجوي، وقد ألقى الضوء على عناصر وملامح ومتطلبات بناء المنظومة، حيث كشف: "تتكون منظومة الدفاع الجوى من عدة عناصر استطلاع وإنذار وعناصر إيجابية تمكن القادة من اتخاذ الإجراءات التي تهدف إلى حرمان العدو من تنفيذ مهامه أو تدميره بوسائل دفاع جوى تنتشر في جميع ربوع الدولة في مواقع ثابتة وبعضها يكون متحركا طبقا لطبيعة الأهداف الحيوية والتجميعات المطلوب توفير الدفاع الجوى عنها، ويتطلب تنفيذ مهام الدفاع الجوى اشتراك أنظمة متنوعة لتكوين منظومة متكاملة تشمل على أجهزة الرادار المختلفة التي تقوم بأعمال الكشف والإنذار، بالإضافة إلى عناصر المراقبة الجوية وعناصر إيجابية من صواريخ مختلفة المدايات والمدفعية "م ط" والصواريخ المحمولة على الكتف والمقاتلات وعناصر الحرب الإلكترونية".
وقال: "تتم السيطرة على منظومة الدفاع الجوى بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة وسيطرة على مختلف المستويات في تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر على العدو الجوى وإفشال فكره في تحقيق مهامه وتكبيده أكبر نسبة خسائر ممكنة".
وأضاف: "يتحقق بناء منظومة الدفاع الجوى من خلال توازن جميع عناصر المنظومة وفاعليتها وقدرتها على مجابهة العدو الجوى، بالإضافة إلى التكامل بين عناصر المنظومة والذي يشمل:
التكامل الأفقي: ويتحقق بضرورة توافر جميع العناصر والأنظمة الأساسية للمنظومة.
التكامل الرأسي: ويتحقق بتوافر أنظمة تسليح متنوعة داخل العنصر الواحد.
ولم يغفل قائد قوات الدفاع الجوي الحديث عن التطور الهائل في تكنولوجيا التسليح الذي يشهده العالم، وكيف يتم تأهيل طلاب كلية الدفاع الجوى لمواكبة هذا التطوير، حيث قال: "تعتبر كلية الدفاع الجوى من أحدث المعاهد العسكرية على مستوى الشرق الأوسط، ولا يقتصر دورها على تخريج ضباط الدفاع الجوى المصريين فقط؛ بل يمتد هذا الدور ليشمل تأهيل طلبة من الدول العربية والأفريقية الصديقة، ونظرا لما يمثله دور كلية الدفاع الجوى المؤثر على قوات الدفاع الجوى والتي تتعامل دائما مع أسلحة ومعدات ذات تقنية عالية وأسعار باهظة، فإننا نعمل على تطوير الكلية من خلال مسارين:
المسار الأول:
تطوير العملية التدريبية، وذلك بالمراجعة المستمرة للمناهج الدراسية بالكلية وتطويعها طبقا لاحتياجات ومطالب وحدات الدفاع الجوى والخبرات المكتسبة من الأعوام الماضية، بالإضافة إلى انتقاء هيئة التدريس من أكفأ الضباط والأساتذة المدنيين في المجالات المختلفة.
المسار الثاني:
تزويد الكلية بأحدث ما وصل إليه العلم في مجال التدريب العملي، وفى هذا المجال فقد تم تزويد الكلية بفصول تعليمية لجميع أنواع معدات الدفاع الجوى مزودة بمحاكيات للتدريب على تنفيذ الاشتباكات بالأهداف الجوية، كذا تم تجهيز الفصول والقاعات الدراسية بدوائر تليفزيونية مغلقة وشاشات عرض حديثة، وتم تحديث وتطوير المعامل الهندسية بالكلية، فضلا عن تنفيذ معسكرات تدريب مركز لطلاب السنة النهائية للمشاركة في الرمايات الميدانية لأسلحة الدفاع الجوى بمركز رماية الدفاع الجوى.
وتحدث الفريق التراس عن ما تمتلكه قوات الدفاع الجوى من ميدان رماية متطور لأسلحة الدفاع الجوي وكيف تتم الاستفادة من هذا الميدان في إعداد الفرد المقاتل واختبار الأسلحة والمعدات، حيث قال: "من المعروف أن الرماية الحقيقية هي أرقى مراحل التدريب القتالي، حيث تعطى نتائجها الإيجابية الثقة في السلاح وتعتبر تتويجا لما تم بذله من جهد خلال العام التدريبي، وهي مؤشر حقيقي على سلامة تخطيط وتنفيذ التدريب، ومن هذا المنطلق وفى ضوء التطور الملموس لمنظومة الدفاع الجوى المصري، تم تنفيذ برنامج تطوير ميدان الرماية ليكون مركز رماية حضاريا مجهزا بمنشآت حديثة مع تزويده بأحدث أنظمة أهداف الرماية، وتقييم وتحليل وتسجيل نتائج الرمي للوقوف على نقاط القوة والسلبيات سواء بالنسبة للفرد أو المعدة، لتحقيق العائد القتالى والتدريبى لكل من الفرد والمعدة".
وأضاف: "يتمثل ذلك في تحقيق الظروف المناسبة لتنفيذ الرماية الفعلية على العديد من الأهداف ذات المواصفات المختلفة لجميع الأنظمة العاملة بقوات الدفاع الجوى مع توفير الكثير من النفقات اللازمة لتشغيل المعدات، وجدير بالذكر أن الإمكانيات الكبيرة لمركز الرماية تؤهله لأن يكون بحق أكبر مركز رماية على المستوى الإقليمي، حيث لا توجد مراكز مشابهة في دول منطقة الشرق الأوسط".
ولم يغفل الفريق التراس الحديث عن التطور الهائل في أسلوب الحصول على المعلومات وتعدد مصادر الحصول عليها إلى عدم وجود أسرار عن أنظمة التسليح في معظم دول العالم، وكيفية الحفاظ على سرية أنظمة التسليح بقوات الدفاع الجوى، حيث قال: "شيء طبيعي في عصرنا الحالي أنه لم تعد هناك قيود في الحصول على المعلومات، حيث تعددت وسائل الحصول عليها سواء بالأقمار الصناعية أو أنظمة الاستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية، بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفوري للمعلومة وتوفر وسائل نقلها باستخدام تقنيات عالية، مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها، ويجعل جميع الأنظمة ككتاب مفتوح أمام "العدو الصديق".
وأضاف: "ولكن هناك شيء مهم، وهو ما يعنينا في هذا الأمر، هو فكر استخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذي يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية في معظم الأحيان بما يضمن التنفيذ الكامل في إطار خداع ومفاجأة الجانب الآخر، وهذا في المقام الأول خفي عن العدو وله درجات سرية عالية وتحتفظ به القوات المسلحة كأهم خطط الحروب المقبلة".
وتابع: "والدليل على ذلك أنه في بداية نشأة قوات الدفاع الجوى تم تدمير أحدث الطائرات الإسرائيلية "الفانتوم" باستخدام وسائل إلكترونية حديثة من خلال منظومات الصواريخ المتوفرة لدينا في ذلك الوقت، وكذا التحرك بسرية كاملة لإحدى كتائب الصواريخ لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الإستطلاع الإلكتروني "إستراتكروزر" المزودة بأحدث وسائل الاستطلاع الإلكتروني بأنواعه المختلفة وحرمان العدو من استطلاع القوات غرب القناة باستخدام أسلوب قتال لم يعهده العدو من قبل وهو تحقيق امتداد لمناطق تدمير الصواريخ لعمق أكبر شرق القناة، ومن هناك نخلص إلى أن السر لا يكمن فقط فيما نمتلكه من أسلحة ومعدات؛ ولكن القدرة على تطوير أسلوب استخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة".
وبما أن البحث العلمي له أهمية قصوى من أجل المستقبل، وأن تقدم الأمم يقاسُ بمدى اهتمامها بالبحث العلمي، كشف قائد قوات الدفاع الجوي كيف يتم استخدام البحث العلمي في تطوير الأسلحة والمعدات بقوات الدفاع الجوى، حيث قال: "بداية أؤكد على أننا نهتم بجميع مجالات البحث العلمي التي يمكن الاستفادة منها في تطوير ما لدينا من أسلحة ومعدات، ويوجد بقوات الدفاع الجوى مركز للبحوث الفنية والتطوير، وهو المسئول عن التحديث والتطوير وإضافة التعديلات المطلوبة على معدات الدفاع الجوى بالاستفادة من خبرات "الضباط المهندسين، والفنيين، والمستخدمين للمعدات"، حيث يقوم المركز بإقرار عينات البحوث وتنفيذها عمليا بدءا بإجراء الاختبارات المعملية، ثم الاختبارات الميدانية للوقوف على مدى صلاحيتها للاستخدام الفعلي الميداني بواسطة مقاتلي الدفاع الجوى".
وأضاف: "ويقوم مركز البحوث الفنية بتطوير معدات الدفاع الجوى من خلال مراحل متكاملة بهدف استخدام التكنولوجيا الحديثة والاستفادة من أحدث التقنيات العلمية بما يحقق الارتقاء بمستوى الأداء لمعدات الدفاع الجوى، هذا بالإضافة إلى وجود تعاون وثيق مع مراكز البحوث الفنية المختلفة بالقوات المسلحة لدراسة مشاكل الاستخدام للأسلحة والمعدات وتقديم أفضل الحلول لها".
وتابع: "أما عن وسائل تدعيم مجالات البحث العلمي لضباط الدفاع الجوى، فهي كثيرة منها قيام كلية الدفاع الجوى بعقد الكثير من الندوات والمحاضرات التي يشارك فيها الأساتذة المدنيون من الجامعات المصرية من مختلف التخصصات، كذلك الاشتراك في الندوات التي تقيمها هيئة البحوث العسكرية وأكاديمية ناصر العسكرية العليا والكلية الفنية العسكرية، ولتدعيم البحث العلمي يتم إيفاد ضباط الدفاع الجوي إلى الخارج لتبادل العلم والمعرفة بيننا وبين الدول الأخرى والحصول على الدرجات العلمية المتقدمة "الماجستير، الدكتوراه" لمواكبة أحدث ما وصل إليه العلم في دول العالم".
وعن اختيار قادة الدفاع الجوي، تحدث الفريق التراس قائلا: "لا تتم عملية اختيار القادة في قوات الدفاع الجوى بمعزل عن النظام العام للقوات المسلحة، بل تتم في إطار عام حددته القيادة العامة للقوات المسلحة بمواصفات وشروط وتأهيل معين لأي قائد على أي مستوى، ويتم اختيار القادة بناءً على المستوى الفني والتخصصي والتدريبي للضابط المرشح للقيادة على أي مستوى، ويتم ذلك بصفة مستمرة بدءا من تخرجه من كلية الدفاع الجوى وعلى مدار خدمته بالكامل حتى يتم ترشيحه لتولى الوظيفة القيادية من خلال تقارير الكفاءة السنوية للضباط، والتي تم تطويرها لتكون معبرة تعبيرا تاما عن مستوى الضابط في جميع أوجه التقييم".
وأضاف: "ولا نكتفى بذلك، بل يتم عرض الضباط المرشحين لتولى الوظائف القيادية على لجنة شئون ضباط الدفاع الجوى برئاسة قائد القوات وعضوية القادة والرؤساء ليبدى كلُ منهم رأيه في الضابط المرشح، وعلى ضوء التقييم من خلال التقارير السنوية ومن رأى أعضاء اللجنة يتم اختيار القائد ويعتبر تأهيله العلمي للوظيفة المرشح لها الضابط من أهم الاعتبارات التي تتم مراعاتها عند تعين القادة على جميع المستويات".
وأشار إلى أن "الضباط الذين لا تنطبق عليهم شروط تولى الوظائف القيادية ليست نهاية المطاف بالنسبة لهم، ولكن يتم توجيههم في اتجاهات أخرى لا تقل أهمية عن الوظائف القيادية؛ مثل العمل فى مجالات التنظيم والإدارة والأعمال الإدارية والفنية، ونهدف في النهاية دائما إلى تحقيق صالح القوات المسلحة والضابط نفسه".
وتحدث عن تواصل القائد مع مرؤوسيه، حيث أكد أن ذلك يعد من أهم أسباب نجاح القيادة والسيطرة ومتابعة تنفيذ المهام، وقال إن "القيادة العامة للقوات المسلحة تهتم دائما بأبنائها من خلال عقد اللقاءات الدورية للقادة على جميع المستويات، ويحرص جميع القادة بقوات الدفاع الجوى على تنفيذ اللقاءات الدورية بدءا من مستوى قائد القوات حتى مستوى قائد الفصيلة، ويختلف معدل تنفيذ اللقاءات من مستوى إلى آخر، حيث يتم لقاء قائد الفصيلة وقائد السرية يوميا وقائد الكتيبة أسبوعيا وقائد اللواء مرتين شهريا، هذا بخلاف لقاءات القادة مع مرؤوسيهم في المناسبات القومية والدينية وعقب تنفيذ الالتزامات التدريبية الرئيسية".
وأضاف: "أما عن اللقاءات بالضباط والصف والجنود، فإنها مستمرة دائما دون انقطاع وفى مناسبات متعددة، منها الذي يتم بقيادة القوات شهريا مع القادة والضباط بجميع مستوياتهم القيادية بغرض شرح أبعاد الموقف السياسي العسكري وتوعية الضباط بالموضوعات المهمة من خلال محاضرات للرؤساء المتخصصين".
وتابع: "وهناك لقاءات تتم بقيادات التشكيلات لأكبر عدد ممكن من ضباط وصف وجنود التشكيل للاستماع إلى المشاكل والمصاعب واتخاذ القرارات لحلها، كما أحرص أثناء مروري على الوحدات والوحدات الفرعية حتى مستوى نقطة المراقبة الجوية بالنظر على تنفيذ لقاءات مع الضباط والصف والجنود لتوعيتهم والتعرف على مصاعب العمل وتذليلها والاستماع إلى المشاكل الشخصية وحلها فورا،
إني أعتبر أسعد لحظات عملي ومهام وظيفتي التي أقضيها بين الضباط والصف والجنود سواء بالقيادة أو مواقع القتال لأنها تعطى المؤشر الحقيقي والواقعي لأداء القوات".
ولا يغفل أحد ما تقوم به قوات الدفاع الجوى من تحديث في الأسلحة والمعدات، لكن ذلك يحتاج إلى رجال يمتلكون القدرة على الاستيعاب والابتكار، وفي ظل هذه المفاهيم الحديثة، حدثنا الفريق التراس عن كيف يتم اختيار وتدريب ضباط الدفاع الجوي، وقال إن "قيادة قوات الدفاع الجوي تدرك أن الثروة الحقيقية تكمن في الفرد المقاتل، فكان الاهتمام باختيار ضابط الدفاع الجوي قبل التحاقه بكلية الدفاع الجوي طبقا لأسس ومعايير دقيقة لتقييم وتحديد العناصر التي تصلح للعمل بقوات الدفاع الجوي ويتم رفع المستوى التدريبي له من خلال:
- اتباع سياسة راقية تعتمد على استغلال جميع وسائل وطرق التدريب المتطورة مع التوسع في استغلال المقلدات الحديثة والحواسب.
- تطوير المنشآت التعليمية بقوات الدفاع الجوي وإيجاد قاعدة علمية لإمداد قوات الدفاع الجوي بالكوادر اللازمة والمدربة تدريبا عاليا.
- تدريب الأفراد على الرماية التخصصية في ظروف مشابهة للعمليات الحقيقية في أحدث ميدان رماية بالمنطقة لرمايات الدفاع الجوي.
- إعداد مخطط سنوي للدورات التدريبية المختلفة للضباط طبقا لاحتياجات قوات الدفاع الجوي والاهتمام بتأهيل الضباط لتولي الوظائف المناسبة للرتبة.
- التطوير المستمر لمناهج التدريب المختلفة.
- إيفاد الضباط في البعثات الخارجية للتدريب على المعدات الحديثة أو التأهيل، في المعاهد والأكاديميات العسكرية في الدول الأجنبية المتقدمة لصقل مهاراتهم العلمية والتعرف على مختلف العقائد العسكرية والاطلاع على الجديد في العلم العسكري وفنون الحروب الحديث، فمستوى ضابط الدفاع الجوي الآن وتأهيله العلمي وصل به إلى درجة من المهارة والاحتراف في استخدام وتطوير أسلحة ومعدات الدفاع الجوي بما يجعله يتفوق على أقرانه من الدول الأخرى.
- التدريبات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة والأجنبية الصديقة لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب تخطيط إدارة العمليات في هذه الدول.
وكانت أهم التصريحات على الإطلاق هو دور الدفاع الجوي في أحداث ثورتي 25 يناير و30 يونيو، حيث أثرت تلك الثورتان في الشعب المصري بجميع طوائفه واتجاهاته، وضربت القوات المسلحة المثل في الوقوف على الحياد، ومناصرة الشعب وحماية الشرعية الدستورية، حيث قال: "يعتبر الدفاع الجوى أحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وطبقا لمواقع تمركز وحداته الإدارية والمقاتلة فإنه ينتشر في جميع ربوع الدولة وتعمل مراكز القيادة به بصورة متواصلة لمدة 24 ساعة وطبيعة عمله تقتضى تواجد أطقم القتال في الخدمة بصفة مستمرة سلما وحربا، لذلك فإنه وقع عليه عبء متابعة الأحداث الجارية بصفة مستمرة ليلا ونهارا".
وأضاف: "وكان له دور عظيم في متابعة الأحداث وتلقى جميع البلاغات عن جميع المواقف والاشتراك في القبض على بعض المجرمين الهاربين من السجون والمتسللين / المخربين، وتأمين بعض الأسلحة والذخائر المستولى عليها بواسطة مدنيين من أجهزة الشرطة المدنية والسجون في مواقع دفاع جوى، بالإضافة إلى حماية الأهداف الحيوية والاشتراك في تأمين منشآت الدولة ومرافقها طبقا للإمكانيات المتيسرة والسلطات المخولة، بالإضافة إلى دور أفراد عناصر المراقبة الجوية بالنظر المنتشرين على حدود مصر المختلفة في الإبلاغ عن أي عناصر تسلل لحدود مصر البرية والبحرية والجوية في منظومة متكاملة مع عناصر قوات حرس الحدود".
وفي ظل التهديدات التي تتعرض لها عمليه السلام في المنطقة وعدم الاستقرار السياسي نتيجة للثورات العربية المحيطة، واشتراك القوات المسلحة في تأمين الجبهة الداخلية كيف تواجه قوات الدفاع الجوى هذا الموقف، قال: "في البداية أود أن أوضح أمرا مهما جدا، نحن كرجال عسكريين نعمل طبقا لخطط وبرامج محددة وأهداف واضحة، إلا أننا في الوقت ذاته، نهتم بكل ما يجرى حولنا من أحداث ومتغيرات في المنطقة، والتهديدات التي تتعرض لها جميع مسارات السلام الآن وما تثيره من قلق بشأن المستقبل ككل، ليست بعيده عن أذهاننا، ولكن يظل دائما وأبدا للقوات المسلحة أهدافها وبرامجها وأسلوبها فى المحافظة على كفاءتها سلما وحربا".
وأضاف: "وعندما نتحدث عن الاستعداد القتالي لقوات الدفاع الجوى، فإننا نتحدث عن الهدف الدائم والمستمر لهذه القوات، بحيث تكون قادرة ليلا ونهارا سلما وحربا وتحت مختلف الظروف على تنفيذ مهامها بنجاح، ويتم تحقيق الاستعداد القتالي العالي والدائم من خلال مجموعة من المحددات والأسس والاعتبارات، تتمثل في الحالات والأوضاع التي تكون عليها القوات طبقا لحسابات ومعايير في غاية الدقة، وتوفر الأزمنة اللازمة لتحول القوات لتنفيذ مهامها في الوقت المناسب".
وتابع: "وتتم المحافظة على الاستعداد القتالي الدائم من خلال الحصول على معلومات عن العدو الجوى بصفة مستمرة والتنظيم الدقيق لوسائل المواصلات واستعداد مراكز القيادة الرئيسية والتبادلية إدارة أعمال القتال والمحافظة على الكفاءة الفنية للأسلحة والمعدات، ويتم تنفيذ كل هذه العناصر في إطار من الانضباط العسكري الكامل، والروح المعنوية العالية، ويعتبر اشتراك عناصر قوات الدفاع الجوى في معاونة باقي أجهزة القيادة العامة للقوات المسلحة في تأمين الجبهة الداخلية والتحول الديمقراطي للدولة إحدى المهام الثانوية التي تقوم بها قوات الدفاع الجوى دون المساس بالمهمة الرئيسية؛ المتمثلة في تأمين وحماية سماء مصرنا على جميع الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة للدولة"
مصدر
. - http://www.el-balad.com/mobile/1599980#sthash.aBgdPi3Y.dpuf
التعديل الأخير: